رفاعة بن إياس قال : كنّا مع عليّ يوم الجمل ، فبعث إلى طلحة بن عبد الله : أن القني ، فأتاه طلحة ، فقال : نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، قال : نعم ، قال : فلم تقاتلني؟ قال : لم أذكر ، فانصرف طلحة (1).
أخرج عبد الرزّاق وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وعبد الله بن أحمد ومحمد بن سليمان والموفّق بن أحمد وابن ماجة وابن عساكر من طرق والبلاذري والبيهقي والجويني والثعلبي والبغوي والكنجي والزرندي عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى نزلنا غدير خمّ ، بعث مناديا ينادي ، فلما اجتمعنا قال : « ألست أولى بكم من أنفسكم؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « ألست أولى بكم من أمّهاتكم؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « ألست أولى بكم من آبائكم؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « ألست أولى بكم ألست ألست ألست؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « فمن كنت مولاه فإنَّ عليّاً بعدي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، فقال عمر بن الخطاب : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كل مؤمن.
وفي بعض الروايات : هنيئاً لك يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن.
وقال ابن كثير الشامي ـ بعد أن نقل الحديث من رواية عبد الرزّاق ـ : وكذا رواه ابن ماجه من حديث حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد ، وأبي هارون العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء به ، وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عن البراء به.
وأورده الذهبي في سيره من رواية حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد ، وأبي هارون عن عدي بن ثابت ، ثم قال : ورواه عبد الرزّاق عن معمر عن علي بن زيد.
وأورده ابن الصباغ المالكي في فصوله وعزاه لاحمد والبيهقي ، وسبط ابن الجوزي في تذكرته عن أحمد بن حنبل ، ثم قال : فإن قيل : فهذه الرواية التي فيها قول عمر ( رضي الله عنه ) : أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، ضعيفة. فالجواب أنّ هذه الرواية صحيحة ، وإنما الضعيف حديث رواه أبو بكر أحمد بن ثابت .. إلى آخر كلامه.
وأورده المتّقي الهندي في كنزه عن ابن أبي شيبة ، ونقله الباعوني في جواهره ومحبّ الطبري في رياضه عن أحمد بن حنبل من حديث البراء بن عازب ، ثم قالا : وعن زيد بن أرقم مثله.
وأورده الالباني في الاحاديث الصحيحة من طريق عدي بن ثابت وعزاه لاحمد بن حنبل وابنه عبد الله وابن ماجه.
وروى في ذلك عن البراء كل من ابن أبي عاصم وأبي نعيم وأشار إليه المزّي في التهذيب (2).
أخرج الواحدي وابن عساكر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحسكاني عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الاية : ( يَاْ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب. (3)
قال النيسابوري في تفسيره : عن أبي سعيد الخدري أنّ هذه الاية نزلت في فضل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه وكرم الله وجهه ـ يوم غدير خمّ ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيده وقال : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ». فلقيه عمر وقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ثم قال النيسابوري ـ وكذلك فخر الدين الرازي ـ : وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي (4).
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ، قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( يَاْ أَيُّهَا الرَّسُوْلُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أنَّ عليّاً مولى المؤمنين ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (5).
وأخرج الحسكاني عن ابن عبّاس وجابر بن عبد الله ، قالا : أمر الله محمّداً أن ينصب عليّاً للناس ليخبرهم بولايته ، فتخوف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقولوا : حابى ابن عمّه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ .. ) الاية ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بولايته يوم غدير خمّ.
وأخرج من طريق الحسين بن الحكم الحبري عن الحسن بن الحسين العرني عن حبّان بن علي العنزي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... ) الاية ، قال : نزلت في عليّ ، أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبلغ فيه ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد علي فقال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ».
ثم قال الحسكاني : رواه جماعة عن الحبري ، وأخرجه السبيعي في تفسيره عنه ، فكأني سمعته من السبيعي ، ورواه جماعة عن الكلبي ، وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاة الهداة الى أداء حقّ الموالات من تصنيفي في عشرة أجزاء.
وروى الحسكاني حول نزول هذه الاية وآية الاكمال في عليّ عليهالسلام روايتين أخريين في شواهده.
