
إنّ المطالع في كتب السير والتاريخ والحديث عند المذاهب الإسلاميّة يقف على أسماء عدة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يؤذّنون بـ « حيّ على خير العمل » وإن كانت بعض تلك النصوص تشير إلى تأذينهم بها في الفجر خاصة ، لكنّ هناك نصوصاً أخرى تدل على شموليتها لجميع الاوقات.
وإليك الآن أسماء بعض مَن أذّن بها للرسول الأكرم ، وأسماء بعض كبار الصحابة وأهل بيت النبوة ، جئنا بها من طرق الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، وطرق الزيدية ، والإسماعيلية وأهل السنة والجماعة ، اعتقاداً منا بضرورة الوقوف على جميع الطرق عند جميع المذاهب الإسلامية ، كي لا تكون رؤيتنا ضيقة منحصرة بمذهب دون آخر ، بل لتكون شموليّة موسّعة تكشف عن وجهات نظر الجميع.
بلال بن رباح الحبشي ( ت 20هـ )
أخرج الطبراني في الكبير والبيهقي في سننه ، بسندهما عن عمّار وعمر ابنَي حفص بن عمر ، عن آبائهم ، عن أجدادهم ، عن بلال أنّه كان يؤذّن بالصبح فيقول : « حيَّ على خير العمل » ، فأمر النبيُّ أن يجعل مكانها « الصلاة خير من النوم » وترك « حي على خير العمل » (1) .وقد مرّ عليك قبل قليل كلام الحافظ العلوي وتحقيقنا في هذه الرواية ، وأن جملة (فأمره النبيّ...) إلى آخره ، لم تكن في الإسناد الأصلي ، ويؤيّد صحة كلام الحافظ العلوي وروايته ما روي ـ عندنا ـ عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما السلام أنّه قال : إنّ بلالاً كان عبداً صالحاً فقال : لا أؤذّن لأحد بعد رسول الله ، فتُرِكَ يومئذ « حيَّ على خير العمل »(2).
وعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنّ خير أعمالكم الصلاة ، وأمر بلالاً أن يوذّن بحيّ على خير العمل ؛ حكاه في الشفاء(3).
وفي كنز العمّال : كان بلال يؤذن بالصبح فيقول « حيّ على خير العمل »(4).
روى الإمام المؤيد بالله الزيدي في كتابه شرح التجريد ، من طريق عباد بن يعقوب ، عن عيسى بن عبدالله ، عن آبائه ، عن عليّ عليه السلام أنّه قال : سمعت رسول الله يقول : « إن خير أعمالكم الصلاة » وأمر بلالاً أن يؤذّن بحيّ على خير العمل(5).
وروى الحافظ العلوي بسنده عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان أبي عليّ عليه السلام إذا خرج إلى سفر لا يَكِل الأذان إلى غيره ولا الإقامة ، وكان لا يَدَع أن يقول في أذانه : حيَّ على خير العمل(6).
وقد أخرج الحافظ العلوي ذلك بعدّة طرق عن الإمام عليّ ، منها :
حدّثنا محمّد بن الحسين التيملي قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا بكّار بن أحمد ، حدّثنا حسن بن حسين ، عن عمرو بن ثابت ، عن محمّد ابن عبدالرحمن ، قال : كان ابن النباح يجيء إلى عليّ عليه السلام حين يطلع الفجر فيقول : حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، فيقول عليّ عليه السلام : مرحباً بالقائلين عدلاً ، وبالصلاة مرحباً وأهلاً ، يا ابن النباح : أقم.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن الحسين في لقائه، أخبرنا محمّد بن القاسم بن زكريا ، حدّث عبّاد بن يعقوب ، أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن ابن أبي ليلى : بنحوه.
حدّثنا محمّد ، أخبرنا محمّد بن عمّار العجلي ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن حنينة ، حدّثنا عباد بن يعقوب ، أخبرنا عمرو ، عن ابن أبي ليلى : بنحوه.
