العداء الاموي

ذكر زين الدين العراقي رحمه الله انه كان في بعض ايام بني امية إذا سمعوا بطفل سمي بعلي قتلوه فكان الناس يبدلون اسماء اولادهم (وكان) الحسن البصري يروي احاديثه التي عن علي عليه السلام مرسلة خوفا من بني امية وهكذا
Saturday, December 23, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
العداء الاموي
 العداء الاموي



 

ذكر زين الدين العراقي رحمه الله انه كان في بعض ايام بني امية إذا سمعوا بطفل سمي بعلي قتلوه فكان الناس يبدلون اسماء اولادهم (وكان) الحسن البصري يروي احاديثه التي عن علي عليه السلام مرسلة خوفا من بني امية وهكذا كان الامر في ايام بني العباس وقد اشار إلى هذا العلامة احمد الحفظي في ارجوزته حيث قال :
والحسن البصري يروى عن علي / علومه وللسماع يجتلي
لكنه لو قال هذا قتلا / فكان يروي للحديث مرسلا
قال الامام احمد بن حنبل / لسائل عن فضل مولانا علي
ماذا اقول بعد كتمان العدا / للنصف من فضل الولى حسدا
ونصفه خوفا من القتل وذا / حقيقة يعرفها من احتذا
واظهر الله من الكتمين / ما ملا البرين والبحرين
وهكذا ملك بني العباس / قد ضربوا الاخماس في الاسداس
وما قضى المنصور ذو الدوانق / في حجج الله على الخلائق
محمد ونفسه الزكية / والمحض عبدالله والذرية
وحبسه الديباج حتى صارا / كالجيفة الملقاة لا توارى
وفعل هرون بيحيى صدعا / صم الجبال والقلوب اوجعا
وحمل موسى الكاظم السجاد / من طيبة الفيحا إلى بغداد
مسلسلا عن اهله مطردا / ومات في سجن الغوى مقيدا
والآن زال العذر والحق ظهر / فأستلم الركن وقبل الحجر
وطلع النجم على الجهات / وامن الخلق من العاهات
وجاء نصرالله والفتح فما / بعد الهدى الا الضلال والعمى
نعم بقي حتى الآن لمعاوية انصار واذناب من العلماء الجامدين على ما في كتب المتأخرين ومن الغوغاء الذين لا يدرون الصواب من الخطاء ولا يفرقون بين الحق والباطل لا شوكة لهم ولا صولة ولكنهم يسلقون بالسنتهم كل من كشف غبار شبهة عن قبائح معاوية وينبزونه بالابتداع والرفض ويعربدون عليه عربدة السكارى جهلا منهم وحماقة وهذا هو غاية ما في استطاعتهم من اذية من صدع بالحق في هذا الباب ولا ارى في هذا عذرا كافيا للذين يريدون الله والدار الآخرة في كتم قبائح ذلك الطاغية والتملق بتعظيمه وتسويده وتوقيره والترضي عنه اجلالا له فان كل ذلك مغضب الله تعالى ومسخط له ومعين على هدم الاسلام كما مر بك قريبا في احاديث من لا ينطق عن الهوى وهي والله الجديرة بالاذعان لما فيها ورفض ما خالفها وماذا يضر الصادع بالحق والناطق بالصدق من سباب هؤلاء العصبة المتعصبين والطغام المتعنتين وماذا يلحقه من صخبهم واستطالتهم على عرضه إذا كان عند الله تعالى وعند رسوله عليه الصلاة والسلام وعند الصالحين من عباده محمودا مشكورا مبرورا.
إذا رضيت عني كرام عشيرتي / فلا زال غضبانا علي لئامها
واما الادلة على وجوب بغض معاوية في الله فكثيرة ايضا قال الله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وابناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون.
المحادة المغاضبة والمخالفة كما في القاموس وغيره (وقال) الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره المعنى انه لا يجتمع الايمان مع وداد اعداء الله تعالى وذلك لان من أحب احدا امتنع ان يحب مع ذلك عدوه وهذا على وجهين احدهما انهما لا يجتمعان في القلب فإذا حصل في القلب وداد اعداء الله لم يحصل فيه الايمان فيكون صاحبه منافقا والثاني انهما يجتمعان ولكنها معصية وكبيرة وعلى هذا الوجه لا يكون صاحب هذا الوداد كافرا بسبب هذا الوداد بل كان عاصيا في الله انتهى ثم قال : فيه ايضا وبالجملة فالآية زاجرة عن التودد إلى الكفار والفساق ورد عن النبي صلى الله عليه وآله انه كان يقول اللهم لا تجعل لفاجر ولا فاسق عندي نعمة فاني وجدت فيما اوحيت لاتجد قوما يؤمنون بالله (الآية انتهى).
