اتق عليا واقتل من شئت

عن محمد بن عبيد الله ، عن الجرجاني قال : كان فارس معاوية الذى يعده لكل مبارز ولكل عظيم حريث مولاه ، وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به ، فإذا قاتل قال الناس : ذاك معاوية. وإن معاوية دعاه فقال : يا حريث ، اتق عليا
Wednesday, November 29, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
اتق عليا واقتل من شئت
 اتق عليا واقتل من شئت


 

عن محمد بن عبيد الله ، عن الجرجاني قال : كان فارس معاوية الذى يعده لكل مبارز ولكل عظيم حريث مولاه ، وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به ، فإذا قاتل قال الناس : ذاك معاوية. وإن معاوية دعاه فقال : يا حريث ، اتق عليا ، وضع رمحك حيث شئت! فأتاه عمرو بن العاص فقال : يا حريث ، إنك والله لو كنت قرشيا لأحب معاوية أن تقتل عليا ولكن كره أن يكون لك حظها ، فإن رأيت فرصة فاقحم. وخرج على عليه‌السلام في هذا اليوم أمام الخيل ، وحمل عليه حريث.
قال نصر : فحدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم قال : نادى حريث مولى معاوية هذا اليوم ، وكان شديدا ذا بأس ، فقال : يا على ، هل لك في المبارزة ، فأقدم أبا حسن إذا شئت. قأقبل على وهو يقول :
أنا على وابن عبد المطلب
نحن لعمر الله أولى بالكتب
منا النبي المصطفى غير كذب
أهل اللواء والمقام والحجب
نحن نصرناه على جل العرب
يأيها العبد الغرير المنتدب
أثبت لنا يأيها الكلب الكلب
ثم خالطه فما أمهله أن ضربه ضربة واحدة فقطعه نصفين
قال نصر : قال محمد بن عبيد الله ، عن الجرجاني: إن معاوية جزع عليه جزعا شديدا ، وعاتب عمرا. قال معاوية :
حريث ألم تعلم وجهلك ضائر / بأن عليا للفوارس قاهر
وأن عليا لم يبارزه فارس / من الناس إلا أقصدته الأظافر
أمرتك أمرا حازما فعصيتني / فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر
ودلاك عمرو والحوادث جمة / غرورا وما جرت عليك المقادر
وظن حريث أن عمرا نصيحه / وقد يهلك الإنسان من لا يحاذر
أيركب عمر رأسه خوف سيفه / ويصلى حريثا إنه لفرافر
نصر : عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم قال : فلما قتل على حريثا برز عمرو بن حصين السكسكي فنادى : يا أبا حسن هلم إلى المبارزة. فأنشأ على يقول :
ما علتى وأنا جلد حازم
وعن يمينى مذحج القماقم
وعن يسارى وائل الخضارم
والقلب حولي مضر الجماجم
وأقبلت همدان في الخضارم
مشى الجمال البزل الخلاجم
أقسمت بالله العلى العالم
لا أنثنى إلا برغم الراغم
وحمل عليه عمرو بن الحصين ليضربه ، فبادره إليه سعيد بن قيس ففلق صلبه.
نصر ، عن عمرو بن شمر قال : حدثنى السدى عن أبى أراكة أن عليا قال يومئذ :
دعوت فلباني من القوم عصبة / فوارس من همدان غير ، لئام
فوارس من همدان لبسوا بعزل / غداة الوغى من شاكر وشبام
بكل ردينى وعضب تخاله / إذا اختلف الأقوام شعل ضرام
لهمدان أخلاق ودين يزينهم / وبأس إذا لا قوا وحد خصام
قال : قال نصر : وفي حديث عمر بن سعد :
وجد وصدق في الحروب ونجدة / وقول إذا قالوا بغير أثام
متى تأتهم في دارهم تستضيفهم / تبت ناعما في خدمة وطعام
جزى الله همدان الجنان فإنها / سمام العدى في كل يوم زحام
فلو كنت بوابا على باب جنة / لقلت لهمدان ادخلي بسلام