حدّثنا أحمد بن زيد بن بشّار ، وعليّ بن محمّد بن بنان الشيباني ، قالا : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الرفّاء المقري ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن محسن الطريفي ، حدّثنا الحسن بن يحيى بن عبدالله ، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس ابن أخت مالك بن أويس ، عن حسين بن عبدالله بن ضميرة ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول في أذان الصبح : حيَّ على خير العمل ، حيَّ على خير العمل.
حدّثنا ميمون بن عليّ بن حميد المقري ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى العلوي ، حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى ، حدّثنا المغيرة بن محمّد ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد وعبدالرحمن حدّثنا عيسى بن عبدالله ومحمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان أبي عليٌّ عليه السلام إذا خرج إلى سفر لا يَكِل الأذان إلى غيره والإِقامة، وكان لا يدع أن يقول في أذانه : حيَّ على خير العمل.
حدّثنا جعفر بن محمّد الجعفري ومحمّد بن عبدالله بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، حدّثنا أبو جبارة حصـين بن المخارق ، عن يعقـوب بن عدي ، عن يحيى بن زيد ، عن آبائه ،عن عليّ عليه السلام : أنـه كان يأمـر مـؤذنـه أن يـنادي في أذانـه بحـيَّ على خـير العمل.
حدّثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قراءةً ، أخبرنا محمد بن أبي العباس الورّاق ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، أخـبرنا نصر بن مزاحـم ، عن سـفيان بن إبراهـيم الحريري ، عن صباح المزني ، عن سـعيد ، عن الأصـبغ بن نباتـة ، قال : جـاء مـؤذنـو عليّ عليه السلام فحـيَّوه بالصـلاة ، فقال : مرحـباً بالقائلين عدلاً ، وبالصـلاة مرحـباً وأهـلاً. فلما تفرق المؤذّنون خرج علينا ، فقال : حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خـير العمل ، حيَّ على خـير العمل.
أخبرنا محمّد بن عبدالله بن الحسين قراءة ، حدّثنا الحسين بن محمّد الفزاري ، حدّثنا جعفر بن عبدالله المحمّدي ، حدّثنا مصبح بن الهاقان ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ـ يعني ابن أبي يحيى ـ عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ضلا قال : كان عليّ عليه السلام يقول في أذانه : حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل ، وذكر الحديث.
طريق الإمام الصادق عليه السلام
أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن زيد بن بشّار ، وعليّ بن محمّد الشيباني ، قالا : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد بن مسلم ، حدّثنا عليّ بن العبّاس وعليّ بن سلامة ، حدّثنا بكار بن أحمد ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن الثقة إبراهيم بن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمّد عليه السلام : أن عليّاً عليه السلام كان يقول لكل صلاة : حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل.طريق إبراهيم بن محمد
أخبرنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قراءة ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الورّاق في كتابه ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا الحسن بن محمّد المزني ، حدّثنا هارون بن أبي بروة ، حدّثني حسين أخي ، عن إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى : أن عليّاً عليه السلام كان يقول لكل صلاة : حيَّ على الصلاة حي على الصلاة ، حيَّ على الفلاح حيَّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل ، حيَّ على خير العمل (7).طريق الإمام الباقر عليه السلام
أخبرنا محمّد قراءةً ، حدّثنا محمّد قراءة ، حدّثنا حسن ، حدّثنا حسين ابن نصر ، حدّثنا خالد بن عيسى ، عن عاصم بن جميل، عن جعفر ، عن أبيه : أنّ عليّاً عليه السلام كان يقول في الأذان لكل صلاة : حيَّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل حيّ على خير العمل.أخبرنا محمّد بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن أبي العباس ، أخبرنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد المزني ، حدّثني هارون ابن أبي بردة ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن جده: أن عليّاً عليه السلام كان يُثنّي الإِقامة كما يُثنّي الأذان ، وأخبرنا أنه إن أذّن في الصبح قال : حيَّ على خير العمل.
