الحب والأبناء

من الطبيعي ان يکون الحب داخل اطار الحياة الزوجية ومن الطبیعي ان يحب کل منا اباءه و الواجب والفطرة تعمل علی تنمية الحب في العلاقة الزوجية . وقد يسأل البعض فيقول : ما دخل الأبناء في الموضوع .
Monday, May 1, 2017
الوقت المقدر للدراسة: 7 دقیقه
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الحب والأبناء
الحب والأبناء



 

من الطبيعي ان يکون الحب داخل اطار الحياة الزوجية ومن الطبیعي ان يحب کل منا اباءه و الواجب والفطرة تعمل علی تنمية الحب في العلاقة الزوجية . وقد يسأل البعض فيقول : ما دخل الأبناء في الموضوع .
وأنا أقول أن كل زوج قاسٍ وناشفٍ لا يعبر عن حبه فهو وليد بيئة ما كانت تعبر عن الحب فيها ، مرة من المرات أعجبني طفل عمره ست أو سبع سنوات وكلما كلمته كان يقول لي :
شكراً ، شكراً أبا محمد ، شكراً . أعطيه ماء يقول : شكراً . كان يردد شكراً فلفت نظري وكان الأب موجود فقلت لها :
ما شاء الله ابنك مؤدب كثيراً ، كل ما فعلت شيئاً قال شكراً وكلما تكلمت قال شكراً . فقال : نعم ، لأن هذه أكثر كلمة أقولها أنا لأمهم وأمهم تقولها لي في البيت .
فالابن هو وليد البيئة فإذا كان الزوج يعبر عن حبه لزوجته أمام أولاده فإن الأولاد إذا كبروا في الغد فلن يكون عندهم مشكلة حتى يعبروا عن حبهم لزوجاتهم ، لكن عندما تكون العلاقة الزوجية علاقة رسمية ما فيها أي تعبر للحب ولا فيها أي لمسة ولا فيها أي كلمة ، بالتالي سوف يتخرج الأولاد من هذه الأسرة وهم بنفس نمط الأب والأم .
هل إذا عبر الزوج عن حبه لزوجته أما أولاده هل هذا خطأ أو صح ، هل هذا ينافي الدين ، هل هذا ينافي الحياء ، هل هذا ينافي الحشمة ، هل هذا ينافي الأخلاق ؟. المسألة تحتاج إلى تفصيل ولذلك أنا أسأل سؤالاً فأقول :
ما هي عبارات الحب المسموح عند الزوج أن يتكلم مع زوجته أمام الأولاد ، وما هي العبارات الممنوعة ؟.
هذه قضية تحتاج إلى وقفة ، وما هي الحركات المسموح أن يرى الأولاد أباهم يمارسها مع أمهم ، وما هي الحركات الممنوعة ؟. السن نفسه له دور فالطفل الذي عمره ثلاث سنوات يختلف عن الطفل الذي عمره ست سنوات يختلف عن ولد أو بنت عمرهما خمس عشرة سنة ، هذه المراحل السنية كلها لها تقدير لكن لنتفق على مبدأ :
هل التعبير عن الحب صح أم خطأ ؟. لنناقشه على أنه مبدأ بغض النظر عن تفاصيله ، أنا من وجهة نظري الشخصية :
صحيح فلا بد من إشاعة الحب .
وهذا مهم جداً في الأسرة أن نشيع الحب ، وذكرنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنى دعوته وبنى دولته على الحب ، فالحب هو الأصل أصل العلاقات وأصل الترابط وأصل المحبة والاستقرار والسعادة ، فإذا نحن لم نشع الحب فإننا نشيع ضد الحب ، والذي ضد الحب هل هو الكراهية أو اللا حب ؟.
الأسرة لا بد من إشاعة الحب في جوها ، ويبقى هنا أن ندخل في التفاصيل فعندما يقول الزوج لزوجته : أنا مرتاح معك .
هل هذه فيها عيب ؟. إذا الأولاد سمعوها ، وإذا الزوج قال : أنا أحبك ، أنت أم أولادي ، أنا لا أستغني عنك . هل هذا عيب أمام الأبناء ، وإذا كان عيباً ففي أي شيء العيب ؟.
هل العيب أن يسمع الأولاد من أبيهم تقدير أمهم ويعبر عن حبه ؟
هذا ليس عيباً بل هو الذي لا بد أن يكون هذا هو الصحيح ، فإذا كان الزوج والزوجة يجلسان بجانب بعضهما وممسكان يد بعضهما البعض فهذا ليس عيباً أن يراهم الأولاد بهذه الحالة وهم لم يفعلوا شيئاً خاطئاً .
كل الذي فعلاه أنهما جلسا بجانب بعض وأمسكا يد بعض فأين الغلط وإن كان الولد عمره ثلاث سنوات أو خمس عشرة سنة ؟ صحيح أن هناك بعض الحركات قد يفهمها المراهق بشكل خاطئ لكن الزوج والزوجة هم أهل لأن يشيعا الحب بطريقتهما الخاص وبتعبيرهما الخاص بحيث أن الأسرة كلها تتربى على الحب .
مرة أخرى أنه لا بد من إشاعة الحب أمام الأبناء حتى ننشئ جيلاً يعرف أن يحب ويعرف أن يعبر عن حبه .
