يوم الجمل الأصغر

كانت حرب الجمل التي استتبعت خروج المتحالفين الى البصرة على يومين، اُولاهما المعركة التي دارت بين المتحالفين من جهة وبين والي البصرة عثمان بن حنيف من جهة اُخرى قبل مجيء علي بن أبي طالب الى
Sunday, May 6, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
يوم الجمل الأصغر
 يوم الجمل الأصغر


كانت حرب الجمل التي استتبعت خروج المتحالفين الى البصرة على يومين، اُولاهما المعركة التي دارت بين المتحالفين من جهة وبين والي البصرة عثمان بن حنيف من جهة اُخرى قبل مجيء علي بن أبي طالب الى البصرة، وقد سميت بيوم الجمل الأصغر. ومعركة اُخرى فاصلة دارت بين المتحالفين من جهة وبين علي بن أبي طالب من جهة اُخرى، وتدعى بيوم الجمل الأكبر.
وقد تعرضت الأحداث التي سبقت كلتا المعركتين وتخللتهما الى عملية تزييف يجدر بنا الكشف عنها، وإظهار الحقيقة فيما جرى، مع ما يتخلل ذلك من إظهار لحقيقة النوايا التي قادت الى هذه الحرب الضروس.
إن جمهور المؤلفين مالوا الى اعتماد رواية الطبري المطوّلة بطريق سيف بن عمر للأحداث، مع العلم بأن الطبري قد أورد روايات اُخرى مختصرة عن تلك الأحداث بغير طريق سيف، وهي تتفق الى حد بعيد جداً مع الروايات التي جاءت في المصادر التاريخية الاُخرى، إلاّ أنها لاقت الإعراض من قبل معظم المؤلفين قديماً وحديثاً، ومنهم القاضي ابن العربي الذي لخص لنا أحداث معركة الجمل الأصغر بقوله:
واحتل بهم أهل البصرة، فحرّض من كان بها من المتألبين على عثمان الناس، وقالوا: اخرجوا إليهم حتى تروا ما جاءوا إليه; فبعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة، فلقي طلحة والزبير بالزابوقة، فقُتل حكيم، ولو خرج مسلماً مستسلماً لا مدافعاً، لما أصابه شيء، وأي خير كان له في المدافعة، وعن أي شيء كان يدافع وهم ما جاءوا مقاتلين ولا ولاة! وإنما ساعين في الصلح، راغبين في تأليف الكلمة، فمن خرج إليهم ودافعهم وقاتلهم، دافعوا عن مقصدهم، كما يُفعل في سائر الأسفار والمقاصد.
فلما وصلوا الى البصرة، تلقّاهم الناس بأعلى المربد مجتمعين، حتى لو رمي حجر لما وقع إلاّ على رأس إنسان، فتكلم طلحة، وتكلمت عائشة وكثر اللغط، وطلحة يقول: انصتوا; فجعلوا يركبونه ولا ينصتون، فقال: اف، اف، فراش نار وذباب طمع. وانقلبوا على غير بيان.
وانحدروا إلى بني فهد; فرماهم الناس بالحجارة حتى نزلوا الجبل، والتقى طلحة والزبير وعثمان بن حنيف - عامل علي على البصرة- وكتبوا بينهم أن يكفوا عن القتال، ولعثمان دار الامارة والمسجد وبيت المال، وأن ينزل طلحة والزبير من البصرة حيث شاءوا، ولا يعرض بعضهم لبعض حتى يقدم علي.
وروي أن حكيم بن جبلة عارضهم حينئذ، فقُتل بعد الصلح(1).
