بنك الحب

لماذا يفتح الإنسان حساباً في البنك أو يدخل ماله أو يحول راتبه على البنك ؟. هناك عدة أسباب : السبب الرئيسي ليحافظ على ماله ، والسبب الثاني يخطط للمستقبل بحيث لو احتاج إلى مال في أي وقت من الأوقات الذي ممكن
Tuesday, May 2, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
بنك الحب
 بنك الحب



 

لماذا يفتح الإنسان حساباً في البنك أو يدخل ماله أو يحول راتبه على البنك ؟. هناك عدة أسباب : السبب الرئيسي ليحافظ على ماله ، والسبب الثاني يخطط للمستقبل بحيث لو احتاج إلى مال في أي وقت من الأوقات الذي ممكن يلجأ إلى البنك فيساعده من خلال أمواله المحفوظة هناك . هذه من الأسباب التي يفتح فيها الإنسان حساباً في البنك .

ما معنى بنك الحب ؟

أريد منكم أن تسبحوا بالخيال معي ، لنتخيل أن عندنا بنكاً كبيراً لكن ليس بشكل المربع بل على شكل قلب حب ، والبنك لونه أحمر وبوابته من الأسفل ، وفيه أناس يدخلون وأناس يخرجون ، وإذا دخلنا هذا البنك فسوف يقابلنا موظفون وموظفات لكن وجوههم على شكل قلب حب وكلهم يبتسمون ، فنبدأ نتكلم مع الموظف أو الموظفة كي نفتح حساباً في هذا البنك ونسميه : الحساب العاطفي . هذا الحساب تفتحه الزوجة لزوجها ويفتحه الزوج لزوجته ، لا كما نعمل في البنوك كل يفتح حساباً لنفسه لا ، بنك الحب نظامه مختلف فأنا أفتح حساباً ليس لي بل لزوجتي ، وزوجتي تفتح حساباً ليس لنفسها بل لزوجها .
لنتخيل أن أبا خالد فتح حساباً لزوجته وفتحت حساباً لزوجها وبعدما يفتح الحساب موظف البنك سوف يعطيهم كرتاً للسحب الآلي ، هذا الكرب على شكل قلب حب والرقم السري ليس أرقاماً بل عبارة عن كلمة : أنا أحبك . فلو ذهبت الزوجة ووضعت الكرت في آلة السحب الآلي فقط تقول للبنك : أنا أحبك . فيعطيها مالاً ، والزوج نفس الشيء وإن كنت أخذتكم في خيال وسافرنا سوياً وخرجنا لكن لنرجع للواقع قليلاً فأقول : لماذا لا بد على الإنسان أن يفتح حساباً عاطفياً في بنك الحب ؟. أولاً : للحفاظ على علاقته الزوجية . وثانياً : كي يبني الزوجان الثقة والأمان بين بعضهما البعض . والثالث : حتى إذا احتاجا في المستقبل أن يسحبا من هذا الرصيد يستطيعوا أن يسحبوا منه . هذه هي قصة الحب وقد تعرفنا الآن كيف نفتح حساباً في بنك الحب وكيف نتعامل مع هذا البنك .
كيف نودع في حسابنا ؟. هذا سؤال مهم والإجابة من خلال المعاملة الزوجية ، وأنواع الإيداعات في هذا البنك إيداعات عاطفية دائمة وإيداعات عاطفية متقطعة ، وأما الحسابات فالنوع الأول منها : حساب عاطفي اسمه الوضوح . والثاني : حساب التضحية . والثالث : الفهم . والرابع : الهدايا . والخامس : المشاركة . والسادس : اللمسة . والسابع : الحوار . والثامن : الاستماع . هذه كلها حسابات توفير وحسابات ادخار ثمانية أنواع وسوف نتناولها بشيء من التفصيل .

