عبد الله بن عمرو بن العاص

هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشيّ ، السهميّ ، وكنيته : أبو محمّد وقيل أبو عبد الرحمن وقيل : أبو نصير.
Friday, February 23, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
عبد الله بن عمرو بن العاص
 عبد الله بن عمرو بن العاص

هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشيّ ، السهميّ ، وكنيته : أبو محمّد وقيل أبو عبد الرحمن وقيل : أبو نصير. (1)
ولّاه معاوية بن أبي سفيان إمارة الكوفة سنة 40 للهجرة وقيل سنة 41 لمدّة قصيرة ، ثمّ عزله وولّاها المغيرة بن شعبة. (2)
وقيل : لما سمع المغيرة بن شعبة بأن عبد الله بن عمرو قد تعيّن أميرا على الكوفة ذهب إلى معاوية في الشام وقال له : (استعملت عبد الله بن عمرو على الكوفة وأباه على مصر فتكون أنت بين فكّي الأسد) ، فعزله معاوية واستعمل بدله المغيرة بن شعبة. (3)
ثمّ سمع عمرو بن العاص بما قال المغيرة لمعاوية ، فذهب إلى معاوية وقال له هل استعملت المغيرة على الكوفة؟ فقال معاوية : نعم. فقال عمرو : وجعلته على الخراج أيضا؟ فقال معاوية : نعم. فقال عمرو :
(تستعمل المغيرة على الخراج فيختال المال ، فيذهب فلا تستطيع أن تأخذ منه شيئا ، استعمل على الخراج من يخافك ويهابك ويتّقيك). فعزل المغيرة عن الخراج ، وولّاه على الصلاة فقط. وبعد عدة أيّام تلاقيا عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فقال عمرو للمغيرة : (أنت الّذي أشرت على أمير المؤمنين في عبد الله).
قال : نعم ، فقال عمرو : (خذها فهذه بتلك). (4)
أسلم عبد الله قبل إسلام أبيه وكان كثير العلم وقد روى الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال أبو هريرة : (ما كان أحد مني أكثر حديثا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وأنا لا أكتب). (5)
وهاجر هو وأبوه إلى المدينة المنورة قبل فتح مكّة ، وكان أبوه أكبر منه بأحد عشر سنة فقط ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفضله على أبيه عمرو بن العاص. (6)
وعند ما بويع الإمام عليّ عليه‌السلام بالخلافة في المدينة كتب إلى معاوية بمبايعته فعندها استشار معاوية أصحابه في الأمر فقالوا له : عليك بعمرو بن العاص فكتب معاوية إلى عمرو بن العاص يستشيره بذلك فجمع عمرو ولديه عبد الله ومحمّد وقال لهما : أرسل عليّ بن أبي طالب جريرا إلى معاوية بالبيعة وأن معاوية يستشيرني فماذا تريان؟ فقال ابنه عبد الله (وكان أكبر من محمّد) :
(أرى والله أنّ نبي الله قبض وهو عنك راض والخليفتان من بعده كذلك وقتل عثمان وأنت غائب ، فأقم في منزلك فلست مجعولا خليفة ولا نريد على أن تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة أوشكتما أن تهلكا فتستويان فيها جميعا وأرى أن تكفّ يدك وتجلس في بيتك حتّى يجتمع الناس فنبايعه) (7).
وفي سنة 36 للهجرة وعند ما حوصر الخليفة عثمان بن عفّان في داره خرج عمرو بن العاص ومعه ابناه (عبد الله ومحمّد) وعند خروجه قال : (والله يا أهل المدينة ما يقيم بها أحد فيدركه قتل هذا الرجل إلّا ضربه الله عزوجل بذلّ ومن لم يستطع نصره فليهرب). (8)
ولمّا وصل عمرو بن العاص إلى الشام بايع معاوية بن أبي سفيان واتفقا على محاربة الإمام عليّ بن أبي طالب. (9)
ولمّا قتل الصحابي الجليل عمّار بن ياسر في معركة صفّين ، كان عبد الله بن عمرو وأبيه مع معاوية ، فقال عبد الله لأبيه عمرو : (يا أبت قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا وقد قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قال؟)
قال له أبوه : وماذا قال؟ فقال عبد الله : ألم تكن معنا ونحن في المسجد والناس ينقلون حجرا ولبنة لبنة وعمّار ينقل حجرين حجرين ولبنتين لبنتين فغشا عليه ، فأتاه رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول : (ويحك يا ابن سميّة .. الناس ينقلون حجرا واحدا ولبنة واحدة وأنت تنقل حجرين حجرين ولبنتين لبنتين رغبة منك في الأجر ، ويحك ، مع ذلك تقتلك الفئة الباغية). (10)
وقيل إنّ عمرو بن العاص طلب من ابنه (عبد الله) أن يخرج معه ويقاتل عليّ بن أبي طالب في معركة (صفّين) فقال له أبنه عبد الله (يا أبة .. كيف تأمرني أن أخرج فأقاتل وقد سمعت من عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليّ ما سمعت)؟ فقال له أبو عمرو : ناشدتك بالله ، أتعلم أن آخر ما كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اليك حيث أخذ يدك ووضعها في يدي ، فقال : (أطع عمرو بن العاص ما دام حيّا) قال عبد الله : نعم ، فقال أبوه : فإني آمرك أن تقاتل. (11)
وقيل إنّ عبد الله بن عمرو قال عند ما كان مع أبيه في حرب صفّين : (ما لي ولصفّين؟ ما لي ولقتال المسلمين؟ لودّدت أنّي مت قبلها بعشرين سنة أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ولا رميت بسهم). (12)
واستخلف عمرو بن العاص ابنه عبد الله على مصر وذهب هو إلى المدينة إلى الخليفة عثمان بن عفّان ليتباحث معه حول عزل عبد الله بن سعد عن (الصعيد) (13).
