مع الحسين عليه السلام الی کربلاء

سکينة عليها السلام وأُمّها الرباب ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، وقد نسب إلى الإمام الحسين عليه السلام أنّه أنشد بحقّها الأبيات التالية :
Tuesday, October 31, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
مع الحسين عليه السلام الی کربلاء
مع الحسين عليه السلام الی کربلاء



 

سکينة عليها السلام وأُمّها الرباب ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، وقد نسب إلى الإمام الحسين عليه السلام أنّه أنشد بحقّها الأبيات التالية :
لعمرك إنّني لأُحبّ داراً / تضيّفها سكينة والرباب
أُحبّهما وأبذل بعد مالي / وليس للائمي بها عتاب
ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً / حياتي أو يغيّبني التراب
وقيل : إنّ الأصبغ عبدالعزيز بن مروان بن الحكم خطبها ، وقد أخذوها إلى مصر إلّا أنّها لمّا وصلت كان الأصبغ قد مات.
وقد عبّر عنها سيّد الشهداء عليه السلام في بعض الأبيات المنسوبة إليه بـ «يا خيرة النسوان».
وكان للسيّدة سكينة مقام عظيم ومنزلة رفيعة عند أهل البيت عليهم السلام ، بل إنّها كانت من النساء العارفات بالله تعالى عايشت جميع أحداث كربلاء المأساوية ودورها في الأسر لا يخفى على أحد ، فقد بقيت برفقة عمّتها زينب عليها السلام تبلغ رسالة الإمام الحسين عليه السلام في كلّ مكان.
ولهذه السيّدة الجليلة مقام عظيم في مصر فضلاً عن مقامها في الشام وفي المقامين يتقاطر المئات بل الأُلوف من الزوّار المحبّين.
يبقى القول أنّ هذه السيّدة الجليلة طيلة عمرها الشريف كانت تروى للناس أحداث كربلاء المؤلمة وما جرى على أهل البيت عليهم السلام من المآسي المشجية التي ارتكبها بنو أُميّة بحقّهم (١).
السيّدة فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين عليه السلام
ولدت السيّدة فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين عليه السلام سنة ثلاثين للهجرة وأُمّها «أُمّ إسحاق» بنت طلحة بن عبيدالله بن تيمية (٢).
وفي واقعة كربلاء كان عمرها الشريف ثلاثين سنة تقريباً (٣) ولذا يمكن القول أنّها كانت أكبر من السيّدة سكينة ، وكانت ذات مقام رفيع في العلم والتقى وقد شهد الإمام الحسين عليه السلام لها بذلك عندما خطبها الحسن المثنّى فقال عليه السلام : أختار لك فاطمة ، فهي أكثر شبهاً بأُمّي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله. أمّا في الدين : فتقوم الليل كلّه ، وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين (٤).
وقد روت هذه السيّدة الجليلة عن كلّ من : ١ ـ والدها الإمام الحسين عليه السلام ٢ ـ أخوها الإمام سجّاد عليه السلام ٣ ـ عمّتها السيّدة زينب عليها السلام ٤ ـ عبدالله بن عبّاس.
أمّا أبناء فهم : عبدالله ، إبراهيم ، الحسين.
وقد روى عنها كلّ من : أُمّ جعفر ، أبو المقدام ، وزهير بن معاوية ، علماً أنّ رواياتها موجودة اليوم في سنن الترمذي ، وسنن ابن داود ، وسنن ابن ماجة ، وسنن النسائي فضلاً عن تأليفات ابن حجر العسقلاني.
ويذكر أنّها في بيت أُمّها الصدّيقة الزهراء عليها السلام في مسجد النبي صلى الله عليه واله إلى أنّ أمر الوليد بتخريبها فاتّخذت بيتاً آخراً وحفرت فيه بئراً كان معروفاً بالبركات وكانوا يسمّونه بـ «بئر زمزم».
وكانت هذه السيّدة الجليلة كالسيّدة زينب الكبرى عليها السلام ملاذاً ومأمناً للأسارى وقد خطبت أمام ابن زياد لعنه الله خطبة غرّاء كشفت فيها للناس ظلم يزيد وأتباعه الأوغاد.
أمّا وفاتها فقد كانت سنة ١١٠ هـ (5) ، وقبرها موجود اليوم خلف قبر السيّدة سكينة وأُمّ كلثوم عليها السلام في دمشق.
وعلى الرغم أنّ للسيّدة فاطمة قبراً معروف في الشام إلّا أنّ أكثر المصادر تصرّح أنّها توفّيت في منزلها الواقع خلف مسجد النبي صلى الله عليه واله ودفنت في البقيع.
ففي كتاب «من الرسول صلى الله عليه واله إلى الإمام زين العابدين عليه السلام» لسماحة الشيخ علي الفلسفي : أنّ السيّدة فاطمة دفنت في الشام ولها حرم مجلّل يقصده الكثير من الزوّار.
