نهر العلقمي في الادب العربي

يتفرع نهر العلقمي من شط الفرات ويمرّ بمشهد أبي الفضل العباس عليه‌السلام باتجاه قبر الامام الحسين عليه‌السلام ثم يشق طريقه إلى قبر الشهيد الحر الرياحي عليه‌السلام.
Sunday, August 27, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
نهر العلقمي في الادب العربي
 نهر العلقمي في الادب العربي



 

يتفرع نهر العلقمي من شط الفرات ويمرّ بمشهد أبي الفضل العباس عليه‌السلام باتجاه قبر الامام الحسين عليه‌السلام ثم يشق طريقه إلى قبر الشهيد الحر الرياحي عليه‌السلام.
وفي معجم متن اللغة : من معاني علقمة : «النبق» وهو السدر فيستفاد من هذا أنّ ضفاف العلقمي كان مزروعاً بأشجار السدر ، وأنّ هناك سدرة كانت عند قبر الحسين عليه‌السلام.
روى الشيخ الطوسي في الأمالي مسنداً عن يحيى بن المغيرة الرازي قال :
كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله جرير عن خبر الناس فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه‌السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت.
قال : فرفع جرير يديه فقال : الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : لعن الله قاطع السدرة ـ ثلاثاً ـ فلم نقف على معناه حتى الأن ؛ لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين عليه‌السلام حتى لا يقف الناس على قبره (١).
وفي مدينة المعاجز : روى عن رجل أسدي قال : كنت زارعاً على نهر العلقمي بعد ارتحال عسكر بني أمية فرأيت عجائباً لا أقدر أن أحكي إلّا بعضاً منها : ... إذا هبت الريح تمر عليّ نفحات كنفحات المسك والعنبر وأرى نجوماً تنزل من السماء وتصعد مثلها من الأرض ، ورأيت عند غياب الشمس أسداً هائل المنظر يتخطى القتلى حتى وقف على جسد جللته الأنوار ، فكان يمرغ وجهه وجسده بدمه ، وله صوت عال ، ورأيت شموعاً معلقة ، وأصواتاً عالية وبكاءاً وعويلاً ، ولا أرى أحداً (٢).
وحكي في «الكبريت الأحمر» عن السيد محمد الدين محمد المعروف بمجدي من معاصري الشيخ البهائي في كتابه «زينة المجالس» المؤلف سنة (١٠٠٤) :
أنّ الوزير السعيد ابن العلقمي لما بلغه خطاب الصادق عليه‌السلام للنهر «إلى الآن تجري وقد حرم جدّي منك» أمر بسدّ النهر وتخريبه ، ومن أجله حصل خراب الكوفة ، لأنّ ضياعها كانت تسقى منه (3).
قال عبد الباقي العمري :
بعداً لشطك يا فرات فمر لا / تحلو فانك لا هني ولا مري
أيسوغ لي منك الورود وعنك قد / صدر الامام سليل ساقي الكوثر
وقال الشيخ محسن أبو الحب الحائري رحمه‌الله :
إذا كان ساقي الحوض في الحشر حيدر / فساقي عطاشى كربلا أبو الفضل
على أنّ ساقي الناس في الحشر قلبه / مريع وهذا بالظمأ قلبه يغلي
وقفت على ماء الفرات ولم أزل / أقول له والقول يحسنه مثلي
علامك تجري لا جريت لوارد / وأدركت يوماً بعض عارك بالغسل
أما نشفت أكباد آل محمد / لهيباً ولا ابتلت بعل ولا نهل
من الحق أن تذوي غصونك ذبلاً / أسى وحياءً من شفاههم الذبل
فقال استمع للقول إن كنت سامعاً / وكن قابلاً عذري ولا تكثرن عذلي
ألا أن ذا دمعي الذي أنت ناظر / غداة جعلت النوح بعدهم شغلي
برغمي أرى مائي يلذ سواهم / به وهم صرعى على عطش حولي
جزى الله عنهم في المواساة عمهم / أبا الفضل خيراً لو شهدت أبا الفضل
لقد كان سيفاً صاغه بيمينه / علي فلم يحتج شباه إلى الصقل
اذا عدّ أبناء النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله / رأه أخاهم من رأه بلا فضل
ولم أر ضام حوله الماء قبله / ولم يرو منه وهو ذو مهجة تغلي
وما خطبه إلّا الوفاء وقل ما / يرى هكذا خلاً وفياً مع الخل
يميناً بيمناك القطيعة التي / تسمى شمالاً وهي جامعة الشمل
