
خرج علي بنفسه حاسراً على بغلة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلام لا سلاح معه ، فنادى : ( يا زبير اخرج عليّ ) فخرج اليه الزبير شاكياً في سلاحه ، فقيل ذلك لعائشة فقالت : واثكلك يا اسماء ، فقيل لها : ان علياً حاسر فاطمأنت ، واعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال علي ( ويحك يا زبير ما الذي اخرجك ) قال : دم عثمان ، قال علي ( قتل الله اولانا بدم عثمان ، اتذكر يوم لقيت رسول الله في بني بياضة وهو راكب حماره فضحك اليّ رسول الله وضحكت اليه وانت معه ، فقلت انت : يا رسول الله ما يدع علي زهوه ، فقال لك : ليس به زهو اتحبه يا زبير ؟ فقلت : اني والله لاحبه فقال لك : انك والله ستقاتله وانت ظالم له ) ، فقال الزبير استغفر الله ، والله لو ذكرتها ما خرجت ، فقال له : يا زبير ارجع ، فقال الزبير : كيف ارجع الان وقد التقت حلقتا البطان ؟ هذا والله العار الذي لا يقبل .
فقال علي عليه السلام ( يا زبير ارجع بالعار قبل ان تجمع العار والنار ) فرجع الزبير وهو يقول :
اخذت عاراً على نار مؤججة * ما ان يقــوم لها خلق من الطين
نادى علي بأمر لست اجـهله * عار لعمرك في الدنيا وفي الدين (1)
والخلاصة انه انسحب من التجمع الآثم ، ولقيه عمرو بن حرموز فقتله .
ندمت ما ندمت وضل حلمي * ولهفي ثم لهــف ابي وامي
ندمـت ندامـة الكسعي لما * طلبت رضي بني جرم بزعمي
جرحه عبد الملك في جبهته ورماه مروان بن الحكم في اكحله .
وتقدم عمار فقاتل ثم رجع الى موضع فاستسقى ، فأتته امرأة من نساء بني شيبان من مصافهم بعسل فيه لبن فدفعته اليه فقال : الله اكبر الله اكبر اليوم القى الاحبة تحت الاسنة ، صدق الصادق وبذلك اخبرني الناطق وهو اليوم الذي وعدنا فيه ـ وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد اخبره بأن الفئة الباغية ستقتله وسيكون اخر طعامه ... ـ
وقال عمار : ايها الناس هل من رائح الى الجنة تحت العوالي ، والذي نفسي بيده لنقاتلنهم على تأويله كما قاتلناهم على تنزيله ، وتقدم وهو يقول :
نحن ضربناكم على تنزيله * فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله * ويـذهل الخليل عن خليله
او يرجع الحق الى سبيله
فقتله ابو العادية وابن جون السكسكي ، واختلفوا في سلبه فاحتكما الى (الصحابي) عبد الله بن عمرو بن العاص .
ونجح معاوية في الشام وتوج ملكاً على المسلمين ودانت له الرقاب رغبة ورهبة .
واستخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب الطنابير .
وادعاؤه زياداً ، وقد قال رسول الله ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ).
وقتله حجراً واصحابه ، ويل له من حجر واصحابه ، ويل له من حجر واصحابه (3) .
وابتغاء لمرضاة معاوية كان عماله يسبون علياً عليه السلام (6) .