فرفض عثمان طلبه وعين عبد الله بن سعد على (مصر) كلّها ، ولمّا جاء عبد الله بن عمرو ليصلّي بالناس صلاة الفجر (باعتباره خليفة أبيه) قيل له إنّ عبد الله بن سعد قد صلّى بالناس ، فذهب عبد الله بن عمرو إلى عبد الله بن سعد وقال له : (هذا دسّك وبغيك)؟ فقال له ابن سعد : (ما فعلت وقد كنت أنت وأبوك تحسداني على الصعيد فتعال معي حتّى أولّيك الصعيد وأولّي أباك أسفل الأرض ولا أحسدكما عليه). (14)
ولمّا مات أبوه عمرو ولّاه معاوية بن أبي سفيان إمارة مصر سنة 43 للهجرة وبقي فيها سنتين ثمّ عزله عن مصر وولّى مكانه معاوية بن خديج سنة 44 للهجرة (15).
ولمّا مات معاوية بن أبي سفيان امتنع عبد الله بن عمرو عن مبايعة يزيد بن معاوية. (16)
وقيل لعبد الله بن عمرو : حدثنا عمّا شاهدته من معاملة المشركين لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : (جاء عقبة بن أبي معيط ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند الكعبة ، فلوى ثوبه في عنقه وخنقه خنقا شديدا ، فقام أبو بكر فدفعه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال .. (يا قوم ... أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ... إلى قوله إنّ الله لا يهدي من هو مسرف كذّاب). (17)
ومن أقوال عبد الله بن عمرو : (من سئل عمّا لا يدري ، فقال لا أدري ، فقد أحرز نصف العلم).
وقال أيضا : (أحرث لدنياك كأنّك تعيش أبدا واحرث لآخرتك كأنّك تموت غدا). (18)
وهذا الحديث محرّف ، والأصل هو ما قاله الإمام عليّ عليه‌السلام : (يابن آدم ، اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا).
وقيل : عند ما مات عمرو بن العاص ترك لابنه عبد الله أموالا عظيمة وعبيد وخدم ، وترك له بستانا في الطائف تسمّى (الوهط) قيمتها ألف ألف درهم.
المصادر :
1- الكنديّ ـ ولاة مصر. ص ٢٩ والنووي ـ تهذيب الأسماء. ج ١ / ٢٨١. والذهبي ـ تاريخ الأسلام. ج ٥ / ١٦١. والذهبي سير أعلام النبلاء. ج ٣ / ٧٩.
2- ابن خياط ـ خليفة بن خياط. ج ١ / ١٣٤. والذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ٥ / ١٦٥. والترمانيني ـ أحداث ـ التاريخ الإسلاميّ. ج ١ / ٥٠١. وتاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ١٣٤.
3- تاريخ الطبري. ج ٥ / ١٦٦.
4- أي واحدة بواحدة حسب المثل المشهور.
5- النووي ـ تهذيب الأسماء واللغات. ج ١ / ٢٨١.
6- الذهبي ـ تذكرة الحفاظ. ج ١ / ٤٢. والترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلاميّ. ج ١ / ٥٠١.
7- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ١ / ٣٩. وابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ١ / ٢٤٤.
8- نفس المصدرين السابقين.
9- تاريخ الطبري. ج ٤ / ٥٥٨.
10- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ١ / ٣٩. وتاريخ الطبري. ج ٥ / ٤١.
11- الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٣ / ٩٢.
12- الذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ٥ / ١٦٦.
13- الصعيد : صعيد مصر.
14- الكنديّ ـ ولاة مصر. ص ٣٥.
15- تاريخ الطبري. ج ٥ / ١٨١.
16- الزركلي ـ الأعلام. ج ٥ / ١٨١.
17- صحيح البخاريّ. ج ٥ / ٥٨. وتاريخ الطبري. ج ٢ / ٣٣٣.
18- ابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ١ / ٢٤٤.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.