![برکة ويمن المرأة برکة ويمن المرأة](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/%D8%A8%D8%B1%DA%A9%D8%A9,%20%D9%88%D9%8A%D9%85%D9%86%20,%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9.jpg)
عن الإمام الصادق عليه السلام: ( من بركة المرأة خفة مؤنتها ، وتيسير ولادتها ، ومن شؤمها شدة مؤنتها وتعسير ولادتها )( 1 ).
وعن أمير المؤمنينعليه السلامأنه قـال : ( من يمن المرأة تيسير نكاحها ، وتيسير رحمها )( 2).
يجب أن تكون المرأة الصالحة المثالية والتي تتطلع إلى حياة سعيدة مع زوجها أن تفكر من اول عقـد نكاحها مـع زوجها أن تجعل قدمها على زوجها قـدم خير وبركة وسعادة ، ولا يتحقق ذلك إلاّ أن تتحمل العبء الذي يتحمله الزوج في زواجه ، فبـدل أن تتطلب عليه من الصداق الكثير وأثاث المنزل والشروط وتثقل كاهله بكثرة مؤنتها وتكـون سببـاً لخسارته وشقائه. ينبغي لها أن تفكر وتكون سبباً لسعادته التي هي سعادتها ، وحينئذ يكون قدومها عليه بركة ويمناً .
إن مـن صفات المؤمنات التقيات هو خفة المؤونة ، فعن الإمام أمير المؤمنينعليه السلام في وصف المتقين : ( منطقهم الصـواب ، وملبسهم الاقتصاد …- إلى أن قـال – وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفـة . صبروا أياماً قصيرة أعقبتهم راحة طويلة …)( 3 ).
الهَيْنَة اللَيْنَة :
أي السهلة في معاملتها وذات سكينة ووقار والمتواضعة وعندها رفق بزوجها ومن يتعلق به ، ولا يوجـد عندهـا خشونة وعصبية في معاملتها لزوجها ومن تعاشره . وبكلمة أخرى لا تنسى على أنها أنثى فكلمة ( امرأة ) تعني أنها أنثى ، والأنوثة تعني بـدورها الرقة ، والحنان ، واللين ، والعطف ، والدلال ، والجاذبية ؛ فالإنوثة عند المرأة تلعب دوراً كبيراً وأساسياً في جذب الزوج إليها وإخضاعـه ، المرأة لا تتمكن على الرجل مـن طريـق القوة والخشونة والمخاصمة والجدال ؛ فإن ذلك يؤدي إلى تصلب الرجل في موقفه حتى وإن كـان مخطئاً ، ولكن عندما تستعمل المرأة معـه العاطفة والحنان والأنوثة فإنه يتجاوب ويتعاطف معها . وكل ذلك يتوقف على مدى معرفة الزوجة بهذا الفن واستعمالها الأساليب الناجحة ، وفي هذا المجال يوجد عدد كبير من الزوجات اللاتي عشن مـع أزواجهن عشرات السنين بدون تصادم وخلاف.
المؤاتية لزوجها:
المؤاتية : أي الحسنة المطاوعـة والموافقـة لزوجها ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ( من سعادة المرء : الخلطاء الصالحون ، والولد البارّ ، والزوجة المؤاتية ، وأن يرزق معيشته في بلدته )( 4 ).
الزوجة المؤاتية : هي الزوجة المبالغة في طاعة زوجها والمتجاوبة معه
، والمؤاتية كثيرة الإتيان إليه وأخذ بخاطره ورغبـاته ، وفي حالة سوء التفاهم والزعل بينهما هي التي تبادره بالمصالحة والتنازل عـن موقفها حتى وإن كان في قرارة نفسها هي المصيبة وهو على خطأ ؛ فـإن ذلك يدل على كياستها ولباقتها ، ويصدق عليها الزوجة المؤاتية كما عبرت عنها الرواية الآتية والتي تقول :( المؤاتية : التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى )(5)
أي أنها لا تنام ولا تغمض عينها حتى يرضى عنها زوجها .
الطيبة الريح :
وفي خبر محمد بن سنان عن بعض رجاله ، عن الإمام الصادق عليه السلام: ( خير نسائكم : الطيبة الريـح ، الطيبـة الطبيخ ؛ التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف ، وإذا أمسكت أمسكت بمعروف ، فتلك عـامل مـن عمّال الله وعامل الله لايخيب ولايندم )( 6 ).