قلت كما دلت الآية بمنطوقها على ان موادة من حاد الله ورسوله من الكفار والفساق مخطورة فكذلك تدل بمفهومها على ان بغض من حاد الله ورسوله مأمور به مطلوب.
وقد أخرج أبو داود الطيالسي عن البراء ابن عازب رضى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله اتدرون اي عرى الايمان اوثق قلنا الصلاة قال : الصلاة حسنة وليست بذلك قلنا الصيام فقال مثل ذلك حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك قلنا اخبرنا يارسول الله قال : اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض فيه واخرجه حمد في المسند من حديثه.
واخرج الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس رضي الله عنهما اوثق عرى الايمان الموالاة في الله والحب في الله والبغض في الله (وفي) قوت القلوب لابي طالب المكي وفي الاحياء ايضا يروى ان الله سبحانه وتعالى اوحي إلى عيسى عليه السلام لو انك عبدتني بعبادة اهل السموات والارض وحب في ليس وبغض في ليس ما اغني عنك ذلك شيئا (ومن) القوت ايضا قال روينا عن عمر بن الخطاب وابنه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : لو ان رجلا صام النهار لا يفطر وقام الليل لم ينم وجاهد ولم يحب في الله ويبغض في الله ما نفعه ذلك شيئا.
واخرج احمد في المسند عن أبي ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله احب الاعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله (واخرج) في المسند ايضا عن عمرو بن الجموع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يحق لعبد صريح الايمان حتى يحب في الله ويبغض في الله.
وفي قوت القلوب والاحياء يروى ان الله تعالى اوحي إلى موسى عليه السلام هل عملت لي عملا قط فقال الهي اني صليت لك وصمت وتصدقت وزكيت فقال ان الصلاة لك برهان والصوم جنة والصدقة ظل والزكاة نور فأي عمل عملت لي قال : موسى الهي دلني على عمل هو لك قال يا موسى هل واليت لي وليا قط عاديت لي عدوا قط فعلم موسى ان افضل الاعمال الحب في الله والبغض في الله (وفيه) ايضا قال : الحسن البصري رحمه الله مصارمة الفاسق قربان إلى الله عزوجل.
(وفي) كتاب مكارم الاخلاف للشيخ رضي الدين الطبرسي رحمه الله قال : قال عليه وآله الصلاة والسلام من تولى جائرا في جوره كان قرين هامان في جهنم إلى غير هذا مما جاء في هذا الباب.
وقد سئل الامام احمد بن حنبل رحمه الله أيؤجر الرجل على بغض من خالف حديث رسول الله صلى الله عليه وآله قال : اي والله بهذا يتضح لك ان بغض معاوية امر مشروع يلازم الايمان ويثاب عليه الانسان وان حبه وتوليه امر يسخط الرحمن ويباين الايمان وحقيق بالمؤمن الغيور على حرمات الله ان تهتك وعلى حدوده ان تتعدى وعلى الدين ان يبدل وعلى الشرع ان يستخف به إذا عرف ما ارتكبه معاوية من الموبقات واقترفه من المظالم المتعدي ضررها إلى الامة بأسرها وجرأته على الله عزوجل وتهاونه باوامره واستخفافه بزواجره ان يبغضه ويعاديه حتى يحق له صريح الايمان بمعادة من عادى الرحمن فان النبي صلى الله عليه وآله قال : في حق علي بن ابي طالب عليه السلام اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وقال : عليه وآله الصلاة والسلام عادى الله من عادى عليا وليس على ظهر الكرة الارضية اعدى لعلي من معاوية وقد صرح عليه السلام بذلك في مواطن مذكورة في محالها من كتب السير.