الحساب الاول :حساب الوضوح

نبدأ بشرح بعض حسابات التوفير في بنك الحب وأول هذه الحسابات حساب الوضوح .
كلنا نعرف أن الغموض يهدد العلاقة الزوجية ، والغموض إذا توفر بين الزوجين له عدة مساوئ ، ومن مساوئ الغموض في العلاقة الزوجية أن الطرفين لا يشعران بالأمان ، وأن الثقة تقل بين الزوج وبين الزوجة ، ودائماً الزوج والزوجة يكونان متوقعان مفاجآت في العلاقة الزوجية ، وأكثر شيء مهم من مساوئ الغموض أنه يقلل الحب ، فكلما كان في العلاقة الزوجية وضوح كلما كان فيها صراحة ، كل ما زادت العلاقة الزوجية وكلما تنمى الحوار وتحقق الانسجام في العلاقة الزوجية ، الثقة والراحة والطمأنينة في المعاملة تأتي من الوضوح تأتي من الصراحة ، ولذلك كلما كانت الزوجة صريحة مع زوجها فمعنى هذا أنها ذهبت إلى البنك وأودعت في حساب الوضوح رصيداً عاطفياً .
وكذلك الزوج عندما يكون واضحاً وصريحاً مع زوجته وعلاقتهما ليس فيها غموض وبالتالي كأنه ذهب إلى البنك وأودع في حسابها الذي اسمه : حساب الوضوح . رصيداً عاطفياً ، في هذه الحالة سوف يتنمى الرصيد وسوف يكون الزوج والزوجة أرصدتهم في البنك عالية من الناحية العاطفية ، فلو سقطا في أزمة مستقبلاً أو صارت عندهم مشكلة فإنهم يبدآن يسحبان من هذا الرصيد وتبقى علاقتهما علاقة جيدة ومستقرة .

أما الحساب الثاني : حساب التضحية .

لكما ضحت الزوجة لزوجها كأنها تذهب إلى البنك وتودع في حسابه ( التضحية ) العواطف والمشاعر والحب ، وكذلك كلما ضحى الزوج لزوجته ومن أجلها فكأنما هو ذهب إلى البنك وأودع في حسابها ( التضحية ) العواطف والمشاعر والحب ، فيتنمى الحساب ويزيد الرصيد ، ولذلك من الخطأ أن يشعر أحد الزوجين أنه أكثر تضحية من الآخر ، لأنه إذا كان كذلك فإن الزوجة إذا كانت هي تضحي والزوج لا يضحي فهنا الزوجة سوف يأتيها شعور بأنها تذهب للبنك كثيراً وتودع في حساب الزوج ، والزوج لا يذهب إلى البنك ولا يودع في حسابها ، فإن الذي سيحدث بعد مدة في العلاقة الزوجية أن الزوجة تبدأ بعدم الذهاب إلى البنك وعدم الإيداع في حساب التضحية ، فتبدأ العلاقة هنا بالتوتر وهذا سوف يؤثر على الحب وعلى الحساب العاطفي بين الزوجين .
ما الذي يجعل الزوجين يضحيان ؟. أول سبب من الأسباب التي تدفع الزوجين للتضحية الأجر والثواب ، والسبب الثاني : الحب وزيادة الرصيد . والذي يجعل الزوجة تضحي من أجل زوجها لأنها تريد أن تزيد من حبها له ، والذي يجعل الزوج يضحي من زوجته يريد أن يزيد من حب زوجته له ، وبالتالي من علامات القرب التضحية ومن علامات تنمية المحبة التضحية .
وأما السبب الثالث هو حبهم في استمرار العلاقة الزوجية ، فالزوج أحياناً يخطئ على زوجته وأحياناً يكلفها بعمل أكبر من طاقتها فتضحي من أجله ؛ لأنها تريد الحياة الزوجية تستمر فهي لا مانع عندها في الذهاب إلى البنك لتودع في حسابه هذا الرصيد حتى ينمو .
فإذاً حساب الوضوح وحساب التضحية من حسابات التوفير في بنك الحب الذي ينمي الحب في العلاقة الزوجية .

والحساب الثالث : حساب الفهم .