كان معاويه في حياته يسكن في قصر فخم والان قبره خلف اسوار من حديد مصدي
عندما تأسست المملكة العراقية في الربع الاول من القرن العشرين , قامت الحكومة العراقية حينها باستضافة الشخصيات العربية من فقهاء و ادباء لتعريفهم بالمملكة الفتية , و كان من بينهم الشاعر محمد مجذوب السوري , و عندما زار الوفود النجف الاشرف و شاهد الشاعر مقام الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام , تعجب مما رأى من بنيان شامخ مهيب و الزوار يحيطون بالقبر الشريف فقرر بعد عودته الى سوريا ان يزور قبر معاوية بن ابي سفيان لعنهما الله , فرأى العجب العجاب و كانت النتيجة هذه القصيدة . و قد نشرت في الطبعة الاولى من ديوانه و لكن عملت دولارات البترول سحرها و ضغوطات الدول فعلها مما ادى الى اختفاء القصيدة من الطبعات اللاحقة . و اليكم القصيدة :
أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ
اين الدهاء نحرت عزته على *** أعتاب دنـــيا زهوهــــا لا ينفدُ
آثرت فانيها على الــحق الذي *** هو لو علمت على الزمان مخلدُ
تلك البهارج قد مضت لسبيلها *** وبقيت وحــــدك عبرة تتجــــددُ
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لا سال مدمعك المصير الأسودُ
كتل من الترب المهين بخربــــةٍ *** سكـــر الذباب بها فراح يعربدُ
خفيت معالمـــــها على زوارهــا *** فكـــأنها في مجهــل لا يقصــدُ
والقبة الشمــــاء نكـــس طرفهــا *** فبكــــل جزء للــــفناء بهـــا يدُ
تهمي السحائب من خلال شقوقها *** والريح فـــي جنـــباتها تــترددُ
وكذا المصلى مظـــــلم فكــــــأنه *** مــــذ كان لم يجـــتز به متعـــبدُ
أأبا يزيد وتلك حكـــــمة خاــــلق *** تــــجلى على قلب الحكيم فيرشدُ
أرأيت عاقبة الجــــــموح ونزوة *** أودى بـــلبك غّــــيها الترصــــدُ
تعدوا بها ظلما على من حــــــبه *** ديــــن وبغضتــه الشقاء السرمدُ
ورثت شمائـــــله بـــــراءة أحمد *** فـــيكاد من بريــــده يشرق احمدُ
وغلــــوت حتى قد جعلت زمامها *** ارثــــا لكــــــل مـــدمم لا يحمدُ
هتك المحــــارم واستباح خدورها *** ومضى بـــغير هــــواه لا يتقيدُ
فأعادها بعد الــــهدى عصــــــبية *** جــــهلاء تـــلتهم النفوس وتفسدُ
فكأنـــما الأســـلام ســــلعة تــاجر *** وكــــــأن أمــــته لآلــــك أعـــبدُ
فاســــأل مرابض كربلاء ويثرب *** عن تــــلكم الــــنار التي لا تخمدُ
أرسلت مارجـــــها فـــــماج بحره *** أمـــــس الجـــدود ولن يجّنبها غدُ
والزاكـــيات من الدمــــــاء يريقها *** بــــــاغ على حرم الــــنبوة مفسدُ
والطاهرات فديــــــتهن حواســـرا *** تـــنــثال من عـــبراتهن الأكـــبدُ
والطــــيـبـيـن من الصغار كـــأنهم *** بـــيض الزنابق ذيد عنها الموردُ
تشـــــكو الظــــــما والظــــــالمون *** أصمهم حقد أناخ على الجوانح موقدُ
والذائــــــدين تبعـــثرت اشـــلاؤهم *** بــــــدوا فثمة معصــــــم وهنا يدُ
تطأ السنابـــــــك بالظــــــغاة أديمها *** مثــــل الكتاب مشى عليه الملحدُ
فعلــــــى الرمــال من الأباة مضرج *** وعلى النــــياق من الهداة مصفدُ
وعلى الرماح بقّـــــية من عابـــــــد *** كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ
ان يجهــــــش الأثــماء موضع قدره *** فـــلقــد دراه الراكـــــعون السّجدُ
أأبا يزيد وســـــــــاء ذلك عـــــــثرة *** ماذا أقول وباب سمعــــك موصدُ
قم وارمق النجف الشريــــف بنظرة *** يرتد طرفك وهو بـــــــــاك أرمدُ
تلك العظــــــــام أعز ربك قــــدرها *** فتـــــكاد لولا خــــــوف ربك تعبدُ
ابدا تباركــــــــها الوفــــــود يحثــها *** من كــــــــل حدب شوقها المتوقدُ
نازعـــــتها الدنـــيا فـــفزت بوردها *** ثم انقــــضى كالحــــلم ذاك الموردُ
وسعت الى الأخــــــرى فخلد ذكرها *** في الخالديــــن وعطف ربك أخلدُ
أأبا يزيد لتـــــلك آهــــــــــــة موجع *** أفــــــــــضى اليك بها فؤاد مُقصدُ
أنا لســـــــــت بالقالي ولا أنا شـامت *** قـــــــلب الكريم عن الشتامة أبعدُ
هي مـــــــــــهجة حرى اذاب شفافها *** حــــــزن على الاسلام لم يك يهمدُ
ذكرتـــــــــــــها الماضي فهاج دفينها *** شمل لشعب المصــــــــطفى متبددُ
فبعـــثته عتـــــبا وان يـــــك قاســـيا *** هــــــــو في ضلــوعي زفرة يترددُ
لم اســـــتطع صـــــبرا على غلوائها *** أي الضلـــــوع على اللضى تتجلدُ
وهنا النجف الاشرف مقام امير المؤمنين الذي عاش حياته عيش الزهداء وجالس الفقراء ولبس اللبس الخشن ..
