قدسية الصحابة

ان القرآن الكريم هو الذكر ، وما جاء به النبي هو بيان لهذا الذكر وترجمة له وهو من مستلزماته ، وقد تكفل الله جلت قدرته بحفظه على مر الازمان ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) فحفظ الذكر مضمون بضمانة الهية ولا
Thursday, May 4, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
قدسية الصحابة
 قدسية الصحابة



 

ان القرآن الكريم هو الذكر ، وما جاء به النبي هو بيان لهذا الذكر وترجمة له وهو من مستلزماته ، وقد تكفل الله جلت قدرته بحفظه على مر الازمان ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) فحفظ الذكر مضمون بضمانة الهية ولا علاقة للصحابة الكرام بهذا الحفظ . فالدين محفوظ وثابت وبدون شهود لان الله هو الشاهد والمتكفل باثباته ، ولان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم ينتقل الى الرفيق الاعلى الا بعد ان اكمل الله الدين واتم النعمة . فالشاهد على المسلمين هو محمد ، والمسلمون في كل زمان هم شهداء على الناس .
ثم ان كتاب الله منزل من عند الله وليس بامكان احد كائناً من كان ان يزيد فيه حرفاً او ينقص منه حرفاً او ان يبدل فيه حرفاً ، لانه ترتيب الهي . فقد كانت الكوكبة من آيات القرآن الكريم تتنزل على رسول الله مع التوجيه الالهي بأي سورة توضع ، وعند ما انتقل الرسول الى جوار ربه ، كان القرآن كله مرتباً بالصورة التي بين ايدينا ومكتوباً كاملاً وليس في صدور الرجال فحسب كما يزعم بعض اخواننا . فالقول بأن الصحابة كلهم عدول لا يزيد الثابت ثباتاً ولا المحفوظ حفظاً .
والقول بأن المخلصين من الصحابة فقط هم العدول لا يهز هذا الثابت ولا يؤثرعلى هذا المحفوظ ، واقحامهم للقرآن وحفظه لاثبات عدالة كل الصحابة لا مبرر له ، لان الفضل في ذلك كله والمنة والشكر لله تعالى ، والفخر لمحمد ولآل محمد وللصادقين من الصحابة الذين التفوا حولهم . فلو ان الآل الكرام سلموا محمداً لزعامة قريش او خلوا بينها وبينه لقتلوه كما قتل كثير من الانبياء من قبل ، ولما تحمل الآل الكرام كل سني الحصار والعذاب والالم . وبالمناسبة فانني اتساءل : اين كان كل الصحابة والهاشميون محصورون في شعاب ابي طالب يأكلون ورق الشجر من الجوع ويمص اطفالهم الرمال من العطش ؟ هل من العدالة الوضعية اوالسماوية ان يتساوى المحاصَر مع المحاصِر ( مالكم كيف تحكمون ) .
أما القول بأن هؤلاء الذين ينقصون احداً من الصحابة ( زنادقة ) فلا يستقيم لعدة وجوه ، لان الاسلام بوصفه آخر الاديان السماوية ، وبوصفه الصيغة النهائية لدين الله معد ومصاغ ليفهم منه كل انسان على قدر فهمه ، والفهم الامثل هو ما يتطابق مع المقصود الشرعي او الغاية الشرعية من النص ، بحيث يكون الفهم هو عين ما اراد الله ، وتلك مهمة عسيرة بل واختصاص فني تماماً ، والا فما الداعي لارسال الرسل مع الكتب وابتعاث الهادي مع الهداية ؟ وما هي الغاية اذن من وجود الائمة ومن رئاسات الانبياء لدول الايمان ؟ ومن هنا فان الاسلام شيء وفهمنا له شيء آخر يختلف حسب ثقافتنا .
فاختلاف الرأي وتباين الافهام ليس زندقة ، وهنالك من الصحابة من عاب النبي نفسه وطعن في عدالته . انظر الى قول ابن الخويصرة ( اعدل يا محمد والله ما اردت بهذه القسمة وجه الله ! ) لم يقل له النبي : انت زنديق او منافق ، قال له : ويحك من يعدل ان لم اعدل . فهل للصحابي مكانة اعظم من مكانة النبوة ؟ فاذا كان سيد البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( انا بشر اصيب واخطيء ) فكيف تعممون العدالة على جميع الصحابة وتعتبرون من ناقشكم بالامر زنديقاً ؟
يجمع اهل السنة او يتظاهرون بالاجماع على القول وبالحرف : ان الرسول حق والقرآن حق وما جاء به النبي حق ، وانما ادى الينا ذلك كله الصحابة ، فهم الشهود وهؤلاء الذين ينقصون احداً من الصحابة ـ اي واحد ـ يريدون ان يخرجوا شهودنا
ليبطلوا الكتاب والسنة وهؤلاء زنادقة (1) فمن عابهم ان انتقص منهم فلا تؤاكلوه ولا تشاربوه ولا تصلوا عليه (2) .

