
لما خرج علي من المدينة خرج معه أبو عمرة بن عمرو بن محصن قال : فشهدنا مع علي الجمل ثم انصرفنا إلى الكوفة ، ثم سرنا إلى أهل الشام ، حتى إذا كان بيننا وبين صفين ليلة دخلني الشك فقلت : والله ما أدري علام أقاتل؟ وما أدري ما أنا فيه. قال : واشتكى رجل منا بطنه من حوت أكله ، فظن أصحابه أنه طعين (الطعين ، هنا : الذي أصابه الطاعون.) فقالوا : نتخلف على هذا الرجل.(1)
فقلت : أنا أتخلف عليه. والله ما أقول ذلك إلا مما دخلني من الشك. فأصبح الرجل ليس به بأس ، وأصبحت قد ذهب عني ما كنت أجد ، ونفذت لي بصيرتي ، حتى إذا أدركنا أصحابنا ومضينا مع علي إذا أهل الشام قد سبقونا إلى الماء ، فلما أردناه منعونا ، فصلتنا لهم بالسيف فخلونا وإياه ، وأرسل أبو عمرة إلى أصحابه : قد والله جزناهم فهم يقاتلونا ، وهم في أيدينا ، ونحن دونه إليهم كما كان في أيديهم قبل أن نقاتلهم. فأرسل معاوية إلى أصحابه : لا تقاتلوهم وخلوا بينهم وبينه. فشربوا فقلنا لهم : قد كنا عرضنا عليكم هذا أول مرة فأبيتم حتى أعطانا الله وأنتم غير محمودين. قال : فانصرفوا عنا وانصرفنا عنهم ، ولقد رأيت روايانا ورواياهم بعد ، وخيلنا وخيلهم ترد ذلك الماء جميعا ، حتى ارتووا وارتوينا.
نصر : محمد بن عبيد الله ، عن الجرجاني ، أن عمرو بن العاص قال :
يا معاوية ما ظنك بالقوم إن منعوك الماء اليوم كما منعتهم أمس ، أتراك تضاربهم عليه كما ضاربوك عليه. وما أغني عنك أن تكشف لهم السوءة. قال : دع عنك ما مضى منه ، ما ظنك بعلي؟ قال : ظني أنه لا يستحل منك ما استحللت منه ، وأن الذي جاء له غير الماء. فقال له معاوية قولا أغضبه.
قال : ومكث علي يومين لا يرسل إلى معاوية ولا يأتيه من قبل معاوية أحد ، وجاء عبيد الله بن عمر فدخل على علي في عسكره فقال : أنت قاتل الهرمزان ، وقد كان أبوك فرض له في الديوان وأدخله في الإسلام؟ فقال له ابن عمر : الحمد لله الذي جعلك تطلبني بدم الهرمزان وأطلبك بدم عثمان بن عفان. فقال له علي : لا عليك ، سيجمعني وإياك الحرب غدا. ثم مكث علي يومين لا يرسل إلى معاوية ولا يرسل إليه معاوية.
ثم إن عليا دعا بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري ، وسعيد بن قيس الهمداني ، وشبث بن ربعي التميمي فقال : ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله عز وجل وإلى الطاعة والجماعة ، وإلى اتباع أمر الله تعالى. فقال له شبث : ألا نطمعه في سلطان توليه إياه ومنزلة تكون به له أثرة عندك إن هو بايعك؟ قال علي : ائتوه الآن فالقوه واحتجوا عليه وانظروا ما رأيه ـ وهذا في شهر ربيع الآخر ـ فأتوه فدخلوا عليه ، فحمد أبو عمرة بن محصن الله وأثنى عليه وقال : « يا معاوية ، إن الدنيا عنك زائلة ، وإنك راجع إلى الآخرة ، وإن الله عز وجل مجازيك بعملك ، ومحاسبك بما قدمت يداك ، وإني أنشدك بالله أن تفرق جماعة هذه الأمة ، وأن تسفك دماءها بينها ». فقطع معاوية عليه الكلام ، فقال : هلا أوصيت صاحبك؟ فقال : سبحان الله ، إن صاحبي ليس مثلك ، إن صاحبي أحق البرية في هذا الأمر في الفضل والدين والسابقة والإسلام ، والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال معاوية : فتقول ماذا؟ قال : أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق ، فإنه أسلم لك في دينك ، وخير لك في عاقبة أمرك. قال : ويطل دم عثمان؟ لا والرحمن لا أفعل ذلك أبدا. قال : فذهب سعيد يتكلم ، فبدره شبث فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
يا معاوية ، قد فهمت ما رددت على ابن محصن ، إنه لا يخفى علينا ما تقرب وما تطلب ، إنك لا تجد شيئا تستغوي به الناس وتستميل به أهواءهم وتستخلص به طاعتهم إلا أن قلت لهم قتل إمامكم مظلوما فهلموا نطلب بدمه ، فاستجاب لك سفهاء طغام رذال ؛ وقد علمنا أنك قد أبطأت عنه بالنصر ، وأحببت له القتل بهذه المنزلة التي تطلب. ورب مبتغ أمرا وطالبه يحول الله دونه. وربما أوتي المتمنى أمنيته ، وربما لم يؤتها. ووالله مالك في واحدة منها خير. والله لئن أخطأك ما ترجو إنك لشر العرب حالا ، ولئن أصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق صلى النار. فاتق الله يا معاوية ، ودع ما أنت عليه ، ولا تنازع الأمر أهله.
