
محمّد بن أبي سعيد
محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام أمّه أمّ ولد، قال أهل السير نقلا عن حميد بن مسلم الأزدي أنّه قال : لمّا صرع الحسين عليه السلام خرج غلام مذعورا يلتفت يمينا وشمالا ، فشدّ عليه فارس فضربه ، فسألت عن الغلام؟ فقيل : محمّد بن أبي سعيد ، وعن الفارس فقيل : لقيط بن إياس الجهني (1).وقال هشام الكلبي : حدّث هاني بن ثبيت الحضرمي قال : كنت ممّن شهد قتل الحسين عليهالسلام ، فو الله إنّي لواقف عاشر عشرة ليس منّا رجل إلاّ على فرس ، وقد جالت الخيل وتضعضعت إذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية عليه إزار وقميص ، وهو مذعور ، يتلفّت يمينا وشمالا ، فكأنّي أنظر إلى درّتين في أذنيه يتذبذبان كلّما التفت ، إذ أقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه ، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف.
قال هشام الكلبي : هاني بن ثبيت الحضرمي هو صاحب الغلام ، وكنّى عن نفسه استحياء أو خوفا (2).
عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام
امّه أم ولد. قال ابن شهرآشوب : تقدّم في حملة آل أبي طالب بعد الأنصار وهو يقول :
أبي عقيل فاعرفوا مكاني / من هاشم وهاشم إخواني
فقاتل حتّى قتل سبعة عشر فارسا ، ثمّ احتوشوه فتولّى قتله عثمان بن خالد بن أشيم الجهني ، وبشر بن حوط الهمداني ثمّ القابضي بطن منهم (3).
جعفر بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام
امّه الحوصاء بنت عمرو المعروف بالثغر بن عامر بن الهصان بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري ، وأمّها أودة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد بن أبي بكر المذكور ، وأمّها ريطة بنت عبد بن أبي بكر المذكور ، وأمّها أمّ البنين بنت معاوية ابن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وأمّها حميدة بنت عتبة بن سمرة بن عتبة ابن عامر - قال أبو الفرج : وجعفر بن عقيل بن أبي طالب ، وأمّه أم الثغر بنت عامر بنت الهصان العامري من بني كلاب. قتله عروة بن عبد الله الخثعمي فيما رويناه عن أبي جعفر محمّد بن علي ابن الحسين ، وعن حميد بن مسلم. ويقال : أمّه الخوصاء بنت الثغرية ، واسمه عمرو بن عامر بن الهصان بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري. (4).قال السروي : تقدّم إلى القتال فجالد القوم يضرب فيهم بسيفه قدما وهو يقول :
أنا الغلام الأبطحي الطالبي
من معشر في هاشم من غالب
ونحن حقا سادة الذوائب
فقتل خمسة عشر رجلا ، ثمّ قتله بشر بن حوط قاتل أخيه عبد الرحمن (5).
عبد الله بن يقطر الحميري ( رضيع الحسين عليه السلام )
كانت أمّه حاضنة للحسين عليه السلام كأمّ قيس بن ذريح للحسن ، ولم يكن رضع عندها ولكنّه يسمّى رضيعا له لحضانة أمّه له. وأمّ الفضل بن العبّاس لبابة كانت مربية للحسين عليهالسلام ولم ترضعه أيضا كما صحّ في الأخبار أنّه لم يرضع من غير ثدي أمّه فاطمة ( صلوات الله عليها ) وإبهام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (6) تارة ، وريقه تارة أخرى.
قال ابن حجر في الإصابة : إنّه كان صحابيّا لأنّه لدة الحسين عليهالسلام (7).
وقال أهل السير : إنّه سرحه الحسين عليهالسلام إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكّة في جواب كتاب مسلم إلى الحسين عليهالسلام يسأله القدوم ويخبره باجتماع الناس ، فقبض عليه الحصين بن تميم (8) بالقادسيّة (9)
وأرسله إلى عبيد الله بن زياد فسأله عن حاله فلم يخبره ، فقال له : اصعد القصر والعن الكذّاب بن الكذّاب ثمّ انزل حتّى أرى فيك رأيي ، فصعد القصر فلمّا أشرف على الناس قال : أيّها الناس ، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليكم لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة وابن سميّة الدعيّ ابن الدعيّ ، فأمر به عبيد الله فألقي من فوق القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي ( قاضي الكوفة وفقيهها ) فذبحه بمدية ، فلمّا عيب عليه ، قال : إنّي أردت أن أريحه (10).
قالوا : ولمّا ورد خبره وخبر مسلم وهاني إلى الحسين عليهالسلام بزبالة (11) نعاه إلى أصحابه وقال : « أمّا بعد ، فقد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا » إلى آخر ما ذكرناه آنفا (12).