وفي «بحار الأنوار» و «ناسخ التواريخ» : أنّ الإمام السجّاد عليه السلام قال : لمّا قتل الحسين عليه السلام جاء غراب فوقع في دمه ، ثمّ تمرّغ ثمّ طار ، فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين عليه السلام وهي الصغرى ، فرفعت رأسها إليه ، فنظرته فبكت وقالت :
نعب الغراب فقلت : من / تنعاه ويلك من غراب؟
قال : الإمام فقلت : من / قال : الموفّق للصواب
إنّ الحسين بكربلا / بين المواضي والحراب
قلت : الحسين؟ فقال لي : / مُلقى على وجه التراب
ثمّ استقلّ به الجناح / ولم يطق ردّ الجواب
فبكيت منه بعبرة /ترضي الإله مع الثواب
قال محمّد بن علي عليه السلام فنعتته لأهل المدينة ، فقالوا : جاءت بسحر عبد المطّلب ، فما كان بأسرع من أنّ جاءهم الخبر بقتل الحسين عليه السلام (6).
السيّدة ميمونة بنت الإمام الحسين عليه السلام.
السيّدة حميدة بنت مسلم بن عقيل عليه السلام.
يقع قبر هاتين العلويتين في مقبرة أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب ـ في إحدى الحجر خلف قبر السيّدة سكينة وأُمّ كلثوم ، وعلى يسارهما يقع قبر عبدالله بن الإمام الصادق عليه السلام ، ولها قبّة خضراء وفرق قبريهما صندوق خشبي عظيم.
وفي سنة ١٣٣٠ ه أُعيد بناء القبور وصار قبرهما في السرداب حيث يجد الزائر هناك ثلاثة قبور قريبة إلى بعضها.
أمّا القبر الأوّل فهو قبر السيّدة حميدة بنت مسلم بن عقيل عليه السلام الموفّاة سنة سبعين للهجرة.
والقبر الثاني هو قبر أسماء بنت عميس زوجة جعفر الطيّار والإمام علي عليه السلام المتوفّاة سنة ٦٥ هـ.
والقبر الثالث هو قبر السيّدة ميمونة بنت الإمام الحسن عليه السلام (7).
عبد الله بن جعفر عليه السلام
* والد عبدالله بن جعفر هو الشهيد العظيم الطيّار وأُمّه أسماء بنت عميس ، وهو ابن أخ الإمام علي عليه السلام وصهره ....
* كان عبدالله من أسخياء العرب المعروفين في ولائهم ومحبّتهم لأهل البيت عليهم السلام.
* شارك عبدالله بن جعفر في معركة المسلمين مع الروم وحروب أمير المؤمنين عليه السلام وقد شهد الكثير بشجاعته وبطولته ....
أّما لماذا يخرج مع سيّد الشهداء عليه السلام إلى كربلاء فربما يكون لإشارة الإمام الحسين عليه السلام عليه بذلك علماً أنّه بعث ولديه إلى كربلاء واستشهدوا في ركاب الإمام الحسين عليه السلام.
ويقال : إنّه لمّا بلغه خبر شهادة ولديه تجاسر أحد غلمانه أمامه وقال : إنّ السبب في قتلهما هو الإمام الحسين عليه السلام ، وإذا بعبدالله يمتلأ غليظاً ويزجر الغلام بشدّة لتجاسره على سيّد الشهداء عليه السلام ، وكما نقلوا أنّ عبدالله بن جعفر سافر إلى الشام لرعاية أملاكه الموجودة فيها ومات هناك.
نعم ذكر البعض أنّه توفّي في المدينة ودفن إلى جنب عمّه عقيل إلّا أنّ وفاة زوجته العقيلة في الشام ودفنها هناك يؤيّد أنّه قد دفن فيها.
وباعتقادي أنّ استيطان أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم في الشام من أجل ردّ تحريفات الأمويين ، بل ذهب الكثير من الفضلاء أنّ وجود الشيعة في الشام هو من بركات مقل هذه الهجرات والتبعيد الذي حصل لبعض الشيعة.
بالطبع أنّ لذريّة عبدالله بن جعفر دور مهم في الثورات الكثيرة التي كانت تحصل ضدّ بين أُميّة وبي العبّاس (8).
٨ ـ مقام الرؤوس الشريفة : مقام عظيم في مقبرة الباب الصغير في الشام ، يقال إنّه دفنت فيه رؤوس سبعة عشر من شهداء أهل البيت عليهم السلام الذين قتلوا في كربلاء ، وإلى جانب هذا المقام يوجد مقام آخر يسمّى بمقام الإمام زين العابدين عليه السلام (9).
أمّا موقع هذا المقام فهو يقع على بعد خمسين متراً تقريباً من الباب الأصلي لمقبرة الباب الصغير. وعلى يساره هناك زقاق فيه ساحة داخلها غرفة صغيرة دفنت الرؤوس الشريفة فيها.
وفي السنين الأخيرة شيّدوا لهذه القبور ضريحاً من الفضّة ....
