الرباب

الرباب من خيرات النساء وأفضلهن جاء بها الاما الحسين عليه السلام مع حرمه الى الطف وحملت معهن الى الكوفة والشام ورجعت مع الحرم الى المدينة فأقامت فيها لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً من البكاء على الحسين ولم تستظل تحت
Wednesday, September 6, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الرباب
الرباب



 

الرباب من خيرات النساء وأفضلهن جاء بها الاما الحسين عليه السلام مع حرمه الى الطف وحملت معهن الى الكوفة والشام ورجعت مع الحرم الى المدينة فأقامت فيها لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً من البكاء على الحسين ولم تستظل تحت سقف حتى ماتت بعد قتله بسنة كمداً (١).
وليس بصحيح ما قيل انها أقامت على قبر الحسين سنة (٢) تنوح الليل والنهار وذلك بعد الرجوع من الشام ومرورهم بكربلاء فان العقيلة زينب الكبرى هي المتكفلة بحياطة الحرم وحفظهم وكلأتهم فلا تستطيع أن تفارقها بتلك البيداء المقفرة من دون عاطف ولا متحنن وهي امرأة عزلاء لا حامي لها ولا كفيل.
وكيف كان ففي تلك السنة التي عاشت فيها خطبها الاشراف فأبت وقالت ما كنت لاتخذ حماً بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (3).
وحق لها إذا أمتنعت من التزويج فانها لا ترى أي احد يوازي سيد شباب أهل الجنة لتحضى به أو أن هناك من يباري من هو من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة هارون من موسى (عليه السلام)لتفوز بمصاهرته :
من يباريهم وفي الشمس معنى / مجهد متعـب لمن بـاراها
قـادة علـمهم ورأى حجـاهم / مسمعا كـل حكمية منظراها
ورثوا مـن محمد سبـق أولا / ها وحازوا مالم تحز اخراها
وهم الأعين الصحيحات تهدي / كـل عـين مكفوفة عيناها
كـم لهم ألسـن عن الله تنبي / هي أقـلام حكمـة قد براها
لـم يكونوا للعـرش إلا كنوزا / خافيات سبحان من أبداها (4)
على أن الرواية جــاءت عن امـامة بنت زينب ربيبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكـانت في عداد أزواج أميرالمؤمنين عنه (عليه السلام)ان ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوصي (عليه السلام)لا يتزوجن بعده فلم تتزوج امرأة ولا أم ولد بعد أميرالمؤمنين عملاً بهذا الحديث (5).
والرباب هذه هي التي طلبت رأس الحسين من ابن زياد فلما رأته اخذته ووضعته في حجرها وقبلته وقالت (6) :
واحسينا فلا نسيت حسيناً / أفصـدته أسنـة الأعداء
غادروه بـكربلاء صريعاً / لا سقى الله جانبي كربلاء
وهذان البيتان وراهما ياقوت في معجم البلدان ج ٧ ـ ٢٢٩ لعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل في رثاء الحسين وادعى انها زوجته وكان عجز البيت الثاني في روايته :
( لا سقى الغيث بعده كربلاء )
ولانفراده بهذا عما عليه أهل النسب والتراجم والسيرة من عدم عدها في ازواج السبط الشهيد لا يؤبه به.
وكان من رثاء الرباب لسيد الشهداء (عليه السلام):
ان الذي كان نوراً يستضاء به / بكربـلاء قتيـل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالـحة / عنا وجنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به / وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن / يغني ويأوي اليـه كل مسكين
والله لا أبتغي صهراً بصهركم / حتى اغيب بين الرمل والطين
ولما رجعت من الشام أقامت المأتم على الحسين وبكت النساء معها حتى جفت دموعهن :
تنعى ليوث البـأس مـن فتيانها / وغيوثها إن عمت البأساء
تبكيهم بدم فقـل بالمهجة الحرى / تسيـل العبـرة الحمـراء
ناحت فلما غضضت من صوتها / بزفيرها أنفاسهـا الصعداء
حنت ولكـن الحنين بكـى وقد / ناحت ولكن نوحهـا ايماء
ولما أعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة أمرت ان يصنع السويق وقالت انما نريد أن نقوى على البكاء (7).