المصادر :
1- مروج الذهب ج 2 ص 400 ـ 402 .
2- البيان والتبيين للجاحظ ج 3 ص 300 وراجع شيخ المضيرة للشيخ محمود ابو رية ص 182 .
3- كتاب الطبري من حوادث سنة 51 وابن الاثير ص 202 ـ 209 وابن عساكر ج 2 ص 379 والشيخ محمود ابو رية ص 184 ـ 185 .
4- العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 366 وشرح النهج لابن ابي الحديد ج 1 ص 356 وج 3 ص 258 وج 4 ص 56 .
5- صحيح مسلم ج 2 ص 360 وصحيح الترمذي ج 5 ص 301 ـ 380 وراجع المستدرك للحاكم ج 3 ص 109 وراجع ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 ص 206 ـ 271 و 272 وراجع خصائص امير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 48 وراجع درر السمطين للزرندي الحنفي ص 107 وراجع كتاب الطالب للكنجي الشافعي ص 84 ـ 86 وراجع المناقب للخوارزمي الحنفي ص 59 وراجع اسد الغابة لابن الاثير ج 1 ص 134 وج 4 ص 25 ـ 26 وراجع الاصابة لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 509 وراجع الغدير للعلامة الاميني ج 1 ص 257 وج 3 ص 300 وراجع العقد الفريد ج 4 ص 29 وراجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 82 و 92 وراجع شرح النهج ج 1 ص 256 و 361 وراجع تذكرة الخواص للسبط الجوزي ص 63 وراجع المراجعات للعاملي وملحقها للسيد حسين راضي .
6- تاريخ الطبري ج 5 ص 167 ـ 168 وراجع الكامل في التاريخ لابن الاثير ج 3 ص 413 وراجع المستدرك للحاكم ج 1 ص 385 وج 2 ص 358 وراجع شرح النهج لابن ابي الحديد ج 1 ص 356 و 361 وراجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 190 وراجع العقد الفريد ج 4 ص 365 ، وراجع الغدير للاميني ج 1 ص 264 عن ارشاد الساري في شرح البخاري للقسطلاني ج 4 ص 368 وراجع تحفة الباري في شرح البخاري للانصاري مطبوع بذيل ارشاد الساري وراجع المراجعات للامام العاملي وملحقها لحسين راضي ص 218 .
فقال علي عليه السلام ( يا زبير ارجع بالعار قبل ان تجمع العار والنار ) فرجع الزبير وهو يقول :
اخذت عاراً على نار مؤججة * ما ان يقــوم لها خلق من الطين
نادى علي بأمر لست اجـهله * عار لعمرك في الدنيا وفي الدين (1)
والخلاصة انه انسحب من التجمع الآثم ، ولقيه عمرو بن حرموز فقتله .