وأخرج عن عبد الله بن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم وتلى هذه الاية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ، ثم رفع بيديه حتى يُرى بياض إبطيه ، ثم قال : « ألا من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، ثم قال : « أللهمّ اشهد ».
وأخرج عن سليمان النوفلي ، قال : سمعت زياد بن المنذر يقول : كنت عند أبي جعفر محمّد بن علي وهو يحدّث الناس ، إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الاعشى ـ كان يروي عن الحسن البصري ـ فقال له : يا ابن رسول الله ، جعلني الله فداك ، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الاية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) ، فقال : لو أراد أن يخبر به لاخبر به ، ولكنّه يخاف ، إنّ جبرائيل هبط على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : إنّ الله يأمرك أن تدلّ أمّتك على صلاتهم فدلّهم عليها ... إلى أن قال : ثمّ هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدلّ أمّتك على وليّهم عليّ ، مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجّهم ، ليلزمهم الحجّة في جميع ذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا ربّ إنّ قومي قريبوا عهد بالجاهليّة وفيهم تنافس وفخر ، وما منهم رجل إلاّ وقد وتره وليّهم ، وإنّي أخاف » ، فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَاْ بَلَّغْتَ رِسَاْلَتَهُ ) يريد فما بلّغتها تامّةً ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فلمّا ضمن الله له العصمة ، وخوفه ، أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال : « يا أيّها الناس! من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحبّ من أحبّه وابغض من أبغضه ».
قال زياد : فقال عثمان : ما انصرفت إلى بلدي بشيء أحبّ إليّ من هذا الحديث (6).
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار والطبراني وابن عساكر وابن المغازلي عن داود بن يزيد الاودي عن أبيه ، قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس ، فقام إليه شابّ ، فقال : أنشدك بالله سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه؟ » قال : فقال : إنّي أشهد أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ».
قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ، والبزّار بنحوه والطبراني في الاوسط ، وفي أحد إسنادي البزّار رجل غير مسمّى وبقية رجاله ثقات في الاخر ، وفي إسناد أبي يعلى داود بن يزيد ، وهو ضعيف.
وأخرج ابن عساكر في ذلك عن أبي هريرة من طرق ، وأخرج عنه الطبراني في الاوسط والحسكاني في الشواهد ، وابن عدي في الكامل بإختصار (7).
وأخرج الطبراني وابن المغازلي وابن عساكر من طرق عن جابر بن عبد الله : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزل بخمّ فتنحى الناس عنه ، ونزل معه علي بن أبي طالب ، فشقّ على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تأخّر الناس عنه ، فأمر عليّاً ليجمعهم ، فلما اجتمعوا قام فيهم ـ وهو متوسّد على علي بن أبي طالب ـ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : « أيُّها الناس إنّي قد كرهت تخلّفكم وتنحّيكم عني حتّى خيّل إليّ أنّه ليس من شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني » ، ثم قال : « لكن علي بن أبي طالب أنزله الله منّي بمنزلتي عنده ، فرضي الله عنه كما أنا راض عنه ، فإنّه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئاً » ، ثم رفع يديه فقال : « اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ».
وأخرج حديث جابر كل من ابن أبي عاصم وابن عقدة والكنجي والجويني (8).
وأخرج الخطيب والموفّق بن أحمد والحسكاني وابن المغازلي والجويني وابن عساكر من طرق ، وعن الدارقطني وابن مردويه وغيرهم عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثامن عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ ، أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد علي بن أبي طالب ، فقال : « ألست وليّ المؤمنين؟ » وفي لفظ آخر لابن عساكر : « ألست أولى بالمؤمنين؟ » وفي ثالث له : « ألست مولى المؤمنين؟ » قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عزوجل : ( اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِسْلاَم ديناً ) (9).
قال الخطيب : اشتهر هذا الحديث من رواية حبشون ، وكان يقال : إنه تفرد به ، وقد تابعه عليه أحمد بن عبيد الله النيري إملاءً عن علي بن سعيد الشامي عن ضمرة ....