نصر قال : عمرو بن شمر في حديثه : ثم قام على بين الصفين ثم نادى : يا معاوية! ـ يكررها ـ فقال معاوية : اسألوه ، ما شأنه؟ قال : أحب أن يظهر لى فأكلمه كلمة واحدة. فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص ، فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو ، وقال لمعاوية : ويحك ، علام يقتتل الناس بينى وبينك ، ويضرب بعضهم بعضا؟! ابرز إلى فأينا قتل صاحبه فالأمر له. فالتفت معاوية إلى عمرو فقال : ما ترى يا أبا عبد الله فيما ها هنا ، أبارزه؟ فقال عمرو : لقد أنصفك الرجل ، واعلم أنه إن نكلت عنه لم تزل سبة عليك وعلى عقبك ما بقى عربي فقال معاوية : يا عمرو بن العاص ، ليس مثلى يخدع عن نفسه. والله ما بارز ابن أبى طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه. ثم انصرف راجعا حتى انتهى إلى آخر الصفوف وعمرو معه. فلما رأى على عليه‌السلام ذلك ضحك وعاد إلى موقفه وفي حديث عمر قال : قال معاوية : ويحك يا عمرو ، ما أحمقك ، أتراني أبرز إليه ودوني عك والأشعرون وجذام؟! قال : وحقدها معاوية على عمرو باطنا وقال له ظاهرا : ما أظنك قلت ما قلته يا عمرو إلا مازحا. فلما جلس معاوية مجلسه مع أصحابه أقبل عمرو يمشى حتى جلس فقال معاوية :
يا عمرو إنك قد قشرت لى العصا / برضاك في وسط العجاج برازى
يا عمرو إنك قد أشرت بظنة / إن المبارز كالجدي النازى
ما للملوك وللبراز وإنما / حتف المبارز خطفة للبازى
ولقد أعدت فقلت مزحة مازح / والمزح يحمله مقال الهازى
فإذا الذى منتك نفسك خاليا / قتلى ، جزاك بما نويت الجازى
فلقد كشفت قناعها مذمومة / ولقد لبست بها ثياب الخازى
فقال له عمرو : إيها أيها الرجل ، أتجبن عن خصمك وتتهم نصيحك؟! وقال مجيبا له :
معاوى إن نكلت عن البراز / لك الويلات فانظر في المخازى
معاوى ما اجترمت إليك ذنبا / وما أنا في التى حدثت بخازى
وما ذنبي بأن نادى على / وكبش القوم يدعى للبراز
فلو بارزته بارزت ليثا / حديد الناب يخطف كل بازى
ويزعم أننى أضمرت غشا / جزاني بالذى أضمرت جازى
أضبع في العجاجة يا ابن هند / وعند الباه كالتيس الحجازى
نصر ، عن عمر قال : حدثنى فضيل بن خديج قال : خرج رجل من أهل الشام يدعو إلى المبارزة ، فخرج إليه عبد الرحمن بن محرز الكندى ثم الطمحى (1) ، فتجاولا ساعة ، ثم إن عبد الرحمن حمل على الشامي فطعنه في نقرة نحره فصرعه ، ثم نزل إليه فسلبه درعه وسلاحه ، فإذا هو عبد أسود ، فقال : يا لله ، لقد أخطرت نفسي لعبد أسود. قال : وخرج رجل من عك ليسأل المبارزة ، فخرج إليه قيس بن فهدان الكنانى ثم البدني فما لبث العكى أن طعنه فقتله ، فقال قيس :
لقد علمت عك بصفين أننا / إذا ما نلاقى الخيل نطعنها شزرا
ونحمل رايات القتال بحقها / فنوردها بيضا ونصدرها حمرا
وحمل عبد الله بن الطفيل البكائى على صفوف أهل الشام ، فلما انصرف حمل عليه رجل من بنى تميم يقال له قيس بن نهد (2) الحنظلي اليربوعي ـ وهو ممن لحق بمعاوية من أهل العراق ـ فوضع الرمح بين كتفي عبد الله فاعترضه يزيد بن معاوية البكائى ، ابن عم عبد الله بن الطفيل ، فوضع الرمح بين كتفي التميمي وقال : والله لئن طعنته لأطعننك. قال : عليك عهد الله لئن رفعت السنان عن ظهر صاحبك لترفعنه عنى. قال : نعم لك العهد والميثاق بذلك. فرفع السنان عبد الله بن طفيل ، ورفع يزيد الرمح عن التميمي ، فوقف التميمي فقال ليزيد : من أنت؟ قال : أحد بنى عامر. قال : جعلني الله فداكم ، أينما لقيناكم وجدناكم كراما ، والله إنى لآخر أحد عشر رجلا من بنى تميم قتلتموهم اليوم. فلما تراجع الناس عن صفين عتب يزيد على عبد الله بن الطفيل في بعض ما يعتب الرجل على ابن عمه فقال :
ألم ترنى حاميت غنك مناصحا / بصفين إذ خلاك كل حميم
ونهنهت عنك الحنظلي وقد أتى / على سابح ذى ميعة وهزبم
ثم خرج ابن مقيدة الحمار الأسدى ، وكان ذا بأس وشجاعة وهو مع أهل الشام ، وكان في الناس ردف بشر بن عصمة وهو الثاني في الناس ، فنادى : ألا من مبارز؟ فأحجم الناس عنه ، فقام المقطع العامري وكان شيخا كبيرا ، فقال له علي : اقعد إنك شيخ كبير وليس معه من رهطه أحد غيره ، ما كنت لأقدمك. فجلس. ثم إنه نادى ابن مقيدة الحمار : ألا من مبارز؟ الثانية. فقام المقطع ، فأجلسه على أيضا. ثم نادى الثالثة : ألا من مبارز؟ فقام المقطع فقال : يا أمير المؤمنين ، والله لا تردني ، إما أن يقتلنى فأتعجل الجنة ، وأستريح من الحياة الدنيا في الكبر والهرم ، أو أقتله فأريحك منه. فقال له على : ما اسمك؟ قال : أنا المقطع ، قد كنت أدعى هشيما فأصابتني جراحة فسميت مقطعا منها. فقال له : اخرج إليه ، وأقدم عليه ، اللهم انصره! فحمل عليه المقطع ، فأجهش ابن مقيده الحمار ، وكان ذكيا مجربا ، فلم يجد شيئا خيرا من الهرب ، فهرب حتى مر بمضرب معاوية والمقطع على أثره فجاز معاوية فناداه معاوية : لقد شمص بك العراقى. قال : لقد فعل! ثم رجع المقطع حتى وقف في موقفه : فلما كان عام الجماعة و بايع الناس معاوية سأل عن المقطع العامري حتى نزل عليه ، فدخل عليه فإذا هو شيخ كبير ، فلما رآه قال : أوه ، لولا أنك في هذا الحال ما أفلتني. قال : نشدتك الله إلا قتلتنى وأرحتني من بؤس الحياة ، وأدنيتني إلى لقاء الله. قال : إنى لا أقتلك ، وإن لى إليك لحاجة. قال : فما حاجتك؟ قال : جئت لا واخيك. قال : إنا وإياكم قد افترقنا في الله ، أما أنا فأكون على حالى حتى يجمع الله بيننا في الآخرة.
قال : فزوجني ابنتك. قال : قد منعتك ما هو أهون على من ذلك ، قال : فاقبل منى صلة. قال : فلا حاجة لى في ما قبلك فتركه فلم يقبل منه شيئا قال : فاقتتل الناس قتالا شديدا فعبت لطيئ جموع أهل الشام ، فجاءهم حمزة بن مالك الهمداني (3) فقال : من ، أنتم ، لله أبوكم! فقال عبد الله بن خليفة الطائى : نحن طى السهل وطى الجبل ، وطى الجبل الممنوع بالنحل ، ونحن حماة الجبلين ، ما بين العذيب إلى العين ، طى الرماح وطى البطاح ، وفرسان الصباح. فقال له : بخ بخ ما أحسن ثناءك على قومك! فقال :
إن كنت لم تشعر بنجدة معشر / فاقدم علينا ويل غيرك تشعر
ثم اقتتلوا وأنشأ يقول : يا طي ، فدى لكم طارفى وتلادى ، قاتلوا على الدين والأحساب. ثم أنشأ يقول :
يا طيء الجبال والسهل معا / إنا إذا داع دعا مضطجعا
ندب بالسيف دبيبا أروعا / فننزل المستلئم المقنعا
ونقتل المنازل السميدعا
وقال بشر بن العشوش الطائى ثم الملقطى:
يا طيء السهول والجبال / ألا انهضوا بالبيض والعوالى
أنا الذى كنت إذا الداعي دعا / مصمما بالسيف ندبا أروعا
فأنزل المستلئم المقنعا / وأقتل المبالط السميدعا
وبالكماة منكم الأبطال
فقارعوا أئمة الضلال
السالكين سبل الجهال
قال : ففقئت عينه فقال :
ألا ياليت عيني هذه مثل هذه / ولم أمش بين الناس إلا بقائد
ويا ليت رجلي ثم طنت بنصفها / ويا ليت كفي ثم طاحت بساعدي
ويا ليتني لم أبق بعد مطرف / وسعد وبعد المستنير بن خالد
فوارس لم تغذ الحواضن مثلهم / إذا هي أبدت عن خدام الخرائد
آخر الجزء الرابع من أجزاء ابن الطيوري ، يتلوه في الخامس : « نصر ابن مزاحم ، عن عمر ، عن فضيل بن خديج أن قيس بن فهدان كان يحرض أصحابه ويقول : إذا شددتم فشدوا جميعا ». وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا.
وجدت في الجزء السادس من أجزاء عبد الوهاب بخطه : « سمع جميعه على الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، الأجل السيد الأوحد الإمام قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني ، وابناه القاضيان أبو عبد الله محمد تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي عن خدام العقيلة العذراء وأبو الحسين أحمد ، وأبو عبد الله محمد بن القاضي أبي الفتح بن البيضاوي ، والشريف أبو الفضل محمد بن علي بن أبي يعلى الحسيني ، وأبو منصور محمد بن محمد بن قرمي ، بقراء عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي في شعبان من سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
المصادر :
1- في الأصل : « بن نجم » صوابه في ح والطبري ( ٦ : ١٦ ). وفي الاشتقاق ٢١٨ ، ٣١٧
2- ح : « بن فهد » بالفاء ، وفي الطبري ( ٦ : ١٦ ) : « بن قرة ».
3- هذه من الطبري ( ٦ : ١٧ ).
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.