
عقبة بن عامر" عمرو" بن نابي بن زيد ، وكنيته : أبو مسعود ، وقد غلبت كنيته على اسمه (1).
وقيل : هو عقبة بن عمرو من بني خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج (2). وقيل : هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن اسبرة بن عسيرة الأنصاري (3).
استخلفه الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على إمارة الكوفة سنة 36 للهجرة (4) ، وذلك عند ما ذهب الإمام عليهالسلام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان في صفّين.
وأبو مسعود الأنصاري ، صحابي جليل القدر ، يحفظ الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعند بيعة (العقبة الأولى) خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الموسم ، معلنا دعوته على القبائل ، فلقي جماعة من الخزرج ، فدعاهم إلى الإسلام ، وكانوا سبعة رجال ، كان من ضمنهم عقبة بن عامر (5).
وفي الموسم الثاني ، جاء اثنا عشرة رجلا من الأنصار ، فلقوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالعقبة فبايعوه بيعة النساء ، وكان من بينهم عقبة بن عامر (6).
وشارك أبو مسعود مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في معركة أحد ، واشترك في معركة نهاوند سنة 21 للهجرة. وذكر بعض المؤرخين بأنّ أبا مسعود قد شهد معركة بدر الكبرى ، والحقيقة أنّه لم يشهدها ، وإنّما قيل له" البدري" لأنّه كان يسكن ماء بدر (7).
وكان الخليفة أبو بكر الصدّيق ، قد منع الناس من التحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحجّة أنّهم يختلفون في روايتها ، وقال كلمته المشهورة :
(.. فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه) (8).
ولمّا جاء عمر للخلافة بعد أبي بكر ، سار على سنّة أبي بكر ، وأمر الناس ألّا يحدّثوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى لا يختلفوا ، ولقد بلغ من شدته في تنفيذ هذا الأمر ، أن حبس ثلاثة من كبار الصحابة هم : " عبد الله بن مسعود" و" أبو الدرداء" و" أبو مسعود الأنصاري" لأنّهم أكثروا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا مع شدّة احتياطهم في رواياتهم.
ونتيجة لذلك فقد قلت رواية الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى قال أبو عمر الشيباني :
(كنت أجلس إلى أبي مسعود حولا لا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإذا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذته الرعشة وقال :
(هكذا ، أو نحوذا ، أو قرب ذا) (9).
وكان أبو هريرة ، ممن يكثرون الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد عمر ، فسأله أبو سلمة يوما :
(أكنت تحدّث في زمان عمر هكذا؟). فقال أبو هريرة : (لو كنت أحدّث في زمان عمر مثلما أحدّثكم لضربني بمخفقته) (10).
وعند ما خرج الإمام عليّ عليهالسلام إلى حرب صفّين واستخلف على الكوفة أبا مسعود الأنصاري ، تخلّف بعضهم ، واختبأ البعض الآخر عن اللّحاق بجيش الإمام ، فصعد أبو مسعود المنبر وقال :
(أيّها الناس ، من كان تخبّأ فليظهر ، فلعمري لئن كان إلى الكثرة ، إنّ أصحابنا لكثير ، وما نعدّه قبيحا أن يلتقي هذان الجبلان غدا من المسلمين ، فيقتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء حتّى لم يبق إلّا رجرجة (11)
من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى هاتين الطائفتين ، ولكن نعدّ قبحا ، أن يأتي الله بأمر من عنده ، يحقن به دمائهم ، ويصلح به ذات بينهم) (12).
ولمّا حوصر الخليفة عثمان بن عفّان في داره (عند حدوث الفتنة) كان عقبة بن عامر في الكوفة ، فأخذ يحثّ الناس (مع آخرين من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على إعانة أهل المدينة) (13).
مات أبو مسعود عقبة بن عامر في المدينة سنة 40 للهجرة(14) في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وقيل مات بالكوفة في خلافة الإمام عليّ عليهالسلام وكان أميرا على الكوفة ، وقيل مات سنة 36 للهجرة. (15)
المصادر :
1- تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٠١ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٧٤.
2- ابن سعد ـ الطبقات. ج ٦ / ٩٤.
3- الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٢ / ٤٩٤.
4- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ١ / ١٣٦ وتاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٠٢ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٧٤ وابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٧٠ والزركلي ـ ترتيب الأعلام على الأعوام. ج ١ / ١٢٧ ومحمّد أحمد كنعان ـ تاريخ الخلافة الراشدة ص ٣٨٦.
5- تاريخ الطبري. ج ٢ / ٣٥٥
6- ابن الأثير ـ الكامل. ج ٢ / ٩٦.
7- الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٥٩.
8- محمّد حسنين هيكل ـ الفاروق عمر. ج ٢ / ٢٨٨.
9- نفس المصدر السابق.
10- نفس المصدر اعلاه
11- رجرجة : أراذل الناس ورعائهم الّذين لا عقول لهم.
12- الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٢ / ٢٩٦.
13- ابن الأثير ـ الكامل. ج ٣ / ١٦٠.
14- الطبقات ـ ابن سعد. ج ٣ / ١٦ والتوحيدي ـ البصائر والذخائر. ج ٢ / ٢١١.
15- الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٥٩.
وقيل : هو عقبة بن عمرو من بني خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج (2). وقيل : هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن اسبرة بن عسيرة الأنصاري (3).
استخلفه الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على إمارة الكوفة سنة 36 للهجرة (4) ، وذلك عند ما ذهب الإمام عليهالسلام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان في صفّين.
وأبو مسعود الأنصاري ، صحابي جليل القدر ، يحفظ الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعند بيعة (العقبة الأولى) خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الموسم ، معلنا دعوته على القبائل ، فلقي جماعة من الخزرج ، فدعاهم إلى الإسلام ، وكانوا سبعة رجال ، كان من ضمنهم عقبة بن عامر (5).
وفي الموسم الثاني ، جاء اثنا عشرة رجلا من الأنصار ، فلقوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالعقبة فبايعوه بيعة النساء ، وكان من بينهم عقبة بن عامر (6).
وشارك أبو مسعود مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في معركة أحد ، واشترك في معركة نهاوند سنة 21 للهجرة. وذكر بعض المؤرخين بأنّ أبا مسعود قد شهد معركة بدر الكبرى ، والحقيقة أنّه لم يشهدها ، وإنّما قيل له" البدري" لأنّه كان يسكن ماء بدر (7).
وكان الخليفة أبو بكر الصدّيق ، قد منع الناس من التحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحجّة أنّهم يختلفون في روايتها ، وقال كلمته المشهورة :
(.. فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه) (8).
ولمّا جاء عمر للخلافة بعد أبي بكر ، سار على سنّة أبي بكر ، وأمر الناس ألّا يحدّثوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى لا يختلفوا ، ولقد بلغ من شدته في تنفيذ هذا الأمر ، أن حبس ثلاثة من كبار الصحابة هم : " عبد الله بن مسعود" و" أبو الدرداء" و" أبو مسعود الأنصاري" لأنّهم أكثروا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا مع شدّة احتياطهم في رواياتهم.
ونتيجة لذلك فقد قلت رواية الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى قال أبو عمر الشيباني :
(كنت أجلس إلى أبي مسعود حولا لا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإذا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذته الرعشة وقال :
(هكذا ، أو نحوذا ، أو قرب ذا) (9).
وكان أبو هريرة ، ممن يكثرون الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد عمر ، فسأله أبو سلمة يوما :
(أكنت تحدّث في زمان عمر هكذا؟). فقال أبو هريرة : (لو كنت أحدّث في زمان عمر مثلما أحدّثكم لضربني بمخفقته) (10).
وعند ما خرج الإمام عليّ عليهالسلام إلى حرب صفّين واستخلف على الكوفة أبا مسعود الأنصاري ، تخلّف بعضهم ، واختبأ البعض الآخر عن اللّحاق بجيش الإمام ، فصعد أبو مسعود المنبر وقال :
(أيّها الناس ، من كان تخبّأ فليظهر ، فلعمري لئن كان إلى الكثرة ، إنّ أصحابنا لكثير ، وما نعدّه قبيحا أن يلتقي هذان الجبلان غدا من المسلمين ، فيقتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء حتّى لم يبق إلّا رجرجة (11)
من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى هاتين الطائفتين ، ولكن نعدّ قبحا ، أن يأتي الله بأمر من عنده ، يحقن به دمائهم ، ويصلح به ذات بينهم) (12).
ولمّا حوصر الخليفة عثمان بن عفّان في داره (عند حدوث الفتنة) كان عقبة بن عامر في الكوفة ، فأخذ يحثّ الناس (مع آخرين من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على إعانة أهل المدينة) (13).
مات أبو مسعود عقبة بن عامر في المدينة سنة 40 للهجرة(14) في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وقيل مات بالكوفة في خلافة الإمام عليّ عليهالسلام وكان أميرا على الكوفة ، وقيل مات سنة 36 للهجرة. (15)
المصادر :
1- تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٠١ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٧٤.
2- ابن سعد ـ الطبقات. ج ٦ / ٩٤.
3- الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٢ / ٤٩٤.
4- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ١ / ١٣٦ وتاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٠٢ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٧٤ وابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٧٠ والزركلي ـ ترتيب الأعلام على الأعوام. ج ١ / ١٢٧ ومحمّد أحمد كنعان ـ تاريخ الخلافة الراشدة ص ٣٨٦.
5- تاريخ الطبري. ج ٢ / ٣٥٥
6- ابن الأثير ـ الكامل. ج ٢ / ٩٦.
7- الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٥٩.
8- محمّد حسنين هيكل ـ الفاروق عمر. ج ٢ / ٢٨٨.
9- نفس المصدر السابق.
10- نفس المصدر اعلاه
11- رجرجة : أراذل الناس ورعائهم الّذين لا عقول لهم.
12- الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٢ / ٢٩٦.
13- ابن الأثير ـ الكامل. ج ٣ / ١٦٠.
14- الطبقات ـ ابن سعد. ج ٣ / ١٦ والتوحيدي ـ البصائر والذخائر. ج ٢ / ٢١١.
15- الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٥٩.