قال : فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال :
« أما بعد فإن أول ما عرفت به سفهك وخفة حلمك ـ قطعك على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه ، ثم عتبت بعد فيما لا علم لك به. ولقد كذبت ولويت أيها الأعرابي الجلف الجافي في كل ما وصفت وذكرت. انصرفوا من عندي فليس بيني وبينكم إلا السيف ». قال : وغضب فخرج القوم وشبث يقول : أفعلينا تهول بالسيف ، أما والله لنعجلنه إليك. فأتوا عليا عليهالسلام فأخبروه بالذي كان من قوله ـ وذلك في شهر ربيع الآخر ـ قال : وخرج قراء أهل العراق وقراء أهل الشام ، فعسكروا ناحية صفين في ثلاثين ألفا ، وعسكر علي على الماء ، وعسكر معاوية فوق ذلك ، ومشت القراء فيما بين معاوية وعلي ، فيهم عبيدة السلماني (2)
وعلقمة بن قيس النخعي ، وعبد الله بن عتبة ، وعامر بن عبد القيس ـ وقد كان في بعض تلك السواحل ـ قال : فانصرفوا من عسكر علي فدخلوا على معاوية فقالوا :
يا معاوية ، ما الذي تطلب؟ قال : أطلب بدم عثمان. قالوا : ممن تطلب بدم عثمان. قال : من علي عليهالسلام. قالوا : وعلي عليهالسلام قتله؟ قال : نعم ، هو قتله وآوى قاتليه. فانصرفوا من عنده فدخلوا على علي فقالوا : إن معاوية يزعم أنك قتلت عثمان. قال : اللهم لكذب فيما قال ، لم أقتله. فرجعوا إلى معاوية فأخبروه فقال لهم معاوية : إن لم يكن قتله بيده فقد أمر ومالا. فرجعوا إلى علي عليهالسلام فقالوا : إن معاوية يزعم أنك إن لم تكن قتلت بيدك فقد أمرت ومالأت على قتل عثمان. فقال : اللهم كذب فيما قال. فرجعوا إلى معاوية فقالوا : إن عليا عليهالسلام يزعم أنه لم يفعل. فقال معاوية : إن كان صادقا فليمكنا من قتلة عثمان ، فإنهم في عسكره وجنده وأصحابه وعضده. فرجعوا إلى علي عليهالسلام فقالوا : إن معاوية يقول لك إن كنت صادقا فادفع إلينا قتلة عثمان أو أمكنا منهم. قال لهم علي : تأول القوم عليه القرآن ووقعت الفرقة ، وقتلوه في سلطانه وليس على ضربهم قود. فخصم على معاوية. فقال معاوية : إن كان الأمر كما يزعمون فما له ابتز الأمر دوننا على غير مشورة منا ولا ممن هاهنا معنا. فقال علي عليهالسلام : إنما الناس تبع المهاجرين والأنصار ، وهم شهود المسلمين في البلاد على ولايتهم وأمر دينهم ، فرضوا بي وبايعوني ، ولست أستحل أن أدع ضرب معاوية يحكم على الأمة ويركبهم ويشق عصاهم. فرجعوا إلى معاوية فأخبروه بذلك فقال : ليس كما يقول ، فما بال من هاهنا من المهاجرين والأنصار لم يدخلوا في هذا الأمر فيؤامروه. فانصرفوا إلى علي عليهالسلام فقالوا له ذلك وأخبروه. فقال علي عليهالسلام : ويحكم ، هذا للبدريين دون الصحابة ، ليس في الأرض بدري إلا قد بايعني وهو معي ، أو قد أقام ورضي ، فلا يغرنكم معاوية من أنفسكم ودينكم. فتراسلوا ثلاثة أشهر ، ربيعا الآخر وجماديين ، فيفزعون الفزعة فيما بين ذلك ، فيزحف بعضهم إلى بعض ، وتحجز القراء بينهم. ففزعوا في ثلاثة أشهر خمسة وثمانين فزعة ، كل فزعة يزحف بعضهم إلى بعض ويحجز القراء بينهم ، ولا يكون بينهم قتال.