أولاً : الخلط

القول بأن النبي حق والقرآن حق وما جاء به النبي حق ، هذا قول لا غبار عليه ولا اختلاف فيه ، وهو قدر مشترك بين كل المسلمين من سنة بمختلف فرقهم ومن شيعة بمختلف فرقها ، وهم يتساوون بالانتماء لهذا الدين ولحمل هويته الخالدة .

والدين يتكون من مقطعين :

1 ـ نبي الله بذاته وقوله وفعله وتقريره
2 ـ كتاب الله المنزل من عند الله .
هذا اجماع كل المسلمين ، والخلاف منحصر بفهم المقصود الشرعي لهذا الدين ، فلا ينبغي الخلط بين الدين وبين مفاهميمنا له ، فالدين هو المركز الثابت ومفاهيمنا هي المتحركات والمتغيرات من حوله . فالدين شيء ومفاهيمنا له شيء آخر ، هذه المفاهيم عملياً تختلف من فرد الى فرد ، ومن جماعة الى جماعة حسب درجة العلم وقدرة الفهم والطاقة والتجرد من الهوى .
ولو كان مجدياً فرض فهم واحد لفرضه الله تعالى ولما كان هنالك داع للاجماع ولما كان هنالك داع للفهم اصلاً . فعندما نفهم نصاً معيناً بفهم ما ، ويفهم الآخر النص نفسه بفهم آخر ثم يدعى كل منهما ان فهمه هو المقصود الشرعي ، فمعنى ذلك انه لا بد للاثنين من دراسة النص دراسة ثانية وثالثة ... الخ .
حتى يصلا الى مفهوم واحد للنص لان النص الشرعي الواحد له مقصد شرعي واحد وهو عين المقصود الالهي ، اذ لو قلنا بغير ذلك لاضفينا طابع الشرعية على الفرقة والاختلاف ، ولذهبت كل جماعة باتجاه مع ان مصلحة الامة تتحقق بوحدتها لا يفرقها ، ثم انه لا مصلحة لك ولا مصلحة لي ـ اذا كانت النفوس خالصة لله ـ ان يصح هذا الفهم او ذاك ، انما مصلحتنا تتحقق بفهم المقصود الالهي الامثل والعمل به .
فمن غير الجائز ان نخلط افهامنا بالدين وبنوايا مختلفة حسنت ام ساءت ونقول : ان هذه الافهمام هي الدين ، ثم نضع عقوبة لمن يخالفنا بهذه الافهمام فنتجاوز دائرة الاتباع الى دائرة التشريع المخصصة لله تعالى . فحكم الزندقة وقرار عدم المؤاكلة والمشاربة وعدم الصلاة على من يخالفك الرأي هو قرار لا يقره الدين ، وهو عقوبة بغير نص ، وتصرف ممن لا يملك في ملك الغير ، وهو باطل من اساسه ولا يعادل شروى نقير .

ثانياً : كلمات للتلقين

الاسلام كلمة محددة ولفظ يدل على معنى بعينه وهو يعني : نبي الله محمداً بذاته وقوله وفعله وتقريره ، ويعني القرآن الكريم على الصعيدين النظري والعملي ، وهو مجموعة البنى الحقوقية المتكاملة التي اوحاها الله لنبيه وبينها النبي للناس ، انه العقيدة الالهية التي ارادها الله ان تكون دينه ودين المطيعين من خلقه . وهو معنى قائم بذاته ومستقل عن غيره .
الصحابة الكرام اتبعوا هذا الذين ووالوا نبيه على صعيدي الدعوة والدولة ، هم اتباع للدين وليسوا ديناً او جزءاً من الدين .
المسلمون كلهم هم الذي اتبعوا الاسلام وآمنوا به ، لكنهم ليسوا هم الاسلام ، انهم اتباع ، وشتان ما بين العقيدة والمعتقد بها وما بين القانون والشعب ، وما بين القضاة والمتقاضين .