هذا هو ملخص الأحداث عن مجيء أصحاب الجمل الى البصرة وما جرى فيها من أحداث قبل مجيء علي بن أبي طالب، كما يرويها لنا القاضي ابن العربي، ويقول عنها: انها صحاح الأخبار! وقبل أن اُناقش رواية القاضي ابن العربي هذه، أود أن أنقل ما أضافه الشيخ محب الدين الخطيب إليها من معلومات، لأنه رأى أن رواية ابن العربي المختصرة لا تشفي الغليل، فقال معلقاً عليها بقوله:
حفظ لنا الطبري وصفاً دقيقاً نقله سيف بن عمر التميمي عن شيخيه محمد وطلحة عن موقف أصحاب الجمل السلمي في هذه الوقعة، وإسراف حكيم بن جبلة في إنشاب القتال، قالا:
وأمرت عائشة أصحابها فتيامنوا حتى انتهوا الى مقبرة بني مازن، ثم حجز الليل بين الفريقين.
وفي اليوم التالي انتقل أصحاب الجمل الى جهة دار الرزق، وأصبح عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة فجددوا القتال، وكان حكيم يطيل لسانه بسبّ اُم المؤمنين، ويقتل من يلومه على ذلك من نساء ورجال، ومنادي عائشة يدعو الناس الى الكف عن القتال فيأبون، حتى إذا مسّهم الشر وعضّهم، نادوا أصحاب عائشة الى الصلح(2).
فتبين لنا من تعليق الخطيب على رواية ابن العربي - نقلا عن الطبري بطريق سيف- أن عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة هما المسؤولان عن نشوب القتال، فضلا عما تظهره لنا رواية محب الدين الخطيب عن حكيم بن جبلة من سوء خلق هذا الرجل الذي كان يسبّ اُم المؤمنين عائشة ولا يفرق في القتل بين الرجال والنساء، بينما يظهر لنا موقف أصحاب الجمل السلمي، ودعوة عائشة لايقاف القتال دون جدوى! وليس غريباً أن يتهم الخطيب حكيم بن جبلة ويصفه بهذه النعوت الشنيعة، فهو ليس إلاّ مقتفياً لأثر سيف ابن عمر الذي قال في وصف حكيم بن جبلة:
وكان حكيم بن جبلة رجلا لصاً، إذا قفل الجيوش خنس عنهم، فسعى في أرض فيغير على أهل الذمّة ويتنكر لهم ويفسد في الأرض، ويصيب ما يشاء ثم يرجع، فشكاه أهل الذمة وأهل القبلة الى عثمان، فكتب الى عبدالله بن عامر أن احبسه ومن كان مثله فلا يخرجن من البصرة حتى تأنسوا منه رشداً، فحبسه(3).
حقيقة الأمر
قلنا إن جمعاً من المؤرخين -ومنهم الطبري- قد أخرجوا روايات عديدة عن حقيقة أحداث معركتي الجمل بغير رواية سيف التي تخالف جميع الروايات، لذا أجد من المستحسن أن نتابع الأحداث ابتداءً بوصول المتحالفين الى مشارف البصرة، حيث أخرج ابن أبي الحديد المعتزلي عن أبي مخنف بسنده الى ابن عباس "أن الزبير وطلحة أغذّا السير بعائشة حتى انتهوا الى حفر أبي موسى الأشعري -وهو قريب من البصرة- وكتبا الى عثمان بن حنيف الانصاري، وهو عامل علي (عليه السلام) على البصرة: أن أخلِ لنا دار الامارة! فلما وصل كتابهما اليه، بعث إلى الأحنف بن قيس، فقال له: إن هؤلاء القوم قدموا علينا ومعهم زوجة رسول الله، والناس إليها سراع كما ترى.
فقال الأحنف: إنهم جاؤوك بها للطلب بدم عثمان، وهم الذين ألّبوا على عثمان الناس وسفكوا دمه! وأراهم والله لا يزايلون حتى يُلقوا العداوة بيننا ويسكفوا دماءنا! وأظنهم والله سيركبون منك خاصة مالا قبل لك به إن لم تتأهب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة، فإنك اليوم الوالي عليهم، وأنت فيهم مطاع; فسر إليهم بالناس، وبادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة، فيكون الناس لهم أطوع منهم لك(4).