وهذا حساب مهم جداً لأن كلما فهم أحد الأطراف الثاني كلما أودع في حساب الآخر ، وفهم النفسيات هو فهم ما يريد كل طرف للآخر من الأمور التي تقرب المسافة بين الطرفين سواء كان الزوج أو الزوجة ، على سبيل المثال لو كان الزوج من النوع الذي يحب أن يأكل في المطاعم وطلب من زوجته وقال : ما رأيك أن نتعشى اليوم في المطعم ؟.
عندما تقول أنها موافقة معنى هذا أنها ذهبت إلى البنك وأودعت رصيداً في حساب الزوج الذي اسمه حساب الفهم ، في بنك الحب لما تأتي وتقول لزوجها : ما رأيك أن نتمشى على البحر في الليل أنا أحب أن أمشي . فإذا قال لها : موافق . فمعنى هذا الكلام أنه ذهب إلى بنك الحب وأودع رصيداً في حساب الفهم لحساب زوجته ، هذه العلاقة بين الزوجين لو استمرت فسيكتشفان أن كل واحد منهم يدخل يومياً البنك ويودع في حساب الطرف الآخر ، وبالتالي هذه الإيداعات سوف تنمي الحب في العلاقة الزوجية .
الفهم جداً مهم فلا بد أن أفهم ماذا تريد زوجتي ، ولذلك كيف يتعرف كل طرف على ماذا يريد الطرف الآخر ؟. هناك عدة وسائل منها : الحوار . بمعنى أن أتكلم مع زوجتي فأنا أعرف ماذا تريد ماذا تحب وما هي تشتهي ، نفس الشيء عندما تتكلم الزوجة مع زوجها تعرف ما هي متطلباته وما هي محبوباته وما هي مكروهاته ، هذه الأمور عندما تتحقق في العلاقة الزوجية فستقوى العلاقة ويزيد الحب ويتنمى ، إذا كان الزوجي يحب الرياضة وزوجته تشاركه في هذه الهموم كأنها في هذه الحالة ذهبت إلى البنك وأودعت في رصيده العواطف والحب ، نفس الشيء الزوج إذا عرف أن زوجته تحب الطبخ وتحب بعض الهوايات فيذهب ليوفر لها بعض الأمور لتساعد هذه الهوايات في هذه الحالة كأنه ذهب إلى البنك وأودع في رصيدها العاطفة والحب .
لو أن الزوج والزوجة يتعاملان مع بعض من خلال فلسفة بنك الحب فسوف نكتشف أن علاقتهما الزوجية جميلة جداً وقوية جداً ، ولذلك أنا أقترح على كل زوج وعلى كل زوجة أنهم يأتيان بورقة كبيرة ويكتبان عليها : بنك الحب . ويعلقانها في غرفة النوم أو في الصالة ؛ حتى إذا أرادا أن يخرجا من البيت يقرؤون بنك الحب ، وهما داخلان يقرءان بنك الحب ، ففكرة بنك الحب لو أنها تُطبق في العلاقة الزوجية ويُذَكِّر كل واحد منهما الآخر في حساب الوضوح حساب التضحية حساب الفهم سوف تزيد العلاقة بين الزوجين ، ويبدأ الزوج حتى لو يضايق زوجته وزوجته تغضب عليه وأحاديثهم تغيرت ، فلو أن الزوج عصَّب على الزوجة فتقول الزوجة : يا أبا خالد ! إن حسابي المالي بدأ ينزل فما رأيك أن تذهب إلى البنك وتزيده ؟.
عندما يكون حوار الزوجين بهذه الطريقة فسوف يضحكان ويمزحان ، وفي نفس الوقت هما ينميان الحب في علاقتهم الزوجية .
إذاً حتى نتعرف على ما يريد الطرف الآخر من خلال الحوار ومن خلال السؤال بأن نسأله : ماذا تريد . فإذا الزوجة سألت زوجها ماذا يريد جاوبها ، وإذا جاوبها فقد حققت له ما يريد وبالتالي زادت من رصيدها .

الحساب الرابع : حساب الهدايا .

