سير القتال في کربلاء

ابتدأت المعركة عندما تقدم عمر بن سعد نحو معسكر الحسين عليه‌السلام وأطلق سهما باتجاهه وقال : « اشهدوا لي أنّي أول رام ، فقال الحسين عليه‌السلام : قوموا إلى الموت الذي لا بد منه ، فنهضوا جميعا ، والتقى العسكران الرَّجالة مع الفُرسان ، واشتد
Thursday, January 12, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
سير القتال في کربلاء
 سير القتال في کربلاء

 





 

ابتدأت المعركة عندما تقدم عمر بن سعد نحو معسكر الحسين عليه‌السلام وأطلق سهما باتجاهه وقال : « اشهدوا لي أنّي أول رام ، فقال الحسين عليه‌السلام : قوموا إلى الموت الذي لا بد منه ، فنهضوا جميعا ، والتقى العسكران الرَّجالة مع الفُرسان ، واشتد الصراع » (1).
ثم أقبلت السهام ترشق أصحاب الحسين عليه‌السلام كأنها المطر ، عندها قال الإمام القائد لأصحابه : « إن هذه السهام رسل القوم إليكم ، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة » (2).
بعدها أصدر شمر بن ذي الجوشن ، وهو من أبرز قادة أركان الجيش الأموي ، أوامره بالهجوم الجماعي عندما قال : احملوا عليهم حملة رجل واحد .. وافنوهم عن آخرهم.
وصف أبو مخنف ضراوة المعركة ، فقال : « وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد القتال ، وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم الا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض ، قال : فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالاً يقوضونها ـ أي يهدمون البيوت ـ عن أيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم ، قال : فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوّض وينتهب فيقتلونه من قريب ويعقرونه ، فأمر بها عمر بن سعد عند ذلك فقال : أحرقوها بالنار ولا تدخلوا بيتا ولاتقوضوه ، فجاءوا بالنار فأخذوا يحرقون.
فقال الحسين عليه‌السلام : دعوهم فليحرقوها ، فانهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا ـ أي يصلوا ـ إليكم منها ، وأخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد » (3).
لاحظ كيف أن الحسين القائد كان يخطط بمنتهى الحكمة ، ويضع بنظر الاعتبار معالجة خطط وأفكار شمر ( لعنه اللّه ) ، وكيف أنه أراد أن يكون اتجاه المعركة من وجه واحد ، مراعيا قلة عدد قواته ، وحماية نسائه وأطفاله من أن يُعتدى عليهن ، أو يقعن رهينةً بيد عدوه.
ومع النقص الشديد في عددهم قاتل جند الحسين ببسالة منقطة النظير ، وبالنتيجة سقطوا في ساحة الوغى بين شهيد وجريح ، وذلك لشدة قصف السهام ، وكون ميدان القتال بالنسبة لأصحاب الحسين عليه‌السلام المحاصرين ضيقا لا يتسع للانتشار والتبعثر الذي يقلل ـ عادة ـ من الخسائر في الأرواح.