قال : وخرج أبو أمامة الباهلي ، وأبو الدرداء ؛ فدخلا على معاوية وكانا معه ، فقالا : يا معاوية : علام تقاتل هذا الرجل ، فوالله لهو أقدم منك سلما ، وأحق بهذا الأمر منك ، وأقرب من النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلام تقاتله؟ فقال : أقاتله على دم عثمان ، وأنه آوى قتلته ؛ فقولوا له فليقدنا من قتلته ، فأنا أول من بايعه من أهل الشام. فانطلقوا إلى علي فأخبروه بقول معاوية ، فقال : هم الذين ترون. فخرج عشرون ألفا أو أكثر مسر بلين في الحديد ، لا يرى منهم إلا الحدق ، فقالوا : كلنا قتله ، فإن شاءوا فليروموا ذلك منا. فرجع أبو أمامة ، وأبو الدرداء فلم يشهدا شيئا من القتال حتى إذا كان رجب وخشى معاوية أن يبايع القراء عليا على القتال أخذ في المكر ، وأخذ يحتال للقراء لكيما يحجموا عنه ويكفوا حتى ينظروا.
قال : وإن معاوية كتب في سهم : « من عبد الله الناصح ، فإني أخبركم أن معاوية يريد أن يفجر عليكم الفرات فيغرقكم. فخذوا حذركم ». ثم رمى معاوية بالسهم في عسكر علي عليهالسلام ، فوقع السهم في يدي رجل من أهل الكوفة ، فقرأه ثم اقرأه صاحبه ، فلما قرأه وأقرأه الناس ـ أقرأه من أقبل وأدبر ـ قالوا : هذا أخر ناصح كتب إليكم يخبركم بما أراد معاوية. فلم يزل السهم يقرأ ويرتفع حتى رفع إلى أمير المؤمنين ، وقد بعث معاوية مائتي رجل من الفعلة إلى عاقول من النهر ، بأيديهم المرور والزبل يحفرون فيها بحيال عسكر علي ابن أبي طالب ، فقال علي عليهالسلام : ويحكم ، إن الذي يعالج معاوية لا يستقيم له ولا يقوم عليه ، وإنما يريد أن يزيلكم عن مكانكم ، فالهوا عن ذلك ودعوه. فقالوا له : لا ندعهم والله يحفرون الساعة. فقال علي : يا أهل العراق لا تكونوا ضعفي ، ويحكم لا تغلبوني على رأيي. فقالوا : والله لنرتحلن ، فإن شئت فارتحل ، وإن شئت فأقم. فارتحلوا وصعدوا بعسكرهم مليا ، وارتحل علي في أخريات الناس
وارتحل معاوية حتى نزل على معسكر علي الذي كان فيه ، فدعا على الأشتر ، فقال : ألم تغلبني على رائي أنت والأشعث؟ فدونكما. فقال الأشعث : أنا أكفيك يا أمير المؤمنين ، سأداوي ما أفسدت اليوم من ذلك. فجمع بني كندة ، وقال : يا معشر كندة ، لا تفضحوني اليوم ولا تخزوني ، إنما أقارع بكم أهل الشام. فخرجوا معه رجلا يمشون وبيد الأشعث رمح له يلقيه على الأرض ، ويقول : امشوا قيس رمحي هذا . فيمشون ، فلم يزل يقيس لهم الأرض برمحه ذلك ويمشون معه رجالة قد كسروا جفون سيوفهم حتى لقوا معاوية وسط بني سليم واقفا على الماء ، وقد جاءه أداني عسكره ، فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعة ، وانتهى أوائل أهل العراق فنزلوا ، وأقبل الأشتر في خيل من أهل العراق ، فحمل على معاوية حملة ، والأشعث يحارب في ناحية أخرى ، فانحاز معاوية في بني سليم فردوا وجوه إبله قدر ثلاثة فراسخ. ثم نزل ووضع أهل الشام أثقالهم ، والأشعث يهدر ويقول : أرضيتك يا أمير المؤمنين!
