اصحاب معاوية

ولا يذهب عنك ان معاوية لم يول يزيد وحده على المسلمين محاباة بل اكثر عماله من هذا القبيل فقد ترك ولاية الكوفة واعمالها للمغيرة بن شعبة لكونه غارس شجرة هذه البيعة الممقوتة ومتولي كبرها وهو المشير أيضا بأستلحاق
Saturday, December 2, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
اصحاب معاوية
  اصحاب معاوية



 

ولا يذهب عنك ان معاوية لم يول يزيد وحده على المسلمين محاباة بل اكثر عماله من هذا القبيل فقد ترك ولاية الكوفة واعمالها للمغيرة بن شعبة لكونه غارس شجرة هذه البيعة الممقوتة ومتولي كبرها وهو المشير أيضا بأستلحاق زياد والساعي بينه وبين معاوية بالصلح والتعاون على الاثم العدوان وقد رد النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام الغنيمة التي جاء بها المغيرة ولم يخمسها وقال هذا غدر والغدر لاخير فيه وهو الباذل جهده أرضاء لمعاوية في سب الامام علي عليه السلام ولعنه وهو الموصي عماله ومستخلفيه بذلك إلى غير ذلك من قبائحه المذكورة في كتب السير والتأريخ وقد شهد عليه أبو بكرة رضي الله عنه واثنان معه بالزنا عند عمر رضي الله عند وتردد الرابع وهو صاحبه زياد فقال رأيت استأتنبو ونفسا يعلو ورجلاها على عاتقه كاذني حمار ولا أدري ما وراء ذلك ولو لا تردد زياد لرجمه عمر وفي ذلك يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
لو ان اللؤم ينسب كان عبدا / قبيح الوجه اعور من ثقيف
تركت الدين والايمان جهلا / غداة لقيت صاحبة النصيف
وراجعت الصبا وذكرت لهوا / من الاحشاء والخصر اللطيف
وولى أيضا عمرو بن العاص مصر وما والاها طعمة ورشوة على ما صنع في أمر التحكيم وقبله من الخيانة لله ولرسوله وللمسلمين والايمان الفاجرة التي أقسمها ومعاداته الامام عليا عليه السلام في باقي ايامه. نقل ابن عبد ربه عن سفيان بن عيينة قال : اخبرني أبو موسى الاشعري قال : اخبرني الحسن قال : علم معاوية والله ان لم يبايعه عمرو لم يتم له امر فقال له يا عمرو اتبعني قال : لماذا الآخرة فوالله ما معك آخرة ام للدنيا فوالله لا كان حتى اكون شريكك فيها قال فانت شريكي فيها قال : فاكتب لي مصر وكورها فكتب له مصر وكورها وكتب في آخر الكتاب وعلى عمرو السمع والطاعة قال عمرو واكتب ان السمع والطاعة لا يغير ان من شرطه شيئا قال : معاوية لا ينظر إلى هذا قال : عمرو حتى تكتب قال : فكتب والله ما يجد بدا من كتابتها ودخل عتبة بن أبي سفيان على معاوية وهو يكلم عمرا ويقول له انما أبايعك بها ديني فقال عتبة اثمن الرجل بدينه فأنه صاحب من اصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكتب عمرو إلى معاوية.
معاوي لااعطيك ديني ولم انل / به منك دنيا فأنظرن كيف تصنع
وما الدين والدنيا سواء وانني / لآخذ ما تعطث ورأسي مقنع
فان تعطني مصرا فأربح صفقة / اخذت به شيخا يضر وينفع
(انتهى من العقد الفريد).
قال الله تعالى : من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وقد وبخ الامام علي عليه السلام عمرا على متابعته لمعاوية في باطله كما ذكر ذلك في نهج البلاغة قال : ومن كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص : فانك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرئ ظاهر غيه مهتوك ستره يشين الكريم بمجلسه ويسفه الحليم بخلطته فأتبعت اثره وطلبت فضله اتباع الكلب للضرغام يلوذ إلى مخالبه وينتظر ما يلقى إليه من فضل فريسته فأذهبت دنياك وآخرتك ولو بالحق اخذت ادركت ما طلبت فان يمكن الله منك ومن ابن ابي سفيان اجز كما بما قدمتما وان تعجزا وتبقيا فما امامكما شر لكما (انتهى).