المبارزة الفردية

«من جملة تقاليد الحرب التي كانت معروفة عند العرب ، هي أن يبرز الى ساحة القتال خصمان من الفريقين ، ويعرّفا نفسيهما ويرتجزان ثم يتبارزان. وفي بعض المواقف كان النزال الفردي يحسم مصير القتال ، وبعد أن يتبارز عدّة أشخاص في النزال الفردي ، يبدأ الهجوم الشامل » (4).
والمبارزة تعني بروز الاشخاص للقتال الفردي. وفي يوم عاشوراء استمر النزال الفردي حتى الظهر ، وحين كان جيش الكوفة يستشعر الضعف كان يهجم على أحد أصحاب الحسين بشكل جماعي حتّى يقتلوه. وقد استشهد بعض أنصار الحسين في النزال الفردي ، وبعضهم استشهدوا في الهجوم الشامل الذي شنّه جيش الكوفة على مخيم الحسين في بداية المعركة.
ابتدأت المبارزة الفردية بتوجه الحر الرياحي بعد التحاقه بصفوف قوات الإمام الحسين عليه‌السلام يطلب الإذن له بالبراز ، قال للحسين عليه‌السلام : « جعلت فداك ، أنا صاحبك الذي حبسك عن الرجوع ، وجعجع بك ، وما ظننت أنّ القوم يبلغون منك ما أرى ، وأنا تائب إلى اللّه تعالى فهل ترى لي من توبة؟ فقال الحسين عليه‌السلام : نعم يتوب اللّه عليك. فنزل وقال : أنا لك فارسا خير منّي لك راجلاً وإلى النزول يصير آخر أمري. ثمّ قال : فإذا كنت أوّل من خرج عليك ، فأذن لي أنّ أكون أوّل قتيل بين يديك ، لعلّي أكون ممّن يصافح جدّك محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله غدا يوم القيامة » (5).
فبرز إلى الميدان ، وهو القائد الحربي المجرّب ، فأخذ يفتك بقوات العدو ، ويتوغل بين صفوفها في العمق ، مما أوقع في صفوفها خسائر فادحة بين قتيل وجريح ثم استشهد رضى الله عنه.
بعدها برز برير بن خضير منفردا إلى الميدان شاهرا سلاحه ، فخرج في مقابله يزيد بن المفضل فاتفقا على المباهلة إلى اللّه تعالى في أن يقتل المحق منهما المبطل ، وتلاقيا فقتله برير الذي استمر يجدل أفراد العدو إلى أن قُتل.
ثم خرج وهب بن جناح الكلبي مبارزا ، وكانت معه امرأته ووالدته ، وبعد أن أجهده التعب ، واشتد به العطش رجع إليهما وقال : « يا أماه أرضيت أم لا؟ فقالت الأم : ما رضيت حتى تُقتل بين يدي الحسين عليه‌السلام » (6) .
وقصته الكاملة مدونة في كتب المقاتل ، ونحن قد اقتصرنا على موضع الحاجة وخاصة فيما يتعلق بالجانب العسكري.
استمرت المبارزة الفردية ، وخرج عندئذ مسلم بن عوسجة ، فسقط على الأرض مضرجا بدمه وبه رمق ، فمشى إليه الحسين القائد عليه‌السلام ومعه حبيب بن مظاهر ، فأوصى مسلم بن عوسجة حبيبا بأن يقاتل دون الحسين عليه‌السلام حتى الموت.
ثم خرج عمر بن قرظة الأنصاري ، وكان قد جعل من جسده درعا يتقي به السِّهام والرِّماح التي تنهال على الحسين عليه‌السلام كالمطر ، فلا يأتي إلى الحسين عليه‌السلام سهم الا اتقاه بيده ، ولا سيف الا تلقاه بمهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين القائد سوء حتى أُثخن بالجراح ، عندئذ التفت إلى قائده الحسين عليه‌السلام وقال له : يابن رسول اللّه ، أوفيت؟ .. فقال الحسين القائد : « نعم أنت أمامي في الجنة » (7).
ولم يقتصر القتال على الأحرار من الرجال ، بل شارك فيه العبيد ، حيث برز جون مولى أبي ذر إلى الميدان ، فقال له الحسين عليه‌السلام : « أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا طلبا للعافية ، فلا تبتل بطريقنا » (8).
فرفض القعود بإصرار ، وله كلمات معبّرة يذكرها أرباب المقاتل ، تدل على الوفاء والإباء.
بعدها برز من تبقى من الأنصار واحدا بعد الآخر حتى ذاقوا الحِمام ، وبقي مع الإمام الحسين عليه‌السلام أهل بيته ، وهم بدورهم وردوا الميدان ابتداءً من ولده علي الأكبر إلى أخيه وقائد أركان حربه أبي الفضل العباس (سلام اللّه عليه) ، وانتهاءً بابن أخيه عبد اللّه بن الحسن بعد أن سبقه إلى الشهادة أخيه القاسم بن الحسن عليهما‌السلام ، وفي نهاية المطاف لم يسلم من القتل حتى الطفل الرَّضيع عبد اللّه بن الحسين الذي أصبح هدفا لسهام حرملة بن كاهل الأسدي ، وكان من أبرز القناصين وأكثرهم دقة في إصابة الهدف ، فسدد رميته إلى نحر الرَّضيع فذبحه من الوريد إلى الوريد وهو على صدر والده!!