ويقول ابن كثير توفيت الرباب بنت أنيف امرأة الحسين بن علي (عليه السلام)في سنة ٦٢ وكانت حاظرة اهل العراق اذ هم يعدون في السبت او الجمعة على زوجها الحسين بن علي ابن بنت رسول الله (8).
ولدت الرباب من الحسين (عليه السلام)سكينة وعبدالله فاما عبدالله فقتل رضيعاً في حجر أبيه يوم الطف وذلك لما قتل أهل بيته وصحبه وبقي وحده استسلم للقضاء الآلهي بذبحه مظلوماً ممنوعاً من الورود.
وجاء الى عياله يودعهم ويأمرهم بلبس الأزر والصبر على ما يحل بهم من البلاء وعرفهم بأن الله تعالى يجعل عاقبة أمرهم الى خير ويعذب عدوهم بأنواع العذاب.
ثم دعا بولده الرضيع يودعه فأتته زينب بابنه عبدالله فاجلسه في حجره يودعه ويقبله (9) ويقول :
بعداً لهؤلاء القوم اذا كان جدك المصطفى خصمهم (10).
ثم أتي به نحو القوم يطلب له الماء فرماه حرملة بسهم وذبحه فتلقى الحسين الدم بكفه ورمى به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة.
وقال هون ما نزل بي أن بعين الله اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل آلهي ان كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه وانتقم لنا من الظالمين واجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمع (عليه السلام)قائلاً يقول : دعه يا حسين فان له مرضعاً في الجنة.
ثم نزل عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملاً بدمه
ويقال انه وضعه مع قتلى أهل بيته
وأما سكينة فقد ذكر المؤرخون انه لقب لها من امها الرباب (11)
وكأنه لسكونها وهدوئها وعليه فالمناسب فتح السين المهملة وكسر الكاف التي بعدها لا كما يجري على الألسن من ضم السين وفتح الكاف وهذا الرأي نسبه الصبان الى المشهور فانه قال :
المشهور على الآلسنة في اسمها انه مكبر بفتح السين وكسر الكاف (12).
والمحكى عن شرح اسماء رجال المشكاة انه مصغر بضم السين وفتح الكاف ومثله في القاموس.
واما اسمها فالذي اختاره ابن تغر بردي انه آمنة (13) ورواية أبي اسحاق المالكي تؤكده فان فيها قول سكينة :
إنكم سميتموني باسم جدتي ام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آمنة بنت وهب.
ويحكى أبوالفرج القول بأنه أمينة واميمة.
ولم يتضح لنا سنة ولادتها ولا مقدار عمرها وان أمكننا القول بأنها قاربت السبعين بعد ملاحظة سنة وفاتها وكونها يوم الطف بالغة مبلغ النساء ولا أقل من التقدير بالعشرة. وذكرنا ولادتها سنة ٤٧.
كما صح لنا ولادتها بالمدينة ووفاتها فيها يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول في سنة ١١٧. (14)
وقيل توفيت بمكة في طريق العمرة كما قيل رجعت الى الشام وقبرها هنالك ويذكر يوسف بن الحسن بن عبدالهادي المتوفي سنة ٩٠٩ ان في دمشق مسجداً يعرف بمسجد سكينة قرب قبر بلال ويصفه المعلق على الكتاب بانه يقع في مقبرة باب الصغير الى جانب الضريحين ضريح السيدة ام كلثوم الصغرى بنت علي بن أبي طالب وضريح السيدة سكينة ويذهب الشعراني الى وفاتها بمراغة من أرض مصر وقبرها بالقرب من السيدة نفيسة.
