اليد هي باب قضاء الإنسان لما يحتاج إليه، ويكفي أن تنظر إلى شخص قد قطعت يده بسبب حادثةٍ ما لتدرك مدى الفائدة المترتبة على ما وهبه الله لك من يدٍ تستعين بها على أمورك كلّها.
وهذه اليد كما يُمكن أن يتصرَّف الإنسان فيها فيما يُرضي الله عزَّ وجلَّ قد ينحرف الإنسان فيستخدمها في معصية الله عزَّ وجلَّ.
فما هي الأمور التي يجب تهذيب هذه الجارحة وتربيتها على الاجتناب عنها؟
نزّه يدك عن:
1 ـ السرقة
هي من أعظم موارد ظلم الآخرين، فتعتدي على مالٍ يملكه غيرك وقد عانى في سبيل جمعه أو كان بحاجة إليه، فتمنعه من أن يستفيد منه.
والسرقة كما تتمُّ بطريقٍ مباشر بأن تمدَّ يدك إلى مالٍ ليس لك وتتصرَّف به بما تشاء. فإنّ لها مصاديق أخرى، كما لو أعطاك أحدهم أمانة أو ديناً فأخذته ولم تُرجعه إليه، ولم يكن في نيّتك أن تُرجعه إليه.وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):"السرّاق ثلاثة: مانع الزكاة، ومستحلّ مهور النساء، وكذلك من استدان ولم ينوِ القضاء"1.
2 ـ منع الحقوق
ومن مصاديق السرقة أن تمنع الآخرين من حقٍّ هو لهم، كما لو كنت شريكاً في مالٍ مع غيرك فمنعته من ذلك المال، ولم تعطه ماله.
وقد تعرّض الإمام زين العابدين (عليه السلام) لكلا النوعين من السرقة في كلامه حيث يقول:"وأمّا حقّ يدك، فأن لا تبسطها إلى ما لا يحلّ لك بما تبسطها إليه من العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة في العاجل، ولا تقبضها مما افترض الله عليها"2.
وهو ما تحدّث عنه الإمام زين العابدين. فالإنسان الّذي يمدّ يده إلى مال غيره، يمدّ يده إلى العقوبة الّتي سينالها في يوم القيامة.
ـ مضار السرقة
أ ـ العقاب الإلهيِّ: إنّ السرقة من الذنوب الكبيرة التي توعّدَ الله عزَّ وجلَّ فاعلَها بنار جهنّم.
ب ـ العقاب الدنيويِّ: حدّدت الشريعة عقوبة قطع اليد في السرقة، قال تعالى:﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾3.
ج ـ العقاب البشريِّ: إنّ الناس المحيطين بهذا السارق سوف يفقدون ثقتهم به، ولا يعتمدون عليه، بل سوف يلومونه على هذا الفعل، فيكون محتقراً بين الناس. وهو ما تحدَّث عنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) في قوله:"ومن الناس باللائمة في العاجل".
3 ـ الاعتداء على الغير
إنَّ من أعظم ما يُبتلى به الإنسان وهو في مقتبل العمر وعنفوان الشباب؛ أن يُقدِمَ على الاعتداء على الآخرين، إثباتاً لقوَّة نفسه أو بسبب فورة غضبٍ تتحكّم به، وهو لا يدري أنّه بذلك يهوي إلى نار جهنّم، وأنّ هذا الأمر هو باب من أبواب الشيطان. وفي الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):"... ألا ومن لطم خدَّ امرئ مسلم أو وجهه بدّد الله عظامه يوم القيامة، وحُشر مغلولاً حتّى يدخل جهنّم إلّا أن يتوب"4.
اليد طريق إلى الآخرة
إنَّ هذه اليد تشكّل طريقاً لهذا الإنسان يصل به إلى سعادة الآخرة، وذلك متى زرع بهذه اليد بذوراً تثمر في آخرته فتكون سبباً لدخوله الجنّة:
1 ـ الجهاد في سبيل الله: وعد الله عزَّ وجلَّ المجاهدين في سبيله أجراً عظيماً، وهذا الجهاد إنّما يكون بما يبذله الإنسان في سبيل إعلاء راية الدين والدفاع عن المستضعفين، فحركة اليد التي يقصد فيها الإنسان وجه الله عزَّ وجلَّ هي جهاد في سبيل الله.
2 ـ العمل الصالح: إنَّه القرين الذي يُرافق الإنسان إلى قبره وفي يوم بعثه عندما يقوم للحساب. وهذا العمل الصالح يعتمد بشكل أساس على يد الإنسان، فبهذه اليد يدفع الصدقة للفقير والمحتاج، وبها يمدُّ يد العون، وبها يدفع الأذى عن المسلمين.
المصادر :
1-ميزان الحكمة، الريشهنري، ج2، ص1299.
2-تحف العقول، الحرّاني، ص257.
3- المائدة: 32.
4- مكاتيب الرسول، الأحمدي الميانجي، ج2، ص149.
5-ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج2 ص 1298.
وهذه اليد كما يُمكن أن يتصرَّف الإنسان فيها فيما يُرضي الله عزَّ وجلَّ قد ينحرف الإنسان فيستخدمها في معصية الله عزَّ وجلَّ.
