![الانصار من الغفاريين الانصار من الغفاريين](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%20,%D9%85%D9%86%20,%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86.jpg)
من أنصار الحسين عليهالسلام عبد الله بن عروة بن حرّاق الغفاري وأخوه عبد الرحمن بن عروة بن حراق الغفاري (١)
كان عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان من أشراف الكوفة ومن شجعانهم وذوي الموالاة منهم ، وكان جدّهما حرّاق من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام وممن حارب معه في حروبه الثلاث. وجاء عبد الله وعبد الرحمن إلى الحسين عليهالسلام بالطف.
وقال أبو مخنف : لمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كثروا وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا الحسين ولا أنفسهم ، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان ، فقالا : يا أبا عبد الله السلام عليك ، حازنا العدوّ إليك فأحببنا أن نقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ، فقال : « مرحبا بكما ، ادنوا منّي » ، فدنوا منه ، فجعلا يقاتلان قريبا منه وإنّ أحدهما ليرتجز ويتمّ له الآخر.
فيقولان :
قد علمت حقّا بنو غفار
وخندف بعد بني نزار
لنضربنّ معشر الفجّار
بكلّ عضب صارم بتّار
يا قوم ذودوا عن بني الأطهار (2)
بالمشرفيّ والقنا الخطّار (3)
فلم يزالا يقاتلان حتّى قتلا.
وقال السروي : إنّ عبد الله قتل في الحملة الأولى وعبد الرحمن قتل مبارزة (4).
وقال غيره : إنّهما قتلا مبارزة ، وهو الظاهر من المراجلة.
جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري (5)
كان جون منضمّا إلى أهل البيت بعد أبي ذر ، فكان مع الحسن عليهالسلام ، ثمّ مع الحسين عليهالسلام وصحبه في سفره من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى العراق.
قال السيّد رضي الدين الداودي : فلمّا نشب القتال وقف أمام الحسين عليهالسلام يستأذنه في القتال ، فقال له الحسين عليهالسلام : « يا جون أنت في إذن منّي ، فإنّما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا » ، فوقع جون على قدمي أبي عبد الله يقبلهما ويقول : يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدّة أخذلكم!؟ إنّ ريحي لنتن وإنّ حسبي للئيم وإنّ لوني لأسود ، فتنفس عليّ في الجنّة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيّض لوني ، لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ، فأذن له الحسين عليهالسلام ، فبرز وهو يقول :
كيف ترى الفجّار ضرب الأسود
بالمشرفيّ والقنا المسدّد
يذبّ عن آل النبي أحمد
ثمّ قاتل حتّى قتل (6).
وقال محمّد بن أبي طالب : فوقف عليه الحسين عليهالسلام وقال : « اللهمّ بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع الأبرار وعرّف بينه وبين محمّد وآل محمّد » (7).
وروى علماؤنا عن الباقر عليهالسلام عن أبيه زين العابدين عليهالسلام أنّ بني أسد الذين حضروا المعركة ليدفنوا القتلى وجدوا جونا بعد أيّام تفوح منه رايحة المسك (8).
وفي جون أقول :
خليلي ما ذا في ثرى الطف فانظرا
أجونة طيب تبعث المسك أم جون
ومن ذا الذي يدعو الحسين لأجله
أذلك جون أم قرابته عون
لئن كان عبدا قبلها فلقد زكا
النجار وطاب الريح وازدهر اللون
المصادر :
1- أوردهما الشيخ في رجاله ص ١٠٣ بعنوان عبد الله وعبد الرحمن ابنا عرزة.
2- في المصدر : بني الأحرار.
3- تاريخ الطبري : ٣ / ٣٢٨.
4- المناقب : ٤ / ١١٣.
5- عدّه الشيخ في عداد أصحاب الحسين عليهالسلام. راجع رجال الشيخ : ٩٩ ، الرقم ٩٦٦. وفي الإرشاد بعنوان : جوين مولى أبي ذر. راجع الإرشاد : ٢ / ٩٣.
6- راجع البحار : ٤٥ / ٢٣ ، واللهوف : ١٦٣.
7- تسلية المجالس : ٢ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣.
8- راجع البحار : ٤٥ / ٢٣ ، ونفس المهموم : ٢٦٤.