أقسام التقدير

يمكن تقسيم التقدير باعتبار نسبته إلى الله عز وجل إلى خمسة أقسام، وهي كما يلي: 1- التقدير العام: وهو تقدير الرب لجميع الكائنات، بمعنى علمه بها، وكتابته لها، ومشيئته، وخلقه لها.
Saturday, July 1, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
أقسام التقدير
أقسام التقدير



 

يمكن تقسيم التقدير باعتبار نسبته إلى الله عز وجل إلى خمسة أقسام، وهي كما يلي:
1- التقدير العام: وهو تقدير الرب لجميع الكائنات، بمعنى علمه بها، وكتابته لها، ومشيئته، وخلقه لها.
ويدل على هذا النوع أدلة كثيرة منها قوله تعالى : [أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ] سورة الحج:70.
وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي"قال: =كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء .
2- التقدير البشري: وهو التقدير الذي أخذ الله فيه الميثاق على جميع البشر بأنه ربهم، وأشهدهم على أنفسهم بذلك، والذي قدر الله فيه أهل السعادة وأهل الشقاوة.
قال تعالى : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ] سورة الأعراف: 172.
وعن هشام بن حكيم أن رجلاً أتى النبي " فقال: أَتُبْدَأُ الأعمال أم قد قُضِيَ القضاء؟ قال رسول الله ": =إن الله أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار؛ فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار .
3- التقدير العمري: وهو تقدير كل ما يجري على العبد في حياته إلى نهاية أجله، وكتابةُ شقاوته، أو سعادته.
وقد دل على ذلك حديث الصادق المصدوق في الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعاً: =إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل المَلَك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌّ أو سعيدٌ .
4- التقدير السنوي: وذلك في ليلة القدر من كل سنة، ويدل عليه قوله تعالى: [فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ] سورة الدخان: 4، وقوله: [تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ] سورة القدر:46.
قيل: يكتب فيها أي هذه الليلة ما يحدث في السنة من موت وحياة، وعز وذل، ورزق ومطر، حتى الحجاج يُقال: يحج فلان، ويحج فلان.
رُوي هذا عن ابن عمر، وابن عباس، وكذا الحسن وسعيد ابن جبير.
5- التقدير اليومي: ويدل عليه قوله تعالى : [كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ] سورة الرحمن: 29.
قيل في تفسيرها: شأنه أن يُعِزَّ ويُذِل، ويرفع ويخفض، ويُعطي ويمنع، ويُغني ويُفقر، ويُضحِكَ ويُبكي، ويُميت ويُحيي، إلى غير ذلك.

تنقسم الإرادة الربانية إلى قسمين:

