اذآن الصحابة

إنّ المطالع في كتب السير والتاريخ والحديث عند المذاهب الإسلاميّة يقف على أسماء عدة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يؤذّنون بـ « حيّ على خير العمل » وإن كانت بعض تلك النصوص تشير إلى
Saturday, February 11, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
اذآن الصحابة
 اذآن الصحابة

 





 

إنّ المطالع في كتب السير والتاريخ والحديث عند المذاهب الإسلاميّة يقف على أسماء عدة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يؤذّنون بـ « حيّ على خير العمل » وإن كانت بعض تلك النصوص تشير إلى تأذينهم بها في الفجر خاصة ، لكنّ هناك نصوصاً أخرى تدل على شموليتها لجميع الاوقات.
وإليك الآن أسماء بعض مَن أذّن بها للرسول الأكرم ، وأسماء بعض كبار الصحابة وأهل بيت النبوة ، جئنا بها من طرق الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، وطرق الزيدية ، والإسماعيلية وأهل السنة والجماعة ، اعتقاداً منا بضرورة الوقوف على جميع الطرق عند جميع المذاهب الإسلامية ، كي لا تكون رؤيتنا ضيقة منحصرة بمذهب دون آخر ، بل لتكون شموليّة موسّعة تكشف عن وجهات نظر الجميع.

بلال بن رباح الحبشي ( ت 20هـ )

أخرج الطبراني في الكبير والبيهقي في سننه ، بسندهما عن عمّار وعمر ابنَي حفص بن عمر ، عن آبائهم ، عن أجدادهم ، عن بلال أنّه كان يؤذّن بالصبح فيقول : « حيَّ على خير العمل » ، فأمر النبيُّ أن يجعل مكانها « الصلاة خير من النوم » وترك « حي على خير العمل » (1) .
وقد مرّ عليك قبل قليل كلام الحافظ العلوي وتحقيقنا في هذه الرواية ، وأن جملة (فأمره النبيّ...) إلى آخره ، لم تكن في الإسناد الأصلي ، ويؤيّد صحة كلام الحافظ العلوي وروايته ما روي ـ عندنا ـ عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما السلام أنّه قال : إنّ بلالاً كان عبداً صالحاً فقال : لا أؤذّن لأحد بعد رسول الله ، فتُرِكَ يومئذ « حيَّ على خير العمل »(2).
وعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنّ خير أعمالكم الصلاة ، وأمر بلالاً أن يوذّن بحيّ على خير العمل ؛ حكاه في الشفاء(3).
وفي كنز العمّال : كان بلال يؤذن بالصبح فيقول « حيّ على خير العمل »(4).
روى الإمام المؤيد بالله الزيدي في كتابه شرح التجريد ، من طريق عباد بن يعقوب ، عن عيسى بن عبدالله ، عن آبائه ، عن عليّ عليه السلام أنّه قال : سمعت رسول الله يقول : « إن خير أعمالكم الصلاة » وأمر بلالاً أن يؤذّن بحيّ على خير العمل(5).
وروى الحافظ العلوي بسنده عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان أبي عليّ عليه السلام إذا خرج إلى سفر لا يَكِل الأذان إلى غيره ولا الإقامة ، وكان لا يَدَع أن يقول في أذانه : حيَّ على خير العمل(6).
وقد أخرج الحافظ العلوي ذلك بعدّة طرق عن الإمام عليّ ، منها :