أقول : وعند ابن عساكر والموفق بن أحمد عن أحمد بن عبد الله البزاز عن علي بن سعيد عن ضمرة ، وعند ابن عساكر عن أحمد بن عبد الله بن أحمد عن علي بن شعيب عن ضمرة.
وقال الحسكاني : رواه جماعة عن أبي نصر حبشون بن موسى الخلال ، وتابعه جماعة في الرواية عن أبي الحسن علي بن سعيد الشامي،ورواه عنه السبيعي في تفسيره (10).
وأخرج ابن عساكر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً يوم خدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه بهذه الاية : ( أَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلاَمَ ديناً ).
وقد روى حديثَ الغدير عن أبي سعيد بغير هذا اللفظ ابنُ أبي عاصم والطبراني والبلاذري وابن المغازلي وابن عساكر من طرق (11).
وأخرج الحسكاني والجويني والموفّق بن أحمد ومحمّد بن سليمان من طرق ، وعن أبي نعيم والجعابي وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا إلى علي ، فأخذ بضبعيه فرفعهما ، ثمّ لم يتفرقا ، حتى نزلت هذه الاية : ( أَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ألله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ » ، ثم قال للقوم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».
وزاد محمد بن سليمان والجويني والموفّق بن أحمد إنشادحسان لاشعاره المتقدمة (12).
ونقل ابن الصبّاغ وابن الجوزي عن أبي إسحاق الثعلبي : أنه أخرج في تفسيره أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قال ذلك طار في الاقطار وشاع في البلاد والامصار فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري ، فأتاه على ناقة له ، فأناخها على باب المسجد ، ثم عقلها وجاء فدخل في المسجد ، فجثا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد ، إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله ، فقبلنا منك ذلك ، وأنك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ونصوم رمضان ونحجّ البيت ونزكّي أموالنا فقبلنا منك ذلك ، ثم لم ترضَ بهذا حتى رفعت بضبع ابن عمّك وفضّلته على الناس ، وقلت : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، فهذا شيء منك أو من الله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وقد احمرّت عيناه ـ : « والله الذي لا إله إلاّ هو إنّه من الله وليس منّي » ـ قالها ثلاثاً ـ فقام الحرث وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأرسل من السماء علينا حجارة أو ائتنا بعذاب أليم ، قال : فو الله ما بلغ ناقته حتى رماه الله من السماء بحجر فوقع على هامته فخرج من دبره ومات ، وأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) (13).
ورواه الزرندي في نظم درر السمطين (14).
وأخرج الدولابي والطحاوي عن عليّ عليهالسلام : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حضر الشجرة بخمّ ، فخرج آخذاً بيد عليّ ، فقال : « يا أيّها الناس! ألستم تشهدون أنّ الله ربكم؟ » قالوا : بلى ، قال : « ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم؟ وأن الله ورسوله مولاكم؟ » قالوا : بلى ، قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي ».
وأورده الحافظ في المطالب العالية عن إسحاق من حديث علي عليهالسلام ، ثم قال : هذا إسناد صحيح.
وأخرج حديثَ علي ابنُ عساكر وابنُ المغازلي والجويني.
وأورده الهندي في مواضع من كنزه عن ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصححه ، والهيثمي في مجمعه عن أحمد وقال : رجاله ثقات ، والمزّي في تهذيبه عن النسائي (15).
وأخرج أحمد بن حنبل والنسائي وابن عساكر وابن أبي حاتم وابن حبّان والبزّار والاجري والكنجي وعن الضياء في المختارة عن أبي الطفيل قال : جمع علي رضي الله عنه الناس في الرحبة ، ثم قال لهم : أُنشد الله كلَّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس. وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير ، فشهدوا حين أخذ بيده ، فقال للناس : « أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمَّ وال من والاه وعاد من عاداه ».
قال : فخرجت وكان في نفسي شيء ، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له : سمعتُ عليّاً ( رضي الله عنه ) يقول : كذا وكذا ، قال : فما تنكر؟ قد سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول ذلك له.
قال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
وعزاه الالباني في سلسلة الاحاديث الصحيحة إلى جماعة من المحدّثين ، ثمّ قال : قلت : وإسناده صحيح على شرط البخاري (16).
