خدمة رفيق السفر

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أعان مؤمناً مسافراً فرَّج الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة، وأجاره في الدنيا والآخرة من الغمِّ والهمِّ ونفَّس كربَه العظيم يوم يغصُّ الناس بأنفاسهم.
Thursday, February 1, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
خدمة رفيق السفر
 خدمة رفيق السفر


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أعان مؤمناً مسافراً فرَّج الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة، وأجاره في الدنيا والآخرة من الغمِّ والهمِّ ونفَّس كربَه العظيم يوم يغصُّ الناس بأنفاسهم.
عيون الأخبار: عن جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام لا يسافر إلّا مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدَّام الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرَّة مع قوم فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: أتدرون من هذا؟ قالوا: لا، قال: هذا عليّ بن الحسين عليهما السلام، فوثبوا إليه فقبَّلوا يديه ورجليه، فقالوا: يا بن رسول الله أردت أن تُصلينَا نار جهنّم لو بدرت إليك منَّا يد أو لسان أما كنَّا قد هلكنا آخر الدهر؟ فما الّذي حملك على هذا؟ فقال: إنِّي كنت سافرت مرَّةً مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا أستحقّ، فأخاف أن تُعطوني مثل ذلك، فصار كتمان أمري أحبُّ إليَّ.

الإحسان لعيال المسافر

المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال عليّ بن الحسين عليه السلام: من خلف حاجّاً في أهله وماله كان كأجره حتَّى كأنَّه يستلم الأحجار.
أماكن يكره النزول فيها
الفقيه: عن جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إيَّاكم والتعريس(التعريس: النزول للإستراحة أو للنوم.) على ظهر الطريق، وبطون الأودية فإنَّها مدارج السِّباع، ومأوى الحيَّات.
المحاسن: عن معاوية بن عمَّار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إنَّك ستصحب أقواماً فلا تقولنَّ انزلوا هاهنا ولا تنزلوا هاهنا، فإنَّ فيهم من يَكفيك.
المحاسن: قال عليّ عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تنزلوا الأودية، فإنَّه مأوى السِّباع والحيَّات.
المحاسن: عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدِّه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا عليّ، إذا سافرت فلا تنزلنَّ الأودية، فإنَّها مأوى الحيَّات السِّباع.
المحاسن: عن المفضَّل بن عُمر قال: سرت مع أبي عبد الله عليه السلام إلى مكَّة فصرنا إلى بعض الأودية، فقال: انزلوا في هذه الموضع ولا تدخلوا الوادي، فنزلنا فما لبثنا أن أظلَّتنا سحابة، وهلَّلت علينا حتَّى سال الوادي فأذى من كان فيه.