ثالثاً : الحماية والتستر

قلنا : ان مصلحة الاسلام والمسلمين تتحقق بفهم المقصود الشرعي بالذات وهو عين المقصود الذي قصده الله تبارك وتعالى ، والوقوف على هذا المقصود يحتاج الى اختصاص وملكات خاصة والوقوف عليه مطلب الجميع وغايتهم ، ولكن اناساً انزلوا انفسهم منازل ليست لهم واجتهدوا ، وهذا حق لهم ، ثم حاولوا رغبة او رهبة ان يفرضوا هذا الاجتهاد على ابناء المللّة واغلقوا طريق البحث عن الحقيقة الشرعية ، واوصدوا مسالك التحري عن المقصود الشرعي ، واعلنوا بأن رأيهم هو الدين ومن يعارضهم زنديق ... الخ .
وهذا ليس من حقهم لانهم شيء والدين شيء آخر ، ومخالفتهم بالرأي او بالإجتهاد او بالفهم ليس مخالفة للدين لان القول بغير ذلك ترجيح بغير مرجح ، ووصاية من غير اذن شرعي بالوصاية مما يحول العملية كلها الى تستر بالدين ، واحتماء به لنصرة على رأي او مذهب على مذهب .
فاختلافك معي بفهم نص من النصوص الشرعية لا يجعل منك زنديقاً ولا يجعل مني مرجعاً وقديساً ، فذلك ترجيح بغير مرجح ، وتقبيح بغير سند ، وخدمة لاولئك الذين غلبوا هذه الامة وفرقوها الى شيع واحزاب بأحابيلهم السياسية الملتوية ، وبمساعدة السذج من علماء السوء الذين يقفون في كل زمان ضد تفاهم هذه الامة ووحدتها ، فيقولون : هذا زنديق ، وهذا رافضي ، وهذا شيعي ، وهذا سني ، وهذا جعفري ، وهذا مالكي ، وذلك كفر ، وتلك زندقة ... الخ .
وتلك الفاظ يعافها الذوق السليم ، وتنفر منها الفطرة النقية ، وقد ترفع عن مثل هذه الامور حتى الكفرة من اهل الكتاب ، وبالتالي هي تعبر عن ضيق الصدر وتتعارض مع مباديء الاخوة الاسلامية وروح الاسلام العامة .
الله وحده يعلم كم هو مؤذ للتعصب ومثير للقرف . يقول الذهبي في رسالته التي الفها في الرواة الثقات ( قال ابو عمر بن عبد البر : روينا عن محمد بن وضاح قال : سألت يحيى بن معين ـ يحيى بن معين هذا من كبار ائمة الجرح والتعديل الذي جعلوا قوله في الرجال حجة قاطعة ـ سألته عن الشافعي فقال : ليس ثقة . وجعفر بن محمد الصادق وثقه ابو حاتم والنسائي الا ان البخاري لم يحتج به (3) .
انت تلاحظ ان يحيى بن معين وهو العملاق الشهير يزعم ان الشافعي ليس ثقة ، مثلما تلاحظ ان البخاري لم يحتج بالامام جعفر الصادق واحتج بمن هو اقل من الامام جعفر ! وجعفر عليه السلام هو صاحب مذهب اهل البيت الكرام ، وهو استاذ اصحاب المذاهب الاربعة ، وهو العالم الالمعي الذي لا يشق له غبار ، والذي تخرج على يديه أربعة آلاف فقيه ومحدث ، وفوق ذلك كله هو الامام السادس من ائمة اهل البيت الكرام ، فهو جعفر بن محمد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، ومع هذا لم يحتج به البخاري ولم يوثقه ! وتجافى عن روايات اهل البيت مع انهم صحابة بالمعنى الذي يقصده اهل السنة ، والصحابة كلهم عدول .

نقض نظرية كل الصحابة عدول من حيث الموضوع

يؤمن اهل السنة بالنظرية القائلة بأن كل الصحابة بلا استثناء عدول ، تلك النظرية التي ابتدعها رجال السياسة الغالبون ، كما سنثبت ذلك ، ولغاية في نفس يعقوب ، وألقوا في روع الغافلين الذين يحبون هذا الدين ، بأن هذه النظرية جزء لا يتجزأ من دين الاسلام وفصل ثابت من فصول العقيدة الالهية ، من شك فيها او خرج عليها او ناقشها فهو زنديق ، لا ينبغي ان يؤاكل او يشارب او يصلى عليه اذا مات !
حقيقة ان الصحبة شرف عظيم ومراتبها عالية ، ولكنها بالمعنى اللغوي وبالمعنى الاصطلاحي المتفق عليه عند اهل الملة ، هذه الصحبة تشمل كل المسلمين الذين عاصروا رسول الله ، بمعنى ان كل شعب دولة النبي كانوا صحابة ، لان العبرة والمعول عليه هو :
1 ـ الالتقاء بالنبي .
2 ـ الايمان الصادق به كحال الصحابة الصادقين ، او التظاهر بهذا الايمان ، كحال المنافقين وحال الذين حاربوا الاسلام بكل وسائل الحرب ثم احيطوا واضطروا للاسلام ، لان كل الابواب قد اوصدت في وجوههم الا باب الاسلام فولجوه ، والله وحده اعلم بنواياهم .
3 ـ الموت وهو على هذه الحال .
ان هؤلاء المؤمنين الصادقين ، والمنافقين المتظاهرين ، ومن لم يدخل الايمان في قلوبهم ، لم يكونوا بدرجة واحدة حتى يقال بأنهم جميعاً عدول ، بل ان منهم من كان يظهر الايمان ويبطن الكفر والعصيان ، وهم الفئة المنافقة من المسلمين الذين عاصروا النبي ومات النبي وهم على قيد الحياة .
وقد كشف القرآن الكريم بأن افراد هذه الفئة مردوا على النفاق وخانوا ، وغدروا ، ووعدوا فأخلفوا ، وحدثوا فكذبوا ، وابتغوا الفتنة وآذوا النبي ، وقلبوا الامور .
وكانت راية الاسلام ترتفع كل يوم حتى بسطت دولة النبي سلطانها المبارك على الجزيرة ، واضفت هيبتها على الجميع واكمل الله الدين ، واتم النعمة ، وانتقل النبي الى جوار ربه ، وتلك الفئة المنافقة على حالها ، والمسلمون متفاوتون بايمانهم وتضحياتهم ومنازلهم .

