قبل بدأ المعرکة حاول الامام علي عليه السلام تحاشي وتجنب المعرکة باي شکل من الاشکال الا ان المتآمرین علی الامام اصروا واعتبروا ذلک منه ضعفا ومازادهم في تملص الامام عن الحرب الا اصرارا علی اراقة الدماء ..
وعندما فشلت الجهود التي بذلها عثمان بن حنيف في إقناع المتحالفين بالرجوع عن موقفهم وإصرارهم على الاستيلاء على مدينة البصرة، وقد حاول عثمان بن حنيف إقناعهم أخيراً بانتظار مجيء كتاب الخليفة علي بن أبي طالب عليه السلام حتى يرى رأيه، وقد تظاهر المتحالفون بالموافقة على ذلك، لكنهم نكثوا عهدهم وغدروا بعثمان بن حنيف، وارتكبوا في أثناء ذلك جملة من الفظائع، ذهب ضحيتها عدد غير قليل من أبرياء المسلمين، وقد ذكرنا فيما سبق رواية ابن العربي ومن بعده الخطيب لأحداث معركة الجمل الأصغر عن طريق سيف بن عمر، وسنذكر ها هنا عدداً من الروايات التي جاءت بطرق اُخرى غير طريق سيف، ومن بينها روايات الطبري، حتى يتبين للقارئ كيف أن سيف بن عمر يقلب الحقائق رأساً على عقب ويزيف الوقائع تماماً!
روى الطبري عن أحمد بن زهير بسنده الى الزهري قال:
بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي بذي قار، انصرفوا الى البصرة فأخذوا على المنكدر، فسمعت عائشة(رض) نباح الكلاب، فقالت: أي ماء هذا! قالوا: الحوأب، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون! إني لهيه، قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وعنده نساؤه: "ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب" فأرادت الرجوع، فأتاها عبدالله بن الزبير، فزعم أنه قال: كذب من قال إن هذا الحوأب.
ولم يزل حتى مضت، فقدموا البصرة وعليها عثمان بن حنيف، فقال لهم عثمان: ما نقمتم على صاحبكم! فقالوا: لم نره أولى بها منّا، وقد صنع ما صنع!
قال: فإن الرجل أمّرني، فاكتب إليه فاعلمه ما جئتم له، على أن اُصلي بالناس حتى يأتينا كتابه.
فوقفوا عليه وكتب، فلم يلبث إلاّ يومين، حتى وثبوا عليه فقاتلوه بالزابوقة عند مدينة الرزق، فظهروا، وأخذوا عثمان فأرادوا قتله، ثم خشوا غضب الأنصار، فنالوه في شعره وجسده.
فقام طلحة والزبير خطيبين فقالا: يا أهل البصرة، توبة بحوبة، إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان ولم نرد قتله، فغلب سفهاء الناس الحلماء حتى قتلوه.
فقال الناس لطلحة: يا أبا محمد، قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا!
فقال الزبير: فهل جاءكم مني كتاب في شأنه؟ ثم ذكر قتل عثمان(رضي الله عنه) وما أتى إليه، وأظهر عيب عليّ، فقام إليه رجل من عبدالقيس فقال: أيها الرجل، أنصت حتى نتكلم.
فقال عبدالله بن الزبير: ومالك وللكلام!
فقال العبدي: يا معشر المهاجرين، أنتم أول من أجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان لكم بذلك فضل، ثم دخل الناس في الإسلام كما دخلتم، فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بايعتم رجلا منكم، والله ما استأمرتمونا في شيء من ذلك، فرضينا واتبعناكم، فجعل الله عزّوجل للمسلمين في إمارته بركة، ثم مات(رضي الله عنه)واستخلف عليكم رجلا منكم، فلم تشاورونا في ذلك، فرضينا وسلّمنا، فلما توفي الأمير جعل الأمر الى ستة نفر، فاخترتم عثمان وبايعتموه من غير مشورة منا، ثم أنكرتم من ذلك الرجل شيئاً فقتلتموه من غير مشورة منا، ثم بايعتم علياً من غير مشورة منا، فما الذي نقمتم عليه فنقاتله! هل استأثر بفيء أو عمل بغير الحق، أو عمل شيئاً تنكرونه فنكون معكم عليه؟ وإلاّ فما هذا!
