الحياة واحدة ولن تتكرّر ، وكلّ إنسان له دورة واحدة تبدأ بالولادة وتنتهي بالموت ، فإن عاش حياته بشرف وكرامة كان بها ونعمت ، وسيذكر بالفضل والكرامة بين الناس إلى أمد بعيد بعد وفاته ، وإن كان العكس أي عاش حياته بدناءة ، وخساسة فإنّها بئس المعيشة وبئس الرجل صاحبها.
والإمام الحسين عليهالسلام سيد الشهداء ، وأبو الأحرار ، وشيخ الأوفياء ، ووالد الأولياء ، وأصل الإباء ، فالدناءة تبعد عنه بُعد المشرقين ، وأخلاقه الفاضلة ملأت الخافقين ، ألا تراه أو تقرأ له ، أو تسمع عنه هذه الكلمات التي تطفح شموخاً وإباء.
رؤية الحسين عليهالسلام إلى الدنيا
يُقال أن الإمام الحسين عليهالسلام قام خطيباً في أصحابه على مشارف نينوى أو على أرض كربلاء ، وكان ممّا قال :
«إنّه قد نزلَ من الأمر ما قد ترون ، وإنَّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبر معروفها ، ولم يبقَ منها إلاّ صُبابةٌ كصبابة الإناء ، وخسيسُ عيشٍ كالمرعى الوبيل.
ألا ترون إلى الحقِّ لا يُعملُ به ، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمنُ في لقاء ربّه مُحقاً ؛ فإنّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً والحياة مع الظالمين إلاّ برماً.
إنّ النّاس عبيدُ الدنيا ، والدّين لعقٌ على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا محِّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون» (1).
هكذا أصبحت الدنيا إذا ذهب المعروف عنها ، والأسوأ من ذلك كلّه هو تعطيل الحقّ والعمل بالباطل ، واللازم العكس إعمال الحقّ وإبطال الباطل.
وهكذا صارت الأمور إلى هذه المستويات من التدنِّي الأخلاقي وقلّة التديّن بحيث أنّ الناس يبادرون إلى نبيَّهم كبني إسرائيل ، أو إلى إمامهم كهذه الأُمّة ، ويريدون قتله والتقرّب بدمه إلى سلطان جائر أو طاغية جبّار.
قال الإمام الحسين عليهالسلام بهذا المعنى : «إنَّ من هوانِ الدُّنيا على الله أنَّ رأس يحيى بن زكريّا اُهدي إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل».
وذات يوم ضرب عليهالسلام بيده على لحيته الشريفة وقال :
«اشتدَّ غضبُ الله تعالى على اليهود ؛ إذ جعلوا له ولداً ، واشتدَّ غضبُ الله تعالى على النَّصارى ؛ إذ جعلوهُ ثالث ثلاثة ، واشتدَّ غضبهُ على المجوس ؛ إذ عبدوا الشَّمس والقمر دونه ، واشتدَّ غضبه على قومٍ اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم. أما والله ، لا أُجيبهم إلى شيءٍ ممّا يريدون حتّى ألقى الله تعالى وأنا مخضّبٌ بدمي» (2).
إنّ حياة الذلّ والهوان لا تليق بالرجال العظام ، ذوي الهمم الشامخة ، والأخلاق الأبيّة ، والمروءات والشهامات ، والإمام الحسين عليهالسلام ثار على الواقع المزري الذي وصلت إليه الأُمّة الإسلاميّة في ظلّ حكومة معاوية وولده يزيد.
إنّ نهضة الإمام عليهالسلام كانت ضرورة حضاريّة لإيقاظ الأُمّة وتنبيهها ؛ وذلك لأنّ «الدّعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين ؛ بين السّلة والذّلة ، وهيهات منّا الذلّة ؛ يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجُدودٌ طابت ، وحُجورٌ طهرت ، واُنوفٌ حميةٌ ، ونفوسٌ أبيّةٌ ، لا تُؤثر مصارعَ اللئام على مصارع الكرام. ألا قد أعذرتُ وأنذرتُ ، ألا وإنّي زاحفٌ بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر» (3).
