ابو الفضل العباس مع الأحداث

يمکن التحدث بسهولة عن اي شخصية عرفها التاريخ وخلدها ویمکن التطرق لکل من اردت دون ان تاخذک الاحاسيس او تهزک المشاعر، لکن الحديث عن العباس عليه السلام لايمکن ان يکون دون ان يرافقه الشجی ويرتعش القلم
Monday, May 15, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
ابو الفضل العباس مع الأحداث
 ابو الفضل العباس مع الأحداث



 
 

يمکن التحدث بسهولة عن اي شخصية عرفها التاريخ وخلدها ویمکن التطرق لکل من اردت دون ان تاخذک الاحاسيس او تهزک المشاعر، لکن الحديث عن العباس عليه السلام لايمکن ان يکون دون ان يرافقه الشجی ويرتعش القلم امام من وقف شامخا صامدا لوحده امام جحافل الظلم والجور من طغاة عصره ..
رافق أبو الفضل العباس عليه‌ السلام منذ نعومة أظفاره كثيراً من الأحداث الجسام التي لم تكن ساذجة ، ولا سطحية ، وانّما كانت عميقة كأشدّ ما يكون العمق ، فقد أحدثت اضطراباً شاملاً في الحياة الفكرية والعقائدية بين المسلمين ، كما استهدفت بصورة دقيقة إبعاد أهل البيت عليهم‌السلام عن المراكز السياسية في البلاد ، واخضاعهم لرغبات السلطة .
وما تعمله على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ، من أعمال لا تتفق في كثير من بنودها مع التشريع الإسلامي ، وقد تجلّى ذلك بوضوح أيّام حكومة عثمان وما سلكته من التصرفات في المجالات الإدارية ، فقد عمدت إلى منح مناصب الدولة ، وسائر الوظائف العامة إلى بني أميّة وآل معيط ، وحرمان بني هاشم ، ومن يتّصل بهم من أبناء الصحابة من أي منصب من المناصب العامة .
وقد استولى الأمويون على جميع أجهزة الدولة ، وراحوا يعملون عامدين أو غير عامدين إلى خلق الأزمات الحادّة بين المسلمين ، ومن المقطوع به أنّه لم تكن لأكثرهم أيّة نزعة إسلامية ، كما لم تكن لهم أيّة دراية بأحكام القانون الإسلامي ، وما تتطلّب إليه الشريعة الإسلامية من إيجاد مجتمع إسلامي متطوّر قائم على المودّة والتعاون وبعيد كلّ البعد عن التأخّر.
لقد أشاعت حكومة عثمان الرأسمالية في البلاد ، فقد منحت الأمويين وبعض أبناء القرشيين الامتيازات الخاصة ، وفتحت لهم الطريق لكسب الأموال ، وتكديسها بغير وجه مشروع ، وقد أدّت هذه السياسة الملتوية إلى خلق اضطراب شامل لا في الحياة الاقتصادية فحسب ، وانّما في جميع مناحي الحياة ، وأشاعت القلق والتذمّر في جميع الأوساط الإسلامية ، فاتجهت قطعات من الجيوش المرابطة في العراق ومصر إلى يثرب ، وطالبت عثمان بالاستقامة في سياسته ، وإبعاد الأمويين عن جهاز الدولة ، كما طالبوه بصورة خاصة بإبعاد مستشاره ووزيره مروان بن الحكم الذي كان يعمل بصورة مكشوفة لتأجيج نار الفتنة في البلاد.
ولم يستجب عثمان لمطالب الثوّار ، ولم يخضع لرأي الناصحين له ، والمشفقين عليه ، وظلّ متمسّكاً بأسرته ، ومحتضناً لبطانته ، تتوافد عليه الأخبار بانحرافهم عن الطريق القويم ، واقترافهم لما حرّمه الله ، فلم يعن بذلك ، وراح يسدّدهم ويلتمس لهم المعاذير ، ويتّهم الناصحين بالعداء لأسرته.
وبعدما اختفت جميع الوسائل الهادفة لاستقامة عثمان لم يجد الثوار بُدّاً من قتله ، فقَتل شرّ قتلة ، ويقول المؤرّخون انّه تولّى قتله خيار أبناء الصحابة كمحمد بن أبي بكر ، كما أقرّ قتله كبار الصحابة وعظماؤهم ، وفي طليعتهم الصحابي الجليل صاحب رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم وخليله عمّار بن ياسر.