ذكرنا فيما سبق بأن المتحالفين كانوا بحاجة الى شخصيات ذات تأثير جماهيري يدعم دعواهم، وأن عائشة اُم المؤمنين كانت خير من يمثل ذلك، ويبدو أن اُم المؤمنين عائشة كانت تعرف في نفسها هذه الموهبة، لذا فإنها لم تألُ جهداً في استخدام منطقها، بل وقلمها أيضاً للبدء بحملة إعلامية تستهدف استقطاب عدد آخر من الشخصيات المهمة المؤثرة على الآخرين، فبادرت الى مراسلة الأحنف بن قيس - سيد تميم- "فأبى أن يأتيها، ثم أرسلت إليه فأتاها، فقالت: ويحك يا أحنف، بم تعتذر الى الله من ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان(رضي الله عنه)، أمن قلّة عدد، أو أنك لا تطاع في العشيرة!
قال: يا اُم المؤمنين، ما كبرت السن ولا طال العهد، وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين منه!
قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص الاناء ثم قتلوه.
قال: يا اُم المؤمنين، إني آخذ بأمرك وأنت راضية، وأدعهوأنت ساخطة"(5).
وقد راسلت اُم المؤمنين عائشة شخصية مهمة اُخرى فيما بعد، فإنه "لما نزل علي (عليه السلام) بالبصرة، كتبت عائشة الى زيد بن صوحان العبيدي: من عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي (صلى الله عليه وآله) الى ابنها الخالص زيد بن صوحان، أما بعد: فأقم في بيتك، وخذّل الناس عن علي، وليبلغني عنك ما اُحب، فإنك أوثق أهلي عندي، والسلام.
فكتب إليها: من زيد بن صوحان الى عائشة بنت أبي بكر، أما بعد: فإن الله أمرك بأمر، وأمرنا بأمر، أمرك أن تقرّي في بيتك، وأمرنا أن نجاهد، وقد أتاني كتابك، فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله، فأكون قد صنعت ما أمرك الله به، وصنعتِ ما أمرني الله به! فأمرك عندي غير مطاع، وكتابك غير مجاب، والسلام"(6).

التفاوض

على الرغم من أن رواية ابن العربي عن الطبري بطريق سيف، ومن بعده الخطيب تظهر عثمان بن حنيف رجلا نزقاً ميالا الى الشر، فإن باقي المصادر تبرز مدى حكمة هذا الرجل وتأنّيه، فهو على الرغم من استماعه الى الأحنف ابن قيس -وهو المعروف بحلمه وسعة صدره- الذي كان يحرض عثمان بن حنيف على المبادرة الى قتال القوم قبل دخولهم البصرة، وقد تبعه في ذلك حكيم بن جبلة فقال مثل قول الأحنف من تحريض عثمان على المناجزة وأخذ زمام المبادرة من خصومه، وهذا في الحقيقة منطق عسكري سليم، إلاّ أن عثمان بن حنيف قرر التأني وعدم المبادرة بانشاب القتال، وكان جوابه للأحنف بن قيس: الرأي ما رأيت، لكنني أكره الشر، وأن أبدأهم به، وأرجو العافية والسلامة الى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين ورأيه فأعمل به.
وتبعاً لذلك فإنه لم يبدأ بشن الغارة على أصحاب الجمل، بل فعل ما يفعله الرجل الحكيم المسالم حين أرسل إلى خليفته بكتاب يخبره بما جرى، فأجابه الخليفة علي بن أبي طالب بكتاب جواباً عليه، يتضمن هو الآخر نفس الروحية في عدم المبادأة بالقتال، والاكتفاء بدعوة القوم الى الدخول في الطاعة والسلم، فكان مما جاء في كتابه:
من عبدالله علي أمير المؤمنين، الى عثمان بن حنيف.