وحكى ياقوت في معجم البلدان ج ٦ ـ ص ٢٦ ان اهل طبرية يزعمون ان بظاهرها قبر سكينة بنت الحسين قال والحق انه بالمدينة.
وفي نور الأبصار للشبلنجي ص ١٦٠ توفيت بمكة.
وحيث أن اكثر المؤرخين على أن قبرها بالمدينة فهو بالصحة اجدر وقد حكي الصبان عن منن الشعراني إنكار قبر سكينة بنت الحسين بمصر زاعماً ان ذلك قبر سكينة بنت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
واذا عرفت ان اهل النسب والتراجم لم يذكروا في أولاد اميرالمؤمنين سكينة تعرف بطلان تلك النسبة.
وقد عاصرت من المعصومين أباها الشهيد وأخاها الامام زين العابدين والامام الباقر وادركت أيام الصادق (عليه السلام).
وكانت أيام أبيها بالغة مبلغ النساء كما يشهد به قول الحسين للحسن المثنى يوم جاء يخطب منه فقال اختر احدى ابنتي هاتين فاطمة وسكينة وكانت فاطمة أكبر منها.
ثم قال له الحسين (عليه السلام)اخترت لك فاطمة فهي اكثرها شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وفي الجمال تشبه الحور العين.
وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله لا تصلح لرجل ولو لم تكن بالسن القابل لمقارنة الأزواج لاعتذر به الامام (عليه السلام)وقد عرفت ما تشير اليه كلمته الغالية في حق ابنته الكريمة.
كما عرفت كلمات المؤرخين الناصة على تزويج سكينة من ابن عمها عبدالله الأكبر بن الامام الحسن بن أميرالمؤمنين المقتول يوم الطف مبارزة وهو أخو القاسم لأبيه وامه رملة فكان أبا عذرتها كما في المحبر لابن حبيب ص ٤٣٨.
ولا يفوت القاريء ما اتفق عليه المؤرخون وأهل النسب والتراجم من أنه لم يكن للحسين من البنات غير فاطمة وسكينة وهما المتزوجتان بابني عمهما الحسن السبط (عليه السلام)وأما غيرهما المذكور فعلى ذمة التأريخ.
ومن هنا ينكشف عدم صحة القول بتزويج القاسم من سكينة لعدم الشاهد له ولأن القاسم يومئذ لم يدرك الحلم كما نص عليه أهل المقاتل.
كما لا يفوتنا ما اختصها به أبوها الشهيد بمزيد العناية وعطف عليها عطفاً ينم عن منزلتها الكبرى عنده وانه على شرف النسبة قد تحلت بنفسية فاضلة وازدانت بخيم كريم وفضيلة رابية ومن ذلك قوله (عليه السلام)مسلياً لها لما رآها منحازة عن النساء تبكي ساعة الوداع يوم الطف ووصفها بخيرة النساء فقال :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي / منك البكاء اذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمـعك حسرة / ما دام مني الروح في جثماني
فاذا قتلت فـأنت اولى بـالذي / تأتينـه يـا خيرة النسـوان
والجمع يقتضي عموم التفضيل على من سواها إلا من أخرجها الدليل كالصديقة والعقيلة واضرابهما.
ثم أنه (عليه السلام)حملها الوصية الى شيعته بالبكاء عليه وذكر عطشه عند شربهم الماء.