وبالرغم أنّهم كتبوا فوق الحجرة أنّ هذا المكان محلّ لدفن رأس ستّة عشر شهيداً من شهداء كربلاء إلّا أنّ الذي يقوي في الظنّ أنّ الذي دفن فيه هو ثلاثة رؤوس من رؤوس شهداء كربلاء وهم :
١ ـ رأس أبو الفضل العبّاس عليه السلام.
٢ ـ رأس علي الأكبر عليه السلام.
٣ ـ رأس حبيب بن مظاهر.
وقد شاهد السيّد محسن الأمين قدس سره سنة ١٣٢١ ه كتيبة كانت موضوعة باب الدخول مكتوب عليها «هذا رأس عبّاس وعلي بن الحسين عليهم السلام وحبيب بن مظاهر» إلّا أنّهم بعد أن جعلوا الضريح لهذا المكان المقدّس كتبوا اسم ستة عشر شهيداً (10).
ومع الالتفات أنّ مصادر الشيعة تصرّح أنّ أكثر الرؤوس كانت قد ردّت إلى الأجساد في كربلاء يبقى احتمال دفن هذه الرؤوس الثلاثة هو الأقوى والله أعلم بالصواب.
أمّا أسماء الرؤوس التي يقال أنّها دفنت في هذا المكان فهي :
١ ـ العبّاس بن علي عليهما السلام ٢ ـ علي الأكبر ٣ ـ حبيب بن مظاهر ٤ ـ القاسم بن الحسن عليهما السلام ٥ ـ عبدالله بن علي ٦ ـ عمر بن علي عليهما السلام ٧ ـ الحرّ الرياحي ٨ ـ محمّد بن علي عليهما السلام ٩ ـ عبدالله بن عون ١٠ ـ علي بن أبي بكر ١١ ـ عثمان بن علي عليهما السلام ١٢ ـ جعفر ابن علي عليهما السلام ١٣ ـ جعفر بن عقيل عليه السلام ١٤ ـ محمّد بن مسلم ١٥ ـ عبدالله بن عقيل
الحسين بن عبدالله.
عبدالله الباهر : يقع قبر عبدالله بن الإمام زين العابدين عليه السلام المعروف بعبدالله الباهر جنب الحائط الشرقي لباب الصغير ، وله مقبرة مستقلّة ومرقد لا بأس به عليه قبّة خضراء وساحة كبيرة ، وقد شيّدت سنة ١٣٣٠ ه أطراف قبر هذا السيّد الجليل مقبرة مستقلّة. أمّا أُمّ عبدالله الباهر فهي نفس أُمّ الإمام الباقر عليه السلام ، وسمّي بالباهر لشدّة جماله ونورانيته الجذّابة بين اخوانه ، فهو لا يجلس في مجلس إلّا ويحتفّه الناس من كلّ مكان لينظروا إلى نورانيّته وجماله.
وكان عبدالله من العبّاد الزاهدين والفقهاء المحدّثين ، وقد روى عن أجداده الأطهار عليهم السلام الكثير من الأخبار.
أمّا وفاته فقد كانت في المدينة وقال البعض : إنّه توفّي في التل الزينبية في بغداد.
عبدالله بن الإمام الصادق عليه السلام : وقبره اليوم بالقرب من قبر السيّدة فاطمة الصغرى علي اليسار ، وله قبّة صغيرة خضراء وضريح خشبي (11).
المصادر :
1- راهنماي حج وزيارتگاههاى جهان اسلام ص ١٢٠.
2- راجع كتاب نسب قريش لزبير بن بكّار ص ٢٥ ودائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج ١.
3- الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٤ ص ٣٥ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ج ١٢ ص ٤٤٢.
4- اسعاف الراغبين لمحمّد بن الصبّان المصري المطبوع بهامش نور الأبصار ص ٢١٠.
5- بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٣٣١ ، الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٣٠٢ ، مقتل الحسين بن علي عليهما السلام للسيّد عبد الكريم سيّد علي خان ص ٦٩ ـ ٧١.
6- مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ج ٢ ص ٩٢ ، إحقاق الحقّ ج ١١ ص ٤٩٢ ، بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١٧١ ، فرائد السمطين ج ٢ ص ١٦٣ ، تسلية المجالس ج ٢ ص ٤٦٩ ، العوالم ج ١٧ ص ٤٩٠.
7- تاريخ وأماكن سياحتي وزيارتي سورية «فارسي» تأليف أصغر قائدان ص ١٤٩ الطبعة الأُولى سنة ١٢٧٣ ه. ش.
8- راهنماى حج وزيارتگاه جهان اسلام تأليف الشيخ محمّد إبراهيم وحيد الدامغاني ص ١٣١ نقلاً عن الإرشاد للشيخ المفيد قدس سره.
9- راهنماى حج وزيارتگاه جهان اسلام ص ١٢٥.
10- أعيان الشيعة للسيّد الأمين ج ١ ص ٦٢٧.
11- تاريخ وأماكن سياحتى وزيارتى سوريه ص ١٣٩ ـ ١٤٩.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.