1- إرادة كونية قدرية: وهي مرادفة للمشيئة، وهذه الإرادة لا يخرج عن مرادها شيء؛ فالكافر والمسلم تحت هذه الإرادة الكونية سواء؛ فالطاعات، والمعاصي، كلها بمشيئة الرب، وإرادته.
ومن أمثلتها قوله تعالى : [وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ] سورة الرعد: 11، وقوله: [فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ] سورة الأنعام:125.
2- إرادة شرعية دينية: وتتضمن محبة الربّ، ورضاه.
ومن أمثلتها قوله تعالى : [يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ] سورة البقرة: 185، وقوله: [وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ] سورة النساء:27، وقوله: [مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ] سورة المائدة: 6.
الفرق بين الإرادتين: بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية فروق تُميز كلَّ واحدة منهما عن الأخرى، ومن تلك الفروق ما يلي:
1- الإرادة الكونية قد يحبها الله ويرضاها، وقد لا يحبها ولا يرضاها.
أما الشرعية فيحبها الله ويرضاها؛ فالكونية مرادفة للمشيئة، والشرعية مرادفة للمحبة.
2- الإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلاً، وسائر الشرور؛ لتحصل بسببها محابّ كثيرة، كالتوبة، والمجاهدة، والاستغفار.
أما الشرعية فمقصودة لذاتها؛ فالله أراد الطاعة وأحبها، وشرعها، ورضيها لذاتها.
3- الإرادة الكونية لابد من وقوعها؛ فالله إذا شاء شيئاً وقع ولابد، كإحياء أحد أو إماتته، أو غير ذلك.
أما الشرعية كالإسلام مثلاً فلا يلزم وقوعها، فقد تقع وقد لا تقع، ولو كان لابد من وقوعها لأصبح الناس كلهم مسلمين.
4- الإرادة الكونية متعلقة بربوبية الله وخلقه، أما الشرعية فمتعلقة بألوهيته وشرعه.
5- الإرادتان تجتمعان في حق المطيع، فالذي أدى الصلاة مثلاً جمع بينهما؛ وذلك لأن الصلاة محبوبة لله، وقد أمر بها، ورضيها، وأحبها، فهي شرعية من هذا الوجه، وكونها وقعت دلَّ على أنَّ الله أرادها كوناً؛ فهي كونية من هذا الوجه؛ فمن هنا اجتمعت الإرادتان في حق المطيع.
وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر، ومعصية العاصي، فكونها وقعت فهذا يدلُّ على أن الله شاءها؛ لأنه لا يقع شيء إلا بمشيئته، وكونها غير محبوبة ولا مرضية لله دليل على أنها كونية لا شرعية.
وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر، وطاعة العاصي، فكونها محبوبة لله فهي شرعية، وكونها لم تقع مع أمر الله بها ومحبته لها هذا دليل على أنها شرعية فحسب؛ إذ هي مرادة محبوبة لم تقع.
6- الإرادة الكونية أعمّ من جهة تعلّقها بما لا يحبه الله ولا يرضاه، من الكفر والمعاصي، وأخص من جهة أنها لا تتعلق بمثل إيمان الكافر، وطاعة الفاسق.
والإرادة الشرعية أعم من جهة تعلقها بكل مأمور به، واقعاً كان أو غير واقع، وأخص من جهة أن الواقع بالإرادة الكونية قد يكون غير مأمور به.
هذه فوارق بين الإرادتين، فمن عرف الفرق بينهما سلم من شُبهات كثيرة، زلَّت بها أقدام، وضلَّت بها أفهام، فمن نظر إلى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيراً، ومن نظر إلى الشرع دون القدر أو العكس كان أعور.
نماذج لأمور شرعية وكونية:
كما أن الإرادة منها ما هو كوني قدري، ومنها ما هو شرعي ديني فكذلك الكتابة، والأمر، والإذن، والجعل، والكلمات، والبعث، والإرسال، والتحريم، والإيتاء، والكره، ونحوها، كل هذه الأمور منها ما هو شرعي ومنه ما هو كوني.
فمن أمثلة الكتابة الكونية قوله تعالى :
[كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي] سورة المجادلة: 21، ومن أمثلة الكتابة الشرعية قوله: [كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ] سورة البقرة: 183، والأمر الكوني قوله: [وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ] سورة القمر: 50، والشرعي قوله: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ] سورة النحل: 90، والإذن الكوني قوله: [وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ] سورة البقرة: 102، والشرعي قوله: [آاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ] سورة يونس: 59 وقوله: [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ] سورة الشورى: 21، والجعل الكوني قوله: [كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ] سورة الأنعام: 125، والشرعي: [مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ] سورة المائدة: 103، أما قوله: [جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ] سورة المائدة: 97، فهذا يتناول الأمرين، فإن الله جعلها كذلك بقدره وبشرعه.
وكذلك الكلمات منها ما هو كوني كقوله:
[كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ] سورة يونس: 33، ومنها الشرعي كقوله: [حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ] سورة التوبة: 6، واجتمع النوعان في قوله تعالى : [وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا] سورة التحريم: 12، وكذلك البعث منه الكوني كقوله: [بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا] سورة الإسراء: 5، والشرعي كقوله: [فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ] سورة البقرة: 213، وقوله: [هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ] سورة الجمعة: 2، وكذلك الإرسال منه الكوني كقوله: [وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ] سورة الأعراف: 57، ومنه الديني كقوله: [هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى] سورة الصف: 9، والتحريم الكوني كقوله: [وحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ] سورة القصص: 12، والشرعي: [وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً] سورة المائدة: 96، والإيتاء الكوني كقوله: [وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ] سورة البقرة: 247، والديني كقوله: [خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ] سورة البقرة: 93، وقوله: [يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ] سورة البقرة: 269، يشمل النوعين؛ فإنه يؤتيهما أمراً وديناً وتوفيقاً وإلهاماً.
والكره كذلك منه ما هو كوني كما في قوله تعالى : [وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ] سورة التوبة: 46، ومنه ما هو شرعي كما في قوله تعالى : [كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً] سورة الإسراء: 38.
والفروق بين هذه الأمور من جهة أن منها ما هو شرعي ديني، ومنها ما هو كوني قدري كالفروق بين الإرادتين الكونية القدرية، والشرعية الدينية.
المصادر : راسخون2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.