أخبرنا أحمد بن زيد بن بشّار ، حدّثنا الحسن بن محمّد الرفّا ، حدّثنا عليّ بن العبّاس وعليّ بن الحسين بن سلامة ، قالا : حدّثنا بكّار ، حدّثنا حسن بن حسين العُرني ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : كان في أذان عليّ عليه السلام : حيّ على خير العمل.
.. حدّثنا ابن النحّاس ، حدّثنا عليّ ، حدّثنا بكار بهذا... وقال : كان في الأذان حيّ على خير العمل.
حدّثنا عبدالله بن مخالد (8) البجلي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثني أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري ، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى ، حدّثني الحسن بن عليّ الينبعي عن أبيه ، قال : سمعت محمّد بن عليّ عليه السلام يؤذن حيّ على خير العمل ، فقلت له : أيش هذا الأذان ؟ قال : هذا أذان خير البرية بعد النبيّ عليه السلام جدِّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام (9).
وجاء في حاشية الدسوقي ما نصه : « كان عليّ عليه السلام يزيد « حيَّ على خير العمل » بعد « حيَّ على الفلاح » وهو مذهب الشيعة الآن »(10).
ومعنى كلامه أنّه عليه السلام لم يَزِد شيئاً إضافياً على فصول الأذان ، بل إنّه كان يأتي بأمر لم يعمل به الخلفاء.
طرق أخرى
وفي الاعتصام بحبل الله : وقد ذكر الفقيه صالح بن الصديق النمازي في شرحه (الانهار على اثمار الازهار) قال ابن الرفعة من أصحاب الشافعي في مطلبه : قال القاضي حسين في التعليق : روي عن عليّ عليه السلام أنّه كان يقول « حيَّ على خير العمل » وبه أخذت الشيعة(11).وروى الحافظ العلوي من طريق ابن عبّاس ، عن عليّ بن أبي طالب ، قال : سمعت رسول الله يقول : لمّا انتهي بي إلى سدرة المنتهى ، فرأيت من جلال الله ما رأيت ، قال لي : يا محمّد « حيَّ على خير العمل » ، قلت : يا رب وما خير العمل ؟ قال : الصلاة قربان أمّتك...(12) .
وعن يحيى بن زيد ، عن آبائه ، عن عليّ عليه السلام أنّه كان يأمر مؤذّنه أن ينادي في أذانه بحيّ على خير العمل(13).
وعن حسين بن عبدالله بن ضميرة ، عن جدّه ضميرة ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه كان يقول في أذان الصبح « حيَّ على خير العمل حي على خير العمل »(14) .
وروت الزيديّة عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهم السلام : أنّ عليا عليه السلام كان يثنّي الإقامة كما يثنّي الأذان ، وأخبرنا أنّه إن أذّن في الصبح قال : حيّ على خير العمل.
وعنه أيضاً ، قال : إنّ علياً عليه السلام كان يقول لكل صلاة « حيّ على الفلاح ، حيَّ على خير العمل »(15).
وفي من لا يحضره الفقيه : وكان ابن النبّاح يقول في أذانه : « حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل » فاذا رآه عليّ قال : مرحباً بالقائلين عدلاً ، وبالصلاة مرحباً وأهلاً(16)
أبو رافع ( كان حيّاً في عهد الإمام الحسن )
قال الحافظ العلوي : أخبرنا عليّ بن محمّد إسحاق (17)الخزّاز ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن سعيد المُقرئ ، حدّثنا الحسن بن حيّاس(18) ، حدّثنا محمّد بن سليمان لُوَين ، حدّثنا شريك ، عن عاصم بن عبيدالله ، عن عليّ ابن الحسين ، عن أبي رافع ، قال : كان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا سمع الأذان قال كما يقول ، فإذا بلغ حيّ على خير العمل قال : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله .عقيل بن أبي طالب (ت في خلافة معاوية )
روى الحافظ العلوي بسنده عن عبيدة السلماني : أنّ عقيل بن أبي طالب كان يؤذن بـ « حيّ على خير العمل » إلى أن فارق الدنيا .الحسن بن عليّ بن أبي طالب ( ت 50هـ )
قال القاسم بن محمّد ـ وهو من أعلام الزيديّة ـ : ذكر في كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أنّ الأذان شرع بحيّ على خير العمل ؛ لأنّه اتفق على الأذان به يوم الخندق ، ولأنّه دعاء إلى الصلاة ؛ وقد قال صلى الله عليه وآله : خير أعمالكم الصلاة ، وقد اتّفق أيضاً على أنّ ابن عمر والحسن والحسين عليهما السلام وبلالاً وجماعة من الصحابة أذّنوا به ، حكاه في شرح الموطأ وغيره من كتبهم(19).وقد روى الحافظ العلوي عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الوراق بحرانة ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكندي ، عن زكريّا بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن أبي حماد ، عن يوسف بن يعقوب ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أذاني وأذان آبائي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين .. حي على خير العمل حي على خير العمل (20) .