فلما غلب علي علی الماء فطرد عنه أهل الشام بعث إلي معاوية : « إنا لا نكافيك بصنعك ، هم إلي الماء فنحن وأنتم فيه سواء ». فأخذ كل واحد منهما بالشريعة مما يليه ، وقال علي عليهالسلام لأصحابه : أيها الناس ، إن الخطب أعظم من منع الماء. وقال معاوية : لله در عمرو ، ما عصيته في أمر قط إلا أخطأت الرأي فيه. قال : فمكث معاوية أياما لا يكلم عمرا ، ثم بعث إليه ، فقال : يا عمرو ، كان فلتة من رأي أعقبتني بخطائها وأمت ما كان قبلها من الصواب ، أما والله لو تقايس صوابك بخطائك لقل صوابك. فقال عمرو : قد كان كذا فرأيت احتجت إلى رأيك ، وما خطاؤك اليوم حين أعذرت إليك أمس ، وكذلك أنالك غدا إن عصيتني اليوم. فعطف عليه معاوية ، ورضي عنه ، وبات على مشق الحيل حتى أصبح ، ثم غاداهم على القتال ، وعلى رايته يومئذ هاشم بن عتبة المرقال.
فمكثوا على ذلك حتى كان ذو الحجة ، فجعل علي يأمر هذا الرجل الشريف فيخرج معه جماعة فيقاتل ، ويخرج إليه من أصحاب معاوية رجل معه آخر ، فيقتتلان في خيلها ورجلهما ثم ينصرفان ، وأخذوا يكرهون أن يتراجعوا بجميع الفيلق من العراق وأهل الشام ، مخافة الاستئصال والهلاك. وكان علي عليهالسلام يخرج الأشتر مرة في خيله ، وحجر بن عدي مرة ، وشبث بن ربعي التميمي مرة ، ومرة خالد بن المعمر السدوسي ، ومرة زياد بن النضر الحارثي ، ومرة زياد بن جعفر الكندي ، ومرة سعد بن قيس الهمداني ، ومرة معقل بن قيس الرياحي ومرة قيس بن سعد بن عبادة. وكان أكثر القوم حروبا الأشتر.
وكان معاوية يخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي ، ومرة أبا الأعور السلمي ، ومرة حبيب بن مسلمة الفهري ، ومرة ابن ذي الكلاع ، ومرة عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، ومرة شرحبيل بن السمط ، ومرة حمزة بن مالك الهمداني. فاقتتلوا ذا الحجة ، وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرتين : أوله وآخره.
نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن عبد الله بن عاصم قال : حدثني رجل من قومي ، أن الأشتر خرج يوما فقاتل بصفين في رجال من القراء ، ورجال من فرسان العرب ، فاشتد قتالهم ، فخرج علينا رجل لقل والله ما رأيت رجلا قط هو أطول ولا أعظم منه ، فدعا إلى المبارزة فلم يخرج إليه إنسان ، وخرج إليه الأشتر فاختلفا ضربتين ، وضربه الأشتر فقتله. وايم الله لقد كنا أشفقنا عليه ، وسألناه ألا يخرج إليه.
نصر : عمر بن سعد ، عن أبي المجاهد ، عن المحل بن خليفة قال : لما توادع علي عليهالسلام ومعاوية بصفين اختلفت الرسل فيما بينهما رجاء الصلح ، فأرسل علي بن أبي طالب إلى معاوية عدي بن حاتم ، وشبث بن ربعي ، ويزيد بن قيس ، وزياد بن خصفة ، فدخلوا على معاوية ، فحمد الله عدي بن حاتم وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فإنا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا ، ويحقن الله به دماء المسلمين (3) ، وندعوك إلى أفضلها سابقة وأحسنها في الإسلام آثارا (4) ، وقد اجتمع له الناس ، وقد أرشدهم الله بالذي رأوا فأتوا ، فلم يبق أحد غيرك وغير من معك ، فانته يا معاوية من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بمثل يوم الجمل.
فقال له معاوية : كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا. هيهات يا عدي. كلا والله إني لابن حرب ، ما يقعقع لي بالشنان. أما والله إنك لمن المجلبين علي ابن عفان ، وإنت لمن قتلته ، وإني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله. هيهات يا عدي ، قد حلبت بالساعد الأشد (5).
وقال له شبث بن ربعي وزياد بن خصفة ـ وتنازعا كلاما واحدا ـ :
أتيناك فيما يصلحنا وإياك ، فأقبلت تضرب الأمثال لنا. دع مالا ينفع من القول والفعل ، وأجبنا فيما يعمنا وإياك نفعه.
