العباس مع أخوته

وذاب قلب أبي الفضل أسىً وحزناً ، وودّ أن المنيّة قد اختطفته ، ولا يشاهد تلك الكوارث والخطوب التي تذهل كل كائن حيّ ، وتميد بالصبر ، ولا يقوى على تحملها أي إنسان إلاّ أولي العزم من أنبياء الله الذين امتحن الله قلوبهم
Wednesday, May 31, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
العباس مع أخوته
العباس مع أخوته





 

وذاب قلب أبي الفضل أسىً وحزناً ، وودّ أن المنيّة قد اختطفته ، ولا يشاهد تلك الكوارث والخطوب التي تذهل كل كائن حيّ ، وتميد بالصبر ، ولا يقوى على تحملها أي إنسان إلاّ أولي العزم من أنبياء الله الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان واصطفاهم على عباده.
ومن بين تلك الكوارث المذهلة التي عاناها أبو الفضل عليه‌ السلام أنّه كان يستقبل في كل لحظة شاباً أو غلاماً لم يراهق الحلم من أهل بيته قد مزّقت أشلاءهم سيوف الأمويين وحرابهم ، ويسمع صراخ بنات الرسالة ، وعقائل النبوة ، وهنّ يلطمن وجوههن ، ويندبن بأشجى ما تكون الندبة أُولئك البدور الذين تضمخوا بدم الشهادة دفاعاً عن ريحانة رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم ...
ومن بين المحن الشاقة التي عاناها أبو الفضل عليه‌ السلام أنّه يرى أخاه ، وشقيق روحه الإمام الحسين عليه‌ السلام قد أحاطت به أوغاد اهل الكوفة لتتقرّب بقتله إلى سليل الأدعياء ابن مرجانة ، وقد زادته هذه المحن إيماناً وتصميماً على مناجزة أعداء الله ، وبذله حياته فداءً لسبط رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم .
ونعرض ـ يإيجاز ـ إلى شهادته وما رافق ذلك من أحداث.
وانبرى بطل كربلاء إلى أشقّائه بعد شهادة الفتية من أهل البيت عليهم‌السلام
فقال لهم :
« تقدّموا يا بني أمّي حتى أراكم نصحتم لله ولرسوله ، فانه لا ولد لكم ... » (١).
لقد طلب من اخوانه الممجدين أن يقدموا نفوسهم قرابين لدين الله ، وأن ينصحوا في جهادهم لله ورسوله ، ولم يلحظ في تضحيتهم أي اعتبار آخر من النسب وغيره ، والتفت أبو الفضل إلى أخيه عبد الله فقال له :
« تقدّم يا أخي حتى أراك قتيلاً ، واحتسبك .. » (٢).
واستجابت الفتية إلى نداء الحق فهبّوا للدفاع عن سيّد العترة وإمام الهدى الحسين عليه‌ السلام.
قول رخيص :
ومن أهزل الأقوال ، وأبعدها عن الحق ما ذكره ابن الأثير ان العباس عليه‌ السلام قال لأخوته : « تقدّموا حتى أرثكم ، فانه لا ولد لكم .. » (٣).
لقد قالوا بذلك ، ليقلّلوا من أهمية هذا العملاق العظيم الذي هو من ذخائر الإسلام ، ومن مفاخر المسلمين ، وهل من الممكن أن يفكّر فخر هاشم في الناحية المادية في تلك الساعة الرهيبة التي كان الموت المحتم منه كقاب قوسين أو أدنى ، مضافاً إلى الكوارث التي أحاطت به ، فهو يرى أخاه قد أحاطت به جيوش الأمويين ، وهو يستغيث فلا يغاث ، ويسمع صراخ عقائل النبوة ومخدرات الرسالة ، فقد كان همّه الوحيد الرحيل من الدنيا ، واللحوق بأهل بيته الذين حصدتهم سيوف الأمويين ، وبالاضافة لهذا كله فان السيدة أم البنين أم السادة الأماجد كانت حيّة فهي التي تحوز ميراث أبنائها لأنها من الطبقة الأولى لو كان لأبنائها أموال فان أباهم الإمام أمير المؤمنين قد انتقل من هذه الدنيا ولم يخلف صفراءً ولا بيضاء ، فمن أين جاءت أبناءه الأموال ... ومن المحتمل قوياً أن يكون الوارد في كلام سيّدنا أبي الفضل عليه‌ السلام « حتّى أثأركم .. » أي أطلب بثاركم فحرّف كلامه.