فهمّوا بقتل ذلك الرجل، فقام من دونه عشيرته، فلما كان الغد، وثبوا عليه وعلى من كان معه، فقتلوا سبعين رجلا!(1).
كما أخرج الطبري عن عمر بن شبة بسنده، قال:
لما كانت الليلة التي أخذ فيها عثمان بن حنيف، وفي رحبته مدينة الرزق طعام يرتزقه الناس، فأراد عبدالله أن يرزقه أصحابه، وبلغ حكيم بن جبلة ما صنع بعثمان، فقال: لستُ أخاف الله إن لم أنصره; فجاء في جماعة من عبدالقيس وبكر بن وائل، وأكثرهم عبدالقيس; فأتى ابن الزبير مدينة الرزق، فقال: مالك يا حكيم؟ قال: نريد أن نرتزق من هذا الطعام، وأن تخلوا عثمان فيقيم في دار الامارة على ما كتبتم بينكم حتى يقدم علي، والله لو أجد أعواناً عليكم أخبطكم بهم ما رضيت بهذه منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم، ولقد أصبحتم وإن دماءكم لنا لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله عزّوجل! بم تستحلّون سفك الدماء؟!
قال: بدم عثمان بن عفان!
قال: فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان! أما تخافون مقت الله؟
فقال له عبدالله بن الزبير: لا نرزقكم من هذا الطعام، ولا نخلّي سبيل عثمان بن حنيف حتى يخلع علياً!
قال حكيم: اللهم إنك حكم عدل فاشهد، وقال لأصحابه: إني لست في شك من قتال هؤلاء، فمن كان في شك فلينصرف، وقاتلهم فاقتتلوا قتالا شديداً وضرب رجل ساق حكيم، فأخذ حكيم ساقه فرماه بها فأصاب عنقه فصرعه ووقذه، ثم حبا إليه فقتله واتكأ عليه، فمر به رجل فقال: من قتلك؟ قال: وسادتي، وقُتل سبعون رجلا من عبدالقيس..(2).
وروى أبو مخنف القصة بتفصيل أكثر، قال:
فلما أقبل طلحة والزبير من المربد، يريدان عثمان بن حنيف، فوجداه وأصحابه قد أخذوا بأفواه السكك، فمضوا حتى انتهوا الى موضع الدباغين; فاستقبلهم أصحاب ابن حنيف فشجرهم طلحة والزبير وأصحابهما بالرماح، فحمل عليهم حكيم بن جبلة، فلم يزل هو وأصحابه يقاتلوهم حتى أخرجوهم من جميع السكك، ورماهم النساء من فوق البيوت بالحجارة، فأخذوا الى مقبرة بني مازن، فوقفوا بها ملياً حتى ثابت إليهم خيلهم، ثم أخذوا على مُسنّأة البصرة حتى انتهوا الى الزابوقة، ثم أتوا سبخة دار الرزق فنزلوها.
قال: وأتاهما عبدالله بن حكيم التميمي لما نزلا السبخة بكتب كتباها إليه، فقال لطلحة: يا أبا محمد، أما هذه كتبك إلينا؟ قال: بلى. قال: فكتبت أمس تدعونا الى خلع عثمان وقتله، حتى إذا قتلته، أتيتنا ثائراً بدمه! فلعمري ما هذا رأيك، لا تريد إلاّ هذه الدنيا، مهلا إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من علي ما عرض عليك من البيعة فبايعته طائعاً راضياً، ثم نكثت بيعتك، ثم جئت لتدخلنا في فتنتك! فقال: إن علياً دعاني الى بيعته بعدما بايع الناس، فعلمت لو لم أقبل ما عرضه علي لم يتم لي، ثم يغري بي من معه.