(ومن) نهج البلاغة أيضا في موضع آخر في ذكر عمرو أيضا عجب لابن النابغة يزعم لاهل الشام ان في دعابة واني امرؤ تلعابة اعافس وامارس لقد قال : باطلا ونطق اثما اما وشد القول الكذب انه ليقول فيكذب ويعد فيخلف ويسأل فيلحف ويسئل فيبخل ويخون العهد ويقطع الال فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مأخذها فإذا كان ذلك كان اكبر مكيدته ان يمنح القوم سبته اما والله انه ليمنعني من اللعب ذكر الموت وانه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة انه لم يبايع معاوية حتى شرط له ان يؤتيه آتية ويرضخ له على ترك الدين رضيخة (انتهى) وقد اشار الامام علي عليه السلام بقوله يمنح القوم سبته إلى مكيدة عمرو بكشف عورته فرارا من القتل فقد ذكر المدائني وابن الكلبي وغيرهما من أهل السير ان عليا كرم الله وجهه حمل على عمرو في بعض ايام صفين فلما تصور انه قاتله القي بنفسه عن فرسه وكشف سوءته مواجها له عليه السلام فلما رأى ذلك منه غض بصره عنه وانصرف عمرو مكشوف العورة ونجا بذلك فصار مثلا لمن يدفع عن نفسه مكروها بارتكاب المذلة والعار وفيه يقول أبو فراس الفرزدق.
ولا خير في رد الردى بمذلة / كما ردها يوما بسوءته عمرو
وروى مثل ذلك قصة بسر بن ارطاة معه كرم الله وجهه فأنه حمل على بسر فسقط بسر على قفاه ورفع رجليه فانكشف عورته فصرف علي عليه السلام وجهه عنه فلما قام سقطت البيضة عن رأسه فصاح اصحابه يا امير المؤمنين انه بسر بن ارطاة فقال ذروه لعنه الله فلقد كان معاوية اولى بذلك منه فضحك معاوية وقال : لا عليك يابسر ارفع طرفك ولا تستحي فلك بعمرو اسوة وقد أراك الله منه ما أراه منك فصاح فتى من أهل الشام اما تستحيون لقد علمكم عمرو كشف الاستأه ثم انشد :
افي كل يوم فارس ذو كريهة / له عورة وسط العجاجة باديه
يكف لها عنه علي سنانه / ويضحك منها في الخلاء معاوية
بدأت أمس من عمرو فقنع رأسه / وعورة بسر مثلها حذو حاذيه
فقولا لعمرو وابن ارطاة ابصرا / سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية
ولا تحمدا الا الحيا وخصا كما / هما كانتا والله للنفس واقيه
ولو لا هما لم تنجوا من سنانه / وتلك بما فيها عن العود ناهيه
وكان بسر ممن يضحك من عمرو فصار هو ضحكة أيضا : (وولى) معاوية أيضا عمرو بن سعيد بن العاص المتكبر المشهور على مكة المشرفة وهو الجبار الذي رعف على منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكره ابن قتيبة وغيره فعن ابي هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه واله وسلم) يقول ليرعفن على منبري هذا جبار من جبابرة بني امية فيسيل رعافه فحدثني من رأي عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر النبي صلى الله عليه وآله حتى سال رعافه على درج المنبر.
(وذكر) أبو عبيدة في كتاب المثالب وابو جعفر في تاريخه ان عبيدالله بن زياد كتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو وال على المدينة الشريفة يبشره بقتل الحسين عليه السلام فقرأ كتابه على المنبر وانشد رجزا ثم اوما إلى القبر الشريف وقال : يا محمد يوم بيوم بدر فأنكر عليه قوم من الانصار (انتهى).
وعمرو هذا هو الذي يقال له الاشدق وهو المدعو بلطيم الشيطان قتله عبدالملك غدرا بدمشق (وما ظالم الا سيبلى بظالم).
(وولي) معاوية كذلك مروان ابن الحكم وهو ابن طريد النبي ولعينه وهو الفضض من لعنة الله تعالى كما اخبرته به عائشة رضى الله عنها وهو المزور على عثمان رضى الله عنه الكتاب الذي كان سببا لقتله وهو القاتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يوم الجمل غيلة وهو القائل للحسين بن علي عليهما السلام انكم اهل بيت ملعونون وهو المشير أخيرا بقتل الحسين بن علي عليهما السلام صبرا حين دعاه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى منزله وهو إذ ذاك امير المدينة واخبره بموت معاوية وطلب منه ان يبايع ليزيد فأستمهله فقال مروان للوليد لا تدعه يخرج من هنا حتى يبايع ليزيد أو تقتله
فأبي ذلك عليه اوليد واستعظمه ذكره البيهقي في المحاسن والمساوي. واخرجه الحاكم وصححه عن عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه انه قال : كان لا يولد لاحد مولود الا اتى به النبي صلى الله عليه وآله فيدعو له فادخل عليه مروان بن الحكم فقال هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون بن الملعون.