قالت لما مر القوم بالنسوة على القتلى رميت بنفسي على جسد أبي اعتنقته فسمعت صوتاً يخرج من منحره المقدس (15) :
شيعتي ما أن شربتم / عذب مـاء فاذكروني
أو سمـعتم بـغريب / أو شهيـد فـاندبوني
قد يستغرب القارىء هذا الكلام من جسد فارقته الحياة كما يتباعد عن الأذعان بكلام رأس الحسين (عليه السلام)في شوارع الكوفة والشام وفي مجلس يزيد لما أمر بقتل رسول ملك الروم لانكاره فعلته التي لم يرتكبها حتى من لم ينتحل دين الاسلام فنطق الرأس بصوت جهوري ( لا حول ولا قوة الا بالله ) ولكن ما أسرع أن يتراجع الى التصديق به حينما يستضيء بتفكيره الى فعل القدرة الآلهية بالممكنات حسبما تستدعيه المصالح كما كانت ( الشجرة ) في الوادي المقدس تلقي التعاليم الآلهية على الكليم موسى بن عمران واخبرت الذراع المسمومة خاتم الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم خيبر فامتنع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن معه من اكلها (16)
اذا فلا غرابة في تمكين الارادة الربانية رأس الحسين (عليه السلام)المنحور طاعة لله تعالى من قرائة القرآن لأنه أبلغ في توطيد اسس النهضة الكريمة وفيه تركيز العقايد على أحقية دعوته وشهادته ووخامة عاقبة من مد اليه يد العدوان.
ولئن يتحدث البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة في ان الله تعالى اودع قوة الحركة في الحجر الصلد فذهب بثياب بنيه موسى بن عمران لغاية تعريف الاسرائيليين نزاهة بنيه من العاهة ويتقبلها شراح البخاري ومسلم (17)
وان كانت المؤاخذة عليهم واضحة فالايمان بالمتواتر من الآثار الحاكية كلام رأس الحسين لتعريف اولئك المغمورين بالأطماع ومن يأتي من الأجيال بالتواء الأمراء المتغلبين على الخلافة عن صراط العدل وترددهم في الضلال ( أجدر واولى ) لأن نهضة سيد الشهداء انما هي لاحياء الدين الذي لاقى المتاعب في تشييده جده المنقذ الأكبر وقد أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن هذه النهضة بقوله ( حسين مني وأنا من حسين ) (18)
فانه لم يقصد بهذا التنزيل التعريف بأن الحسين بضعة منه لما فيه من الركاكة التي يأباها كلام سيد البلغاء لأن كل ولد بضعة من أبيه وانما أراد التنبيه بان نهضة الحسين اثبتت توطيد اسس الاسلام وكسحت اشواك الباطل عن صراط شريعة العدل فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاتح الدعوة والحسين ناهض لتركيزها وتثبيت دعامتها فايداع قوة الكلام في الرأس المقدس او منحره الأطهر أولى من الحجر والشجرة وذراع الشاة المسمومة.
في مثل هذه الكرامات التي تتحدث بها الشيعة عن ائمتهم المجعولين من الله تعالى خلفاء على الأمة بعد انقضاء الرسالة اعتماداً على أحاديث صحت لديهم يتقتزز منها غيرهم ويتحامل عليهم باسم البدعة والغلو ولكنه يثبت لعلمائهم امثالها غافلاً عن ورود نفس الأشكال عليه.
فيقول اليافعي الحنبلي لما ورد ابو اسحاق الشيرازي بلاد العجم اقبل الناس عليه يتبركون بثيابه ويأخذون التراب من تحت نعله للاستشفاء ويقول في سنة ٧٢٥ زادت دجلة حتى خربت مقبرة احمد بن حنبل وصار الماء في دهليز البيت الذي فيه قبره علو ذراع ووقف بإذن الله تعالى عند باب الحجرة ويقول السبكي الشافعي لما امر الواثق العباسي ، بقطع رأس احمد بن نصر الخزاعي في مسألة خلق القرآن كان الرأس يتكلم بالقرآن الى ان انزل الجسد ودفن معه ويقول سافر اسماعيل الحضرمي مع خادمه واشرفت الشمس على الغروب فقال لخادمه قل لها فلتقف حتى نصل المنزل ونصلي العصر فامرها الخادم بالوقوف فوقفت الشمس حتى وصلوا المنزل وصلوا ولم تغرب فقال لخادمه أما تطلق هذا المحبوس فيأمرها الخادم بالغروب فتغيب ويظلم الأفق ثم يقول هذا الخبر من المستفيض وما ادري ولا المنجم يدري لماذا لم يصل في الطريق وان لم يكن عنده ماء فالتيمم احد الطهورين.