إن الشم يلعب دوراً هاماً وكبيراً جداً للرجل ؛ فالرائحة الطيبة تقوي الجاذبية الأنثوية للمرأة التي تثير الرجل ، وبعكسه الرائحة الكريهة فهي تنفر الرجل وتقضي على رغباته الجنسية . لـذلك وردت الروايـات الكثيرة في استحباب استعمال الطيب للرجال والنساء وبالأخص في حالة الزواج.
الطيبة الطعام :
ففي خبر عمرو بن جميع ، عن أبي عبد اللهعليه السلامقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( خير نسائكم : الطيبة الطعام ، الطيبـة الريح ؛ التي إن أنفقت أنفقت بمعـروف ، وإن أمسكت أمسكت بمعروف ، فتلك عامل من عمّال الله وعامل الله لايخيب )(7).
إننا نعرف أهميـة معرفة الزوجة للطبخ الجيد وإعداد الطعام المناسب لصحة الزوج والأولاد وأن الإسلام كيف يجعل ذلك مـن أسباب السعادة للحياة الزوجية ، نعرف أهمية ذلك كلـه بما كشفه علماء التتغذية في هذا المجال ، قال الدكتو هوز ، أحد علماء التغذية :
" إنّ السعادة الزوجيـة لملكة هذا ( العش ) العائلي يمكن أن تتوقف مباشرة على معرفة قضايا التغذيـة واهتمامها بها ، ومع أنّ سيدة البيت قد تعرف بالغريزة فائدة الطبخ الخفيف لبعض الأغذيـة ؛ فعليها أن تدرك أيضاً أنها الحارس المسلح جيـداً للسهر على مقدرات سكان البيت كله ، وذلك بالمحافظة على أكبر قدر من الفيتامينات القيمة والأملاح المعدنية .
إنّ هذه المهمة أعظم من أية مهمة ، بل إنّ وظيفة كل سيدة بيت هي أن تخلق بنفسها صحـة الأسـرة وتحرسهـا ، فبعد أن كانت السيدة – في الماضي – تهدم صحة الأسرة بفظاعة – أصبح من الواجب على سيدة الدار في هذا العصر أن تصلح أخطاء الأجـداد ، وتعمل لهذه الغايـة في الحاضر ولأجل المستقبل "( 8 ).
ويقول أيضاً حول أهمية المطبخ وأن صحة الأسرة مربوط بالمرأة :
" إنّ الأبحاث التي تتواصـل في المخابر العديدة في العالم كله ، وإنّ أصحـاب النظريـات الغذائية المدروسة لايعارضون – حتى الآن – المبادئ ( المقدسة ) المعروفـة في المخبر المتواضـع المسمى ( المطبخ ) الذي هو بين البيوت العديدة يحتفظ بكل ما يجعله بحق ( حقـل تجـارب ) لسيدة البيت النبيهة التي يجب أن تعـرف بـأن بقـاء أسرتها موضوع بين يديها ، وأن الأطعمة التي تصنعها تحرض نهم رب الأسـرة أو تضع حداً له ، وهو الذي يملك التأثير الكبير في أفراد العائلة ، ويختارلهم الطريقة الصالحة – أو الطالحة – لصحتهم الجسمية والنفسية )( 9 ).
المحافظة على نفسها في غيبة زوجها :
المرأة الصالحة والتي تريد أن تعيش الحياة السعيدة مع زوجها هي المرأة التي أخلصت لزوجها وإلتزمت بالميثاق التي بينها وبينه فهي مخلصة وأمينة لا تخونه في نفسها ؛ فإنها عرضـه وشرفـه ، والمرأة المثاليـة الوفية لزوجها قد مدحها الذكر الحكيم بقوله تعالى:( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )( 10).
فـالزوجة الصالحة هي التي تحفظ الزوج عندما يغيب عنها في نفسها ولا تخونه وقد تعددت الروايات على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته في مدحها لتلك المرأة الصالحة الحافظة لزوجها في غيبته.
ما جاء عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ( خير نسائكم الخمس ، قيل يـا أمير المؤمنين ومـا الخمس ؟ قال: الهينة اللينة ، المؤاتية ، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى ، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته فتلك عامل من عمّال الله وعامل الله لا يخيب )( 11).