وفي الاعتصام 1 : 294 عن الأذان للحافظ العلوي : أخبرنا محمّد بن طلحة الثعالبي ببغداد حدّثنا محمّد بن عمر الجعابي القاضي ، حدّثنا إسحاق بن محمّد ـ يعني ابن مروان ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا زيد بن المعدل ، حدّثنا عبدالله بن يزداد المرادي ، عن النعمان بن قيس ، عن عبيدة السلماني قال : كان عليّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعقيل بن أبي طالب ، وابن عباس ، وعبدالله ابن جعفر ، ومحمّد ابن الحنفية عليهم السلام يؤذنون إلى ان فارقوا الدنيا فيقولون : حيّ على خير العمل ، ويقولون لم تزل في الأذان.
ـ أبو محذورة ( ت 59 وقيل 79هـ )
روى محمّد بن منصور في كتابه الجامع ، بإسناده عن رجال مرضيين ، عن أبي محذورة ـ أحد موذّني رسول الله صلى الله عليه وآله ـ أنّه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقول في الأذان « حيَّ على خير العمل »(21).وروى محمّد بن منصور : أنّ أبا القاسم عليه السلام أمره أن يؤذّن ويذكر ذلك يعني حيّ على خير العمل في أذانه ، قال : إنّ رسول الله أمره به ؛ هكذا في الشفاء.
وأخرج الحافظ العلوي من عدّة طرق خبر الحيعلة الثالثة ، منها طريق الحمّاني آنف الذكر ، والأخرى :
1 ـ حدّثنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بن النحّاس قراءة ، حدّثنا عليّ بن عبّاس البجلي ، حدّثنا بكار بن أحمد ، حدّثنا مخول بن إبراهيم ، عن محمّد بن بكر ، عن زياد بن المنذر ، قال : حدّثني شيخ من أصحابنا ، عن رجل حدّثه عن أبي محذورة ، قال : أمرني رسول الله أن أقول في الأذان : حيّ على خير العمل .
2 ـ أخبرنا أحمد بن عليّ بن العطّار ومحمّد بن الحسين بن عزال قراءة عليهما ، قالا : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو ، حدّثنا محمّد بن المنصور المقري ، حدّثني أحمد بن عيسى ، عن محمّد بن بكر ، عن أبي الجارود مثله .
3 ـ حدّثنا أحمد بن زيد بن يسار ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن سعيد بن مسلم الرفّاء ، حدّثنا محمّد بن الحسن الأريسي ، حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدّثنا مخول بن إبراهيم ، حدّثني محمّد بن بكر الأرحبي ، عن أبي الجارود ، قال : حدّثني يحيى ـ شيخ من أصحابنا ـ عن رجل حدّثه عن أبي محذورة قال : أمرني رسول الله أن أقول في الأذان حيَّ على خير العمل.
4 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين بن النحّاس قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا بكّار بن أحمد ، حدّثنا عثمان بن سعيد الأحول ، حدّثني هُذيل ابن بلال المدائني ، قال : سمعت ابن أبي محذورة يقول : حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل..