ويحدث شيخ احمد حجازي الفشني ان محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح لما دفن اقبل الناس يأخذون التراب من القبر للتبرك حتى صارت حفرة عظيمة فوضع الخشبة على القبر فاخذ الناس التراب من حوله
نحن لا نضايقهم في أمثال هذا مما لو سجلناه لخرجنا عن وضع الرسالة ولا ننكر عليهم اعتقادهم بها ولكنا نقول لماذا يرمون الشيعة بالكذب والبدعة والخيانة ورواية المناكير اذا رأوهم يؤمنون بما تفيده الآثار المتواترة في فضائل أهل البيت ويتحدثوا عن كلام رأس الحسين والاستشفاء بتربته ووقوف الماء عند قبره لما أمر المتوكل العباس بحرث القبر وارسال الماء عليه زعما منه ان يطفأ نور الله ( وليجتهدن أئمة الكفر واشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد اثره الا علوا ). على حد تعبير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (19).
على ان البدعة الممقوت صاحبها ولا تقال عثرتها فيما اذا أدخل في الدين ما ليس منه لأنه تهجم على الشريعة وتحكم على التكاليف الآلهية كما اشار اليه صاحب الدعوة.
( كل بدعة ضلالة ) وأما الاعتقاد بشيء عن اثر وارد فيه فليس من البدعة ولا يرمي صاحبه بالكذب والغلو.
حديثها في فضل الشيعة
روى محمد جعفر بن احمد بن علي القمي نزيل الري في كتاب المسلسلات ص ١٠٨ بسنده المفصل الى بكير ابن احنف وعنه يحدث العلامة المجلسي في البحار ج ١٥ ـ ص ١٢٢ في باب فضائل الشيعة.
قال حدثتني فاطمة بنت الامام على بن موسى الرضا قالت حدثتني فاطمة وزينب وام كلثوم بنات موسى بن جعفر قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد قالت حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي قالت حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين قالت حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عن ام كلثوم بنت علي عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت سمعت رسول الله يقول :
لما أسرى بي الى السماء دخلت الجنة فاذا أنا بقصر من درة بيضاء مجوفة وعليه باب مكلل بالدر والياقوت وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فاذا مكتوب :
لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي القوم.
ومكتوب على الستر :
بخ بخ مثل شيعة علي.
فدخلته فاذا انا بقصر من عقيق مجوف وعليه باب من فضة فرفعت رأسي واذا مكتوب على الباب.
محمد رسول الله علي وصي المصطفى.
وعلى الستر مكتوب :
بشر شيعة علي بطيب المولد.
فدخلته ورأيت قصراً من زبرجد لم أر أحسن منه وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة باللؤلؤ وعلى الباب ستر فرفعت الستر وإذا مكتوب عليه :
شيعة علي هم الفائزون.
فقلت لجبرئيل لمن هذا ؟ قال يا محمد انه لابن عمك ووصيك علي بن ابي طالب يحشر الناس كلهم يوم القيامة حفاة عراة الا شيعة علي ويدعا الناس بأسماء أمهاتهم ما خلا شيعة علي فانهم يدعون بأسماء آبائهم لأنهم أحبوا علياً فطاب مولدهم.
وقد ورد هذا المضمون في أحاديث أهل البيت متواتراً كما جاء عنهم :
ان شيعة علي وابنائه المعصومين يحشرون آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم فيود الخلايق يومئذ انهم كانوا فاطميين.