وتكلم يزيد بن قيس الأرحبي فقال : إنا لم نأتك إلا لنبلغك ما بعثنا به إليك ، ولنؤدي عنك ما سمعنا منك ، لن ندع أن ننصح لك ، وأن نذكر ما ظننا أن لنا به عليك حجة ، أو أنه راجع بك إلى الألفة والجماعة. إن صاحبنا لمن قد عرفت وعرف المسلمون فضله ، ولا أظنه يخفى عليك : أن أهل الدين والفضل لن يعدلوك بعلي عليهالسلام ، ولن يميلوا بينك وبينه. فاتق الله يا معاوية ، ولا تخالف عليا ، فإنا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى ، ولا أزهد في الدنيا ، ولا أجمع لخصال الخير كلها منه.
فحمد الله معاوية وأثنى عليه وقال : أما بعد فإنكم دعوتم إلى الطاعة والجماعة. فأما الجماعة التي دعوتم إليها فنعما هي. وأما الطاعة لصاحبكم فإنا لا نراها. إن صاحبكم قتل خليفتنا ، وفرق جماعتنا ، وآوى ثأرنا وقتلتنا ، وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله ، فنحن لا نرد ذلك عليه ، أرأيتم قتلة صاحبنا؟ ألستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبكم؟ فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به ونحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة.
فقال له شبث بن ربعي : أيسرك بالله يا معاوية أن أمكنت من عمار ين ياسر فقتلته؟ قال : وما يمنعني من ذلك؟ والله لو أمكنني صاحبكم
من ابن سمية (6) ما قتلته بعثمان ، ولكن كنت أقتله بنائل مولى عثمان ابن عفان ، فقال له شبث : وإله السماء ما عدلت معدلا ، لا والله الذي لا إله إلا هو لا تصل إلى قتل ابن ياسر حتى تندر الهام عن كواهل الرجال وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها ، فقال له معاوية : إنه لو كان ذلك كانت عليك أضيق. ورجع القوم عن معاوية ، فلما رجعوا من عنده بعث إلى زياد بن خصفة التيمي فدخل عليه ، فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد يا أخا ربيعة فإن عليا قطع أرحامنا ، وقتل إمامنا ، وآوى قتلة صاحبنا ، وإني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك ، ولك علي عهد الله وميثاقه إذا ظهرت أن أوليك أي المصرين أحببت.
قال أبو المجاهد: سمعت زياد بن خصفة يحدث بهذا الحديث. قال : فلما قضى معاوية كلامه حمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت له : « أما بعد فإني لعلى بينة من ربي ، وبما أنعم علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ». قال : ثم قمت ، فقال معاوية لعمرو بن العاص ـ وكان إلى جانبه جالسا ـ : ليس يكلم رجل منا رجلا منهم بكلمة فيجيب بخير ، ما لهم عضبهم الله ، ما قلوبهم إلا قلب رجل واحد.
نصر : حدثنا سليمان بن أبي راشد ، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود ، أن معاوية بعث إلى حبيب بن مسلمة الفهري ، وشرحبيل بن السمط ، ومعن بن يزيد بن الأخنس السلمي ، فدخلوا على علي عليهالسلام وأنا عنده ، فحمد الله حبيب بن مسلمة وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فإن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا ، يعمل بكتاب الله ، وينيب إلى أمر الله ، فاستثقلتم حياته ، واستبطأتم وفاته ، فعدوتم عليه فقتلتموه ، فادفع إلينا قتلة عثمان نقتلهم به. فإن قلت إنك لم تقتله فاعتزل أمر الناس فيكون أمرهم هذا شورى بينهم ، يولى الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم.
فقال له علي عليهالسلام : وما أنت لا أم لك والولاية والعزل والدخول في هذا الأمر. اسكت فإنك لست هناك ، ولا بأهل لذاك.
فقام حبيب بن مسلمة فقال : أما والله لتريني حيث تكره. فقال له علي : وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك؟! اذهب فصوب وصعد ما بدا لك ، فلا أبقى الله عليك إن أبقيت. فقال شرحبيل بن السمط : إن كلمتك فلعمري ما كلامي إياك إلا كنحو من كلام صاحبي قبلي ، فهل لي عندك جواب غير الجواب الذي أجبته به؟ فقال علي عليهالسلام : عندي جواب غير الذي أجبته به ، لك ولصاحبك (7).