حدّثنا محمّد بن الحسين التيملي قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا بكّار بن أحمد ، حدّثنا حسن بن حسين ، عن عمرو بن ثابت ، عن محمّد ابن عبدالرحمن ، قال : كان ابن النباح يجيء إلى عليّ عليه السلام حين يطلع الفجر فيقول : حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، فيقول عليّ عليه السلام : مرحباً بالقائلين عدلاً ، وبالصلاة مرحباً وأهلاً ، يا ابن النباح : أقم.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن الحسين في لقائه، أخبرنا محمّد بن القاسم بن زكريا ، حدّث عبّاد بن يعقوب ، أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن ابن أبي ليلى : بنحوه.
حدّثنا محمّد ، أخبرنا محمّد بن عمّار العجلي ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن حنينة ، حدّثنا عباد بن يعقوب ، أخبرنا عمرو ، عن ابن أبي ليلى : بنحوه.
حدّثنا أحمد بن زيد بن بشّار ، وعليّ بن محمّد بن بنان الشيباني ، قالا : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الرفّاء المقري ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن محسن الطريفي ، حدّثنا الحسن بن يحيى بن عبدالله ، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس ابن أخت مالك بن أويس ، عن حسين بن عبدالله بن ضميرة ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول في أذان الصبح : حيَّ على خير العمل ، حيَّ على خير العمل.
حدّثنا ميمون بن عليّ بن حميد المقري ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى العلوي ، حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى ، حدّثنا المغيرة بن محمّد ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد وعبدالرحمن حدّثنا عيسى بن عبدالله ومحمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان أبي عليٌّ عليه السلام إذا خرج إلى سفر لا يَكِل الأذان إلى غيره والإِقامة، وكان لا يدع أن يقول في أذانه : حيَّ على خير العمل.
حدّثنا جعفر بن محمّد الجعفري ومحمّد بن عبدالله بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، حدّثنا أبو جبارة حصـين بن المخارق ، عن يعقـوب بن عدي ، عن يحيى بن زيد ، عن آبائه ،عن عليّ عليه السلام : أنـه كان يأمـر مـؤذنـه أن يـنادي في أذانـه بحـيَّ على خـير العمل.
حدّثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قراءةً ، أخبرنا محمد بن أبي العباس الورّاق ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، أخـبرنا نصر بن مزاحـم ، عن سـفيان بن إبراهـيم الحريري ، عن صباح المزني ، عن سـعيد ، عن الأصـبغ بن نباتـة ، قال : جـاء مـؤذنـو عليّ عليه السلام فحـيَّوه بالصـلاة ، فقال : مرحـباً بالقائلين عدلاً ، وبالصـلاة مرحـباً وأهـلاً. فلما تفرق المؤذّنون خرج علينا ، فقال : حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خـير العمل ، حيَّ على خـير العمل.
أخبرنا محمّد بن عبدالله بن الحسين قراءة ، حدّثنا الحسين بن محمّد الفزاري ، حدّثنا جعفر بن عبدالله المحمّدي ، حدّثنا مصبح بن الهاقان ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ـ يعني ابن أبي يحيى ـ عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ضلا قال : كان عليّ عليه السلام يقول في أذانه : حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل ، وذكر الحديث.