5 ـ حدّثنا ـ أبو الطيب عليّ بن محمّد بن بنان ، حدثني أبو القاسم عبدالله بن جعفر بن محمّد النجّار الفقيه ، حدّثنا العبّاس بن أحمد بن محمود الرازي ـ قَدِم حاجِّاً في سنة ثلاث واربعين وثلاثمائهـ حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الأزدي بمصر ـ يعني الطحاوي الفقيه ـ حدّثنا يونس بن بكر ، حدثنا ابن وهب ، حدثني عثمان بن الحكم الجذامي ، عن أبن جريج ، عن ابن أبي محذورة ، عن آل أبي محذورة ، عن أبي محذورة ، قال : قال رسول الله : اذْهَبْ فأذِّن عند المسجد الحرام وقل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، أشهد أن محمّداً رسول الله ، أشهد أن محمّداً رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله. (22)
6 ـ وبهذا الإسناد عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : تأذين من مضى يخالف تأذينَهم اليوم ، وكان أبو محذورة يؤذّن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فأدركته أنا وهو يؤذن ، وكان يقول في أذانه بين الفلاح والتكبير حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل.
وروى الإمام المؤيّد بالله في شرح التجريد من طريق أبي بكر المقري ، قال : حدّثنا الطحاوي الفقيه ، قال : حدّثنا أبو بكر ، قال : حدّثنا أبو عاصم ، قال : حدّثنا ابن جريج ، قال : حدّثنا عثمان بن السائبة، قال : أخبرني أبي ، عن عبدالملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة مؤذن النبيّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اذْهَبْ فأذِّن في المسجد الحرام وقل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر... إلى أن ذكر « حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ». وهو نفس خبر الحافظ العلوي الا أنّ العلوي رواه عن طريق يونس بن بكر ، حدّثنا ابن وهب ، حدّثني عثمان بن الحكم المدائني ، عن ابن جريج.
الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : 27 وما في مسند المؤيّد بالله موجود في معاني الآثار المطبوع ، إلا أنّه سقط منه لفظ « حيّ على خير العمل » وهو يعني أن المويّد لم يَرو الرواية عن كتاب الطحاوي وإنما رواها عن طريق أبي بكر المقري عن الطحاوي ، وقد تابعه العبّاس بن أحمد بن محمود الرازي كما هو مذكور ، ويقوّيه ما أورد الحافظ المرادي ( انظر : حيّ على خير العمل لمحمد سالم عزّان : 20 ) . والاعتصام بحبل الله 1 : 280 وفيه علمني رسول الله الأَذان كما اوذن الآن الله أكبر ، الله أكبر ، وذكر فيها الحيعلة الثالثة ، ثمّ قال : وذكره الهادي بلفظه في الاحكام والمنتخب ، وقال في المنتخب الذي صح لنا عن رسول الله هذا.. وروي في الشفا مثل هذا عن ابن ابي محذورة.
وقال الإمام يحيى بن حمزة من أئمّة الزيديّة في الانتصار : الحجّة التالية ما رواه محمّد بن منصور في كتاب الجامع بإسناده عن رجال مرضيّين ، عن أبي محذورة أحد مؤذّني رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : أمرني رسول الله...
وقال الإمام محمّد بن المطهّر في المنهاج : وروِّينا أنّ أبا محذورة أمره النبيّ أن يقول « حيَّ على خير العمل حيَّ على خير العمل ».
وروى الحافظ العلوي بإسناده عن طريق يحيى بن حميد الحِمّاني ، قال : حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن عبدالعزيز بن رفيع ، عن أبي محذورة ، قال : كنت غلاماً صبيّاً فأذّنت بين يدَي رسول الله لصلاة الفجر ، فلمّا انتهيت إلى حيّ على الفلاح ، قال النبيّ : ألحِقْ بها « حيَّ على خير العمل »(23).
الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( ت 61هـ )
قال القاسم بن محمّد ـ وهو من أعلام الزيدية ـ : ذكر في كتاب السنام ما لفظه : الصحيح أنّ الأذان شُرِّع بحيّ على خير العمل ؛ لأنّه اتّفق على الأذان به يوم الخندق ، ولأنّه دعاء إلى الصلاة ؛ وقد قال صلى الله عليه وآله : خير أعمالكم الصلاة ، وقد اتّفق أيضاً على أنّ ابن عمر والحسن والحسين عليهما السلام وبلالاً وجماعة من الصحابة أذّنوا به ، حكاه في شرح الموطا وغيره من كتبهم.وقد روى الحافظ العلوي عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الورّاق بحرانة ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكندي ، عن زكريا بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن أبي حماد ، عن يوسف بن يعقوب ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أذاني وأذان آبائي النبيّ صلى الله عليه وآله وعليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين : حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل.
زيد بن أرقم ( ت ما بين 66 إلى 68هـ )
حكى الشوكانيّ في نيل الأوطار ، عن المحبّ الطبري في إحكام الأحكام : أنّ زيد بن أرقم كان يؤذّن بحيّ على خير العمل.عبدالله بن عبّاس ( ت ما بين 68 إلى 70هـ )
روى الحافظ العلوي عن محمّد بن طلحة الثعالبيببغداد ، حدّثنا محمّد ابن عمر الجعابي القاضي ، حدّثنا إسحاق بن محمّد ـ يعني ابن مروان ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا زيد بن المعدلة ، حدّثنا عبدالله بن نزار المرادي ، عن النعمان بن قيس ، عن عبيدة السلماني ، قال : كان عليّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعقيل بن أبي طالب ، وابن عبّاس ، وعبدالله بن جعفر ، ومحمّد بن الحنفية ، يؤذنون إلى أن فارقوا الدنيا ، فيقولون : حيّ على خير العمل.. ويقولون : لم يَزَل في الأذانعبدالله بن عمر ( ت 73 وقيل 74هـ )
اختلفت الروايات عنه ، ففي بعضها أنّه كان يقول بحيّ على خير العمل دوماً ، وفي أخرى أنّه كان يقولها أحياناً أو في السفر خاصة. وقد وضّحنا في كتابنا وضوء النبيّ (البحث الروائي) سرّ مثل هذا الاختلاف في المرويّات ، وسيأتي مزيد توضيح إن اقتضى الأمر. فأما الآثار الدالّة على تأذين ابن عمر بها دوماً ، فهي :عن محمّد بن سيرين ، عن ابن عمر ، أنّه كان يقول ذلك في أذانه.
وفي مصنّف عبدالرزّاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : انّ ابن عمر كان إذا قال في الأذان « حيّ على الفلاح » قال « حيّ على خير العمل » ثمّ يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله.
وعن زيد بن محمّد ، عن نافع : أنّ ابن عمر كان إذا أذّن قال « حيّ على خير العمل »(24).
وعن ابن عون ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر إذا أذّن قال « حيّ على خير العمل » أخرجه المؤيد بالله.
وقال الحافظ محمّد بن إبراهيم الوزير : وروى ابن حزم في كتاب الإجماع ، عن ابن عمر أنّه كان يقول في أذانه « حيّ على خير العمل ».
ثمّ قال : وبحثت عن هذين الاسنادين في « حيّ على خير العمل » فوجدتهما صحيحين إلى ابن عمر وزين العابدين.
أما الأقوال المشيرة إلى تأذينه بها في بعض الأحيان ، فهي :
1 ـ مالك بن أنس ، عن نافع : كان ابن عمر أحياناً إذا قال « حيّ على الفلاح » قال على إثرها : « حيّ على خير العمل ».
2 ـ عن الليث بن سعد ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر لا يؤذّن في سفره ، وكان يقول : « حيّ على الفلاح » وأحياناً « حيّ على خير العمل ». ورواه محمّد بن سيرين عن ابن عمر أنّه كان يقول ذلك في أذانه ، وكذلك رواه نسير بن ذعلوق عن ابن عمر وقال : في السفر.
3 ـ وعن الليث بن سعد ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر ربّما زاد في أذانه « حيّ على خير العمل » ورواه أيضاً عطاء عن ابن عمر(25).
4 ـ عبدالرزّاق ، عن ابن جريج ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّه كان يقيم الصلاة في السفر يقولها مرّتين أو ثلاثاً يقول « حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على خير العمل ».