فيزيد بن معاوية أو عبيد الله بن زياد لم يرضَ منَّا إلاّ إحدى خصلتين كلتاهما مرّ :
1 ـ إمّا السلّة : أي السيف والحرب ، واستلال الأرواح من الأجساد.
2 ـ وإمّا الذلَّة : أي الذلّ والهوان ، والسَّوق أسرى إلى الكوفة كالعبيد والإماء.
ولكن هيهات هيهات! أي بعيد كلّ البعد عن اُولئك اللئام أن يعطيهم الإمام الحسين سيّد الإباء ، وأصل الكرامة والشرف ما أرادوا ؛ فهم على يقين من أنّ الحسين عليهالسلام لن يختار إلاّ السيف والقتال حتّى لو كان وحيداً فريداً في أرض كربلاء.
وكان هذا الموقف واضحاً وجليّاً في الخطبة الأولى لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام على تراب كربلاء في أوّل يوم عاشوراء ، حين خطبهم بخطبة بليغة عظيمة وهو راكبٌ فرسه ، معتمٌّ بعمامة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لابسٌ درعه ومتقلّدٌ سيفه ، فقال في أوّلها :
«أيُّها الناس ، اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ لكم عليَّ ، وحتّى أعذرَ إليكم ، فإن أعطيتموني النَّصفَ كنتم بذلك أسعد ،
وإنْ لم تعطوني النَّصف من أنفسكم (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) » (4).
إلى أن قال له قيس بن الأشعث : (ما ندري ما تقول ، ولكن انزل على حكم بني عمّك فإنّهم لن يُرُوك إلاّ ما تحب).
فقال له الإمام الحسين عليهالسلام بكلّ أنفة وإباء ، وشموخ وعظمة :
«لا والله ، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذّليل ، ولا أفرُّ منكم فرار العبيد (5).
يا عباد الله ، إنّي عُذتُ بربّي وربّكم أن ترجمون ، أعوذُ بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب» (6).
فإمّا الحياة بكرامة أو الموت بشهامة ، تلك هي كلمات الإمام الحسين عليهالسلام ، ما زالت شعارات تُكتب على جدران الزمان والمكان ، لتقرأها الأجيال الحرّة المتطلّعة إلى الحريّة والسؤدد ، والشرف والكرامة على طول المدى دائماً وأبداً.
الكرم والجود الحسيني
ما أكثر ما يُحكى عن كرم وسماحة وجود وعطاء الإمام الحسين عليهالسلام ، وهذا بحر لا ينفد على مدى الأيام ، ومهما تحدّثنا فإنّ الوصف قاصر ، والقلم كليل ، والفكر عليل عن الإحصاء ، ولكن لا بأس ببعض الوقائع التاريخية التي لم ننقلها من قبل.
ـ يحكي الحسن البصري فيقول : إنّ الإمام الحسين عليهالسلام ذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه ، وكان في ذاك البستان غلام للحسين عليهالسلام اسمه صافي ، فلمّا قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل الخبز ، فجلس الحسين عليهالسلام عند بعض النخل بحيث لا يراه الغلام ، فنظر إليه الإمام عليهالسلام وهو يرفع الرغيف فيرمي نصفه إلى الكلب ويأكل نصفه ، فتعجّب الحسين عليهالسلام من فعل الغلام. فلمّا فرغ من الأكل قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللّهمّ اغفر لسيّدي كما باركت لأبويه برحمتك يا أرحم الراحمين.
فقام الحسين عليهالسلام وقال : «يا صافي». فقام الغلام فزعاً وقال : يا سيدي وسيد المؤمنين إلى يوم القيامة ، إنّي ما رأيتك فاعف عنّي.
فقال الحسين عليهالسلام : «اجعلني في حلٍّ يا صافي ؛ لأنّي دخلتُ بُستانك بغير إذنك».
فقال صافي : بفضلك يا سيدي وكرمك وسؤددك تقول هذا.