طريق الإمام الصادق عليه السلام

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن زيد بن بشّار ، وعليّ بن محمّد الشيباني ، قالا : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد بن مسلم ، حدّثنا عليّ بن العبّاس وعليّ بن سلامة ، حدّثنا بكار بن أحمد ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن الثقة إبراهيم بن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمّد عليه السلام : أن عليّاً عليه السلام كان يقول لكل صلاة : حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل.

طريق إبراهيم بن محمد

أخبرنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قراءة ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الورّاق في كتابه ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا الحسن بن محمّد المزني ، حدّثنا هارون بن أبي بروة ، حدّثني حسين أخي ، عن إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى : أن عليّاً عليه السلام كان يقول لكل صلاة : حيَّ على الصلاة حي على الصلاة ، حيَّ على الفلاح حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل ، حيَّ على خير العمل (7).

طريق الإمام الباقر عليه السلام

أخبرنا محمّد قراءةً ، حدّثنا محمّد قراءة ، حدّثنا حسن ، حدّثنا حسين ابن نصر ، حدّثنا خالد بن عيسى ، عن عاصم بن جميل، عن جعفر ، عن أبيه : أنّ عليّاً عليه السلام كان يقول في الأذان لكل صلاة : حيَّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل حيّ على خير العمل.
أخبرنا محمّد بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن أبي العباس ، أخبرنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد المزني ، حدّثني هارون ابن أبي بردة ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن جده: أن عليّاً عليه السلام كان يُثنّي الإِقامة كما يُثنّي الأذان ، وأخبرنا أنه إن أذّن في الصبح قال : حيَّ على خير العمل.
أخبرنا أحمد بن زيد بن بشّار ، حدّثنا الحسن بن محمّد الرفّا ، حدّثنا عليّ بن العبّاس وعليّ بن الحسين بن سلامة ، قالا : حدّثنا بكّار ، حدّثنا حسن بن حسين العُرني ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : كان في أذان عليّ عليه السلام : حيّ على خير العمل.
.. حدّثنا ابن النحّاس ، حدّثنا عليّ ، حدّثنا بكار بهذا... وقال : كان في الأذان حيّ على خير العمل.
حدّثنا عبدالله بن مخالد (8) البجلي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثني أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري ، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى ، حدّثني الحسن بن عليّ الينبعي عن أبيه ، قال : سمعت محمّد بن عليّ عليه السلام يؤذن حيّ على خير العمل ، فقلت له : أيش هذا الأذان ؟ قال : هذا أذان خير البرية بعد النبيّ عليه السلام جدِّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام (9).
وجاء في حاشية الدسوقي ما نصه : « كان عليّ عليه السلام يزيد « حيَّ على خير العمل » بعد « حيَّ على الفلاح » وهو مذهب الشيعة الآن »(10).
ومعنى كلامه أنّه عليه السلام لم يَزِد شيئاً إضافياً على فصول الأذان ، بل إنّه كان يأتي بأمر لم يعمل به الخلفاء.

طرق أخرى

وفي الاعتصام بحبل الله : وقد ذكر الفقيه صالح بن الصديق النمازي في شرحه (الانهار على اثمار الازهار) قال ابن الرفعة من أصحاب الشافعي في مطلبه : قال القاضي حسين في التعليق : روي عن عليّ عليه السلام أنّه كان يقول « حيَّ على خير العمل » وبه أخذت الشيعة(11).
وروى الحافظ العلوي من طريق ابن عبّاس ، عن عليّ بن أبي طالب ، قال : سمعت رسول الله يقول : لمّا انتهي بي إلى سدرة المنتهى ، فرأيت من جلال الله ما رأيت ، قال لي : يا محمّد « حيَّ على خير العمل » ، قلت : يا رب وما خير العمل ؟ قال : الصلاة قربان أمّتك...(12) .
وعن يحيى بن زيد ، عن آبائه ، عن عليّ عليه السلام أنّه كان يأمر مؤذّنه أن ينادي في أذانه بحيّ على خير العمل(13).
وعن حسين بن عبدالله بن ضميرة ، عن جدّه ضميرة ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه كان يقول في أذان الصبح « حيَّ على خير العمل حي على خير العمل »(14) .
وروت الزيديّة عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهم السلام : أنّ عليا عليه السلام كان يثنّي الإقامة كما يثنّي الأذان ، وأخبرنا أنّه إن أذّن في الصبح قال : حيّ على خير العمل.
وعنه أيضاً ، قال : إنّ علياً عليه السلام كان يقول لكل صلاة « حيّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل »(15).
وفي من لا يحضره الفقيه : وكان ابن النبّاح يقول في أذانه : « حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل » فاذا رآه عليّ قال : مرحباً بالقائلين عدلاً ، وبالصلاة مرحباً وأهلاً(16)

أبو رافع ( كان حيّاً في عهد الإمام الحسن )

قال الحافظ العلوي : أخبرنا عليّ بن محمّد إسحاق (17)الخزّاز ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن سعيد المُقرئ ، حدّثنا الحسن بن حيّاس(18) ، حدّثنا محمّد بن سليمان لُوَين ، حدّثنا شريك ، عن عاصم بن عبيدالله ، عن عليّ ابن الحسين ، عن أبي رافع ، قال : كان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا سمع الأذان قال كما يقول ، فإذا بلغ حيّ على خير العمل قال : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله .

عقيل بن أبي طالب (ت في خلافة معاوية )

روى الحافظ العلوي بسنده عن عبيدة السلماني : أنّ عقيل بن أبي طالب كان يؤذن بـ « حيّ على خير العمل » إلى أن فارق الدنيا .