قال: ثم أصبحا من غد فصفّا للحرب، وخرج عثمان بن حنيف إليهما في أصحابه، فناشدهما الله والاسلام، وأذكرهما بيعتهما علياً (عليه السلام)، فقالا: نطلب بدم عثمان! فقال لهما: وما أنتما وذاك، أين بنوه؟ أين بنو عمه الذين هم أحق به منكم، كلا والله، ولكنكما حسدتماه حيث اجتمع الناس عليه، وكنتما ترجوان هذا الأمر وتعملان له، وهل كان أحد أشد على عثمان قولا منكما؟! فشتماه شتماً قبيحاً وذكرا اُمّه، فقال للزبير: أما والله لولا صفية ومكانها من رسول الله، فإنها أدنتك الى الظل، وأن الأمر بيني وبينك يابن الصعبة -يعني طلحة- أعظم من القول، لأعلمتكما من أمركما ما يسؤكما، اللهم إني قد أعذرت الى هذين الرجلين.
ثم حمل عليهم واقتتل الناس قتالا شديداً ثم تحاجزوا واصطلحوا على أن يكتب بينهم كتاب صلح، فكتب: هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف الأنصاري ومن معه من المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وطلحة والزبير ومن معهما من المؤمنين والمسلمين من شيعتهما: أن لعثمان ابن حنيف دار الامارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر، وأن لطلحة والزبير ومن معهما أن ينزلوا حيث شاءوا من البصرة، ولا يضارّ بعضهم بعضاً في طريق ولا فرضة ولا سوق ولا شرعة ولا مرفق، حتى يقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فإن أحبوا دخلوا فيما دخلت فيه الاُمة، وإن أحبوا لحق كل قوم بهواهم وما أحبوا من قتال أو سلم أو خروج أو إقامة، وعلى الفريقين بما كتبوا عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذه على أنبيائه من عهد وذمة، وختم الكتاب، ورجع عثمان بن حنيف حتى دخل دار الامارة وقال لأصحابه: الحقوا رحمكم الله بأهلكم وضعوا سلاحكم وداووا جرحاكم.
فمكثوا كذلك أياماً، ثم إن طلحة والزبير قالا: إن قدم عليٌّ ونحن على هذه الحال من القلة والضعف، ليأخذن بأعناقنا.
فأجمعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب; فأرسلا الى وجوه الناس وأهل الرياسة والشرف يدعوانهم الى الطلب بدم عثمان وخلع علي وإخراج ابن حنيف من البصرة; فبايعهم على ذلك الأزد وضبّه وقيس بن عيلان كلها إلاّ الرجل والرجلين من القبيلة، كرهوا أمرهم فتواروا عنهم. وأرسلوا الى هلال بن وكيع التميمي فلم يأتهم; فجاءه طلحة والزبير الى داره فتوارى عنهما، فقالت له اُمه: ما رأيت مثلك! أتاك شيخا قريش فتواريت عنهما!
فلم تزل به حتى ظهر لهما وبايعهما ومعه بنو عمرو بن تميم كلهم وبنو حنظلة الاّ بني يربوع، فإن عامتهم كانوا شيعة لعلي (عليه السلام)، وبايعهم بنو دارم كلهم إلاّ نفراً من بني مجاشع ذوي دين وفضل.