مصارع اخوة العبّاس :

واستجاب السادة اخوة العباس إلى نداء أخيهم فهبّوا للجهاد ، ووطّنوا نفوسهم على الموت دفاعاً عن أخيهم ريحانة رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم ، فقد برز عبد الله ابن أمير المؤمنين عليه‌ السلام والتحم مع جيوش الامويين وهو يرتجز :
شيخي علي ذو الفخار الأطول
من هاشم الخير الكريم المفضل
هذا حسين بـن النبي المرسل
عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجّل
يا رب فامنحني ثواب المنزل
لقد أعرب بهذا الرجز عن اعتزازه وافتخاره بأبيه الامام أمير المؤمنين عليه‌ السلام باب مدينة علم النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم ووصيه ، كما اعتزّ بأخيه سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين عليه‌ السلام ، وقد أعلن أنّه انّما يدافع عنه لأنّه ابن النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم ويلتمس بذلك أن يمنحه الله الدرجات الرفيعة.
ولم يزل الفتى يقاتل أعنف القتال وأشدّه حتى شدّ عليه رجس من أرجاس أهل الكوفة وهو هاني بن ثبيت الحضرمي فقتله (4).
وبرز من بعده أخوه جعفر ، وكان له من العمر تسعة عشر سنة فجعل يقاتل قتال الأبطال فبرز إليه قاتل أخيه فقتله (5).
وبرز من بعده أخوه عثمان وهو ابن إحدى وعشرين سنة فرماه خولي بسهم فأضعفه ، وشدّ عليه رجس من بني دارم وأخذ رأسه ليتقرّب به إلى ابن الأمة الفاجرة عبيدالله بن مرجانة (6).
لقد سمت أرواحهم الطاهرة إلى الرفيق الأعلى ، وهي أنضر ما تكون تفانياً في مرضاة الله ، وأشدّ ما تكون إيماناً بعدالة تضحيتهم التي هي من أنبل التضحيات في العالم.
ووقف أبو الفضل على اشقّائه الذين مزّقت أشلاءهم سيوف الأعداء فجعل يتأمّل في وجوههم المشرقة بنور الإيمان ، وأخذ يتذكّر وفاءهم ، وسموّ آدابهم ، وأخذ يذرف عليهم أحرّ الدموع ، وتمنّى أن تكون المنيّة قد وافته قبلهم ، واستعدّ بعد ذلك إلى الشهادة ، والفوز برضوان الله.

مصرع أبي الفضل :