وانتهت بذلك حكومة عثمان وهي من أهمّ الأحداث الجسام التي جرت في عصر أبي الفضل عليه‌ السلام وبمرأى ومسمع منه ، فقد كان في شرخ الشباب وعنفوانه وقد رأى كيف تذرع الانتهازيّون من الأمويين بمقتل عثمان فطبّلوا له ، ورفعوا قميصه الملطّخ بدمائه فجعلوه شعاراً لتمرّدهم على حكم الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام ذلك الحكم القائم على الحق والعدل.
إنّ أسوأ ما تركت حكومة عثمان أنّها ألقت الفتنة بين المسلمين ، وحصرت الثروة عند الأمويين وآل أبي معيط ، وعملائهم من القرشيين الحاقدين على العدل الاجتماعي ، وبذلك استطاعوا القيام بعصيان مسلّح ضدّ حكومة الامام أمير المؤمنين عليه‌ السلام التي كانت امتداداً ذاتياً لحكومة الرسول الأعظم صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم .
وعلى أيّ حال فلنترك حديث عثمان ، ونتوجّه إلى ذكر بقيّة الأحداث التي جرت في عصر أبي الفضل عليه‌ السلام.
لقد شاهد سيّدنا أبو الفضل العباس عليه‌ السلام خلافة أبيه ، وما رافقها من الأحداث الجسام ، وما قاساه أبوه من المصاعب والمشاكل في سبيل تطبيق العدالة الاجتماعية على واقع الحياة العامة بين المسلمين وقد تنكّرت له وحاربته القوى الباغية على الإسلام ، والحاقدة على الإصلاح الاجتماعي.
لقد وعى العبّاس الأهداف المشرقة التي كان ينشدها أبوه فآمن بها ، وجاهد في سبيلها ، وقد انطلق مع أخيه سيّد الشهداء إلى ساحات الشرف والجهاد من أجل أن يعيدا للمسلمين سيرة أبيهما الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام ومنهجه المشرق في عالم السياسة والحكم.
لقد شاهد أبو الفضل العبّاس عليه‌ السلام الأحداث المروعة التي حلّت بأخيه الامام أبي محمد عليه‌ السلام فزهدته في الحياة ، وكرهت له العيش ، وحببت له الثورة والجهاد في سبيل الله.
مَعَ الثورة الحُسيْنيّة
ورافق أبو الفضل العباس عليه‌ السلام الثورة الإسلامية الكبرى التي فجّرها أخوه أبو الأحرار وسيّد الشهداء الإمام الحسين عليه‌ السلام ، تلك الثورة العملاقة التي كانت من أهمّ الثورات العالمية ، ومن أكثرها عطاءً لشعوب الأرض ، فقد غيّرت مجرى التاريخ وهزّت العالم بأسره ، وحرّرت الانسان المسلم ، ودفعت القطعات الشعبية من المسلمين إلى التمرّد على الظلم ، ومناهضة الجور والطغيان.
وقد ساهم قمر بني هاشم وفخر عدنان في هذه الثورة المباركة مساهمة إيجابية وفعّالة ، وشارك أخاه الحسين في جميع فصولها ، وقد وعى جميع أهدافها وما تنشده من خير ورحمة للشعوب المحرومة والمضطهدة ، فآمن بها إيماناً مطلقاً.
لقد كان العبّاس أهمّ عضو بارز في هذه الثورة المشرقة ، وقد لازم أخاه ممتثلاً لأمره ، منفّذاً لرغباته ، شادّاً لعضده ، مؤمناً بقوله ، مصدقاً لمبادئه ، لم يفارقه في مسيرته الخالدة من يثرب إلى مكّة ، ثم إلى أرض الكرامة والشهادة ، ففي كل موقف من ثورة الإمام الحسين عليه‌ السلام ، كان العبّاس معه ، وشريكاً له ..
فسلام عليه یوم ولد ويوم رافق الامام الحسين عليه الصلاة والسلام ويوم وقف شامخا علی ارض کربلاء مواجها الاف العتاة والمارقين ... ویوم لم يهوِ الی الارض الا بعد ان فقد کلتا يديه وعينيه وراسه .. بطل خالد سجله التاريخ وافتخر به کل شاب ابي وکل اخ وفي وکل قائد عسکري مقدام .
انه ... العباس بن علي ابن ابي طالب
المصدر :
نوري العلوي / راسخون /2017
 
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.