العجب العجاب

وبدون مقدمات او بمقدمات سياسية اصبح كل رعايا دولة النبي عدولاً بحجة انهم كلهم صحابة شاهدهم النبي او شاهدوه ، وآمنوا به او تظاهروا بالايمان ، وانهم ماتوا على هذا الايمان مع ان النظرية قد ابتدعت في العصر الاموي ( عصر خلافة الطلقاء ) وقبل ان يموت جيل الصحابة بالمفهوم الآنف الذكر ، اي انهم قد حكموا بالعدالة قبل ان يتأكدوا من حسن الخاتمة ، وهذه النظرية منقوضة من اساسها .

وجوه النقض

1 ـ انها تتعارض مع النصوص القرآنية القاطعة .
2 ـ انها تتعارض مع السنة النبوية بفروعها الثلاثة : القول والفعل والتقرير .
3 ـ نظرية عدالة كل الصحابة ينقضها واقع الحال .
4 ـ انها تتعارض مع روح الاسلام العامة ومع حسن الخاتمة ومع الغاية من الحياة نفسها .

تفصيل واثبات وجوه النقض

1 ـ نظرية عدالة كل الصحابة تتعارض مع النصوص القرآنية القاطعة

ظاهرة النفاق

شاعت ظاهرة النفاق في زمن النبي ، وبرز المنافقون كقوة حقيقية يحسب حسابها ، والمنافقون هم فئة آمنت بالظاهر ، فهم بأفواههم يشهدون ان لا اله الا الله ، وان محمداً رسول الله ويرددون نفس الالفاظ والمصطلحات التي يرددها المسلمون خداعاً واستهزاءً ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر ... يخادعون الله والذين آمنوا ... ) وهم يجاهرون بذلك ويحرصون على ان يسمعه النبي والذين آمنوا ( واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ... ) ولا تقتصر ظاهرة النفاق على القول بل تتعداها الى العمل ، فقد كانوا يصلّون وينفقون ويقدمون الاعذار اذا تخلفوا عن الخروج مع النبي ، ويكررون مزاعمهم بالايمان .
سلوك الانسان يعكس عاجلاً ام آجلاً حقيقة اعتقاده ، لكن النوايا لله ، والنبي يعني بالظاهر والسلوك وبكل البواطن لله ، وهو بطبيعته رؤوف رحيم خلوق ونموذج فرد للانسان الكامل ، ولكنهم تجازوا الحدود فبدأت الآيات القرآنية تتنزل وتكشف حقائق هذه الفئة . من ذلك :
( ... وما هم بمؤمنين .... يخادعون الله والذين آمنوا ... ) .
( ... واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزءون ... ) .
( ... ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون ... ) .
( ... ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم .... ) .
( ... لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ... ) .
( ... ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ...) .
( ... ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا ... ) .

الحكم الالهي القاطع

بعد ان كشف حقيقتهم ، وعرى بواطنهم ، اصدر حكمه العادل الذي يتلاءم وجريمتهم بالكذب على الناس وعلى الله ، وكلف نبيه ان يبلغهم مضمون هذا القرار الالهي وحيثياته واسباب صدوره ( قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم ) .
لماذا ؟ لانهم يخادعون الله والذين آمنوا ، ومزاعمهم بالايمان غير صحيحة واستهزاء ، وبالتالي فانهم قد كفروا بالله ورسوله بالرغم من كل مزاعمهم . واذاع النبي القرار الالهي واسبابه وحيثياته ووضع كل الحقائق امام الجميع .
ومع هذا لطبيعته الفذة كان يستغفر لهم ويسأل الله لهم الهداية فجاءه الرد الالهي واضحاً ( استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين ) .
المصادر :
1- الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ص 17 ـ 19 .
2- كتاب الكبائر للحافظ الذهبي ص 238 .
3- راجع آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن للسيد مرتضى الرضوي ص 97 ـ 98 .
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.