طلحة وحسن الخاتمة
نادى علي طلحة حين رجع الزبير ، وقال له : يا ابا محمد ، ما الذي اخرجك ؟ فقال : الطلب بدم عثمان ، قال علي : ( قتل الله اولانا بدم عثمان ، يا طلحة اما سمعت رسول الله يقول : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانت اول من بايعني ثم نكثت وقد قال الله عز وجل ( فمن نكث فانما ينكث على نفسه ) فقال طلحة : استغفر الله ، ثم رجع .الحليف يقتل حليفه
قال مروان بن الحكم بن العاص : رجع الزبير ويرجع طلحة ، ما ابالي رميت ههنا ام ههنا ، فرماه في اكحله فقتله . وهو يجود بنفسه قال طلحة :ندمت ما ندمت وضل حلمي * ولهفي ثم لهــف ابي وامي
ندمـت ندامـة الكسعي لما * طلبت رضي بني جرم بزعمي
جرحه عبد الملك في جبهته ورماه مروان بن الحكم في اكحله .
نهاية الصحابي عمار بن ياسر
قال عمار بن ياسر : اني لارى وجوه قوم لا يزالون يقاتلون حتى يرتاب المبطلون ، والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لكنا على الحق وكانوا على الباطل .وتقدم عمار فقاتل ثم رجع الى موضع فاستسقى ، فأتته امرأة من نساء بني شيبان من مصافهم بعسل فيه لبن فدفعته اليه فقال : الله اكبر الله اكبر اليوم القى الاحبة تحت الاسنة ، صدق الصادق وبذلك اخبرني الناطق وهو اليوم الذي وعدنا فيه ـ وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد اخبره بأن الفئة الباغية ستقتله وسيكون اخر طعامه ... ـ
وقال عمار : ايها الناس هل من رائح الى الجنة تحت العوالي ، والذي نفسي بيده لنقاتلنهم على تأويله كما قاتلناهم على تنزيله ، وتقدم وهو يقول :
نحن ضربناكم على تنزيله * فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله * ويـذهل الخليل عن خليله
او يرجع الحق الى سبيله
فقتله ابو العادية وابن جون السكسكي ، واختلفوا في سلبه فاحتكما الى (الصحابي) عبد الله بن عمرو بن العاص .
حجة معاوية
لقد تمرد معاوية على الامام الشرعي طالباً من الامام معاقبة قتلتة عثمان ، قال له الامام ( ادخل في الطاعة وحاكم القوم اليّ احكم بالعدل ) ولكن معاوية ابى ان يدخل في الطاعة واتخذ من قتل عثمان جسراً يعبر منه الى الملك .ونجح معاوية في الشام وتوج ملكاً على المسلمين ودانت له الرقاب رغبة ورهبة .
معاوية يعاقب قتلة عثمان
قدم معاوية الى المدينة فدخل دار عثمان . فقالت عائشة ابنة عثمان : ابتاه ، وبكت ، فقال معاوية : يا ابنة اخي ان الناس اعطونا طاعة واعطيناهم اماناً ، واظهرنا لهم حلماً تحته غضب ، واظهروا لنا طاعة تحتها حقد ، ومع كل انسان سيفه ، وهو يرى مكان انصاره ، وان نكثنا بهم نكثوا بنا ، ولا ندري اعلينا تكون ام لنا ، ولئن تكوني بنت عم امير المؤمنين خير من ان تكوني من عرض المسلمين (2) .رأي الحسن البصري في معاوية
روى الطبري ان الحسن كان يقول : اربع خصال كن في معاوية ، ولو لم يكن فيه منهن الا واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها امرها بغير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذووا الفضيلة .واستخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب الطنابير .
وادعاؤه زياداً ، وقد قال رسول الله ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ).
وقتله حجراً واصحابه ، ويل له من حجر واصحابه ، ويل له من حجر واصحابه (3) .
تتويج مفاخر معاوية
لم يكتف هذا (الصحابي العادل ) بما فعل ، انما لعن الامام علياً عليه افضل الصلاة والسلام وهو ولي الله لتقتدي به الامة وتلعن الامام كما لعنه (4) واصدر اوامره لرعيته بأن يسبوا علياً بن ابي طالب عليه افضل الصلاة السلام (5) .وابتغاء لمرضاة معاوية كان عماله يسبون علياً عليه السلام (6) .