الزوجة عامل من عمال الله :
إن مـن الكرامـات التي أعطاهـا الله للمرأة الصالحة التي تتصف بالصفات الحسنة : الهينة اللينة ، المؤاتيـة ، التي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها ومالـه ، هـذه الصفات وغيرها من صفات الكرامة والعزة تصيرها عاملاً من عمّال الله، وأي كرامة أعظم من هذه الكرامة للزوجة التي تحافظ على شرفها وناموسها ، وتصبح من عمّال الله الذي لهم الأجر والثواب من الله وعامل الله لا يخيب .
المحافظة على مال زوجها في غيبته :
فعن الرسول صلى الله عليه وآله قال :( ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعـه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله )( 12 ).
الحنون على الأولاد والإهتمام بتربيتهم :
من نافلة القول الحديث عن أهمية دور الأم في تربية الأولاد والعطف والحنان عليهم ، إن الأولاد في نشـأتهم وتربيتهم يحتاجون إلى أرضية صالحة ينشأون فيها وحضن طاهر ينبع منه العطف والحنان يكتنفهم وليس ذلك إلا الأم الصالحة .
الإسلام ركز كثيراً على اختيار الزوجة الصالحة التي تتصف بأحسن الصفات وفي الحياة الزوجية للزوجة يوجد عمودان أساسيان وركنان مهمان : الزوج من جانب والأولاد من جانب آخر؛ فعلى المرأة المثالية الصالحة أن تهتم بهذين الركنين وأن توازن بينهما وتبالغ في رعايتهما ، ولا تترك أولادها للشارع يرتعون فيه ولا للخدم ودور الحضانة فإن أي مُرَبٍ غير الأم لا يمكن أن يقوم بدروها ؛ فإن الخدم ودور الحضانـة وإن اهتموا به جسدياً فإنهم لا يمكن أن يعطوه الحنان والعطف الأمومي فيبقى الطفل حتى الكبر فقير لحنان أمه والكثير يصاب بعقد نفسية جراء ذلك .
لذلك أكـدت الشريعة الإسلامية أن خير النساء وأفضلهن هي المرأة التي تقوم بتربية أطفالها وتحنـو عليهم وتعتني بزوجها عناية فائقة وتدخل السرور على قلبه ، وقد تميزن نساء قريش أكثر من غيرهن في هذال المجال :
1 - فقد جاء في صحيح حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلامقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( خير نساء ركبنا الرّحال نساء قريش أحناه على ولد ، وخيرهنّ لزوج )( 13 ).
والرّحال : جمع رَحْل وهو مركب البعير لأن العروس سابقاً كانت تركب على الإبل المرحل عند ذهابها إلى بيت زوجها .
وأحناه : الحانِيَة التي تقيم على ولدها ولاتتزوج شَفَقةً وعطفاً .. أي أَحْنىَ مَنْ وُجِدَ أو خُلِقَ .
2- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( خير نسائكم نساء قريش ألطفهنّ بأزواجهنّ ، وأرحمهنّ بأولادهنّ ، المجون لزوجها ، الحَصَان لغيره ، قلنا وما المجون ؟ قال : التي لا تمنّع )( 14).
فـأفضل الزوجات وخيرهن هي التي تجمع بين الحنان والشفقة على الأولاد وبين مجونها لزوجها حيث تشبع رغباتـه الجنسبة والتي تستجيب إليه ولا تتمنع عند طلبه.
التي تسر زوجها إذا نظر إليها :
1 – كما في صحيحة بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفرعليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله - في الحديث القدسي- قال الله عز وجل : ( إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيـا والآخرة : جعلت له قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وجسداً على البلاء صـابراً ، وزوجة مؤمنة تسـره إذا نظر إليها ، وتحفظـه إذا غاب عنها في نفسها وماله )( 15 ).
2 – وعن الإمام الرضاعليه السلامقال : ( ما أفـاد عبد فائدة خيراً من زوجة صـالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله )( 16).
3 – وفي صحيحة سدير ، عن أبي جعفر( الإمام الباقر )عليه السلامقال : قال رسـول الله صلى الله عليه وآله : ( إنّ مـن القسم المصلح للمرء المسلم أن يكون لـه المرأة إذا نظر إليها سرتـه وإذا غاب عنها حفظته وإذا أمرها أطاعته)( 17 ).