بصبرك دون ابن النبي بكربلاء / على الهول أمر لا يحيط به عقلي
ووافاك لا يدري أفقدك راعه / أم العرش غالته المقادير بالثل
أخي كنت لي درعاً ونصلاً كلاهما / فقدت فلا درعي لدي ولا نصلي
وقال السيد جعفر الحلي في رثاء العباس عليه‌السلام
وهوى بجنب العلقمي وليته / للشاربين به يداف العلقم
وقال السيد عبد الهادي الطعان :
جرعت أعداءك يوم الوغى / في حد ماضيك من العلقم
وقد بذلت النفس دون الحمى / مجاهداً يا بطل العلقمي (4)
العباس عليه‌السلام في الميدان :
روى في «رياض المصائب» و «مهيج الأحزان» وغيرها :
«فلما أجاز الحسين عليه‌السلام أخاه العباس للبراز ، برز كالجبل العظيم ، وقلبه كالطود الجسيم ؛ لأنه كان فارساً هماماً ، وبطلاً ضرغاماً ، وكان جسوراً على الطعن والضرب في ميدان الكفاح والحرب».
وروى في إكسير العبادات : «.. فسمع الحسين عليه‌السلام الأطفال وهم ينادون : العطش .. العطش.
فلما سمع العباس ذلك رمق بطرفه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي أريد أن أعتد بعدتي وأملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء ، فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة في كفه وقصد الفرات.
وفي بعض مقاتل أصحابنا : انّه لما نادى الحسين عليه‌السلام : أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» خرج اليه أخوه العباس ، وقبّل بين عينيه وودعه وسار إلى الشريعة ، وإذا دونها عشرة آلاف فارس مدرعة ، فلم يهوّلوه ، فصاحت به الرجال من كل جانب ومكان : من أنت؟
فقال : أنا العباس بن علي بن أبي طالب ....
ودخل المشرعة وهمّ أن يشرب فذكر عطش أخيه الحسين فلم يشرب ، وحط القربة عن عاتقه واستقبل القوم يضربهم بسيفه كأنه النار في الأخطار وهو يقول :
أنا الذي أعرف عند الزمجرة / بابن علي المسمى حيدرة
فاثبتوا اليوم لنا يا كفرة / لعترة الحمد وآل البقرة (5)
تذكر وصية أبيه فلم يشرب :
في «معالي السبطين» عن كتاب «عدّة الشهور» :
لما كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان وأشرف علي عليه‌السلام على الموت أخذ العباس وضمه إلى صدره الشريف وقال : ولدي وستقر عيني بك في يوم القيامة ، ولدي إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إياك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عليه‌السلام عطشان (6).
أجل ؛ لقد وصل العباس إلى المشرعة ، وأقحم الماء فرسه ، وملأ كفه بالماء ، واستروح كبده الملتهب رائحة الماء وأحسّ ببرده إلا أنّه تذكر وصية أبيه ، وثار فيه الوفاء الذي ما بارحه آناً من حياته المباركة ، فرمى الماء من كفه وقال : والله لا أشربه وأخي الحسين عليه‌السلام وعياله وأطفاله عطاشى ، لا كان ذلك أبداً ، وأنشأ يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني / وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون / وتشربين بارد المعين
هيهات ما هذا فعال ديني / ولا فعال صادق اليقين (7)
ولنعم ما قيل :
بذلت أيا عباس نفساً نفيسة / لنصر حسين عز بالجد عن مثل
أبيت التذاذ الماء قبل التذاذه / فحسن فعال المرء فرع عن الأصل
فأنت أخو السبطين في يوم مفخر / وفي يوم بذل المال أنت أبو الفضل
المصادر :
1- الأمالي (للطوسي) : ٣٢٥ المجلس ١١ ح ٩٨.
2- العباس (للمقرم) : ٣١٣ ، عن مدينة المعاجز : ٢٦٣ باب ١٢٧.
3- مقتل العباس (للمقرم) : ٣١٥ ، عن الكبريت الاحمر ٢ / ١١٢.
4- بطل العلقمي ٣ / ٣٨٣.
5- إكسير العبادات : ٣٣٥ المجلس ١٠.
6- معالي السبطين ١ / ٤٥٤ المجلس ٢١.
7- معالي السبطين ١ / ٤٤٦ المجلس ٢٠.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.