هذا معروف لديناً وخصوصاً النساء فهن معروفات ومشهورات بكثرة الهدايا ، الزوجة دائماً تحب أن تتقرب إلى زوجها من خلال العطايا والهدايا ، فكل هدية تعطيها الزوجة لزوجها معناه أنها ذهبت إلى بنك الحب وأودعت في رصيد زوجها الحب والعاطفة والمشاعر ، وكذلك كل هدية يعطيها الزوج لزوجته فكأنه ذهب إلى بنك الحب واستقبله الموظف صاحب وجه قلب حب وابتسم وكأنه فعلاً دخَّل في رصيد زوجته الحب والعاطفة .

الحساب الخامس : حساب المشاركة .

بمعنى أن الزوج لا بد أن يشارك زوجته في همومها وهواياتها ومحبوباتها وكذلك الزوجة تشاركه ، كلما كان بين الزوجين مشاركة كلما كان كل واحد منهما ذهب إلى البنك وأودع في رصيد صاحبه الإيداعات العاطفية ، ولذلك هناك قاعدة مهمة وهي : اجعل ما هام للشخص الآخر مهماً لك . لو أن الزوجين طبقا هذه القاعدة سيرتاحان في علاقتهما الزوجة ، لو كان الزوج كل شيء هام بالنسبة لزوجته يعتبره هو هاماً له ، والزوجة كل شيء مهم بالنسبة لزوجها تعتبره مهما لها بالتالي صار عندنا علاقة قوية ومتينة وتنمى الحب في علاقتنا الزوجية .
ومن القصص كنت أعطي دورة في إحدى دول الخليج وكانت هذه الدورة تحت عنوان : فن احتواء المشاكل الزوجية . بعد انتهاء الدورة جاءت إحدى المشتركات وقالت : أنا متزوجة من خمس عشرة سنة وأنا التي أصرف على البيت خلال هذه الخمس عشرة سنة ، وعندي سبعة أولاد وأنا التي أربي الأولاد خلال هذه الفترة ، أنا أدير أمور البيت وأنا أُدَرِّس أولادي وأنا من يشتري أغراض البيت ، زجي لا يتحمل أي مسئولية فأنا قد أعطيت وضحيت بما فيه الكفاية ، هو لا يشاركني لا في هذه الهموم ولا العطايا ، والآن جاءني من يومين أو ثلاث ليقول لي : أنا سأتزوج امرأة أخرى .
أنا عصبت وغضبت وقلت له : إن تزوجت زوجة أخرى سأطلب الطلاق ؛ لو أنت راعيتني وقدرت حقوقي وتشاركني من خمس عشرة سنة وتساهم معي في تربية أولادي وتصرف على البيت لا بأس بك تزوج أخرى ، لكن أن تتركني ولا تسأل عني وأحياناً تسافر ولا أدري عنك أنك سافرت والآن تأتي لتقول لي : إنك ستتزوج أخرى . أنا لا أوافق . أنا أقول : ما الذي جعل الزوجة تقول الآن : لا . للزوجة الثانية ، وما الذي جعلها تقول : لو أنك شاركتني وكنت معي من خمس عشرة سنة اذهب وعليك العافية .
وهي كانت تتكلم بفطرتها وطبيعتها لكن نحن عندما نتكلم في برنامج تنمية الحب فنحن نتحدث عن حساب موجود في بنك الحب اسمه حساب المشاركة ، لو كان هذا الزوج دائماً يذهب ويودع في هذا الرصيد الحب والعاطفة فسوف تكون العلاقة بين الزوجين أقوى وأفضل ، ولذلك نحن نؤكد مرة أخرى ونقول قاعدة أخرى : اجعل ما هو هام للشخص الآخر مهماً لك . لو أن الزوجين طبقا هذه القاعدة وبدأت علاقتهم الزوجية وبدأ كل واحد منهم يذهب إلى بنك الحب ويودع في رصيد الآخر فسوف يكتشفان أن حبهم قوي جداً بل ويتنمى هذا الحب أكثر وأكثر .

الحساب السادس : اللمسة .