فلما استوثق لطلحة والزبير أمرهما، خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر، ومعهما أصحابهما قد ألبسوهم الدروع، وظاهروا فوقها الثياب، فانتهوا الى المسجد وقت صلاة الفجر وقد سبقهم عثمان بن حنيف إليه، واُقيمت الصلاة، فتقدم عثمان ليصلي بهم، فأخّره أصحاب طلحة والزبير وقدّموا الزبير فجاءت السبايجة وهم الشّرط حرس بيت المال فأخرجوا الزبير وقدّموا عثمان، فغلبهم أصحاب الزبير فقدموا الزبير وأخرجوا عثمان، فلم يزالوا كذلك حتى كادت الشمس تطلع، وصاح بهم أهل المسجد: ألا تتقون يا أصحاب محمد وقد طلعت الشمس!
فغلب الزبير فصلى بالناس، فلما انصرف من صلاته صاح بأصحابه المستسلمين: أن خذوا عثمان بن حنيف، فأخذوه بعد أن تضارب هو ومروان بن الحكم بسيفهما فلما أسر ضُرب ضرب الموت ونتف حاجباه وأشفار عينيه وكل شعرة في رأسه ووجهه، وأخذوا السبايجة وهم سبعون رجلا فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف الى عائشة، فقالت لأبان بن عثمان: اُخرج إليه فاضرب عنقه فإن الأنصار قتلت أباك وأعانت على قتله. فنادى عثمان: يا عائشة ويا طلحة ويا زبير! إن أخي سهل بن حنيف خليفة علي بن أبي طالب على المدينة واُقسم بالله إن قتلتموني ليضعنّ السيف في بني أبيكم وأهليكم ورهطكم، فلا يبقي أحداً منكم.
فكفوا عنه وخافوا أن يقع سهل بن حنيف بعيالاتهم وأهلهم بالمدينة، فتركوه. وأرسلت عائشة الى الزبير أن اقتل السبايجة فإنه قد بلغني الذيصنعوا بك.
قال: فذبحهم والله الزبير كما يذبح الغنم، وليَ ذلك منهم عبد الله ابنه، وهم سبعون رجلا، وبقيت منهم طائفة مستمسكين ببيت المال، قالوا: لا ندفعه إليكم حتى يقدم أمير المؤمنين; فسار اليهم الزبير في جيش ليلا فأوقع بهم، وأخذ منهم خمسين أسيراً فقتلهم صبراً!
قال أبو مخنف: فحدثنا الصقعب بن زهير، قال:
كانت السبايجة القتلى يومئذ أربعمائة رجل، قال: فكان غدر طلحة والزبير بعثمان بن حنيف أول غدر كان في الإسلام، وكان السبايجة أول قوم ضربت أعناقهم من المسلمين صبراً.
قال: وخيّروا عثمان بن حنيف بين أن يقيم أو يلحق بعلي، فاختار الرحيل، فخلّوا سبيله، فلحق بعلي (عليه السلام)، فلما رآه بكى وقال له: فارقتك شيخاً وجئتك أمرد، فقال علي: إنا لله وإنا إليه راجعون. قالها ثلاثاً...
قال: فلما بلغ حكيم بن جبلة ما صنع القوم بعثمان بن حنيف، خرج في ثلاثمائة من عبد القيس مخالفاً لهم ومنابذاً; فخرجوا إليه، وحملوا عائشة على جمل، فسمي ذلك اليوم، يوم الجمل الأصغر، ويوم علي يوم الجمل الأكبر.
وتجالد الفريقان بالسيوف، فشدّ رجل من الأزد من عسكر عائشة على حكيم بن جبلة فضرب رجله فقطعها، ووقع الأزدي عن فرسه، فجثا حكيم فأخذ رجله فرمى بها الأزدي فصرعه، ثم دب إليه فقتله متكئاً عليه خانقاً له حتى زهقت نفسه، فمر بحكيم رجل وهو يجود بنفسه فقال: من فعل بك؟ قال: وسادي، فنظر فإذا الأزدي تحته، وكان حكيم شجاعاً مذكوراً.