هـذه النصوص وغيرها تكشف لنا على أن المرأة الصالحة التي تتطلع أن تعيش عيشـة سعيـدة هي المرأة التي تكون في مظهرها وقيامها وقعودها وكلامها وتبسمها وتصرفاتها مصـدر أنس وسرور لزوجها حيث تأخذ بلبه ومشـاعره ( فالزوجة الذكية هي التي تحسن استخـدام أسلحتها الأنثوية ، فتبسط كل مغريات الأنوثة التي تشوّق الزوج ، على طريقة الطاووس الذي يبسط ذيله متباهياً بجماله الأخـاذ . وتصلح هنـدامها ببراعة وفن ، فتختار الألـوان الجذابـة ، وتلبس الحُلي ، وتصفف شعرها وتقوم بإيماءات إيقاعية مدروسة توقظ كل مـا في الرجل مـن مشاعر وأحاسيس يضطرم بها فؤاده وتموج بها عاطفته )( 18 ).
فالمرأة التي يتطلع إليها الرجال هي المرأة التي تكون حياتها كلها عسل وليس ( شهر عسل ) واحـد ، وكل حيـاتها إنس وملذة له وليس فقط في وقت اللقاء الجنسي بها .
وإذا تحصل الـزوج على مثل هذه الزوجة فإنه قد وفق لخير الدنيا والآخرة كما ذكرتها صحيحة بريد المتقدمة .
التي لا تفشي لزوجها سراً :
إنّ المحافظة على الأسرار من جملة الأمانات التي أمر الله سبحانه أن تؤدّ إلى أهلها قال تعالى:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا(19)
ويجب مراعاة الأسرار وحفظها كما يجب مراعاة حفظ الأمانة قال تعالى :وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( 20) ، وجـاء في صحيحة زرارة ، عن أبي جعفرعليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( المجالس بالأمانة )( 21 ).
إنّ من أهم الصفات الحسنـة للزوجة أن تكون كاتمة لأسرار زوجها وحافظة لها كما أنّ حفظ الأسرار بين الزوجين مـن أهـم الأسس لتمتين العلاقة الزوجية وترسيخ المحبة بينهما ؛ فقد تقدم في خبر إبراهيم الكرخي قال : قلت لإبي عبـدالله ( الصـادق )عليه السلام: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة ، وقد هممت أن أتـزوج فقال لي : ( انظر أين تضع نفسك ، ومن تشركه في مالك ، وتطلعه على دينك وسرك ، فإن كنت لابد فاعلاً ، فبِكراً تنسب إلى الخير وإلى حُسن الخلق ).
فيجب عـلى المرأة أن تحفظ أسرار زوجها خصوصاً فيما يرجع إلى الجانب الجنسي وتجعل تلك الأسرار في صنـدوق لا يفتحه إلا زوجها كما عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلامفي حكمه : ( صَدْر العاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ )( 22 ).
فالصندوق الذي تحفظ فيـه الزوجة أسرار زوجها هو صدرها ولا تفتح ذلك لأي أحد من أبويها أو صديقاتها ولا تطلع على ذلك إلا زوجها لأنها أسراره وترجع إليه .
بل ويلزم المرأة العاقلة أن لا تفشي أسرار الآخرين وإن لم يكن ذلك لزوجهـا فيجب أن تحافظ على أسرار الآخرين كما تحافظ على أسرارها.
ومن الرزانة والعقلانية أن لا تكشف بعض تصرفاتها غير الحميدة التي وقعت منها قبل زواجها حتى لزوجها وتحاول أن تتجنب ذلك حتى لا يؤثر على سمعتها وعلاقتها الزوجية كما سوف يأتي .
حسنة الأخلاق :
لايشك عـاقل في أهمية حسن الخلق من كل أحد ؛ فقد مدح الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله بأعظم مدح وهو قوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ( 23 )
وجاء في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، وجاء في صحيحة محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه السلام قال : ( إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً )( 24 ).
وإن من أحوج الناس إلى الأخلاق الحسنة وترسيخها في أنفسهم هما الزوجان معاً ، وبالأخص الزوجة حيث السعادة الزوجية تكمن فيها وبيدها ؛ فقد جاء في صحيحة سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إنّ قوماً أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله إنّا رأينا أناساً يسجد بعضهم لبعض ، فقـال رسـول الله صلى الله عليه وآله : لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )( 25 ).