هذا حساب مهم جداً ولذلك اللمسة مهمة جداً بين الزوجين ، وأنا أذكر أني كنت أعطي دورة عنوانها : الحوار الزوجي الناجح . وكانت لمجموعة رجال ، ومن ضمن الحوار تكلمنا عن اللمسة فعملت تمريناً للرجال المشتركين وقلت لهم : متى آخر مرة صافحت زوجتك ؟. فكانت النتيجة أن أقل واحد فيهم قال : أنا أذكر آخر مرة صافحتها من شهرين ونصف في العيد . وأما الباقي على ستة أشهر وعلى سنة ومنهم من قال أنه لا يصافح زوجته ، وأنا أقول : اللمسة مهمة في العلاقة الزوجية وتنقل الحب وتزيد الحب ، كل لمسة عبارة عن زيارة لبنك الحب وإيداع في رصيد اللمسة للزوج أو للزوجة .
ولذلك إذا كان الزوجان يقرءان ليضع الزوج على يد زوجته ، فإن وضع يده فهو كأنه ذهب إلى بنك الحب ودخل فيه وأدخلت في رصيد زوجتك العاطفة والحب ، والآن لتقبل الزوجة زوجها فإن قبَّلته فكأنها ذهبت إلى بنك الحب وأدخلت في رصيد زوجها الحب والعاطفة ، نحن بحاجة إلى مثل هذه المعاني ولذلك نرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يطبق معنى اللمسة ليس فقط بالمعنى الحقيقي الذي نتكلم فيه ، بل ذهب النبي إلى أبعد من ذلك ، وهذه قمة ورقي في معاني الحب ، تقول عائشة : (( كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَيَضَعُ فاه عَلَى مَوْضِيِ فِيَّ فَيَشْرَبُ )) .
وهذا فيه إيحاء وفيها وداعة فكأن النبي هنا دخل بنك الحب وأودع في رصيد عائشة ، تقول عائشة مكملة الرواية : وأتعرق العَرْق بمعنى العظم الذي في اللحم وأنا حائض ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع في . أي أن العظمة نفسها بعدما تأخذها عائشة وتأكل منها يأخذها النبي ويضع فمه في مكان فم عائشة ، هذه كلها من الإيداعات في حساب اللمسة ، وتقول : (( كَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ )) .
وهذه لمسة حقيقية بين النبي وبين عائشة ، وهذا إيداع آخر في حساب اللمسة ، وتقول : (( كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اعْتَكَفَ يُدَنِّي إِلَيَّ رَأْسَهُ فَأُرَجِّلُهُ ، وَكَانَ لا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلاَّ لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ )) . رواه مسلم . فهذه كلها أمور نحن نتعلمها من حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذه كلها عبارة عن إيداعات في حساب اللمسة سواء كان للزوجة أو للزوج .

الحساب السابع : حساب الحوار .