قال: وقُتل مع حكيم إخوة له ثلاثة، وقُتل أصحابه كلهم، وهو ثلاثمائة من عبدالقيس، والقليل منهم من بكر بن وائل; فلما صفت البصرة لطلحة والزبير بعد قتل حكيم وأصحابه وطرد ابن حنيف عنها، اختلفا في الصلاة، وأراد كل منهما أن يؤم بالناس، وخاف أن تكون صلاته خلف صاحبه تسليماً له ورضاً بتقدمه، فاصلحت بينهما عائشة بأن جعلت عبدالله ابن الزبير ومحمد بن طلحة يصليان بالناس، هذا يوماً وهذا يوماً.
قال أبو مخنف: ثم دخلا بيت المال بالبصرة ; فلما رأوا ما فيه من الأموال، قال الزبير: (وَعدكمُ اللهُ مَغانمَ كثيرةً تأخُذونَها فَعجَّلَ لكُمْ هذِهِ). فنحن أحق بها من أهل البصرة، فأخذا ذلك المال كله، فلما غلب علي (عليه السلام)، ردّ تلك الأموال الى بيت المال، وقسمها بين المسلمين(3).
هذه بعض الروايات التي حكت واقعة الجمل الأصغر ومقدماتها كما جاءت عن أرباب التاريخ، وهي باختلاف طرقها تعضد بعضها بعضاً وتصدّق بعضها بعضاً، ولا يشذ عنها إلاّ الروايات التي جاءت عن طريق سيف بن عمر، والتي تتضمن متناقضات عجيبة، وتخالف كل الروايات التي جاءت عن الأئمة الثقاة، ولا يفوتنا أن نشير الى التزييف الذي ظل يرافق روايات سيف في كلامه عن الشخصيات التي لعبت دوراً في هذه الأحداث ممن يحسبون على اتباع علي بن أبي طالب; وقد أوردنا ما ذكره محب الدين الخطيب وسيف بن عمر عن حكيم بن جبلة، والتهم الشنيعة التي ألصقاها به، إمعاناً في تشويه صورته واستغفالا للمسلمين وصدّاً لهم عن الحقيقة، لذا ساُورد ترجمة حكيم بن جبلة -كما وعدت القارئ- باختصار، رداً على تلك الافتراءات، وحتى يعرف المسلم حقيقة الأمر، فلا يتحمل إثماً عن جهل بالتحامل على صلحاء الاُمة.
قال ابن الأثير في ترجمة حكيم بن جبلة:
أدرك النبي (صلى الله عليه وآله)... وكان رجلا صالحاً له دين، مطاعاً في قومه، وهو الذي بعثه عثمان على السند فنزلها...(4).
وقال ابن عبدالبر إضافة لما تقدم:
وقد روي أنه لما غدر ابن الزبير بعثمان بن حنيف بعد الصلح الذي كان عقده عثمان بن حنيف مع طلحة والزبير، أتاه ابن الزبير ليلا في القصر، فقتل أربعين رجلا من الزط على باب القصر، وفتح بيت المال، وأخذ عثمان بن حنيف فصنع به ما قد ذكرتُ في غير هذا الموضع، وذلك قبل قدوم علي(رضي الله عنه)، فبلغ ما صنع ابن الزبير بعثمان بن حنيف حكيم بن جبلة، فخرج في سبعمائة من ربيعة فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر، ثم كروا عليه فقاتلهم حتى قطعت رجله...(5).
فحكيم بن جبلة صحابي قطعاً، مع فضله وصلاحه، ولكن سيف بن عمر جعله لصاً من شذاذ الآفاق، وتابعه المؤلفون بغير بصيرة، فنالوا من حكيم بن جبلة وأساءوا إليه تبعاً لسيف بن عمر، ومن ثم تراهم يدّعون أن سيف هو المدافع عن الصحابة!
المصادر :
1- تاريخ الطبري 4: 469.
2- تاريخ الطبري 4: 474.
3- شرح نهج البلاغة 9: 318، وانظر أنساب الاشراف 6: 26.
4- اُسد الغابة 1: 52.
5- الاستيعاب 1: 367.