(وولى) كذلك سمرة بن جندب محاباة وكان قد اعطاه من بيت المال اربعمائة الف على ان يخطب سمرة في أهل الشام بأن قوله تعالى : «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام وإذا تولى سعي في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد» انها نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فخطب بها فيهم وهو آخر الثلاثة موتا وقد قال : لهم النبي صلى الله عليه وآله أخركم موتا في النار وهو أحد العشرة الذين قال : لهم النبي صلى الله عليه وآله ضرس احدكم في النار مثل أحد وهو الذي عرض عليه النبي صلى الله عليه وآله كما في الصحيح بدل نخلاته التي في حائط الانصاري قيمتها فأبى ثم نخلات بدلها فأبى ثم من الثواب ما هو كذا وكذا فأبي فقال له انما انت مضار وأمر بقطع نخلاته بلا ثمن وهو الذي كان يبيع الخمر وقد حرم الله ذلك. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان سمرة بن جندب باع خمرا قاتل الله سمرة الم يعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها أي إذ ابوها فباعوها ذكره الزمخشري في الفائق وهو الذي أسرف في القتل على علم من معاوية.
ذكر أبو جعفر الطبري رحمه الله قال : حدثني عمر قال : حدثني اسحق ابن أدريس قال حدثني محمد بن سليم قال : سألت انس بن سيرين هل كان سمرة قتل أحدا قال : هل يحصى من قتل سمرة بن جندب استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له هل تخاف ان تكون قتلت أحدا بريئا قال : لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت أو كما قاله وحدثني عمر قال : حدثني موسى بن اسمعيل قال : حدثنا نوح بن قيس عن اشعث الحلاني عن أبي سواد العدوي قال : قتل سمرة من قومي في غداة سبعة واربعين رجل كلهم قد جمع القرآن
وحدثني عمر قال : حدثني علي بن محمد عن جعفر الصدفي عن عون قال : اقبل سمرة من المدينة فلما كان عند دور بني أسد خرج رجل من بعض ازقتهم ففجأ اوائل الخيل فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة قال : ثم مضت الخيل فاتى عليه سمرة ابن جندب وهو متشحط في دمه فقال ما هذا قيل اصابته اوائل خيل الامير قال : إذا سمعتم بنا قد ركبنا فأتقوا اسنتنا وقال في موضع آخر قال : عمر وبلغني عن جعفر بن سليمان الضبعي قال : اقر معاوية سمرة بعد زياد ستة اشهر ثم عزله فقال سمرة لعن الله معاوية والله لو اطعت الله كما اطعت معاوية ما عد بني أبدا
وحدثني عمر قال : حدثني موسى بن اسمعيل قال حدثني سلمان بن مسلم العجلي قال : سمعت ابي يقول مررت بالمسجد فجاء رجل إلى سمرة فأدى زكاة ماله ثم دخل فجعل يصلي في المسجد فجاء رجل فضرب عنقه فإذا رأسه في المسجد وبدنه ناحية فمر أبو بكرة فقال : يقول الله سبحانه قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قال : أبي فشهدت ذلك فما مات سمرة حتى اخذه الزمهرير فمات شر ميته قال : وشهدته واتى بناس كثير وأناس بين يديه فيقول للرجل ما دينك فيقول اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله واني برئ من الحرورية فيقدم فيضرب عنقه حتى مر بضعة وعشرون.
(وولى) كذلك بسر بن ارطاة وهو الحالف على منبر النبي صلى الله عليه وآله لولا انه منع لما ترك بالمدينة محتلما الا قتله وهو قاتل الصبيين عبدالرحمن وقتم ابني عبيد الله بن العباس في حجر امهما فجنت ووسوست وهو السابي النساء المسلمات من اليمن وبائعهن في السوق والفاعل الافعال القبيحة قال : ابو جعفر الطبري في تاريخه قال : عطاء بن أبي مروان اخبرني حنظلة بن علي الاسلم‍ قال وجد بسر قوما من بني كعب وغلمانهم على بئرهم فالقاهم في البئر وقال : اقام بسر بن ارطاة بالمدينة شهرا يستعرض الناس ليس أحد ممن يقال هذا اعان على عثمان الا قتله.
(وولى كذلك) شرحبيل بن السمط الكندي على حمص واعمالها وهو ناشر دعوة الطلب بدم عثمان تحت امرة معاوية (قال) ابن عبد البر لما قدم جرير على معاوية رسولا من عند علي رضي الله عنه حبسه شهرا يتحير ويتردد في أمره فقيل لمعاوية ان جرير قد ردد بصائر أهل الشام في ان عليا قتل عثمان ولابد لك من رجل يناقضه في ذلك ممن له صحبة ومنزلة ولا نعلمه الا شرحبيل بن السمط فأستقدمه معاوية فقدم عليه فهيأ له رجالا يشهدون عنده ان عليا قتل عثمان ومنهم بسر بن ارطاة ويزيد بن أسيد وابو الاعور السلمي وحابس بن سعد الطائي ومخارق بن الحرث الزبيدي وحمزة بن مالك الهمداني قد واطأهم معاوية على ذلك (أي على شهادة الزور) شهدوا عنده ان عليا قتل عثمان فلقى جريرا فناظره فابى ان يرجع وقال قد صح عندي ان عليا قتل عثمان ثم خرج إلى مدائن الشام يخبر بذلك ويندب إلى الطلب بدم عثمان قال : أبو عمر وهو معدود في طبقة بسر بن ارطاة وابي الاعور السلمي.