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فإن الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأنقذ به من الضلالة ، ونعش به من الهلكة ، وجمع به بعد الفرقة ، ثم قبضه الله إليه وقد أدى ما عليه ، ثم استخلف الناس أبا بكر ، ثم استخلف أبو بكر عمر ، وأحسنا السيرة ، وعدلا في الأمة ، وقد وجدنا عليهما أن توليا الأمر دوننا ونحن آل الرسول وأحق بالأمر ، فغفرنا ذلك لهما ، ثم ولى أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه ، فسار إليه ناس فقتلوه ، ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فقالوا لي : بايع. فأبيت عليهم ، فقالوا لي : بايع فإن الأمة لا ترضى إلا بك ، وإنا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس. فبايعتهم ، فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعاني ، وخلاف معاوية إياك ، الذي لم يجعل الله له سابقة في الدين ، ولا سلف صدق في الإسلام ، طليق ابن طليق ، وحزب من الأحزاب ، لم يزل لله ولرسوله وللمسلمين عدوا هو وأبوه ، حتى دخلا في الإسلام كارهين مكرهين ؛ فعجبنا لكم ولإجلابكم معه ، وانقيادكم له ، وتدعون أهل بيت نبيكم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذين لا ينبغي لكم شقاقهم ولا خلافهم ، ولا أن تعدلوا بهم أحدا من الناس. إني أدعوكم إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وإماتة الباطل ، وإحياء معالم الدين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لنا ولكل مؤمن ومؤمنة ، ومسلم ومسلمة.
فقال له شرحبيل ومعن بن يزيد : أتشهد أن عثمان قتل مظلوما؟ فقال
لهما : إني لا أقول ذلك. قالا : فمن لم يشهد أن عثمان قتل مظلوما فنحن برآء منه. ثم قاما فانصرفا. فقال عليهالسلام : ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين. وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ). ثم أقبل على أصحابه فقال : لا يكون هؤلاء بأولى في الجد في ضلالتهم منكم في حقكم وطاعة إمامكم.
ثم مكث الناس حتى دنا انسلاخ المحرم.
فقتل بعد ، وكان مع معاوية. فلما انسلخ المحرم واستقبل صفر ، وذلك في سنة سبع وثلاثين ، بعث علي نفرا من أصحابه حتى إذا كانوا من عسكر معاوية حيث يسمعونهم الصوت قام مرثد بن الحارث الجشمي فنادى عند غروب الشمس : يا أهل الشام ، إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون لكم : إنا والله ما كففنا عنكم شكا في أمركم ، ولا بقيا عليكم ، وإنما كففنا عنكم لخروج المحرم ، ثم انسلخ ، وإنا قد نبذنا إليكم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين.
قال : فتحاجز الناس وثاروا إلى أمرائهم.
نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي الزبير قال : كانت وقعة صفين في صفر.
قال نصر : في حديث عمر ـ يعني ابن سعد ـ إن عليا عليهالسلام لما انسلخ المحرم أمر مرثد بن الحارث الجشمي فنادى عند غروب الشمس : يا أهل الشام ، ألا إن أمير المؤمنين يقول لكم : إني قد استدمتكم واستأنيت بكم (8) لتراجعوا الحق وتنيبوا إليه ، واحتججت عليكم بكتاب الله ودعوتكم إليه ، فلم تتناهوا عن طغيان ، ولم تجيبوا إلى حق. وإني قد نبذت إليكم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين.
فثار الناس إلى أمرائهم ورؤسائهم. قال : وخرج معاوية وعمرو بن العاص يكتبان الكتائب ، ويعبيان العساكر ، وأوقدوا النيران ، وجاءوا بالشموع ، وبات علي عليهالسلام ليلته كلها يعبي الناس ، ويكتب الكتائب ، ويدور في الناس يحرضهم.
نصر : عمر بن سعد ، وحدثني رجل عن عبد الله بن جندب عن أبيه أن عليا عليهالسلام كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوه يقول :
لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم ؛ فإنكم بحمد الله على حجة ، وترككم إياهم
حتى يبدءوكم حجة أخرى لكم عليهم ، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورة ، ولا تمثلوا بقتيل. فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا إلا بإذني ، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة بأذى (9)
وإن شتمن أعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم ؛ إنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول. ولقد كنا وإنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات ، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد فيعير بها عقبه من بعده.