والمراد من ستر العورة أما بالنور الساطع منهم فيغشي الأبصار عن النظر اليهم كما يرشد اليه في معالم الزلفى ص ١٤٢ من حديث فاطمة (عليه السلام)قالت لأبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :
كيف يكون الناس يوم القيامة ؟
فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انهم يشغلون بانفسهم فلا ينظر احد الى احد ولا والد الى ولده ولا ولد الى امه.
فقالت عليها‌السلام : هل يكون اكفان اذا خرجوا من قبورهم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة تبلى الأكفان وتبقى الأبدان تستر عورة المؤمن وتبدو عورة الكافر.
قالت : يا ابة ما يستر عورة المؤمن ؟
فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نور يتلألأ لا يبصرون اجسادهم من النور.
وهناك حديث آخر رواه في معالم الزلفى عن الكليني والشيخ الطوسي عن ابي خديجة عن الصادق (عليه السلام)ان الستر يكون بالأكفان فكان (عليه السلام)يقول :
تأنقوا في الأكفان فانكم تبعثون بها.
وفي احتجاج الطبرسي قال الزنديق للصادق :
كيف يحشر الناس بالأكفان وقد بليت ؟
فقال (عليه السلام):
ان الذي احيى ابدانهم وقد بليت يجدد اكفانهم ومن مات بلا كفن ستر الله عورته.
رثاؤها الحسين
في أمالي الزجاج ( ص ١٠٩ طـ مصر ثانية ) ، مما رثت به سكينة أباها الشهيد قولها :
لا تعذليـه فهـم قـاطع طرقه / فـعينــه بدمـوع ذرف غدقـه
ان الحسين غداة الـطف يرشقه / ريب المنون فما ان يخطىء الحدقه
بكـف شـر عبـاد الله كـلهم / نسـل البغايا وجيش المرق الفسقه
أأمة السوء هاتوا مـا احتجاجكم / غداً وجلكـم بالسيـف قـد صفقه
الويل حل بكـم إلا بمـن لحقه / صيرتموه لا رمـاح العـدى درقه
يا عين فاحتفلي طول الحياة دماً / لا تبك ولـداً ولا أهـلاً ولا رفقه
لكن على ابن رسول الله فانسكبي / قيحاً ودمـاً وفـي اثريهمـا العلقه
المصادر:
1- كامل ابن الاثير ج ٤ ص ٣٦.
2- ابن الاثير.
3- تذكرة الخواص ص ١٥٠ وابن الاثير ج ٤ ، ص ٣٦ والاغاني ج ١٤ ، ص ١٥٨.
4- من الفية ملا كاظم الازري.
5- المجلسي في البحار ٩ ، ص ٦٢١ عن قوت القلوب.
6- تذكرة الخواص ص ١٤٧ ، وتاريخ القرماني ص ٤.
7- البحار للمجلسي ج ١٠ ، ص ٢٣٥ عن الكافي.
8- البدايةج ٨ ص ٢١٧.
9- اللهوف ص ٦٥.
10- البحار ج ١٠ ، ص ١٠٣.
11- ابن خلكان في الوفيات بترجمها وشذرات الذهب ج ١ ، ص ١٥٤ ، ونور الأبصار ص ١٥٧.
12- اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ٢٠٢.
13- النجوم الزاهرة ج ١ ، ص ٢٧٦.
14- تهذيب الأسماء للنووي ج ١ ، ص ١٦٣ .
15- المصباح ص ٣٧٦ طبع الهند للشيخ ابراهيم الكفعمي من علماء القرن التاسع.
16- على المواهب اللدينة لابن حجر ج ٢ ص ٢٤٢ آ .
17- وصحيح مسلم باب فضائل موسى ومسند أحمد ج ٢ ص ٣١٥.
18- ابن قولوية المتوفي سنة ٣٦٩ في كامل الزيارات ص ٥٣ / مناقب الحسين والحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٣١٤ وابن حجر في مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٨١ ، والهندي في كنز العمال ج ٧ ، ص ١٠٧ .
19- كامل الزيارات ص ٢٦١.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.