أما بعد: فإن البغاة عاهدوا الله ثم نكثوا، وتوجهوا الى مصرك، وساقهم الشيطان لطلب ما لا يرضى الله به، والله أشد بأساً وأشد تنكيلا، فإذا قدموا عليك فادعهم الى الطاعة والرجوع الى الوفاء بالعهد والميثاق الذي فارقونا عليه، فإن أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك، وإن أبوا إلاّ التمسك بحبل النكث والخلاف، فناجزهم القتال حتى يحكم الله بينك وبينهم وهو خير الحاكمين; كتابي هذا إليك من الربذة وأنا معجل المسير إليك إن شاء الله.
فلما وصل كتاب علي (عليه السلام) الى عثمان، أرسل الى أبي الأسود الدؤلي وعمران بن الحصين الخزاعي، فأمرهما أن يسيرا حتى يأتياه بعلم القوم، وما الذي أقدمهم. فانطلقا حتى إذا أتيا حفر أبي موسى وبه معسكر القوم، فدخلا على عائشة، فنالاها ووعظاها وأذكراها وناشداها الله، فقالت لهما: القيا طلحة والزبير، فقاما من عندها ولقيا الزبير فكلماه فقال لهما: إنا جئنا للطلب بدم عثمان وندعو الناس الى أن يردوا أمر الخلافة شورى ليختار الناس لأنفسهم.
فقالا له: إن عثمان لم يُقتل بالبصرة ليطلب دمه فيها، وأنت تعلم قتلة عثمان من هم وأين هم! وإنك وصاحبك وعائشة كنتم أشد الناس عليه وأعظمهم اغراء بدمه، فأقيدوا من أنفسكم، وأما إعادة أمر الخلافة شورى، فكيف وقد بايعتم علياً طائعين غير مكرهين! وأنت يا أبا عبدالله لم يُبعد العهد بقيامك دون هذا الرجل يوم مات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنت آخذ قائم سيفك تقول: ما أحد أحق بالخلافة منه ولا أولى بها منه! وامتنعت من بيعة أبي بكر! فأين ذلك الفعل من هذا القول!
فقال لهما: إذهبا فالقيا طلحة، فقاما الى طلحة فوجداه أخشن الملمس، شديد العريكة، قوي العزم في إثارة الفتنة وإضرام نار الحرب، فانصرفا الى عثمان بن حنيف(7).
كان المتحالفون يحاولون استمالة الرأي العام إليهم بظهورهم بمظهر المدافع عن الحق والمطالبة بدم الخليفة المقتول، حتى إنهم ولتحقيق تلك الغاية، اتهموا علي بن أبي طالب صراحة بقتل عثمان أو التواطؤ على قتله، وتناوبوا إلقاء الخطب على أهل البصرة لاستمالة قلوب أهلها إليهم وإيغار صدورهم على علي بن أبي طالب، واجتمع أهل البصرة يستمعون إليهم، فقام طلحة بن عبيدالله أولا فخطب فيهم، وقال بعد أن ذكر فضل عثمان: "وقد كان أحدث احداثاً نقمنا عليه، فأتيناه فاستعتبناه فأعتبنا، فعدا عليه امرؤ ابتز هذه الاُمة أمرها غصباً بغير رضا منها ولا مشورة فقتله! وساعده على ذلك قوم غير أتقياء ولا أبرار، فقُتل مُحرماً بريئاً تائباً. وقد جئناكم أيها الناس نطلب بدم عثمان، وندعوكم الى الطلب بدمه، فإن نحن أمكننا الله من قتلته قتلناهم به، وجعلنا هذا الأمر شورى بين المسلمين، وكانت خلافة رحمة للاُمة جميعاً، فإن كان أخذ الأمر من غير رضا من العامة ولا مشورة منها ابتزازاً، كان ملكاً عضوضاً وحدثاً كبيراً.
ثم قام الزبير فتكلم بمثل كلام طلحة.
فقام إليهما ناس من أهل البصرة فقالوا لهما: ألم تبايعا علياً فيمن بايعه! ففيم بايعتما ثم نكثتما!