وقال ابن قتيبة وابن مسكويه : إنّ الذي أرسله الحسين قيس بن مسهّر كما يأتي ، وإنّ عبد الله بن يقطر بعثه الحسين عليهالسلام مع مسلم ، فلمّا أن رأى مسلم الخذلان قبل أن يتم عليه ما تمّ بعث عبد الله إلى الحسين يخبره بالأمر الذي انتهى ، فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من الأمر .
سليمان بن رزين مولى الحسين بن علي بن أبي طالب
كان سليمان هذا من موالي الحسين عليهالسلام أرسله بكتب إلى رؤساء الأخماس بالبصرة حين كان بمكّة.قال الطبري : كتب الحسين عليهالسلام إلى رؤساء الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف كمالك بن مسمع البكري ، والأحنف بن قيس التميمي ، والمنذر بن الجارود العبدي ، ومسعود بن عمرو الأزدي ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد الله (13) بن معمر ، فجاء الكتاب بنسخة واحدة « أمّا بعد : فإنّ الله اصطفى محمّدا على خلقه وأكرمه بنبوّته ، واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما أرسل فيه ، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة ، وأحببنا لكم العافية ، ونحن نعلم أنّا أحق بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولاّه ، وقد بعثت إليكم رسولي بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه ، فإنّ السنّة قد أميتت وإنّ البدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد » (14).
فكتم بعض الخبر وأجاب بالاعتذار أو بالطاعة والوعد ، وظنّ المنذر بن الجارود أنّه دسيس من عبيد الله ، وكان صهره فإنّ بحريّة بنت الجارود تحت عبيد الله ، فأخذ الكتاب والرسول فقدّمهما إلى عبيد الله بن زياد في العشيّة التي عزم على السفر إلى الكوفة صبيحتها ، فلمّا قرأ الكتاب قدّم الرسول سليمان وضرب عنقه ، وصعد المنبر صباحا وتوعد الناس وتهدّدهم ، ثمّ خرج إلى الكوفة ليسبق الحسين عليهالسلام.
أسلم بن عمرو مولى الحسين بن علي عليه السلام
كان أسلم من موالي الحسين ، وكان أبوه تركيا ، وكان ولده أسلم كاتبا.قال بعض أهل السير والمقاتل : إنّه خرج إلى القتال وهو يقول :
أميري حسين ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النذير
فقاتل حتّى قتل ، فلمّا صرع مشى إليه الحسين عليهالسلام فرآه وبه رمق يومي إلى الحسين عليهالسلام ، فاعتنقه الحسين ووضع خدّه على خدّه ، فتبسّم وقال : من مثلي وابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واضع خدّه على خدّي ، ثمّ فاضت نفسه ( رضوان الله عليه ).
قارب بن عبد الله الدئلي مولى الحسين بن علي عليهما السّلام
أمّه جارية للحسين عليهالسلام تزوّجها عبد الله الدئلي فولدت منه قاربا هذا ، فهو مولى للحسين عليهالسلام ، خرج معه من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى كربلا ، وقتل في الحملة الأولى التي هي قبل الظهر بساعة.منجح بن سهم مولى الحسن بن علي عليهما السّلام
كان منجح من موالي الحسن عليهالسلام ، خرج من المدينة مع ولد الحسن عليهالسلام في صحبة الحسين عليهالسلام فأنجح سهمه بالسعادة وفاز بالشهادة ، ولمّا تبارز الفريقان في كربلا قاتل القوم قتال الأبطال.قال صاحب الحديقة الورديّة : فعطف عليه حسّان بن بكر الحنظلي فقتله ، وذلك في أوائل القتال (15).