المروءة في السفر والحضر

الفقيه: قال: تذاكر الناس عند الصادق عليه السلام أمر الفتوّة فقال: تظنّون أنَّ الفتوّة بالفسق والفجور إنَّما الفتوَّة والمروّة طعام موضوع، ونائل مبذول بشيء معروف، وأذىً مكفوف، وأمَّا تلك فشطارة وفسق.
ثمَّ قال: ما المروّة؟ فقال الناس: لا نعلم.
قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان: مروءة في الحضر، ومروءة في السفر، فأمَّا الّتي في الحضر تلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي مع الإخوان في الحوائج، والنعمة تُرى على الخادم أنَّها تسر الصديق، وتكبت العدوّ، وأمَّا الّتي في السفر، فكثرة زاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إيَّاهم وكثرة المزاح في غير ما يُسخط الله عزَّ وجلّ، ثُمّ قال عليه السلام: والّذي بعث جدّي صلى الله عليه وآله وسلم بالحقّ نبيّاً، إنّ الله عزَّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروءة، وإنَّ المعونة تنزل على قدر المؤونة، وإنَّ الصبر ينزل على قدر شدَّة البلاء.
الفقيه: قال الصادق عليه السلام: ليس من المروءة أن يُحدِّث الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شرّ.
أمالي الطوسي: قال أبو عبد الله عليه السلام للمعلّى بن خنيس عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنَّهما يزيِّنان الرجل كما تزيِّن الواسطة القلادة.
أمالي الطوسي: قال أبو عبد الله عليه السلام لداوود بن سرحان: إنَّ خصال المكارم بعضها مقيَّد ببعض يقسِّمها الله، حيث تكون في الرجل، ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيِّده، صدق الحديث وصدق البأس وإعطاء السائل، والمكافأة على الصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقري الضيف، ورأسهنّ الحياء.
معاني الأخبار: خرج أمير المؤمنين عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة، فقال: أين أنتم من كتاب الله، قالوا: يا أمير المؤمنين، في أيِّ موضعٍ؟ فقال في قوله: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ"(1) فالعدل الإنصاف، والإحسان التفضّل.
معاني الأخبار: سأل معاوية الحسن بن عليّ عليهما السلام عن المروءة؟ فقال: شحّ الرجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق.
معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الحسن بن عليّ عليهما السلام عند معاوية فقال له: أخبرني عن المروءة؟ فقال: حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السلام، ولين الكلام، والكفّ والتحبّب إلى الناس.
معاني الأخبار: قال أمير المؤمنين عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام: يا بنيّ ما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال.
معاني الأخبار: سُئل الحسن عليه السلام عن المروءة؟ فقال: العفاف في الدِّين، وحسن التقدير في المعيشة والصبر على النائبة.
معاني الأخبار: عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المروءة استصلاح المال.
معاني الأخبار: قال أبو عبد الله عليه السلام تعاهد الرجل ضيعته من المروءة.
معاني الأخبار: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المروءة مروءتان: مروءة في السفر، ومروءة في الحضر، فأمَّا مروءة الحضر، فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر في الفقه. وأمَّا مروءة السفر، فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يُسخط الله عزَّ وجلّ، وقلَّة الخلاف على من صحبك، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم.
معاني الأخبار: عن أبي قتادة القمي، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنَّه قال: ما المروءة؟ فقلنا: لا نعلم، فقال: المروءة أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان، وذكر نحو الحديث الذي تقدَّم.
عيون الأخبار: عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ستَّة من المروءة، ثلاثة منها في الحضر، وثلاثة منها في السفر، فأمَّا الّتي في الحضر، فتلاوة كتاب الله، وعمارة مساجد الله واتِّخاذ الإخوان في الله، وأمَّا الّتي في السفر فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي.
الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لمحمّد بن الحنفية: واعلم أنّ مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر، ومروءة في سفر، فأمّا مروءة الحضر، فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه والمحافظة على الصلوات في الجماعات، وأمَّا مروءة السفر، فبذل الزاد، وقلَّة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله في كلِّ مصعدٍ ومهبط ونزول وقيام وقعود.
المحاسن: عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ليس من المروءة أن يحدِّث الرجل بما يَلقى في سفره من خير أو شرّ.

الاستعاذة والدعاء بالمأثور

الفقيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من نزل منزلاً يتخوَّف فيه السبع فقال: "أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلِّ شيء قدير، اللّهم إنِّي أعوذ بك من شرِّ كلِّ سبع"، إلّا آمن من شرّ ذلك السبع حتَّى يرحل من ذلك المنزل إن شاء الله.
استحباب الإسراع في المشي
الفقيه:عن يحيى بن طلحة النهديّ قال: قال لنا أبو عبد الله عليه السلام: سيروا وانسلوا فإنَّه أخفّ عليكم.
الفقيه: قال: وروي أنَّ قوماً مشاة أدركهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فشكوا إليه شدَّة المشي فقال لهم: استعينوا بالنسل.
المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاءت المشاة إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فشكوا إليه الإعياء فقال: عليكم بالنسلان، ففعلوا فذهب عنهم الإعياء، فكأنَّما نشطوا من عقال.
المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، إلّا أنّه قال: عليكم بالنسلان فإنَّه يذهب بالإعياء ويقطع الطريق.
المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى قوماً قد أجهدهم المشي، فقال: خبِّبواانسلوا، ففعلوا فذهب عنهم الإعياء.
المحاسن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: راح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من كراع الغميم فصفّ له المشاة وقالوا نتعرَّض لدعوته، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "اللّهم أعطهم أجرهم وقوِّهم"، ثمَّ قال: لو استعنتم بالنسلان لخفَّف أجسامكم، وقطعتم الطريق، ففعلوا فخفَّ أجسامهم.
المحاسن: عن أبي إسحاق المكيّ قال، تعرضت المشاة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بكراع الغميم ليدعو لهم، فدعا لهم وقال خيراً ثمَّ قال: عليكم بالنسلان والبكور وشيء من الدلَج فإنَّ الأرض تُطوى بالليل.
أقول: ويأتي (في حديث) سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن، فهو محمول على زيادة السرعة، لأنَّ أقلّ مراتبها لا يذهب بالبهاء أو يُخصّ بغير السفر، أو بغير الإعياء. (2)
المصادر:
1- سورة النحل، الآية: 90.
2- کتاب المحاسن
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.