وفي خبر موسى بن بكير ، عن أبي إبراهيم عليه السلامقال :( جهاد المرأة حسن التبعل )( 26 ).
ومن حكم أمير المؤمنين عليه السلام قوله : ( ولا قَرِينَ كحُسْنِ الخُلُق )(27).
وقال عليه السلام : ( وأَكْرَمُ الحَسَبَ حُسْنُ الخُلُق )( 28).
إن أحوج ما يكون للزوجة هو حُسن الخُلُق مع زوجها .
جامع مجمع :
أي كثيرة الخير مخصبـة ، ولا يكون ذلك إلا إذا تعاونت الزوجة مع زوجها بداية أمرها حيث صداقها قليل ، وكذلك مؤنتها خفيفة.
ربيع مربع :
التي في حجرهـا ولد وفي بطنها آخر . كناية على أنها كثيرة الأولاد والإنجاب . وهذا بداية الخير والبركة.
طيبة اللِّيت :
اللِّيت صفحة العنق ، أي عنقها طيب الريح .
دَرمت الكعب : أي كعبها كثير اللحم .
فعن النبي صلى الله عليه وآله : إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها ويقول للمبعوثة : ( شمّي لِيتها فإن طاب ليتها طاب عَرْفها ، وانظري كعبها فإن دَرِم كعبها عظم كعثبها )( 29).
الدرم في الكعب : أن يواريه اللحم .
وكَعْبٌ أَدْرَم :استواء في الكعب تحت اللحم حتى لا يكون له حجم.
قال الشيخ الصدوق :
اللِّيت : العنق أو صفحة العنق .
والعَرف : الريح الطيبة .
والكعثب : الفرج ( 30 ).
زرقاء :
فعن الرسـول صلى الله عليه وآله : ( تزوجوا الـزرق فـإن فيهن اليُمْن )( 31 )
وقد تقدم في عنـوان ( السمراء ) أن الجمال يختلف بحسب الأذواق والأنظار.
الضحوك :
وهي التي عنـدها قدرة على كثرة إضحاك زوجها ، وهو كناية عن حسن خلقها معه وإدخال السرور على قلبه ومؤانسته في أكثر الأحوال.
فعن بعض أصحاب الإمـام الصـادق عليه السلام : ( أنه شكا إليه البلغم فقال : أمالك جارية تُضحكك ؟ قـال : قلت : لا ، قال : فاتخذها فـإن ذلك يقطـع البلغم )( 32 ).
العَرُوب :
المرأة العَرُوب : الضحّاكة الطيبة النفس ( 33) ، والعَرُوب من النساء : المتحببة إلى زوجهـا المظهرة لـه ذلك ، وقيل : العاشقة لزوجها ، وقيل : الحسنة التبعل . والجمع ( عُرُب ) .
قال تعالى :فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا ( 34 ).
قال ابن الأثير : " العُرُب – بضمتين – فجمع عَرُوب ، وهي المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها " ( 35 ).
وقيل العُرُب : الغَنِجات ، وقيل : المُغْتَلِمَات ، وقيل العواشق ، وقيل : هنَّ الشكلات بلغة أهل مكة ، والمَغْنُوجَات بلغة أهل المدينة .
وقال اللحياني : العَرِبَةُ : العاشق الغَلِمَة ( 36).
حسناء الوجه :
قال تعالى في وصف الحور العين في الجنة: فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ(37)
وعـن الرسـول صلى الله عليه وآله قـال : ( اطلبـوا الخير عند حُسـان الوجوه ، فإن فعالهم أحرى أن يكون حسناً )( 38 ).
وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ( أفضل نساء أمتي ، أقلهنّ مهراً ، وأحسنهنّ وجهاً )( 39 ).
وعن رسـول الله صلى الله عليـه وآله قـال : ( خير نساء أمتي ، أصبحهنّ وجهاً ، وأقلهنّ مهراً )( 40 ).