نصر ، عن عمر بن سعد ، عن إسماعيل بن يزيد يعني ابن أبي خالد (10) ، عن أبي صادق ، عن الحضرمي قال : سمعت عليا عليهالسلام حرض في الناس في ثلاثة مواطن : في يوم الجمل ، ويوم صفين ، ويوم النهروان ، فقال :
عباد الله ، اتقوا الله عز وجل ، وغضوا الأبصار ، واخفضوا الأصوات ، وأقلوا الكلام ، ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمجاولة ، والمبارزة والمعانقة والمكادمة (11) ، واثبتوا ( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ). ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) اللهم ألهمهم الصبر ، وأنزل عليهم النصر ، وأعظم لهم الأجر.
نصر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن محمد بن علي ، وزيد بن حسن ،ومحمد بن المطلب (12) ، أن عليا عليهالسلام ومعاوية عقدا الأولوية ، وأمرا الأمراء ، وكتبا الكتائب ، واستعمل علي على الخيل عمار بن ياسر ، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ودفع اللواء إلى هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص الزهري ، وجعل على الميمنة الأشعث بن قيس ، وعلى الميسرة عبد الله بن العباس ، وجعل على رجالة الميمنة سليمان بن صرد الخزاعي ، وجعل على رجالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي ، وجعل القلب مضر الكوفة والبصرة ، وجعل الميمنة اليمن ، وجعل الميسرة ربيعة ، وعقد ألوية القبائل فأعطاها قوما منهم بأعيانهم جعلهم رؤساءهم وأمراءهم ، وجعل على قريش وأسد وكنانة عبد الله بن عباس ، وعلى كندة حجر بن عدي ، وعلى بكر البصرة حضين بن المنذر. وعلى تميم البصرة الأحنف بن قيس ، وعلى خزاعة عمرو بن الحمق ، وعلى بكر الكوفة نعيم بن هبيرة ، وعلى سعد ورباب البصرة جارية بن قدامة السعدي ، وعلى بجيلة رفاعة بن شداد ، وعلى ذهل الكوفة يزيد بن رويم الشيباني ، وعلى عمرو وحنظلة البصرة أعين بن ضبيعة ، وعلى قضاعة وطيئ عدي بن حاتم ، وعلى لهازم الكوفة عبد الله بن حجل العجلي ، وعلى تميم الكوفة عمير بن عطارد ، وعلى الأزد واليمن جندب ابن زهير ، وعلى ذهل البصرة خالد بن المعمر السدوسي ، وعلى عمرو وحنظلة الكوفة شبث بن ربعي ، وعلى همدان سعيد بن قيس ، وعلى لهازم البصرة حريث بن جابر الحنفي ، وعلى سعد ورباب الكوفة الطفيل أبا صريمة ،
وعلى مذحج الأشتر بن الحارث النخعي ، وعلى عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان ، وعلى قيس الكوفة عبد الله بن الطفيل البكائي ، وعلى عبد القيس البصرة عمرو بن حنظلة ، وعلى قريش البصرة الحارث بن نوفل الهاشمي ، وعلى قيس البصرة قبيصة بن شداد الهلالي ، وعلى اللفيف من القواصي القاسم بن حنظلة الجهني.
واستعمل معاوية على الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، وعلى الرجالة مسلم بن عقبة المري (13) ، وعلى الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة القهري ، وأعطى اللواء عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وعلى أهل دمشق ـ وهم القلب ـ الضحاك بن قيس القهري ، وعلى أهل حمص ـ وهم الميمنة ـ ذا الكلاع الحميري ، وعلى أهل قنسرين ـ وهم في الميمنة أيضا زفر بن الحارث ، وعلى أهل الأردن ـ وهم الميسرة ـ سفيان بن عمرو الأعور السلمي ، وعلى أهل فلسطين ـ وهم في الميسرة ـ أيضا مسلمة بن مخلد ، وعلى رجالة أهل حمص حوشبا ذا ظليم، وعلى رجالة قيس طريف بن حابس الألهاني (14)
وعلى رجالة أهل الأردن عبد الرحمن بن قيس القيني ، وعلى رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي ، وعلى رجالة قيس دمشق همام بن قبيصة ، وعلى قيس وإياد حمص بلال بن أبي هبيرة الأزدي وحاتم بن المعتمر الباهلي، وعلى رجالة الميمنة حابس بن سعد الطائي ، وعلى قضاعة دمشق حسان بن بحدل الكلبي (15) ، وعلى قضاعة الأردن حبيش بن دلجة القيني ، وعلى كنانة فلسطين شريكا الكناني ، وعلى مذحج الأردن المخارق بن الحارث الزبيدي ، وعلى لخم وجذام فلسطين ناتل بن قيس الجذامي (16)
وعلى همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني ، وعلى خثعم اليمن حمل بن عبد الله الخثعمي (17) ، وعلى غسان الأردن يزيد بن الحارث ، وعلى جميع القواصى القعقاع بن أبرهة الكلاعى (18) ـ وأصيب في المبارزة أول يوم تراءت فيه الفئتان.