الحسن بن عليّ بن أبي طالب ( ت 50هـ )

قال القاسم بن محمّد ـ وهو من أعلام الزيديّة ـ : ذكر في كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أنّ الأذان شرع بحيّ على خير العمل ؛ لأنّه اتفق على الأذان به يوم الخندق ، ولأنّه دعاء إلى الصلاة ؛ وقد قال صلى الله عليه وآله : خير أعمالكم الصلاة ، وقد اتّفق أيضاً على أنّ ابن عمر والحسن والحسين عليهما السلام وبلالاً وجماعة من الصحابة أذّنوا به ، حكاه في شرح الموطأ وغيره من كتبهم(19).
وقد روى الحافظ العلوي عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الوراق بحرانة ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكندي ، عن زكريّا بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن أبي حماد ، عن يوسف بن يعقوب ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أذاني وأذان آبائي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين .. حي على خير العمل حي على خير العمل (20) .
وفي الاعتصام 1 : 294 عن الأذان للحافظ العلوي : أخبرنا محمّد بن طلحة الثعالبي ببغداد حدّثنا محمّد بن عمر الجعابي القاضي ، حدّثنا إسحاق بن محمّد ـ يعني ابن مروان ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا زيد بن المعدل ، حدّثنا عبدالله بن يزداد المرادي ، عن النعمان بن قيس ، عن عبيدة السلماني قال : كان عليّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعقيل بن أبي طالب ، وابن عباس ، وعبدالله ابن جعفر ، ومحمّد ابن الحنفية عليهم السلام يؤذنون إلى ان فارقوا الدنيا فيقولون : حيّ على خير العمل ، ويقولون لم تزل في الأذان.

ـ أبو محذورة ( ت 59 وقيل 79هـ )