وهذا قد يكون خَلقياً وذلك لجمال في وجهها ، وقد يكون خُلُقياً : وذلك لما يعلو وجهها من الابتسامة في أكثر أوقاتها فإن الابتسامـة تحسن الوجه ، كما أن تقطيب الوجه وعبوسـه يقبح الوجه ويحوله من الجمال الطبيعي إلى إن يكون قبيحـاً ، وإذا كانت الابتسامة تعلو وجه الزوجة فإن فعالها أقرب ما يكون إلى الحسن والمحبة والود .
وينبغي للرجل إذا أراد أن يتزوج أن يـركز في اختياره على المرأة المتدينة ولا يُقصر نظره على مالها وجمالها .
فقد جاء في صحيحة هشام بن الحكم عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو مـالها وُكِلَ إلى ذلك ، وإذا تـزوجها لـدينها رزقه الله الجمال والمال )( 41 ).
وفي خبر محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر ( الإمام الباقر )عليه السلام: ( أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله يستأمره في النكاح ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : انكح وعليك بذات الدين تربت يداك )( 42 ).
المصادر :
1- الوسائل كتاب النكاح باب 5 من أبواب المهور ح3.
2- مستدرك الوسائل ح 16402 . وقريب منه في : كنز العمال ح 44577 .
3- نهج البلاغة . من خطبة لهعليه السلامفي وصف المتقين .
4- مستدرك الوسائل حديث رقم 16403 .
5- الكافي كتاب النكاح باب خير النساء ج 5 ص 324 ح 5
6- الكافي كتاب النكاح باب خير النساء ج 5 ص 325 ح 6 .
7- الكافي كتاب النكاح ج 5 ص 325 ح 7 ، من لا يحضره الفقيه كتاب النكاح باب 110 ج 3 ص 240 ح 4 .
8- الغذاء يصنع المعجزات ص 24 طبع دار النفائس .
9- نفس المصدر السابق ص 23 .
10- سورة النساء آية : 34 .
11- الكافي كتاب النكاح باب خير النساء ج 5 ص 324 ح 5 . .
12- الكافي ج5 ص 327 .
13- الكافي كتاب النكاح باب فضل نساء قريش ج 5 ص 326 ح 1 . وقريب منه في : البخاري ح5082 و 3434 و5365 ، وصحيح مسلم ح 2527 .
14- الكافي كتاب النكاح باب فضل نساء قريش ج 5 ص 326 ح2 .
15- الكافي ج5 ص 327 .
16- الكافي ج5 ص 327 .
17- الكافي كتاب النكاح باب من وفق له الزوجة الصالحة ج 5 ص 326 ح 5 .
18- المرأة المثالية ص 98 .
19- سورة النساء آية 58 .
20- سورة المؤمنون آية 8 .
21- الكافي كتاب العشرة باب المجالس بالأمانة ج 2 ص 660 .
22- نهج البلاغة باب الحكم رقم : 5 .
23- سورة القلم آية 4 .
24- الكافي كتاب الإيمان والكفر باب حسن الخلق ج 2 ص 99 .
25- الوسائل كتاب النكاح باب 81 من مقدمات النكاح ح1 .
26- الوسائل كتاب النكاح باب 81 من مقدمات النكاح ح2 .
27- نهج البلاغة باب الحكم رقم : 115 .
28- نهج البلاغة باب الحكم رقم : 38 .
29- الكافي ج5 ص335 و الوسائل كتاب النكاح باب19 من مقدمات النكاح ح1.
30- من لا يحضره الفقيه كتاب النكاح باب 110 ج 3 ص240 .
31- الكافي ج5 ص335 ، وكنز العمال ح44596 .
32- الوسائل كتاب الحج باب 21 من مقدمات النكاح ح2 .
33- العين للخليل بن أحمد ج2 ص 128 .
34- سورة الواقعة آية 36 و 37 .
35- النهاية ج 3 ص 184 .
36- تاج العروس .
37- سورة الرحمن آية : 70 .
38- الوسائل كتاب الحج باب 21 من مقدمات النكاح ح4 . والمعجم الكبير للطبراني ج11 ح1110 ، والمعجم الأوسط ح6113 ، وتاريخ بغداد للخطيب ج7 ص11 رقم 3474 .
39- مستدرك الوسائل ح 16376 .
40- مستدرك الوسائل ح 16375 ، وكنز العمال ح44568 .
41- ) الكافي ج5 ص333 .
42- الكافي ج5 ص332 .