قال ابن حزم : ولقد كان يلزم من يقول بمثل هذا عن الصاحب ـ فمثل هذا لايقال بالرأي ـ أن يأخذ بقول ابن عمر هذا ، فهو عنه ثابت بأصحّ إسناد.
وروى الحافظ زين الدين العراقي عن الإمام علاء الدين مغلطاي في كتاب ( التلويح شرح الجامع الصحيح ) أنّه قال ما لفظه : أمّا حيّ على خير العمل فذكر ابن حزم أنّه صحّ عن عبدالله بن عمر ، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف أنهما كانا يقولان في أذانهما حيّ على خير العمل . وقال مغلطاي : وكان عليّ بن الحسين يقولهاَ.
وقال المحقّق الجلال : وصحّح ابن دقيق العيد وغيره أن ابن عمر وعليّ بن الحسين ثَبَتا على التأذين بها إلى أن ماتا .
وفي المختصر من شرح ابن دقيق العيد على العمدة ما لفظه : وقد صحّ بالسند الصحيح أن زين العابدين وعبدالله بن عمر أذنّا بحيّ على خَير العمل إلى أن ماتا(26).
المصادر :
1- المعجم الكبير 1 : 352 ، السنن الكبرى للبيهقي 1 : 425 مجمع الزوائد 1 : 330 كنز العمال 8 : 345/23188.
2- من لا يحضره الفقيه 1 : 284 ، وسائل الشيعة 5 : 418 ، ولنا تحقيق عن بلال في الفصل الثاني من هذا الباب فراجع.
3- البحر الزخار 2 : 191 ، وانظر : الشفاء 1 : 260.
4- كنز العمّال 8 : 342 ، ح 23174.
5- جواهر الأخبار والآثار 2 : 191 ، الاعتصام بحبل الله المتين 1 : 309.
6- الأذان بحيّ على خير العمل : 94 الحديث 74.
7- الاعتصام 1 : 293.
8- الزيادة من الاعتصام 1 : 293.
9- الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : 48 ـ 53 ، وبتحقيق عزّان من ص 92 ـ 98. والاعتصام 1 : 294.
10- حاشية الدسوقي 1 : 193.
11- الاعتصام بحبل الله 1 : 308.
12- الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : 61 بتحقيق عزّان . والاعتصام بحبل الله 1 : 290.
13- كتاب الأذان بحيَّ علي خير العمل : 92 / الحديث 69 ، بتحقيق عزّان .
14- كتاب الأذان بحيَّ على خير العمل : 93 / الحديث 73 ، بتحقيق عزّان.
15- الأذان بحيّ على خير العمل : 96 الحديث 77 وقد مر آنفاً.
16- من لا يحضره الفقيه 1 : 288 ح / 890 وانظر : كتاب الأذان بحيّ على خيرالعمل : 94 الحديث 75.
17- الزيادة من الاعتصام 1 : 289.
18- تحقيق عزّان : حباش . وفي الاعتصام 1 : 289 : حياش.
19- الاعتصام بحبل الله المتين 307 ـ 313. وانظر : الروض النضير 1 : 542.
20- الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : 54 ، وبتحقيق عزّان : 136 الحديث171. والاعتصام 1 : 294.
21- البحر الزخّار 2 : 192 ، أمالي أحمد بن عيسى 1 : 92 ، وكذلك ميزان الاعتدال1 : 139 ، لسان الميزان 1 : 268.
22- الزيادة من تحقيق عزّان : 52 ح 5.
23- الأذان بحيّ على خير العمل تحقيق عزّان : 50. والاعتصام 1 : 283.
24- السنن الكبرى للبيهقي 1 : 425 ، الاعتصام بحبل الله 1 : 308.
25- السنن الكبرى للبيهقي 1 : 424 ، الاعتصام بحبل الله 1 : 299 ،310.
26- الروض النضير 1 : 541. والاعتصام بحبل الله 1 : 311.(4) ضوء النهار 1 : 468.(5) الروض النضير 1 : 542.