والحوار في العلاقة الزوجية كل ما كان واضحاً ومتصلاً كلما زاد الزوجان من رصيديهما في حساب الحوار في بنك الحب .
الحوار الزوجي ينقسم إلى عدة أنواع : حوار هادي ، حوار شديد ، حوار قاس ، حوار حب ، حوار لين ، حوار سمح ، حوار من الزوج للزوج ، وحوار من الزوجة للزوج . لكن في كثير من الأحيان تكون اللغة بين الزوجين لغة منقطعة فلا حوار بل صمت وكآبة ، لو تعرف أحدنا على هذه الأسرة لشعر أنه لا يوجد بينهما حوار نهائياً ، هناك أسباب لعدم الحوار ومهلكات للحوار لكن ما يهمنا الآن كيف نتكلم كيف نحاور ، لأنه كلما كان الزوج متميزاً في حواره مع زوجته كلما كأنه ذهب إلى بنك الحب وأودع في رصيد الحوار العاطفي أو الحب وكذلك الزوجة ، بعض الناس عندما يحاور يحب أن يكون هو الرابح والطرف الثاني خاسر ودائماً يريد أن يغلب في الحوار ولا يريد أن يعترف بالخطأ ، وهناك نموذج آخر وهو أنه دائماً يريد أن يكون خسراناً ولا مانع لديه في أن يكون الطرف الثاني هو دائماً رابح ، والنموذج الثالث في الحوار لا يرضى إلا أن يكون هو خاسر والطرف الآخر خاسر ، ودائماً كلما ينفتح في العلاقة الزوجية ينتهي هذا الحوار إلى مشكلة ، وأما النموذج الذي نتمناه للزوجين في حوارهما أن يكون كلاهما رابح لأي طلب لأي رغبة لأي موضوع يتم فيه الحوار يكون الطرفان رابحين .
لا توازي الحياة شيئاً عندما يغضب أو يشد على زوجته لأن الحوار هو رسالة الحوار هو عبارة عن زيادة في الحب زيادة في العلاقة ، فكلما كان الحوار واضحاً وكان جميلاً والزوج يحاور زوجته والزوجة تحاور زوجها كلما كان كل زوج سيذهب إلى بنك الحب وأودع في حساب الطرف الآخر ، أهم شيء في الحوار الملاطفة البسيطة .
الزوجة بين الحين والآخر تحب أن تسمع كلمات خفيفة الزوج بين حين الحين والآخر يحب أن يسمع كلمات التشجيع وكلمات بسيطة ، هذه العبارات البسيطة تزن ذهباً وتزن أرصدة عالية في بنك الحب ، ولذلك لو دخلنا بنك الحب وكشفنا حسابات الحوار في العلاقة الزوجية سنكتشف أن بعض الأزواج أغنياء وحسابهم ورصيدهم عالٍ جداً ، وسوف نكتشف أن بعض الأزواج والزوجات فقراء ، ونكتشف أن بعض الأزواج والزوجات حسابهم مكشوف وعليهم ديون لكنها ديون حب لا مال .
ولذلك من مهلكات الحوار الأشياء التي تقطع الحوار بين الزوجين الاستهزاء ، فالاستهزاء ينقص من رصيد بنك الحب ، والتعالي أو لغة الأستاذية عدم رد الفعل فالزوجة تتكلم والزوج يرد : إيه ، إيه ، إيه ، لا ، إيه ، خير إنشاء الله . كلها تصرفات تنقص من رصيد الحب في بنك الحب في حساب الحوار .

الحساب الثامن : حساب الاستماع .

أتكلم الآن للزوج والزوجة وأقول لهم : نحن تعلمنا كل شيء من وسائل الاتصال إلا الاستماع . بمعنى أن الزوج لو أراد أن يتصل بزوجته فهناك أربع وسائل : إما الكلام ، أو الكتابة ، أو القراءة ، أو الاستماع . ونحن من صغرنا وفي المدارس ووالدانا كلهم كانوا يعلموا القراءة والكتاب والكلام لكن لم يعلمنا أحد الاستماع ، ولذلك نحن عندنا مشكلة كبيرة جداً في الاستماع ، فأحياناً لما تتكلم الزوجة مع زوجِها فإن زَوجُها لا يسمعها ، وإذا سمعها يسمعها كي يرد عليها ، والزوج أحياناً يتكلم مع نكتشف أن الزوجة لا تسمعه ولو سمعته فإنه تسمعه بتجاهل أحياناً ، إلا الذين تعلموا الاستماع الصحيح والذي بالفعل نجد عنده هذه الرغبة ونجدها في علاقتها الزوجة ، وهذا حساب لعله من أفقر أنواع الحسابات في بنك الحب .
كيف نسمع وماذا نعمل عندما نسمع ماذا نعمل ، عندما يتكلم الزوج أو الزوجة تتكلم فعيني بعينيها كي يكون الاستماع صحيحاً وأن أتفاعل مع الكلام ، وأن يكون جسدي مقابلاً لجسدها ليكون الاستماع صحيحاً ، ولو نطبق هذه المعاني في الاستماع ونتفاعل أثناء الحوار فكأنما ذهبت إلى البنك وأودعت في حساب زوجتي العاطفة والحب ، وهذا الحساب سنقف عنده وقفة ونفصل فيه أكثر .
المصدر : راسخون 2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.