فقالا: ما بايعناه، وما لأحد في أعناقنا بيعة، وإنما استكرهنا على بيعته! فقال ناس: قد صدقا وأحسنا القول وقطعا الثواب.
وقال ناس: ما صدقا ولا أصابا في القول. حتى ارتفعت الأصوات.
ثم أقبلت عائشة على جملها فنادت بصوت مرتفع: أيها الناس، أقلّوا الكلام وأسكتوا. فأسكت الناس لها، فقالت: إن أمير المؤمنين عثمان قد كان غيّر وبدّل، ثم لم يزل يغسل ذلك بالتوبة حتى قُتل مظلوماً تائباً، وإنما نقموا عليه ضربه بالسوط، وتأميره الشبان، وحمايته موضع الغمامة; فقتلوه محرماً في حرمة الشهر وحرمة البلد، ذبحاً كما يذبح الجمل، ألا وإن قريشاً رمت غرضها بنبالها، وأدمت أفواهها بأيديها، وما نالت بقتلها إياه شيئاً، ولا سلكت به سبيلا قاصداً، أما والله ليرونها بلايا عقيمة تنبّه النائم، وتقيم الجالس، وليسلطن عليهم قوم لا يرحمونهم، ويسومونهم سوء العذاب.
أيها الناس، إنه ما بلغ من ذنب عثمان ما يستحل به دمه، مصتموه كما يماص الثوب الرحيض، ثم عدوتم عليه فقتلتموه بعد توبته وخروجه من ذنبه، وبايعتم ابن أبي طالب بغير مشورة من الجماعة ابتزازاً وغصباً; تراني أغضب لكم من سوط عثمان ولسانه ولا أغضب لعثمان من سيوفكم! ألا إن عثمان قتل مظلوماً فاطلبوا قتلته، فإذا ظفرتم بهم فاقتلوهم، ثم اجعلوا الأمر شورى بين الرهط الذين اختارهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولا يدخل فيهم من شرك في دم عثمان.
فماج الناس واختلطوا، فمن قائل: القول ما قالت، ومن قائل يقول: وما هي وهذا الأمر، إنما هي امرأة مأمورة بلزوم بيتها!
وارتفعت الأصوات، وكثر اللغط حتى تضاربوا بالنعال وتراموا بالحصى.
ثم إن الناس تمايزوا فصاروا فريقين: فريق مع عثمان بن حنيف، وفريق مع عائشة وأصحابها(8).
لقد كان من نتائج هذه الخطب الاستفزازية، انقسام الناس الى معسكرين متعاديين، بينما يرى القاضي ابن العربي أنهم خرجوا لتأليف القلوب، وأن الطلب بدم عثمان لم يكن دعواهم، في الوقت الذي تثبت الوقائع جميعاً، أن دعوى المتحالفين الرئيسة كانت الطلب بدم عثمان، والادعاء بأنه قد قُتل بعد توبته، وقد مرَّ فيما سبق أن موقف عائشة من عثمان وتحريضه عليها قد استمر حتى اللحظة الأخيرة من حياة عثمان، وانها استبشرت بقتله عندما سمعت به، ولكن الأهداف الحقيقية لثورة عائشة وحلفائها على عثمان لم تتحقق عندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة، خلافاً لما كانت ترجوه عائشة، فكانت الخطة تتطلب الطعن في خلافة علي ونقض شرعيتها، ومن ثم تأليب الناس على العصيان.
المصادر :
1- العواصم من القواصم: 155.
2- العواصم من القواصم: هامش 262.
3- الطبري 4: 326.
4- شرح نهج البلاغة 9: 311.
5- الاستيعاب بهامش الاصابة 2: 192 ترجمة صخر بن قيس.
6- شرح نهج البلاغة 6: 226، الطبري 4: 476.
7- شرح نهج البلاغة 9: 312.
8- شرح نهج البلاغة 6: 314.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.