فقال الحسين عليهالسلام : «إنّي رأيتُك ترمي نصفَ الرَّغيف إلى الكلب وتأكُلُ نصفه ، فما معنى ذلك؟».
فقال الغلام : إنّ هذا الكلب نظر إليّ وأنا آكل فاستحييت منه ، وهو كلبك يحرس بستانَك ، وأنا عبدك نأكل رزقك معاً.
فبكى الحسين عليهالسلام وقال : «إن كانَ كذلك فأنتَ عتيقٌ لله تعالى ، ووهبتُ لك ألفي دينار».
فقال الغلام : إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك.
فقال الحسين عليهالسلام : «إنَّ الكريم ينبغي له أن يصدِّق قولهُ بالفعل. أوما قلتُ لك اجعلني في حلٍّ ؛ فقد دخلتُ بُستانك بغير إذنك ، فصدّقت قولي ووهبته ؛ البستان وما فيه لك ، فاجعل أصحابي الذين جاؤوا معي أضيافاً ، وأكرمهم من أجلي أكرمك الله تعالى يوم القيامة ، وبارك لك في حسن خُلُقك وأدبك».
فقال الغلام : إن وهبتني بستانك فإنّي قد سبّلته لأصحابك وشيعتك (7).
أي أنّ الغلام قد جعل البستان سبيلاً لأصحاب الإمام الحسين عليهالسلام وشيعته ، وهو خادم وحافظ للبستان فقط.
وإليك قصّة أُخرى من قصص الكرم والجود الحسيني ، مع الأخلاقيّات الاستثنائية التي حباها الله لهذا الإمام العظيم (عليه آلاف التحيّة والسّلام وآله الكرام).
ـ عن الذَّيال بن حرملة قال :
خرج سائل يتخطّى أزقّة المدينة حتّى أتى باب الحسين بن علي عليهالسلام فقرع الباب ، وأنشأ يقول :
لم يخبِ اليومَ مَنْ رجاكَ ومَنْ **حرّكَ من خلفِ بابكَ الحلقه
فأنتَ ذو الجودِ وأنتَ معدنه **أبوكَ قد كان قاتلَ الفسقه
قال : وكان الحسين بن علي عليهالسلام واقفاً يصلّي ، فخفّف من صلاته وخرج إلى الأعرابي ، فرأى عليه أثر ضرّ وفاقة ، فرجع ونادى بقنبر ، فأجابه : لبيك يابن رسول الله.
قال عليهالسلام : «ما تبقّى معكَ مِنْ نفقتنا؟».
قال : مئتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك.
قال عليهالسلام : «هاتها ؛ فقدْ أتى مَنْ هو أحقُّ بها منهم». فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي ، وأنشأ عليهالسلام :
خُذها فإنّي إليكَ معتذرٌ ** واعلمْ بأنّي عليكَ ذو شفقه
لو كان في سيرنا الغداةُ عصا ** كانت سمانا عليك مُندفقه
لكنَّ ريب الزمان ذو نكدٍ ** والكفُّ منّا قليلةُ النفقه
فأخذها الأعرابي وولَّى وهو يقول :
مطهّرون نقّياتٌ جيوبهمُ ** تجري الصلاةُ عليهم أينما ذُكروا
وأنتمُ أنتمُ الأعلَون عندكمُ ** علمُ الكتابِ وما جاءت بهِ السورُ
مَنْ لم يكن علويّاً حين تنسبه ** فما لهُ في جميعِ الناسِ مُفتخرُ (8)
فهل رأيت أخي الكريم مثل هذا الجود والكرم الحسيني؟ وهذه العفّة والنفسيّة حيث تراه يفيض منها بلا تكلّف ؛ لأنّ الدنيا عنده لا تساوي عفطة عنز كما كان أبوه الأمير عليهماالسلام يقول ، إذ الدنيا للعطاء والتباذل خُلقت ، وليس للجمع والكنز ، فلمَنْ؟ ولماذا؟!