(وولى) أيضا زياد بن سمية بعد ان السنغواه واستلحقة وهو الظالم الناكص على عقيبه كما قال تعالى : «واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فأنسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين» عمل زياد لمعاوية وارتكب القبائح والآثام العظيمة بعد ان عمل لعمر ولعلي رضى الله عنها ثم رجع القهقرى واسترسل في اقتحام الجرائم حتى انه كتب إلى الحسن بن علي عليهما السلام وقد شفع إليه في رجل من شيعته من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة اما بعد فقد اتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وانت طالب حاجة وانا سلطان وانت سوقة كتبت الي في فاسق آويته اقامة منك على سوء الرأي ورضي منك بذلك وايم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك فان أحب لحم الي ان آكل منه للحم الذي انت منه فسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك فان عفوت عنه لم آكن شفعتك فيه وان قتلته لم أقتله الا لحبه اباك الفاسق والسلام ولما بلغ موته ابن عمر قال : يا ابن سمية لا الآخرة ادركت ولا الدنيا بقبيت عليك.
(وولى) كذلك عبيدالله بن زياد بن سمية وظلمه وبغيه وفجوره مشهور وسيرته معلومة ولم يزل يرتع في المظالم حتى كلل اعماله القبيحة بقتل الحسين بن علي عليهما السلام. وقد ذكر ابن جرير في تاريخه والزمخشري في الفائق وغيرهما انه دخل عليه زيد بن ارقم وبين يديه رأس الحسين عليه السلام وهو ينكثه بقضيب معه فغشي عليه فلما افاق قال له مالك يا شيخ قال رأيتك تنكث شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبلهما فقال ابن زياد لعنه الله أخرجوه فلما قام ليخرج قال : ان محمديكم هذا الدحداح وفيه يقول عدو الله يزيد بن معاوية لعنة الله عليهما :
اسقني شربة تروي مشاشي / ثم قم واسق مثلها ابن زياد
صاحب الود والامانة والتسديد / مني ومغنمي وجهادي
(وإذا) تتبعت سيرة معاوية وتأريخه وجدت كثيرا من عماله من هذا القبيل وكما قيل ان عمر رضي الله عنه وحسناته جميعها حسنة واحدة من حسنات أبي بكر رضي الله عنه فكذلك ان يزيد وقبائحه وسيئاته كلها سيئة واحدة من سيئات معاوية وكل ما فعله عماله بسلطانه وتوليته من الظلم والجور فهو في عنقه كما جاءت به الاحاديث (فهؤلاء) هم الوزراء والاتباع ومعاوية هو الامام الذي دهورهم في ذلك الشقاء وسيعلم متبعوه ذل مقامهم يوم يدعى كل انسان بأمامهم ومن هذا حاله وهذه افعاله كيف لا يستحق اللعن وتستحقه الواثمة والمستوشمة وكيف لا يجوز لعن من نهب قناطير الذهب والفضة من أموال المسلمين ويجوز لعن السارق درهما واحدا لا والله بل الحق احق ان يتبع.
(ومن موبقاته الشنيعة) استلحاقه زياد بن عبيد وجعله زياد بن أبي سفيان وهو اول استلحاق جاهلي عمل بن في الاسلام علنا واستنكره الصحابة وأهل الدين (اخرج) البخاري في صحيحه عن سعد بن ابي وقاص رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من ادعى إلى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام فذكرته لابي بكرة فقال وانا سمعته اذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وآله (واخرج) فيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن ابيه فهو كفر (وفيه) من اثناء حديث طويل لعمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : ثم انا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله ان لا ترغبوا عن ابائكم فانه كفر بربكم ان ترغبوا عن آبائكم (وفيه) أيضا حديث واثلة ان من اعظم الفراء ان يدعى الرجل إلى غير ابيه.
(وفي الصحيح) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من انتسب إلى غير ابيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلى يوم القيامة (واخرج) أبو داود وصححه عن أنس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ادعى إلى غير ابيه أو انتهى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة فأنظر إلى هذا الوعيد الشديد الذي لم يبال به معاوية ولم يكترث بما يترتب على ذلك الاستلحاق من اختلاط الانساب وهتك الحرم سعيا وراء اغراض دنيوية سياسية وقد ذكر المحدثون والمؤرخون اسباب هذا الاستلحاق.
المصادر:
راسخون2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.