سعد بن الحرث مولى علي بن أبي طالب عليه السلام
كان سعد مولى لعلي عليهالسلام فانضمّ بعده إلى الحسن عليهالسلام ثمّ إلى الحسين عليهالسلام ، فلمّا خرج من المدينة خرج معه إلى مكّة ثمّ إلى كربلا فقتل بها في الحملة الأولى ، ذكره ابن شهرآشوب في المناقب وغيره من المؤرخين - سعد بن حارث الخزاعي مولى أمير المؤمنين عليهالسلام من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن شرطة الخميس مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان واليا من قبله على آذربيجان ثمّ انضمّ إلى الحسن ثمّ إلى الحسين عليهماالسلام ، وخرج معه إلى مكّة ثمّ إلى كربلاء واستشهد بين يديه يوم عاشوراء. (16).نصر بن أبي نيزر مولى علي بن أبي طالب عليه السلام
كان أبو نيزر من ولد بعض ملوك العجم أو من ولد النجاشي. قال المبرّد في الكامل : صحّ عندي أنّه من ولد النجاشي ، رغب في الإسلام صغيرا فأتي به رسول الله فأسلم وربّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا توفي صار مع فاطمة وولدها (17).وقال غيره : إنّه من أبناء ملوك العجم أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ صار إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان يعمل له في نخله ، وهو صاحب الحديث المشهور الذي ينقله عن أمير المؤمنين عليهالسلام في استخراج العين ووقفها أو حبسها ، كما ذكره المبرد في الكامل وملخصه : أنّ أبا نيزر قال : جاءني علي عليهالسلام وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة ، فقال لي : هل عندك من طعام؟ فقلت : طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين قرع من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخة. فقال : عليّ به ، فقام إلى الربيع [ وهو جدول ] فغسل يده وأصاب منه ثمّ رجع إلى الربيع وغسل يديه بالرمل حتّى نقّاهما ثمّ مسح على بطنه ، وقال : من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثمّ أخذ المعول وانحدر في العين وجعل يضرب فأبطأ الماء ، فخرج وقد عرق جبينه فانتكفه ، ثمّ عاد وجعل يهمهم فانثالت عين كأنّها عنق جزور ، فخرج مسرعا فقال : أشهد الله أنّها صدقة ، ثمّ كتب : « هذا ما تصدّق به عبد الله علي أمير المؤمنين ، تصدّق بالضيعتين على فقراء المدينة ، إلاّ أن يحتاج إليهما الحسنان فهما طلق لهما دون غيرهما » (18).
ونصر هذا ولده انضمّ إلى الحسين عليهالسلام بعد علي والحسن عليهماالسلام ثمّ خرج معه من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى كربلاء فقتل بها. وكان فارسا فعقرت فرسه ثمّ قتل في الحملة الأولى رضياللهعنه.
الحرث بن نبهان مولى حمزة بن عبد المطلب عليهم السلام
كان نبهان عبدا لحمزة شجاعا فارسا. قال صاحب الحديقة الورديّة : والحرث ابنه انضمّ إلى الحسين عليهالسلام بعد انضمامه إلى علي بن أبي طالب والحسن عليهمالسلام فجاء معه إلى كربلا ، وقتل بها في الحملة الأولى (19).فهؤلاء تسعة عشر من آل أبي طالب ، الحسين عليهالسلام وطفله الرضيع ، وسبعة عشر نفرا ، وثمانية من الموالي : عبد الله بن يقطر ، وسبعة نفر صحّ لي قتلهم في كربلا وفي الكوفة وفي البصرة. وذكر جماعة غيره لم يصح لي قتلهم ، وهناك جماعة أخرى من الموالي لم يذكر أحد أسماءهم ولم يعرفوا مقدارا.
المصادر:
1- بحار الأنوار : ٤٥ / ٣٣.
2- تاريخ الطبري : ٣ / ٣٣٢ بتفاوت ، لاحظ مقاتل الطالبيين : ١٨٨.
3- المناقب : ٤ / ١٠٦ ، وليس فيه بشر بن حوط الهمداني. راجع الإرشاد : ٢ / ١٠٧ ، ومقاتل الطالبيين : ٩٦.
4- راجع مقاتل الطالبيين : ٩٧.
5- المناقب : ٤ / ١٠٥ ، وفيه : بشر بن سوط الهمداني.
6- راجع الكافي : ١ / ٤٦٥ ، ح ٤ ، البحار : ٤٤ / ١٩٨ ، ح ١٤ ، وفي ٢٣٣ ذيل حديث ١٧ عن كامل الزيارات : ٥٧ ، ح ٤.
7- الإصابة : ٤ / ٥٩ ، وفيه : عبد الله بن يقظة ، والظاهر أنّه تصحيف في طبعات الإصابة الجديدة.
8- في الإرشاد والأخبار الطوال : الحصين بن نمير. وكان من أشدّ الناس في قتال علي عليهالسلام. راجع الكامل : ٢ / ٤٥٢.
9- القادسيّة : قرية قريبة من الكوفة من جهة البر. راجع معجم البلدان : ٤ / ٢١٩.
10- الإرشاد : ٢ / ٧١ ، تاريخ الطبري : ٣ / ٣٠٣.
11- زبالة : منزل بطريق مكّة من الكوفة. راجع معجم البلدان : ٣ / ١٢٩.
12- راجع الإرشاد : ٢ / ٧٥.
13- في الكامل : عمر بن عبد الله.
14- تاريخ الطبري : ٣ / ٢٨٠ ، بتفاوت وسقط في بعض الكلمات.
15- الحديقة الورديّة : ١٢١.
16- مستدركات علم رجال الحديث ٤ / ٢٧ :
17- الكامل : ٣ / ٢٠٧ ، راجع معجم البلدان : ٤ / ١٧٥.
18- الكامل : ٣ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.
19- الحديقة الورديّة : ١٢١.