العفو عن المسيء
وأخلاقيّات العفيف لا بدَّ أن يرافقها العفو كذلك ؛ إذ إنّ العفو من شيم الكرام ، وعند المقدرة من شيم العظام.والمولى أبو عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه) كم وكم مرّة عفا عن الناس من العبد والرقيق وحتى السيد الشريف المطاع.
وكان يحضّ دائماً على قبول العذر من المسيء والمعتذر ، كما يحدّث عنه ولده الإمام علي زين العابدين عليهالسلام قال : «سمعتُ الحسين عليهالسلام يقول : لو شتمني رجلٌُ في هذه الأُذن وأومأ إلى اليُمنى ، واعتذر لي في الأُخرى لقبلتُ ذلك منه ؛ وذلك أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حدَّثني أنَّه سمع جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا يرد الحوض مَنْ لم يقبل العذر من مُحقٍّ أو مبطلٍ» (9).
فالكريم وأبيّ النفس والفاضل عليه أن يقبل الاعتذار ويعفو عن المسيء ؛ ليرتفع في عيون الناس وقلوبهم ، فينظروا إليه بمهابة وتعظيم ، ولا يعود أحد يجرؤ على الإساءة مرّة أُخرى ، كما حدث مع ذاك الشامي (عصام بن المصطلق) الذي قال : دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي عليهالسلام فأعجبني سمته ورواؤه (هيأته ومنظره) ، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض ، فقلت له : أنت ابن أبي تراب؟
فقال عليهالسلام : «نعم».
فبالغتُ في شتمه وشتم أبيه ، فنظر إليّ نظرةَ عاطف رؤوف ، ثمّ قال : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ)(10).
ثمّ قال لي عليهالسلام : «خفِّضْ عليكَ ، أستغفرُ الله لي ولك ، إنَّكَ لو استعنتنا لأعنَّاك ، ولو استرفدتنا لرفدناك ، ولو استرشدتنا لأرشدناك».
قال عصام : فتوسَّم منّي الندم على ما فرطَ منّي.
فقال عليهالسلام : «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» (11).
ثمّ أضاف يسأل : «أمِنْ أهلِ الشَّامِ أنتَ؟».
قلت : نعم.
قال عليهالسلام : «شنشنةٌ أعرفُها من أخذم. حيّانا الله وإيّاك ، انبسطْ إلينا في حوائجك وما يعرضُ لك تجدني عند أفضل ظنِّكَ إن شاء الله تعالى».
قال عصام : فضاقت عليّ الأرض بما رحبت ، وودت لو ساخت بي ، ثمّ سللت منه لواذاً وما على الأرض أحبّ إليّ منه ومن أبيه (12).
هذا آخر حديثنا في الفصل الأوّل من هذا الكتاب عن بعض مناقبيّات المولى أبي عبد الله الحسين عليهالسلام. اللّهمّ اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ، ومماتي ممات محمد وآل محمد. اللّهمّ أدخلني في كلّ خير أدخلت فيه محمداً وآل محمد ، وأخرجني من كلّ سوء أخرجت منه محمداً وآل محمد ، والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
المصادر :
1- موسوعة البحار 44 ص 380 ـ 382 ، مقتل الحسين ـ للمقرّم ص 194.
2- اللهوف في قتلى الطفوف ص 43 ، الكلمة ص 279.
3- مقتل الحسين ـ للمقرّم ص 234 ، اللهوف في قتلى الطفوف ص 54 ، موسوعة البحار 45 ص 8.
4- سورة يونس : الآية 71 ، وسورة الأعراف : الآية 196. ـ إرشاد المفيد ص 234 ، الكلمة ص 273.
5- وفي رواية : ولا أُقرُّ إقرارَ العبيد.
6- إرشاد المفيد ص 234 ، الكلمة ص 273.
7- المجالس السنية 1 ص 26 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين ص 625 ، مستدرك الوسائل 7 ص 192 ح8006.
8- تاريخ ابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين) ص 160 ، أعيان الشيعة 1 ص 579.
9- إحقاق الحقّ 11 ص 431.
10- سورة الأعراف : الآية 199 ـ 202.
11- سورة يوسف : الآية 92.
12- نفثة المصدور ص 614.