روى محمّد بن منصور في كتابه الجامع ، بإسناده عن رجال مرضيين ، عن أبي محذورة ـ أحد موذّني رسول الله صلى الله عليه وآله ـ أنّه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقول في الأذان « حيَّ على خير العمل »(21).
وروى محمّد بن منصور : أنّ أبا القاسم عليه السلام أمره أن يؤذّن ويذكر ذلك يعني حيّ على خير العمل في أذانه ، قال : إنّ رسول الله أمره به ؛ هكذا في الشفاء.
وأخرج الحافظ العلوي من عدّة طرق خبر الحيعلة الثالثة ، منها طريق الحمّاني آنف الذكر ، والأخرى :
1 ـ حدّثنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بن النحّاس قراءة ، حدّثنا عليّ بن عبّاس البجلي ، حدّثنا بكار بن أحمد ، حدّثنا مخول بن إبراهيم ، عن محمّد بن بكر ، عن زياد بن المنذر ، قال : حدّثني شيخ من أصحابنا ، عن رجل حدّثه عن أبي محذورة ، قال : أمرني رسول الله أن أقول في الأذان : حيّ على خير العمل .
2 ـ أخبرنا أحمد بن عليّ بن العطّار ومحمّد بن الحسين بن عزال قراءة عليهما ، قالا : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو ، حدّثنا محمّد بن المنصور المقري ، حدّثني أحمد بن عيسى ، عن محمّد بن بكر ، عن أبي الجارود مثله .
3 ـ حدّثنا أحمد بن زيد بن يسار ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن سعيد بن مسلم الرفّاء ، حدّثنا محمّد بن الحسن الأريسي ، حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدّثنا مخول بن إبراهيم ، حدّثني محمّد بن بكر الأرحبي ، عن أبي الجارود ، قال : حدّثني يحيى ـ شيخ من أصحابنا ـ عن رجل حدّثه عن أبي محذورة قال : أمرني رسول الله أن أقول في الأذان حيَّ على خير العمل.
4 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين بن النحّاس قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا بكّار بن أحمد ، حدّثنا عثمان بن سعيد الأحول ، حدّثني هُذيل ابن بلال المدائني ، قال : سمعت ابن أبي محذورة يقول : حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل..
5 ـ حدّثنا ـ أبو الطيب عليّ بن محمّد بن بنان ، حدثني أبو القاسم عبدالله بن جعفر بن محمّد النجّار الفقيه ، حدّثنا العبّاس بن أحمد بن محمود الرازي ـ قَدِم حاجِّاً في سنة ثلاث واربعين وثلاثمائهـ حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الأزدي بمصر ـ يعني الطحاوي الفقيه ـ حدّثنا يونس بن بكر ، حدثنا ابن وهب ، حدثني عثمان بن الحكم الجذامي ، عن أبن جريج ، عن ابن أبي محذورة ، عن آل أبي محذورة ، عن أبي محذورة ، قال : قال رسول الله : اذْهَبْ فأذِّن عند المسجد الحرام وقل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، أشهد أن محمّداً رسول الله ، أشهد أن محمّداً رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله. (22)
6 ـ وبهذا الإسناد عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : تأذين من مضى يخالف تأذينَهم اليوم ، وكان أبو محذورة يؤذّن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فأدركته أنا وهو يؤذن ، وكان يقول في أذانه بين الفلاح والتكبير حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل.
وروى الإمام المؤيّد بالله في شرح التجريد من طريق أبي بكر المقري ، قال : حدّثنا الطحاوي الفقيه ، قال : حدّثنا أبو بكر ، قال : حدّثنا أبو عاصم ، قال : حدّثنا ابن جريج ، قال : حدّثنا عثمان بن السائبة، قال : أخبرني أبي ، عن عبدالملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة مؤذن النبيّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اذْهَبْ فأذِّن في المسجد الحرام وقل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر... إلى أن ذكر « حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ». وهو نفس خبر الحافظ العلوي الا أنّ العلوي رواه عن طريق يونس بن بكر ، حدّثنا ابن وهب ، حدّثني عثمان بن الحكم المدائني ، عن ابن جريج.
الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : 27 وما في مسند المؤيّد بالله موجود في معاني الآثار المطبوع ، إلا أنّه سقط منه لفظ « حيّ على خير العمل » وهو يعني أن المويّد لم يَرو الرواية عن كتاب الطحاوي وإنما رواها عن طريق أبي بكر المقري عن الطحاوي ، وقد تابعه العبّاس بن أحمد بن محمود الرازي كما هو مذكور ، ويقوّيه ما أورد الحافظ المرادي ( انظر : حيّ على خير العمل لمحمد سالم عزّان : 20 ) . والاعتصام بحبل الله 1 : 280 وفيه علمني رسول الله الأَذان كما اوذن الآن الله أكبر ، الله أكبر ، وذكر فيها الحيعلة الثالثة ، ثمّ قال : وذكره الهادي بلفظه في الاحكام والمنتخب ، وقال في المنتخب الذي صح لنا عن رسول الله هذا.. وروي في الشفا مثل هذا عن ابن ابي محذورة.
وقال الإمام يحيى بن حمزة من أئمّة الزيديّة في الانتصار : الحجّة التالية ما رواه محمّد بن منصور في كتاب الجامع بإسناده عن رجال مرضيّين ، عن أبي محذورة أحد مؤذّني رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : أمرني رسول الله...
وقال الإمام محمّد بن المطهّر في المنهاج : وروِّينا أنّ أبا محذورة أمره النبيّ أن يقول « حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل ».
وروى الحافظ العلوي بإسناده عن طريق يحيى بن حميد الحِمّاني ، قال : حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن عبدالعزيز بن رفيع ، عن أبي محذورة ، قال : كنت غلاماً صبيّاً فأذّنت بين يدَي رسول الله لصلاة الفجر ، فلمّا انتهيت إلى حيّ على الفلاح ، قال النبيّ : ألحِقْ بها « حيَّ على خير العمل »(23).

الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( ت 61هـ )

قال القاسم بن محمّد ـ وهو من أعلام الزيدية ـ : ذكر في كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أنّ الأذان شُرِّع بحيّ على خير العمل ؛ لأنّه اتّفق على الأذان به يوم الخندق ، ولأنّه دعاء إلى الصلاة ؛ وقد قال صلى الله عليه وآله : خير أعمالكم الصلاة ، وقد اتّفق أيضاً على أنّ ابن عمر والحسن والحسين عليهما السلام وبلالاً وجماعة من الصحابة أذّنوا به ، حكاه في شرح الموطا وغيره من كتبهم.
وقد روى الحافظ العلوي عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الورّاق بحرانة ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكندي ، عن زكريا بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن أبي حماد ، عن يوسف بن يعقوب ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أذاني وأذان آبائي النبيّ صلى الله عليه وآله وعليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين : حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل.

زيد بن أرقم ( ت ما بين 66 إلى 68هـ )

حكى الشوكانيّ في نيل الأوطار ، عن المحبّ الطبري في إحكام الأحكام : أنّ زيد بن أرقم كان يؤذّن بحيّ على خير العمل.

عبدالله بن عبّاس ( ت ما بين 68 إلى 70هـ )

روى الحافظ العلوي عن محمّد بن طلحة الثعالبيببغداد ، حدّثنا محمّد ابن عمر الجعابي القاضي ، حدّثنا إسحاق بن محمّد ـ يعني ابن مروان ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا زيد بن المعدلة ، حدّثنا عبدالله بن نزار المرادي ، عن النعمان بن قيس ، عن عبيدة السلماني ، قال : كان عليّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعقيل بن أبي طالب ، وابن عبّاس ، وعبدالله بن جعفر ، ومحمّد بن الحنفية ، يؤذنون إلى أن فارقوا الدنيا ، فيقولون : حيّ على خير العمل.. ويقولون : لم يَزَل في الأذان

عبدالله بن عمر ( ت 73 وقيل 74هـ )