يقول انصار معاوية انما نحبه لصحبته رسول الله صلى الله عليه وآله ولا سلامه ونقول لهم فلم لا تبغضونه لاساءته الصحبة كما سترى ذلك فيما سيأتي ولارتكابه الجرائم التي قدمنا ذكرها ان الحب في الله والبغض في الله متلازمان فمن زعم انه يحب في الله وهو لا يبغض فيه فقد غره بالله الغرور افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب.
ان مثل هؤلاء ومعاوية في ذلك كمثل رجل كان عدوا لدودا لمالك عظيم عادل فأظفر الله ذلك الملك بعدوه وانقاد له صاغرا راغم الانف وكان بعد ذلك ربما مشى في جند الملك وربما تألفه الملك بكلمات وربما حذر منه اتباعه ثم بعد مدة غير طويلة حكمت الاقدار على ذلك الملك العظيم بالذهاب إلى مملكة اخرى اعظم من هذه فرتب الملك امور هذه المملكة وجعل فيها نوابا من خاصته واهل بيته وسن لهم قوانين وحد لهم حدودا في جميع امورهم ووعدهم إذا قدموا عليه بالمكافاة الحسنة والمواهب الجسيمة لمن اتبع ما سنه لهم وبالعقاب الشديد والعذاب الاليم لمن خالفه ثم بعد غيبوبة الملك وذهاب بعض نوابه إليه انتهز ذلك العدو الفرصة وجمع رعاعا واوباشا وغرهم بالاكاذيب وخدعهم بالاماني ثم ثار بهم في وجه اخي الملك وهو إذ ذاك نائبه واظهر زورا ان أخا الملك قد اخطأ في أمر ما ليغر اتباعه بذلك ثم لم يزل يراوغ مرة ويحارب اخرى حتى ذهب اخو الملك إليه بداع دعاه فأستحفل؟
ذلك العدو الباغي ووثب على المملكة ونحى عنها ولد الملك ثم قتله وابطل اكثر قوانين الملك وطرد خواصه والحق الذل بعشيرته ورهطه واهل مودته وسلط عليهم وعلى جميع الرعية رعاعه وسلفته واستصفى اموالهم ولم يأل جهدا في القتل والفساد والجور ثم تألفت بعد عصابة يتسابقون إلى المدح والثناء على ذلك الرجل الباغي جهارا ويتهافتون على تعظيمه وستر عيوبه وفواقره ونهى الناس عن ذكرها ويحثونهم على التكذيب بوقوعها مهما لكنهم ذلك ويختلفون له المعاذير الواهية.
ويرغبون إلى الملك ان يسبغ عليه افضاله ويجازيه بأحسن الجزاء على ما ارتكب من الفظائع في بيت الملك وخاصته ورعيته لانه واحد من جنده واغتفروا له كل عظيمة في جنب هذه المقدمة العقيمة وتصامموا وتعاموا عن ما اصاب الملك من هتك في اولاده وذل في خاصته وافساد في رعيته ومجاهرة بعصيانه واهدار لاحكامه واهانة لشرفه ثم مع هذا يزعمون انهم صاروا بعملهم هذا اخص الناس بالملك واطوعهم له واقربهم منه والاحق بعنايته وحلول نظره عليهم لانهم التزموا الادب مع الملك في زعمهم بحفظهم حرمة جنده الذي ربما مشى في ركاب الملك أو قضى حاجة من طفيف حاجاته فهم
لذلك يرجون من الملك الجوائز ويؤملون منه العطايا فهل ترى من عاقل على ظهر الارض لا يقطع بحماقة اولئك القوم أو بمراغمتهم للملك وكلا الامرين ضلال ووبال ولا حول ولا قوة الا بالله.
والحاصل ان كثيرا من الامة قد اتخذوا معاوية حبيبا مودودا كما اتخذت بنو اسرائيل عجلا معبودا كتب عليه انه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير وسينكشف لهم الغطا ويتبين الصواب من الخطا وستغشاهم الندامة إذا حشروا معه يوم القيامة فان المرء يحشر مع من احب وكفى بالمسلم خسارة ان يأتي ربه في زمرة امامها معاوية الباغي ووزيرها عمرو الطاغي وينفصل عن عصابة قائدها محمد المصطفى ووزيرها علي المرتضى مثل الفريقين كالاعمى والاصم والسميع والبصير هل يستويان مثلا افلا تذكرون.
النصدر: راسخون 2017


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.