وقد تواترت الاثار حول مناشدة عليّ عليهالسلام الناس لاجل الشهادة بحديث الولاية ، وأخرجه جماعة كبيرة من أئمّة الحديث :
فقد أخرج ابن عساكر عن كلّ من زيد بن أرقم ، وأبي الطفيل ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وزيد بن يثيع ، وسعيد بن وهب بعدّة أسانيد ، وعمير بن سعد ، وعمرو ذي مر ، وزياد بن أبي زياد ، وعميرة بن سعد.
وأخرج أحمد بن حنبل عن زيد بن أرقم ، وأبي الطفيل ، وزاذان أبي عمر ، وسعيد بن وهب ، وزياد بن أبي زياد ، وابن عمر.
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وزيد بن يثيع ، وسعيد بن وهب ، وعبد خير ، وأبي مريم ، ورجل من جلساء علي ، وأبي إسحاق ، وفيه نظر ، إلاّ أنه جاء في رواية ابن عقدة : أن أبا إسحاق قال : حدثني من لا أحصي ، ثم ذكر المناشدة.
وأخرج ابن المغازلي عن زيد بن أرقم ، وعميرة بن سعد ، وعبد خير ، وعمرو بن مرّة ، وحبّة العرني.
وأخرج النسائي عن عميرة بن سعد ، وسعيد بن وهب ، وزيد بن يثيع ، وأبي الطفيل.
وأخرج الدارقطني في العلل عن سعيد بن وهب ، وزيد بن يثيع ، وعبد خير ، وعمرو ذي مرّ ، وهبيرة بن يريم ، وحبة العرني ، والحارث الاعور.
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم ، وعمير بن سعد ، وعمرو ذي مرّ ، وأبي الطفيل ، وعميرة بن سعد.
وأخرج ابن أبي عاصم عن زاذان ، وزيد بن يثيع ، ومهاجر بن عميرة أو عميرة بن مهاجر.
وأخرج البزّار عن عمرو ذي مرّ ، وسعيد بن وهب ، وزيد بن يثيع ، وأبي الطفيل ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن وهب ، وزيد بن يثيع ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأخرج المزّي عن زيد بن أرقم وعميرة بن سعد وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع.
وأخرج الخلعي عن سعيد بن وهب ، وزيد بن يثيع.
وأخرج الجزري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وسعيد بن وهب.
وأخرج الجويني عن عمرو ذي مرّ وسعيد بن ذي حدان وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى وسعيد بن منصور والخطيب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، والطحاوي عنه وعن أبي إسحاق عن ... ، وأبو القاسم وأبو بكر الشافعي عن زيد ، والبلاذري عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، وابن عدي عن حبّة العرني ، وأبو نعيم عن عميرة بن سعد ، والحاكم عن زيد بن أرقم والموفّق بن أحمد عن سعيد بن وهب. قال ابن كثير : وقد رُوي هذا من طرق متعدّدة عن عليّ ( رضي الله عنه ) ، وله طرق متعددة عن زيد بن أرقم.
وذكر العلامة الالباني حديث عليّ عليهالسلام هذا ، من تسع طرق في الاحاديث الصحيحة : عن عمرو بن سعيد ، وزاذان بن عمر ، وسعيد بن وهب ، وزيد بن يثيع ، وعمرو ذي مرّ ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبي مريم ، ورجل من جلساء عليّ ، وطلحة بن مصرف ، ونسبه إلى جماعة من المحدثين ، وصحّح كثيراً منها.
وفي بعض الروايات : فقام إثنا عشر بدريّاً ، وفي بعضها : فقام ثلاثة عشر رجلا ، وفي بعضها : ستة عشر رجلاً ، فلا تنافي ، لاحتمال تكرار المناشدة ، أو أنّ كلّ قائل حكى حسب ما رأى.
وجاء في بعضها : فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا ، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا إلاّ عموا وبرصوا.
وفي رواية لزيد أنه قال : فكنت فيمن كتم ، فذهب بصري ، وكان عليّ دعا على من كتم (17).
وقد أخرج هذا الحديث عن بريدة بن الحصيب كلٌّ من عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأحمد بن حنبل والنسائي وابن جرير والحاكم وابن حبّان وأبي نعيم وابن عساكر وابن أبي عاصم والبزّار وسمويه وابن عدي والطبراني وابن المغازلي وابن عقدة والمزي.