لقد سطّر أولاد الحسن والحسين عليهما‌السلام ملاحم بطولية رائعة ، وعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر أراد عبد اللّه بن الحسن أن يدافع عن عمه الحسين عليه‌السلام وهو جريح ، واتقى ضربةً وجهت للإمام المطروح بيده فقطعتها إلى الجلد ، ثم رماه حرملة بسهم فذبحه وهو في حجر عمه!
بعدها استمر القتال الفردي بعد تصفية القاعدة إلى القيادة ، فبادر الحسين القائد إلى البراز ، فلم يزل يُقاتل كل من بَرزَ إليه حتى قَتلَ ـ كما يصف الرّواة ـ مقتلةً عظيمةً ، فقد وصف أحد الرجال الذين شهدوا معركة الطفّ ـ وهو حُميد بن مسلم ـ حال الحسين عليه‌السلام وهو يخوض غمار الحرب ، فقال : « واللّه ما رأيت مكثورا قط ، قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليه‌السلام ، إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه ، فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب » (9) .
وكانوا ينهزمون بين يديه. واستمر الحال على ذلك المنوال حتى أُثخن بالجراح.
عن جعفر بن محمد بن علي عليهم‌السلام ، قال : « وجد بالحسين عليه‌السلام حين قُتل ثلاث وثلاثين طعنة وأربع وثلاثون ضربة ، قال : وجعل سِنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلاّ شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه » (10).
وكان عليه‌السلام يقوم بدور حربي مزدوج؛ فمرّة يشنُ هجوما مقابلاً ، ومرّة أخرى عند اشتداد العطش وتزايد الطعان يتمسك بموقف الدفاع. كان يحمل عليهم ويحملون عليه ، وهو مع ذلك يطلب شربة من ماءٍ فلا يجد حتى كثرت جراحه ، فبينما هو واقف إذ اتاه حجر فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدَّم عن جبهته ، فأتاه ـ حسب وصف الراوي المذكور ـ سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع على قلبه ، ثم أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره ، فانبعث الدم كأنه ميزاب ، فضعف عن القتال (11).
ولما أحس القوم بضعفه حملوا على مقر قيادته ، فطعن شمر فسطاط الحسين عليه‌السلام بالرمح وقال : « عليّ بالنار اُحرقه على من فيه. فقال الحسين عليه‌السلام : يابن ذي الجوشن أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي؟ أحرقك اللّه بالنار » (12).
أما الطعنة القاضية التي وجهت للحسين عليه‌السلام ، فكانت من قبل صالح بن وهب حيث سددها إلى خاصرته ، فسقط عندئذ عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن ، بعدها أصدر شمر أمرا يطلب فيه الإجهاز الجماعي على الإمام عليه‌السلام قائلاً لأصحابه : ما تنتظرون بالرجل؟! .. فحملوا عليه من كل جانب ، وأفرغ كل منهم حقده إما بطعنة رمح أو رمية سهم أو ضربة سيف أو رشقة حجر.
بعد ذلك احتزوا رأسه الشريف ، وتسارعوا إلى سلب ملابسه ، ثم تسابقوا على نهب ما في رحله ، قال الراوي : « ثمّ أقبلوا على سلب الحسين؛ فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمي فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره » (13).
قال : « وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول وقرّة عين البتول حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها » (14).
وهذه هي مصاديق الحرب غير العادلة التي لاتتطابق مع الأعراف والقواعد الإنسانية التي توجب احترام الأموات وعدم التمثيل بهم ، كما توجب احترام حياة وأملاك الأبرياء وحسن معاملة الأسرى وعدم التعرض بسوء لغير المقاتلين وخاصة النساء والأطفال والمرضى.