ولما رأى أبو الفضل عليه‌ السلام وحدة أخيه ، وقتل أصحابه ، وأهل بيته الذين باعوا نفوسهم لله انبرى إليه يطلب الرخصة منه ليلاقي مصيره المشرق فلم يسمح له الإمام ، وقال له بصوت حزين النبرات :
« أنت صاحب لوائي .. ».
لقد كان الإمام يشعر بالقوّة والحماية ما دام أبو الفضل فهو كقوة ضاربة إلى جانبه يذبّ عنه ، ويردّ عنه كيد المعتدين ، وألحّ عليه أبو الفضل قائلاً :
« لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين ، وأريد أن آخذ ثأري منهم .. ».
لقد ضاق صدره ، وسئم من الحياة حينما رأى النجوم المشرقة من أخوته ، وأبناء عمومته صرعى مجزرين على رمضاء كربلاء فتحرّق شوقاً للأخذ بثأرهم والالتحاق بهم.
وطلب الإمام منه أن يسعى لتحصيل الماء إلى الأطفال الذين صرعهم العطش فانبرى الشهم النبيل نحو أولئك الممسوخين الذين خلت قلوبهم من الرحمة والرأفة فجعل يعظهم ، ويحذّرهم من عذاب الله ونقمته ، ووجّه خطابه بعد ذلك إلى ابن سعد :
« يا بن سعد هذا الحسين بن بنت رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم قد قتلتم أصحابه وأهل بيته ، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء ، قد احرق الظمأ قلوبهم ، وهو مع ذلك يقول : « دعوني أذهب إلى الروم أو الهند ، وأخلّي لكم الحجاز والعراق .. ».
وساد صمت رهيب على قوّات ابن سعد ، ووجم الكثيرون ، وودّوا أن الأرض تسيخ بهم ، فانبرى إليه الرجس الخبيث شمر بن ذي الجوشن فردّ عليه قائلاً :
يا بن أبي تراب ، لو كان وجه الأرض كلّه ماءً ، وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلاّ أن تدخلوا في بيعة يزيد ...
لقد بلغت الخسّة ، ولؤم العنصر ، وخبث السريرة بهذا الرجس إلى مستوى ما له من قرار ... وقفل أبو الفضل راجعاً إلى أخيه فأخبره بعتوّ القوم وطغيانهم ، وسمع فخر عدنان صراخ الأطفال ، وهم يستغيثون ، وينادون :« العطش العطش .. ».
ورآهم أبو الفضل قد ذبلت شفاهم ، وتغيّرت ألوانهم ، وأشرفوا على الهلاك ، من شدّة العطش ، وفزع أبو الفضل ، وسرى الألم العاصف في محيّاه ، واندفع ببسالة لإغاثتهم ، فركب فرسه ، وأخذ معه القربة ، فاقتحم الفرات ، فانهزم الجيش من بين يديه ، واستطاع أن يفكّ الحصار الذي فرض على الماء ، فاحتلّه ، وكان قلبه الشريف كصالية الغضا من شدّة العطش ، فاغترف من الماء غرفة ليشرب منه ، إلاّ أنه تذكّر عطش أخيه ، ومن معه من النساء والأطفال ، فرمى الماء من يده ، وامتنع أن يروي غليله ، وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني
ان الإنسانية بكل إجلال واحترام لتحيّي هذه الروح العظيمة التي تألّقت في دنيا الفضيلة والإسلام وهي تلقي على الأجيال أروع الدروس عن الكرامة الإنسانية.
ان هذا الإيثار الذي تجاوز حدود الزمان والمكان كان من أبرز الذاتيات في خلق سيّدنا أبي الفضل ، فلم تمكّنه عواطفه المترعة بالولاء والحنان أن يشرب من الماء قبله ، فأي إيثار أنبل أو أصدق من هذا الإيثار ، ... واتجه فخر هاشم مزهواً نحو المخيم بعدما ملأ القربة ، وهي عنده أثمن من حياته ، والتحم مع أعداء الله وأنذال البشرية التحاماً رهيباً فقد أحاطوا به من كلّ جانب ليمنعوه من إيصال الماء إلى عطاشى آل النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم ، وأشاع فيهم القتل والدمار وهو يرتجز :
لا أرهـب الموت اذ المـوت زقا
حتى أواري في المصاليت لقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا
إني أنا العباس أغـدو بالسقا
ولا أخاف الشرّ يوم الملتقى
لقد أعلن بهذا الرجز عن شجاعته النادرة ، وانّه لا يخشى الموت ، وانّما يستقبله بثغر باسم دفاعاً عن الحق ، وفداءً لأخيه سبط النبيّ صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم .. وانه لفخور أن يغدو بالسقاء مملوءً من الماء ليروي به عطاشى أهل البيت.
وانهزمت الجيوش من بين يديه يطاردها الفزع والرعب ، فقد ذكرهم ببطولات أبيه فاتح خيبر ، ومحطّم فلول الشرك ، إلاّ ان وضراً خبيثاً من جبناء أهل الكوفة كمن له من وراء نخلة ، ولم يستقبله بوجهه ، فضربه على يمينه ضربة غادرة فبراها ، لقد قطع تلك اليد الكريمة التي كانت تفيض برّاً وكرماً على المحرومين والفقراء ، والتي طالما دافع بها عن حقوق المظلومين والمضطهدين ، ولم يعن بها بطل كربلاء وراح يرتجز :
والله ان قطعتـم يميني
انّي أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقين
نجل النبيّ الطاهر الأمين
ودلل بهذا الرجز على الأهداف العظيمة ، والمثل الكريمة التي يناضل من أجلها فهو انّما يناضل دفاعاً عن الإسلام ، ودفاعاً عن إمام المسلمين وسيّد شباب أهل الجنّة.