قال الالباني : حديث بريدة ، وله عنه ثلاث طرق :
الاولى : عن ابن عبّاس ، أخرجه النسائي والحاكم وأحمد. قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، وتصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده قصور.
الثانية : عن ابن بريدة عن أبيه ، أخرجه النسائي وأحمد. قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أو مسلم ، فانّ ابن بريدة إن كان عبد الله فهو من رجالهما ، وإن كان سليمان فهو من رجال مسلم وحده.
الثالثة : عن طاووس عن بريدة به دون قوله : « اللهمّ ... » ، أخرجه الطبراني في الصغير والاوسط من طريقين عن عبد الرزّاق باسنادين له عن طاووس ورجاله ثقات (18).
وأخرجه عن ابن عباس أحمد بن حنبل والنسائي والحاكم والبزار والخطيب وابن عساكر وابن أبي عاصم والبلاذري والموفق بن أحمد ، وصحّحه كلّ من الحاكم والذهبي والالباني (19).
وأخرجه عن سعد بن أبي وقّاص ابنُ أبي شيبة والنسائي وابن ماجة والجويني وابن عساكر وابن أبي عاصم وابن سليمان والبزّار ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات.
وذكر الالباني حديث سعد بن أبي وقّاص في الاحاديث الصحيحة ، وقال : له عنه ثلاث طرق :
الاولى : عن عبد الرحمن بن سابط ، أخرجه ابن ماجة. ثم قال : قلت : وإسناده صحيح.
الثانية : عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه به ، وإسناده صحيح أيضا ، رجاله ثقات رجال البخاري غير أيمن والد عبد الواحد ، وهو ثقة كما في ( التقريب ).
الثالثة : عن خيثمة بن عبد الرحمن عنه به (20).
وأخرجه عن حبشي بن جنادة الطبراني وابن أبي عاصم وابن عساكر وابن عدي في الكامل وابن القانع في معجمه (21).
وأخرجه ابن عساكر عن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك وابن عمر ومالك بن الحويرث ونبيط بن شريط وجرير بن عبد الله البجلي وسمرة بن جندب وطلحة بن عبد الله وعبد الله بن مسعود.
وأخرجه الطبراني عن عمّار بن ياسر ومالك بن الحويرث وعبد الله بن مسعود وجرير بن عبد الله وابن عمر وزيد بن ثابت وعمرو بن ميمون.
وأخرجه الموفق بن أحمد عن الاصبغ بن نباتة وأبي ليلى وعمرو بن العاص.
وأخرجه الاجري عن علي عليهالسلام وزيد بن أرقم وأبي أيّوب وجابر بن عبد الله ومالك بن الحويرث وأبي بسطام مولى أسامة.
وأخرجه ابن عقدة عن عمّار بن ياسر وأبي ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد وأم سلمة.
وأخرجه ابن المغازلي عن عمر وابن مسعود وابن أبي أوفى.
وأخرجه ابن أبي شيبة عن جابر بن سمرة ، والخطيبُ عن أسعد بن زرارة وأنس بن مالك ، وابنُ أبي عاصم عن ابن عمر ، والقطيعي عن أبي ليلى الكندي ، والبزار عن عمارة ، والجزري عن أم كلثوم بنت فاطمة عليهاالسلام ، وأبو نعيم في الحلية والمعرفة والجويني في الفرائد عن عمر بن عبد العزيز عن جماعة ، وفي الينابيع عن قيس بن سعد بن عبادة.
ولفظ أبي نعيم في معرفة الصحابة عن أبي ذؤيب الهذلي بهذه الصورة : قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خمّ وقد نصب عليَّ بن أبي طالب للناس وهو يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه » (22).
المصادر :
1- المستدرك : 3 / 371 ، البحر الزخار للبزار : 3 / 171 ح : 958 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 590 ـ 591 ح : 1358 ، تهذيب الكمال : 2 / 392 م : 585 و 6 / 211 م : 1896 .