اختلفت الروايات عنه ، ففي بعضها أنّه كان يقول بحيّ على خير العمل دوماً ، وفي أخرى أنّه كان يقولها أحياناً أو في السفر خاصة. وقد وضّحنا في كتابنا وضوء النبيّ (البحث الروائي) سرّ مثل هذا الاختلاف في المرويّات ، وسيأتي مزيد توضيح إن اقتضى الأمر. فأما الآثار الدالّة على تأذين ابن عمر بها دوماً ، فهي :
عن محمّد بن سيرين ، عن ابن عمر ، أنّه كان يقول ذلك في أذانه.
وفي مصنّف عبدالرزّاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : انّ ابن عمر كان إذا قال في الأذان « حيّ على الفلاح » قال « حيّ على خير العمل » ثمّ يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله.
وعن زيد بن محمّد ، عن نافع : أنّ ابن عمر كان إذا أذّن قال « حيّ على خير العمل »(24).
وعن ابن عون ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر إذا أذّن قال « حيّ على خير العمل » أخرجه المؤيد بالله.
وقال الحافظ محمّد بن إبراهيم الوزير : وروى ابن حزم في كتاب الإجماع ، عن ابن عمر أنّه كان يقول في أذانه « حيّ على خير العمل ».
ثمّ قال : وبحثت عن هذين الاسنادين في « حيّ على خير العمل » فوجدتهما صحيحين إلى ابن عمر وزين العابدين.
أما الأقوال المشيرة إلى تأذينه بها في بعض الأحيان ، فهي :
1 ـ مالك بن أنس ، عن نافع : كان ابن عمر أحياناً إذا قال « حيّ على الفلاح » قال على إثرها : « حيّ على خير العمل ».
2 ـ عن الليث بن سعد ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر لا يؤذّن في سفره ، وكان يقول : « حيّ على الفلاح » وأحياناً « حيّ على خير العمل ». ورواه محمّد بن سيرين عن ابن عمر أنّه كان يقول ذلك في أذانه ، وكذلك رواه نسير بن ذعلوق عن ابن عمر وقال : في السفر.
3 ـ وعن الليث بن سعد ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر ربّما زاد في أذانه « حيّ على خير العمل » ورواه أيضاً عطاء عن ابن عمر(25).
4 ـ عبدالرزّاق ، عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّه كان يقيم الصلاة في السفر يقولها مرّتين أو ثلاثاً يقول « حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على خير العمل ».
قال ابن حزم : ولقد كان يلزم من يقول بمثل هذا عن الصاحب ـ فمثل هذا لايقال بالرأي ـ أن يأخذ بقول ابن عمر هذا ، فهو عنه ثابت بأصحّ إسناد.
وروى الحافظ زين الدين العراقي عن الإمام علاء الدين مغلطاي في كتاب ( التلويح شرح الجامع الصحيح ) أنّه قال ما لفظه : أمّا حيّ على خير العمل فذكر ابن حزم أنّه صحّ عن عبدالله بن عمر ، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف أنهما كانا يقولان في أذانهما حيّ على خير العمل . وقال مغلطاي : وكان عليّ بن الحسين يقولهاَ.
وقال المحقّق الجلال : وصحّح ابن دقيق العيد وغيره أن ابن عمر وعليّ بن الحسين ثَبَتا على التأذين بها إلى أن ماتا .
وفي المختصر من شرح ابن دقيق العيد على العمدة ما لفظه : وقد صحّ بالسند الصحيح أن زين العابدين وعبدالله بن عمر أذنّا بحيّ على خَير العمل إلى أن ماتا(26).
المصادر :
1- المعجم الكبير 1 : 352 ، السنن الكبرى للبيهقي 1 : 425 مجمع الزوائد 1 : 330 كنز العمال 8 : 345/23188.
2- من لا يحضره الفقيه 1 : 284 ، وسائل الشيعة 5 : 418 ، ولنا تحقيق عن بلال في الفصل الثاني من هذا الباب فراجع.
3- البحر الزخار 2 : 191 ، وانظر : الشفاء 1 : 260.
4- كنز العمّال 8 : 342 ، ح 23174.
5- جواهر الأخبار والآثار 2 : 191 ، الاعتصام بحبل الله المتين 1 : 309.
6- الأذان بحيّ على خير العمل : 94 الحديث 74.
7- الاعتصام 1 : 293.
8- الزيادة من الاعتصام 1 : 293.
9- الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : 48 ـ 53 ، وبتحقيق عزّان من ص 92 ـ 98. والاعتصام 1 : 294.
10- حاشية الدسوقي 1 : 193.
11- الاعتصام بحبل الله 1 : 308.
12- الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : 61 بتحقيق عزّان . والاعتصام بحبل الله 1 : 290.
13- كتاب الأذان بحيَّ علي خير العمل : 92 / الحديث 69 ، بتحقيق عزّان .
14- كتاب الأذان بحيَّ على خير العمل : 93 / الحديث 73 ، بتحقيق عزّان.
15- الأذان بحيّ على خير العمل : 96 الحديث 77 وقد مر آنفاً.
16- من لا يحضره الفقيه 1 : 288 ح / 890 وانظر : كتاب الأذان بحيّ على خيرالعمل : 94 الحديث 75.
17- الزيادة من الاعتصام 1 : 289.
18- تحقيق عزّان : حباش . وفي الاعتصام 1 : 289 : حياش.
19- الاعتصام بحبل الله المتين 307 ـ 313. وانظر : الروض النضير 1 : 542.
20- الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : 54 ، وبتحقيق عزّان : 136 الحديث171. والاعتصام 1 : 294.
21- البحر الزخّار 2 : 192 ، أمالي أحمد بن عيسى 1 : 92 ، وكذلك ميزان الاعتدال1 : 139 ، لسان الميزان 1 : 268.
22- الزيادة من تحقيق عزّان : 52 ح 5.
23- الأذان بحيّ على خير العمل تحقيق عزّان : 50. والاعتصام 1 : 283.
24- السنن الكبرى للبيهقي 1 : 425 ، الاعتصام بحبل الله 1 : 308.
25- السنن الكبرى للبيهقي 1 : 424 ، الاعتصام بحبل الله 1 : 299 ،310.
26- الروض النضير 1 : 541. والاعتصام بحبل الله 1 : 311.(4) ضوء النهار 1 : 468.(5) الروض النضير 1 : 542.

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.