ولم يبعد العباس قليلاً حتى كمن له من وراء نخلة رجس من أرجاس البشرية وهو الحكيم بن الطفيل الطائي فضربه على يساره فبراها ، وحمل القربة بأسنانه ـ حسبما تقول بعض المصادر ـ وجعل يركض ليوصل الماء إلى عطاشى أهل البيت عليهم‌السلام وهو غير حافل بما كان يعانيه من نزف الدماء وألم الجراح ، وشدّة العطش ، وكان ذلك حقّاً هو منتهى ما وصلت إليه الإنسانية من الشرف والوفاء والرحمة ... وبينما هو يركض وهو بتلك الحالة إذ أصاب القربة سهم غادر فأريق ماؤها ، ووقف البطل حزيناً ، فقد كان إراقة الماء عنده أشدّ عليه من قطع يديه ، وشدّ عليه رجس فعلاه بعمود من حديد على رأسه الشريف ففلق هامته ، وهوى إلى الأرض ، وهو يؤدّي تحيّته ، ووداعه الأخير إلى أخيه قائلاً :
« عليك منّي السلام أبا عبد الله ... ».
وحمل الأثير محنته إلى أخيه فمزّقت قلبه ، ومزّقت أحشاءه ، وانطلق نحو نهر العلقمي حيث هوى إلى جنبه أبو الفضل ، واقتحم جيوش الأعداء ، فوقف على جثمان أخيه فألقى بنفسه عليه ، وجعل يضمخه بدموع عينيه ، وهو يلفظ شظايا قلبه الذي مزّقته الكوارث قائلاً :
« الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي ، وشمت بي عدويّ ... ».
وجعل إمام الهدى يطيل النظر إلى جثمان أخيه ، وقد انهارت قواه ، وانهدّ ركنه وتبددت جميع آماله ، وودّ أن الموت قد وافاه قبله ، وقد وصف السيّد جعفر الحلّي حالته بقوله :
فمشى لمصرعه الحسين وطرفه
بين الخيام وبينه متقسم
ألفـاه محجوب الجمال كأنّه
بدر بمنحطم الوشيج ملثم
فأكب منحنياً عليه ودمعه
صبغ البسيط كأنّما هو عندم
قد رام يلثمه فلم ير موضعاً
لم يدمه عـضّ السلاح فيلثم
نادى وقد ملأ البوادي صيحة
صم الصخور لهولها تتألّم
أأخي يهنيك النعيم ولم أخل
ترضى بأن أرزى وأنت منعم
أأخي من يحمي بنات محمد
اذ صرن يسترحمن من لا يرحم
ما خلت بعدك أن تشلّ سواعدي
وتكف باصرتي وظهري يقصم
لسواك يلطم بالأكف وهذه
بيض الضبا لك في جبيني تلطم
ما بين مصرعك الفضيع ومصرعي
إلاّ كما أدعوك قبل وتنعم
هذا حسامك من يذلّ به العدا
ولواك هذا من به يتقدم
هونت يا باابن أبي مصارع فتيتي
والجرح يسكنه الذي هو آلم
وهو وصف دقيق للحالة الراهنة التي حلّت بسيّد الشهداء بعد فقده لأخيه ووصف شاعر آخر وهو الحاج محمد رضا الأزري وضع الإمام عليه‌ السلام بقوله :
وهوى عليه ما هنالك قائلاً
اليوم بان عن اليمين حسامها
اليوم سار عن الكتائب كبشها
اليوم بان عن الهداة امامها
اليوم آل إلى التفرق جمعنا
اليوم حلّ عن البنود نظامها
اليوم نامت أعين بك لم تنم
وتسهّدت أخرى فعز منامها
اشقيق روحي هل تراك علمت ان
غودرت وانثالت عليك لئامها
قد خلت اطبقت السماء على الثرى
أو دكدكت فـوق الربى أعلامها
لكن أهان الخطب عندي انني
بك لاحق أمراً قضى علامها
ومهما قال الشعراء والكتّاب فانهم لا يستطيعون أن يصفون ما ألمّ بالإمام من فادح الحزن ، وعظيم المصاب ، ووصفه أرباب المقاتل بأنّه قام من أخيه وهو لا يتمكّن أن ينقل قدميه ، وقد بان عليه الانكسار ، وهو الصبور ، واتجه صوب المخيّم ، وهو يكفكف دموعه ، فاستقبلته سكينة قائلة :
«أين عمّي أبو الفضل ، .. ».
فغرق بالبكاء ، واخبرها بنبرات متقطّعة من شدّة البكاء بشهادته ،
وذعرت سكينة ، وعلا صراخها ، ولما سمعت بطلة كربلاء حفيدة الرسول صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله وسلم بشهادة أخيها الذي ما ترك لوناً من ألوان البرّ والمعروف إلاّ قدّمه لها أخذت تعاني آلام الاحتضار ، ووضعت يدها على قلبها المذاب ، وهي تصيح :
« وا أخاه ، واعبّاساه ، وا ضعيتنا بعدك ... ».
يالهول الفاجعة.
يالهول الكارثة.
لقد ضجّت البقعة من كثرة الصراخ والبكاء ، وأخذت عقائل النبوة يلطمن الوجوه وقد أيقن بالضياع بعده ، وشاركهنّ الثاكل الحزين أبو الشهداء في محنتهنّ ومصابهنّ ، وقد علا صوته قائلاً :
« واضيعتنا بعدك يا أبا الفضل ... ».
لقد شعر أبو عبد الله عليه‌ السلام بالضيعة والغربة بعد فقده لأخيه الذي ليس مثله أخ في برّه ووفائه ومواساته ، فكانت فاجعته به من أقسى ما مُني به من المصائب والكوارث.
وداعاً يا قمر بني هاشم.
وداعاً يا فجر كل ليل.
وداعاً يا رمز المواساة والوفاء.
سلام عليك يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تُبعث حيّاً.
المصادر :
1- الارشاد : ٢٦٩.
2- مقاتل الطالبيين : ٨٢.
3- تأريخ ابن الأثير ٣ : ٢٩٤.
4- حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٦٢.
5- الإرشاد : ٢٦٩.
6- مقاتل الطالبيين : ٨٣.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.