2- تاريخ دمشق : 42 / 220 ـ 223 ، مسند أحمد : 4 / 281 ، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 354 و 355 ، تذكرة الخواص / 36 ، انساب الاشراف : 2 / 356 ، كنز العمال : 11 / 608 ح : 32945 و 13 / 133 ـ 134 ح : 36420 .
3- أسباب النزول للواحدي / 164 ، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 359 ، تاريخ دمشق : 42 / 237 ، الدرالمنثور : 3 / 117 حول الاية : 67 من سورة المائدة ، الفصول المهمة / 42 .
4- غرائب القرآن ورغائب الفرقان : 2 / 616 حول الاية : 67 من سورة المائدة ، مفاتيح الغيب : 12 / 49 ـ 59 .
5- الدر المنثور : 3 / 117 ، فتح القدير : 2 / 75.
6- شواهد التنزيل : 1 / 207 ـ 208 و 251 ـ 258 ح : 214 و 215 و 245 و 247 و 248 و 249 و 250 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 111.
7- مجمع الزوائد : 9 / 105 ـ 106 ، المطالب العالية : 4 / 60 ح : 3958 ، الكامل لابن عدي : 3 / 541 م : 623 و 5 / 18 م 888 ، تاريخ دمشق : 42 / 231 ـ 234 ، المصنف لابن أبي
8- تاريخ دمشق : 42 / 224 ـ 228 ، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 355 ـ 357 ، المناقب لابن المغازلي / 25 ح : 37 ، السنة لابن أبي عاصم : 2 / 590 ح : 1356 ، كفاية الطالب / 55 ، ينابيع المودة / 41 ، فرائد السمطين : 1 / 62 ـ 63 ح : 29.
9- سورة المائدة : 3.
10- تاريخ بغداد : 8 / 290 م 4392 ، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 358 ، تاريخ دمشق : 42 / 233 ـ 234 ، البداية والنهاية : 7 / 386 .
11- مختصر تاريخ دمشق : 17 / 357 و 359 ، الدر المنثور : 3 / 19 ، تاريخ دمشق : 42 / 228 ـ 229 و 237 .
12- شواهد التنزيل : 1 / 201 ـ 202 ح : 211 و 212 ، فرائد السمطين : 1 / 72 ـ 73 و 74 ح : 39 و 40 .
13- سورة المعارج : 1 ـ 2.
14- الفصول المهمة / 42 ، تذكرة الخواص / 37 ، درر السمطين / 93.
15- مشكل الاثار : 2 / 307 ، المطالب العالية : 4 / 65 ح : 3972 و 3973 ، كنز العمال : 13 / 131 و 140 و 168 ـ 169 ح : 36418 و 36441 و 36511 .
16- تاريخ دمشق : 42 / 205 ، مجمع الزوائد : 9 / 104 ، مسند أحمد : 4 / 370 ، الرياض النضرة : 3 / 127 ، سير أعلام النبلاء الخلفاء / 233 ، تذكرة الخواص / 35 ، البداية والنهاية : 7 / 383 .
17- مجمع الزوائد : 9 / 104 ـ 108 ، 110 ، كنز العمال : 13 / 131 و 157 ـ 158 و 170 ـ 171 ح : 36517 و 36486 و 36487 و 36514 و 36515 .
18- مختصر تاريخ دمشق : 17 / 348 ، الرياض النضرة : 3 / 128 ، جامع المسانيد والسنن : 30 / 237 ـ 238 ح : 460 ، السنن الكبرى للنسائي : 5 / 130 ح : 8466 ، 8467 .
19- فضائل الصحابة لاحمد : 2 / 682 ـ 684 ح : 1168 ، البداية والنهاية : 7 / 373 ـ 374 ، تاريخ بغداد : 12 / 344 م : 6785 ، المستدرك : 3 / 132 ـ 134 .
20- مختصر تاريخ دمشق : 17 / 355 ، السنن الكبرى للنسائي : 5 / 131 و 134 ـ 135 ح :
21- تاريخ دمشق : 42 / 230 ، المعجم الكبير : 4 / 16 ح : 3514 .
22- تهذيب الكمال : 21 / 205 م : 7939 ، تاريخ دمشق : 42 / 223 و 230 و 231 و 235 ـ 236 .