فما هي الأمور التي يجب تهذيب هذه الجارحة وتربيتها على الاجتناب عنها؟
نزّه يدك عن:
1 ـ السرقة
هي من أعظم موارد ظلم الآخرين، فتعتدي على مالٍ يملكه غيرك وقد عانى في سبيل جمعه أو كان بحاجة إليه، فتمنعه من أن يستفيد منه.
والسرقة كما تتمُّ بطريقٍ مباشر بأن تمدَّ يدك إلى مالٍ ليس لك وتتصرَّف به بما تشاء. فإنّ لها مصاديق أخرى، كما لو أعطاك أحدهم أمانة أو ديناً فأخذته ولم تُرجعه إليه، ولم يكن في نيّتك أن تُرجعه إليه.وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):"السرّاق ثلاثة: مانع الزكاة، ومستحلّ مهور النساء، وكذلك من استدان ولم ينوِ القضاء"1.
2 ـ منع الحقوق
ومن مصاديق السرقة أن تمنع الآخرين من حقٍّ هو لهم، كما لو كنت شريكاً في مالٍ مع غيرك فمنعته من ذلك المال، ولم تعطه ماله.
وقد تعرّض الإمام زين العابدين (عليه السلام) لكلا النوعين من السرقة في كلامه حيث يقول:"وأمّا حقّ يدك، فأن لا تبسطها إلى ما لا يحلّ لك بما تبسطها إليه من العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة في العاجل، ولا تقبضها مما افترض الله عليها"2.
وهو ما تحدّث عنه الإمام زين العابدين. فالإنسان الّذي يمدّ يده إلى مال غيره، يمدّ يده إلى العقوبة الّتي سينالها في يوم القيامة.
ـ مضار السرقة
أ ـ العقاب الإلهيِّ: إنّ السرقة من الذنوب الكبيرة التي توعّدَ الله عزَّ وجلَّ فاعلَها بنار جهنّم.
ب ـ العقاب الدنيويِّ: حدّدت الشريعة عقوبة قطع اليد في السرقة، قال تعالى:﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾3.
ج ـ العقاب البشريِّ: إنّ الناس المحيطين بهذا السارق سوف يفقدون ثقتهم به، ولا يعتمدون عليه، بل سوف يلومونه على هذا الفعل، فيكون محتقراً بين الناس. وهو ما تحدَّث عنه الإمام زين العابدين (عليه السلام) في قوله:"ومن الناس باللائمة في العاجل".
3 ـ الاعتداء على الغير
إنَّ من أعظم ما يُبتلى به الإنسان وهو في مقتبل العمر وعنفوان الشباب؛ أن يُقدِمَ على الاعتداء على الآخرين، إثباتاً لقوَّة نفسه أو بسبب فورة غضبٍ تتحكّم به، وهو لا يدري أنّه بذلك يهوي إلى نار جهنّم، وأنّ هذا الأمر هو باب من أبواب الشيطان. وفي الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):"... ألا ومن لطم خدَّ امرئ مسلم أو وجهه بدّد الله عظامه يوم القيامة، وحُشر مغلولاً حتّى يدخل جهنّم إلّا أن يتوب"4.
اليد طريق إلى الآخرة
إنَّ هذه اليد تشكّل طريقاً لهذا الإنسان يصل به إلى سعادة الآخرة، وذلك متى زرع بهذه اليد بذوراً تثمر في آخرته فتكون سبباً لدخوله الجنّة:
1 ـ الجهاد في سبيل الله: وعد الله عزَّ وجلَّ المجاهدين في سبيله أجراً عظيماً، وهذا الجهاد إنّما يكون بما يبذله الإنسان في سبيل إعلاء راية الدين والدفاع عن المستضعفين، فحركة اليد التي يقصد فيها الإنسان وجه الله عزَّ وجلَّ هي جهاد في سبيل الله.
2 ـ العمل الصالح: إنَّه القرين الذي يُرافق الإنسان إلى قبره وفي يوم بعثه عندما يقوم للحساب. وهذا العمل الصالح يعتمد بشكل أساس على يد الإنسان، فبهذه اليد يدفع الصدقة للفقير والمحتاج، وبها يمدُّ يد العون، وبها يدفع الأذى عن المسلمين.
علة حرمة السرقة
عن الإمام الرضا (عليه السلام):"حرّم الله السرقة لما فيه من فساد الأموال وقتل النفس لو كانت مباحة، ولما يأتي في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلى ترك التجارات والصناعات في المكاسب، واقتناء الأموال إذا كان الشيء المُقتنى لا يكون أحد أحقّ به من أحد. وعلّة قطع اليمين من السارق، لأنّه يباشر الأشياء بيمينه، وهي أفضل أعضائه وأنفعها له، فجعل قطعها نكالاً وعبرة للخلق لئلّا يبتغوا أخذ الأموال من غير حلّها، ولأنّه أكثر ما يباشر السرقة بيمينه"5.المصادر :
1-ميزان الحكمة، الريشهنري، ج2، ص1299.
2-تحف العقول، الحرّاني، ص257.
3- المائدة: 32.
4- مكاتيب الرسول، الأحمدي الميانجي، ج2، ص149.
5-ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج2 ص 1298.