يقول لي أحد الأشخاص هل تصدق يوم أن نزلت إلى لبنان استغرب ؛ إذا دخلت إلى المحلات أسمع النساء هناك يتكلمن بطريقة لفتت نظري وعبارات فيها حب ، لولا أني أخاف الله لكانت مشكلة .
وأنا أقول : لماذا نجعل الشاب إذا كبر إذا سمع هذه الألفاظ مباشرة يذوب ، لِمَ لا نشبعه لِمَ لا نعمل له حصانة حماية وبالتالي نحن نحمي الأسرة من أي انحراف ؟.
كثير من أبنائنا وبناتنا يدمنون على التلفاز ويدمنون على الفضائيات وعلى البرامج والمسلسلات والأفلام من أجل سماع كلمات الحب ، إذاً لماذا أنا أجعله يأخذها من الخارج ؟
بل أنا أعلمه أنا أشبعه وبالتالي تكون نفسيته مستقرة ومتزنة وتكون العلاقة الزوجية فيها حب ونحن سوياً ننمي الحب .
في الختام نحب أن نذكر ببعض النقاط التي طرحناها وبعض القواعد التي تناولناها في موضوع الحب كيف نحب وكيف نحب أنفسنا وما هو سلم الأولويات ؟
وبعدها الأصل في الأشياء الحب ، ثم تكلمنا عن علامات الحب ، وبعدها مفهوم اللا حب ، كيف نحافظ على حبنا ، وهل تشعر بالإشباع العاطفي وهو عبارة عن تمرين ، ثم قلنا : هل يحبك شريك الحياة ؟.
وبعدها تناولنا الدراسة على مئتي زوج ومئتي زوجة كيف كل واحد منهم يعبر عن حبه لبعض ، ثم ذكرنا قانون الحب ، ثم بعد ذلك قصص من بيت النبوة .
الحب عند الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم دخلنا في حب التملك ، وبعدها طرحنا فكرة وفلسفة بنك الحب والحسابات الموجودة في هذا البنك ، ثم تكلمنا عن الحب والأب ، ثم الحب بعد الأربعين ، وآخر شيء هل يموت الحب ؟.
قبل أن نختم هناك مفهوم جداً مهم فإذا أرادت الزوجة أن تغير في عيب أو في سلوك معين في زوجها فعليها بالحب ، وإذا أراد الزوج أن يغير أي سلوك في زوجته فإن أسرع وسيلة الحب ؛ لأن الإنسان عندما يحب ويُحب يكون مقبولاً عند الطرف الثاني ويكون كلامه مقبولاً ، وأي توجيه يوجهه يكون في هذه الحالة مقبولاً ، هذه الأمور كلها من الممكن أن تساهم في تغيير الزوجين .
أذكر لكم قصة العاصي بن الربيع وهو زوج بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من مكة فراراً من الإسلام وخاصة بعدما عرف أن النبي أبو زوجته ، فخرج من مكة فبعثت زينب له برسالة تقول فيها وتدعوه إلى الإسلام وإلى الرجوع ، فأرسل لها رسالة وقال لها :
(( وَاللهِ مَا أَبُوكِ عَنْدِي بِمُتَّهَمٍ ، وَلَيْسَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْلُكَ مَعَكَ - يَا حَبِيبَةُ - في شعْبٍ وَاحِدٍ ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ لَكِ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ زَوْجَكِ خَذَلَ قَوْمَهُ . فَهَلاَّ عَذَرْتِ وَقَدَّرْتِ )) .
فنلاحظ في رسالته أنه ذكر كلمة ( يا حبيبة ) ومعنى هذا أن هناك حباً بين زينب وبين العاص بن الربيع < ، فالرسالة التي أرسلت زينب أثرت فيه فأرسل لها برسالة فذهبت زينب إلى الموطن الذي كان فيه ورجعت معه بعدما أسلم ، فما الذي جعل الرجل ينتقل من الكفر إلى الإسلام ؟.
الحب ، إذاً الحب هو أسرع وسيلة لتغيير النفوس ، الحب هو أسرع وسيلة لزيادة التماسك في الأسرة ، الحب هو أسرع وسيلة للتخلص من السلوكيات والعيوب عند كل الطرفين .
ولذلك أقول مرة أخرى :
تنمية الحب برنامج مهم ونتمنى لكم دائماً التوفيق ، وعندي لكم أرجو ألا تنسوها وأن تطبقوها ، والنصيحة هي أن تقرؤوا هذا البرنامج ثلاث مرات ولا يُقرأ مرة واحدة فقط بل ثلاث مرات ، وفي كل مرة ليحاول كل زوج وكل زوجة أنهم يناقشان المفاهيم التي طرحتها مع أنفسهم في حوار نفسي أو مع الطرف الآخر في حوار علني ، بعد الثلاث مرات سوف يكتشفان الفائدة العظيمة التي سوف تجنيها هذه المادة على علاقتهم الزوجية ، والله ولي التوفيق .
المصدر: راسخون2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.