كان معاويه في حياته يسكن في قصر فخم والان قبره خلف اسوار من حديد مصدي
عندما تأسست المملكة العراقية في الربع الاول من القرن العشرين , قامت الحكومة العراقية حينها باستضافة الشخصيات العربية من فقهاء و ادباء لتعريفهم بالمملكة الفتية , و كان من بينهم الشاعر محمد مجذوب السوري , و عندما زار الوفود النجف الاشرف و شاهد الشاعر مقام الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام , تعجب مما رأى من بنيان شامخ مهيب و الزوار يحيطون بالقبر الشريف فقرر بعد عودته الى سوريا ان يزور قبر معاوية بن ابي سفيان لعنهما الله , فرأى العجب العجاب و كانت النتيجة هذه القصيدة . و قد نشرت في الطبعة الاولى من ديوانه و لكن عملت دولارات البترول سحرها و ضغوطات الدول فعلها مما ادى الى اختفاء القصيدة من الطبعات اللاحقة . و اليكم القصيدة :
أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ
اين الدهاء نحرت عزته على *** أعتاب دنـــيا زهوهــــا لا ينفدُ
آثرت فانيها على الــحق الذي *** هو لو علمت على الزمان مخلدُ
تلك البهارج قد مضت لسبيلها *** وبقيت وحــــدك عبرة تتجــــددُ
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لا سال مدمعك المصير الأسودُ
كتل من الترب المهين بخربــــةٍ *** سكـــر الذباب بها فراح يعربدُ
خفيت معالمـــــها على زوارهــا *** فكـــأنها في مجهــل لا يقصــدُ
والقبة الشمــــاء نكـــس طرفهــا *** فبكــــل جزء للــــفناء بهـــا يدُ
تهمي السحائب من خلال شقوقها *** والريح فـــي جنـــباتها تــترددُ
وكذا المصلى مظـــــلم فكــــــأنه *** مــــذ كان لم يجـــتز به متعـــبدُ
أأبا يزيد وتلك حكـــــمة خاــــلق *** تــــجلى على قلب الحكيم فيرشدُ
أرأيت عاقبة الجــــــموح ونزوة *** أودى بـــلبك غّــــيها الترصــــدُ
تعدوا بها ظلما على من حــــــبه *** ديــــن وبغضتــه الشقاء السرمدُ
ورثت شمائـــــله بـــــراءة أحمد *** فـــيكاد من بريــــده يشرق احمدُ
وغلــــوت حتى قد جعلت زمامها *** ارثــــا لكــــــل مـــدمم لا يحمدُ
هتك المحــــارم واستباح خدورها *** ومضى بـــغير هــــواه لا يتقيدُ
فأعادها بعد الــــهدى عصــــــبية *** جــــهلاء تـــلتهم النفوس وتفسدُ
فكأنـــما الأســـلام ســــلعة تــاجر *** وكــــــأن أمــــته لآلــــك أعـــبدُ
فاســــأل مرابض كربلاء ويثرب *** عن تــــلكم الــــنار التي لا تخمدُ
أرسلت مارجـــــها فـــــماج بحره *** أمـــــس الجـــدود ولن يجّنبها غدُ
والزاكـــيات من الدمــــــاء يريقها *** بــــــاغ على حرم الــــنبوة مفسدُ
والطاهرات فديــــــتهن حواســـرا *** تـــنــثال من عـــبراتهن الأكـــبدُ
والطــــيـبـيـن من الصغار كـــأنهم *** بـــيض الزنابق ذيد عنها الموردُ
تشـــــكو الظــــــما والظــــــالمون *** أصمهم حقد أناخ على الجوانح موقدُ
والذائــــــدين تبعـــثرت اشـــلاؤهم *** بــــــدوا فثمة معصــــــم وهنا يدُ
تطأ السنابـــــــك بالظــــــغاة أديمها *** مثــــل الكتاب مشى عليه الملحدُ
فعلــــــى الرمــال من الأباة مضرج *** وعلى النــــياق من الهداة مصفدُ
وعلى الرماح بقّـــــية من عابـــــــد *** كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ
ان يجهــــــش الأثــماء موضع قدره *** فـــلقــد دراه الراكـــــعون السّجدُ
أأبا يزيد وســـــــــاء ذلك عـــــــثرة *** ماذا أقول وباب سمعــــك موصدُ
قم وارمق النجف الشريــــف بنظرة *** يرتد طرفك وهو بـــــــــاك أرمدُ
تلك العظــــــــام أعز ربك قــــدرها *** فتـــــكاد لولا خــــــوف ربك تعبدُ
ابدا تباركــــــــها الوفــــــود يحثــها *** من كــــــــل حدب شوقها المتوقدُ
نازعـــــتها الدنـــيا فـــفزت بوردها *** ثم انقــــضى كالحــــلم ذاك الموردُ
وسعت الى الأخــــــرى فخلد ذكرها *** في الخالديــــن وعطف ربك أخلدُ
أأبا يزيد لتـــــلك آهــــــــــــة موجع *** أفــــــــــضى اليك بها فؤاد مُقصدُ
أنا لســـــــــت بالقالي ولا أنا شـامت *** قـــــــلب الكريم عن الشتامة أبعدُ
هي مـــــــــــهجة حرى اذاب شفافها *** حــــــزن على الاسلام لم يك يهمدُ
ذكرتـــــــــــــها الماضي فهاج دفينها *** شمل لشعب المصــــــــطفى متبددُ
فبعـــثته عتـــــبا وان يـــــك قاســـيا *** هــــــــو في ضلــوعي زفرة يترددُ
لم اســـــتطع صـــــبرا على غلوائها *** أي الضلـــــوع على اللضى تتجلدُ
وهنا النجف الاشرف مقام امير المؤمنين الذي عاش حياته عيش الزهداء وجالس الفقراء ولبس اللبس الخشن ..
المصادر :
1- مروج الذهب ج 2 ص 400 ـ 402 .
2- البيان والتبيين للجاحظ ج 3 ص 300 وراجع شيخ المضيرة للشيخ محمود ابو رية ص 182 .
3- كتاب الطبري من حوادث سنة 51 وابن الاثير ص 202 ـ 209 وابن عساكر ج 2 ص 379 والشيخ محمود ابو رية ص 184 ـ 185 .
4- العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 366 وشرح النهج لابن ابي الحديد ج 1 ص 356 وج 3 ص 258 وج 4 ص 56 .
5- صحيح مسلم ج 2 ص 360 وصحيح الترمذي ج 5 ص 301 ـ 380 وراجع المستدرك للحاكم ج 3 ص 109 وراجع ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 ص 206 ـ 271 و 272 وراجع خصائص امير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 48 وراجع درر السمطين للزرندي الحنفي ص 107 وراجع كتاب الطالب للكنجي الشافعي ص 84 ـ 86 وراجع المناقب للخوارزمي الحنفي ص 59 وراجع اسد الغابة لابن الاثير ج 1 ص 134 وج 4 ص 25 ـ 26 وراجع الاصابة لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 509 وراجع الغدير للعلامة الاميني ج 1 ص 257 وج 3 ص 300 وراجع العقد الفريد ج 4 ص 29 وراجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 82 و 92 وراجع شرح النهج ج 1 ص 256 و 361 وراجع تذكرة الخواص للسبط الجوزي ص 63 وراجع المراجعات للعاملي وملحقها للسيد حسين راضي .
6- تاريخ الطبري ج 5 ص 167 ـ 168 وراجع الكامل في التاريخ لابن الاثير ج 3 ص 413 وراجع المستدرك للحاكم ج 1 ص 385 وج 2 ص 358 وراجع شرح النهج لابن ابي الحديد ج 1 ص 356 و 361 وراجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 190 وراجع العقد الفريد ج 4 ص 365 ، وراجع الغدير للاميني ج 1 ص 264 عن ارشاد الساري في شرح البخاري للقسطلاني ج 4 ص 368 وراجع تحفة الباري في شرح البخاري للانصاري مطبوع بذيل ارشاد الساري وراجع المراجعات للامام العاملي وملحقها لحسين راضي ص 218 .