نقض اُصول الحرب

لقد خرق جيش الكوفة في واقعة كربلاء جميع اُصول الحرب في تعامله مع أصحاب وعيال الحسين ، إليك في مايلي أمثلة على ذلك :
١ ـ الهجوم الجماعي على رجل واحد : وهذا خرق لمبادئ القتال الفردي الذي يقضي بأن يبرز رجل واحد مقابل رجل واحد ويتبارزان في الميدان ، ففي كربلاء حصل هجوم جماعي على رجل واحد وهو الحسين عليه‌السلام.
يقول الشيخ المفيد قدس‌سره : « وحملت الجماعة على الحسين عليه‌السلام فغلبوه على عسكره ، واشتدَّ به العطش ، فركب المسنّاة يريد الفرات ... فاعترضته خيل ابن سعد.
وقال : لمّا رجع الحسين عليه‌السلام من المسنّاة إلى فسطاطه تقدّم إليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه فأحاط به » (15).
وفي رواية ابن طاوس : « وصاح شمر بأصحابه ما تنظرون بالرجل قال : وحملوا عليه من كلّ جانب؛ فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى ، وضرب الحسين عليه‌السلام زرعة فصرعه ، وضربه آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربه كبا عليه‌السلام بها لوجهه ، وكان قد أعيا وجعل ينوء ويكبّ ، فطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ، ثمّ انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ... فقال عمر بن سعد لرجل عن يمينه : إنزل ويحك إلى الحسين فأرحه ، قال : فبدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه فأرعد ، فنزل إليه سنان بن أنس النخعي فضرب بالسيف في حلقه الشريف ... ثمّ احتز رأسه المقدّس » (16)
٢ ـ التعرّض بالسلاح للنساء والأطفال : فمن المتعارف عليه أن للنساء والأطفال حصانة في الحروب ، ولكن في كربلاء ، اُحرقت الخيام بأمر شمر بن ذي الجوشن على النساء والأطفال الذين بقوا بلا ملاذ آمن ، فقد هجموا على من في الخيام وشرّدوهم في البراري ولمّا يزل الإمام عليه‌السلام حيّا يقاتل.
ولما رأى الحسين عليه‌السلام هجوم الجيش على خيام عياله صاح : « .. انا الذي اُقاتلكم وتقاتلوني ، والنساء ليس عليهن جناح ، فامنعوا عتاتكم من التعرّض لحرمي ما دمت حيا » (17).
لم تجد هذه المناشدة أذنا صاغية ، من أُناس وضعوا القيم تحت أقدامهم ، وانساقوا وراء نزعتهم الجاهلية المتلهّفة للسَّلب والنهب. فلم يغضّوا الطرف عن مناشدة الحسين عليه‌السلام فحسب ، بل تجاهلوا أوامر قيادتهم التي دعتهم ـ في الظاهر ـ إلى وقف الانتهاكات الشائنة لكرامة وممتلكات نساء بيت النبوّة.
نقل الشيخ المفيد قدس‌سره : « وجاء عمر بن سعد فصاح النساءُ وبَكيْن ، فقال لأصحابه : لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة ، ولا تعرِّضوا لهذا الغلام المريض (18) .
وسألته النسوة ليسترجع ما أُخذ منهنّ ليتستّرن به فقال : من أخذ من متاعهنّ شيئا فليردّه عليهنّ ، فواللّه ما ردّ أحد منهم شيئا » (19).
ضمن هذا السياق ضربوا بعرض الحائط الدعوات الدينية والإنسانية التي تقرّ بحقّ المريض بالرعاية بدليل : أنّ عبيداللّه بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليه‌السلام أمر بعليِّ بن الحسين ـ وكان مريضا ـ فغُلَّ بغُلٍّ إلى عنقه (20).
وقبل ذلك هدّده بضرب عنقه لولا تدخّل عمّته زينب سلام اللّه عليها عندما قالت لابن زياد : يا بن زياد ، إنّك لم تبق منّا أحدا ، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه (21) فتركه ثمّ سيّره إلى الشام مع سبايا أهل البيت عليهم‌السلام.
٣ ـ سبي المرأة المسلمة : المرأة المسلمة لا يجوز سبيها. وعلي عليه‌السلام لم يسبِ أحدا في جميع حروبه ، وكان يوصي أصحابه وأفراد جيشه أن لا يتعرضوا للنساء ، لكن جيش يزيد سبى المتبقين من عيالات أهل بيت النبوة وأصحابهم الميامين ، من أمثال : زينب وام كلثوم وسكينة ... وساقوهم سبايا الى الكوفة والشام.
هذه الفعلة الشائنة حزّت في نفس زينب عليها‌السلام الأبية ، فوجّهت إلى يزيد سؤالاً استنكاريا ، قالت له فيه : « أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد » (22).
وفي دار الخلافة طلب أحد أهل الشام من يزيد أن يهبه فاطمة بنت الحسين كجارية ، إلاّ أنّ زينب تصدت له بشدّة (23).
ويقتضي التنويه على أن ما تطرقنا إليه من دروس عسكرية هو غيض من فيض ، فالدروس العسكرية والمواقف الحربية التي تمخضت عن معركة الطف القصيرة كثيرة وغنية بالعبر والتجارب. وهذه المعركة الغنية بالدروس نستفيد منها في صراعنا ضد القوى الغاشمة والمتجبرة ، حيث نخرج بنتيجة حاسمة هي : أن الدم سوف ينتصر على السيف ، وأن أبواق القوة لا تستطيع كتم صوت الحق ، وأن المعركة لا تقاس من الناحية العسكرية بعدد الخسائر بالأرواح ، بل تقاس بالحصول على هدف القتال المستقبلي والمعنوي المتمثل بفضح سياسة وأساليب القوى المتجبرة والتصدي لها.
المصادر :
1- مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٠٠.
2- اللهوف : ٦٠.
3- تاريخ الطبري ٦ : ٢٣٧ ، حوادث سنة إحدى وستين.
4- الفن العسكري الاسلامي / ياسين سويد : ٢٢.
5- اللهوف : ٦٢ ـ ٦٣.
6- اللهوف : ٦٣.
7- اللهوف : ٦٤.
8- اللهوف : ٦٤.
9- الإرشاد ٢ : ١١١.
10- تاريخ الطبري ٦ : ٢٤٦ ، حوادث سنة إحدى وستين.
11- اللهوف : ٧١.
12- اللهوف : ٧٢ ـ ٧٣.
13- اللهوف : ٧٦.
14- اللهوف : ٧٧.
15- الإرشاد ٢ : ١٠٩ ـ ١١٠.
16- اللهوف : ٧٣ ـ ٧٤.
17- اللهوف : ٧١.
18- يراد به الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام.
19- الإرشاد ٢ : ١١٣.
20- الإرشاد ٢ : ١١٩.
21- انظر : اللهوف : ٩٥.
22- اللهوف : ١٠٦.
23- انظر : الإرشاد ٢ : ١٢١.

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.