نصر : إسماعيل بن أبي عميرة عن الشعبي أن عليا عليهالسلام بعث على ميمنته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، وعلى ميسرته عبد الله بن العباس.
وذكر عن فضيل بن خديج أن عليا عليهالسلام بعث على خيل أهل الكوفة الأشتر ، وعلى خيل أهل البصرة سهل بن حنيف ، وعلى رجالة أهل الكوفة عمار بن ياسر ، وعلى رجالة أهل البصرة قيس بن سعد ـ وكان قد أقبل من مصر إلى صفين ـ وجعل معه هاشم بن عتبة ، وابنه ، و جعل مسعود بن فدكي التميمي على قراء أهل البصرة. فصار قراء أهل الكوفة إلى ابن بديل وعمار بن ياسر.
آخر الجزء الثالث من أجزاء ابن الطيوري والحمد لله وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله وسلم. ويتلوه الجزء الرابع وأوله :
« نصر ، عن عمر قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم مولى يزد بن معاوية ».
وجدت في الجزء الخامس من نسخة عبد الوهاب بخطه :
« سمع جميعه على الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، الأجل السيد الأوحد قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني ، وابناه القاضيان أبو عبد الله محمد (19) وأبو الحسين أحمد ، وأبو عبد الله محمد بن القاضي أبي الفتح بن البيضاوي ، والشريف أبو الفضل محمد بن علي بن أبي يعلى الحسني ، وأبو منصور محمد بن محمد بن قرمي ، بقراءة عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي في شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة ».
المصادر :
1- في التقريب ٦٠٣ : « أبو عمرة عن أبيه ، في سهم الفارس. مجهول من السادسة ». وفي الأصل : « عن أبيه عمرة »
2- هو عبيدة ـ بفتح أوله ـ بن عمرو ، ويقال ابن قيس بن عمرو انظر مختلف القبائل ومؤتلفها لمحمد بن حبيب ص ٣٠ جوتنجن والإصابة ٦٤٠١ والمعارف ١٨٨ وتهذيب التهذيب والتقريب.
3- زاد الطبري في ( ٦ : ٢ )
4- تاريخ الطبري : « إن ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة وأحسنها في الإسلام آثارا ». وفي ح ( ١ : ٣٤٤ ) .
5- في الميداني ( ١ : ١٧٦ ) وفي الأصل : « قد جئت » ، والصواب من الطبري ( ٦ : ٣ ).
6- المعارف ١١١ ـ ١١٢ والإصابة ٥٨٢.
7- في الطبري ( ٦ : ٤ ) : « نعم لك ولصاحبك جواب غير الذي أجبته به ».
8- وفي الطبري ( ٦ : ٥ ) : « قد استدمتكم » فقط.
9- في الأصل وح ( ١ : ٣٤٦ ) : « إلا باذني » صوابه من الطبري ( ٦ : ٦ ).
10- انظر المعارف ٢١١ وتهذيب التهذيب.
11- المكادمة : مفاعلة من الكدم ، وهو العض ، والتأثير بالحديد ، وهذا هو الأقرب. وفي اللسان : « رجل مكدم : إذا لقى قتالا فأثرت فيه الجراح ». وفي الأصل : « المكارمة » بالراء ، صوابه في الطبري ( ٦ : ٦ ).
12- ذكره في لسان الميزان ( ٥ : ٣٨٣ ) .
13- المري : نسبة إلى مرة بن عوف. قال ابن دريد في الاشتقاق ١٧٤ انظر المعارف ١٥٣. ح : « المزني » تحريف.
14- انظر الاشتقاق ٢٥٠.
15- انظر تاريخ ابن عساكر ( ٩ : ٣٤٢ ) المخطوطة التيمورية وكذا الأغاني ( ١١ : ١١٤ ).
16- تهذيب التهذيب والاشتقاق ٢٢٥ والمشتبه للذهبي ٥١٤.
17- ابن عساكر ( ١١. ٥٥١ ) مخطوطة التيمورية.
18- ترجم له ابن عساكر في ( ٣٥ : ٣٦٩ ).
19- السمعاني في الورقة ٢١٩ وياقوت في معجم البلدان.