الکسل والخمول

حينما يمتلك الإنسان وقتاً غالياً مهما فان عليه أن يقضيه في افضل الأعمال والبرامج، لا أن يضيعه في التوافه والأمور البسيطة.
Sunday, May 20, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الکسل والخمول
 الکسل والخمول

حينما يمتلك الإنسان وقتاً غالياً مهما فان عليه أن يقضيه في افضل الأعمال والبرامج، لا أن يضيعه في التوافه والأمور البسيطة.
وشهر رمضان كأفضل وأغلى فترة زمنية تمر على الإنسان في العام ينبغي عليه أن يحرص على كل ساعة من ساعاته ولحظة من لحظاته، فكما ورد في كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات )).
ومعنى ذلك أن يحفل شهر رمضان بأفضل البرامج وأحسن الأعمال، وأن يكون إنتاج الإنسان فيه أكثر وفاعليته أكبر.
لذا نرى التعاليم الإسلامية تقدم برامج مكثفة من الأعمال العبادية في شهر رمضان:
- فهناك أوراد وصلوات مستحبة كثيرة.
- وأدعية متنوعة لأيام وليالي هذا الشهر، يقول الإمام علي عليه السلام: (( عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء )).
- وقراءة القرآن يستحب زيادتها ومضاعفتها، كما ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: (( لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان )).
وفي المجال الاجتماعي هناك توجيه ديني لتكثيف النشاط الاجتماعي في شهر رمضان كما نقرأ في خطب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا الشهر الكريم حيث يقول:
(( وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم.. وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم )).
(( من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند اللَّه عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه ))، وفي حديث آخر: (( من افطر صائماً فله مثل أجره )).
هذه الروايات وأمثالها تعنى أن تكون للإنسان برامج مكثفة خلال شهر رمضان في الجانب العبادي والمجال الاجتماعي، فتكون أوقات الإنسان فيه معمورة بالنشاط حافلة بالحركة.
فهو شهر النشاط والحركة والعمل.لكن ما تعوده الكثيرون في مجتمعاتنا هو اتخاذ هذا الشهر الكريم موسماً للخمول والكسل، حيث يتدنى فيه الأداء التعليمي في المدارس، والوظيفي في الدوائر والمؤسسات، ويقضي قسم كبير من الناس فيه النهار نوماً واسترخاءً، بحجة الصيام وكأن الصوم داع للكسل، أو بديل عن العمل فيوقف الإنسان حركته لكي يصوم، وتلحظ بعض التقارير انخفاض مستوى الإنتاجية العملية لدى قسم من المجتمعات الإسلامية في شهر رمضان..
وفي تاريخنا الإسلامي احتضن شهر رمضان المبارك الكثير من المعارك الفاصلة بين المسلمين والكفار، وسجّل المسلمون فيه أروع البطولات والانتصارات، فغزوة بدر الكبرى وقعت في أول شهر رمضان يفرض اللَّه صومه، في السنة الثانية للَّهجرة، وفتح مكة المكرمة حصل في شهر رمضان، للسنة الثامنة للَّهجرة، وفي شهر رمضان فتح المسلمون جزيرة (رودس) سنة 53هـ كما فتحوا ثغور الأندلس على يد موسى بن نصير عام 91هـ.
وفيه انهزام الإفرنج المسيحيين الذين استولوا على سوريا وضواحيها، على أيدي جيوش المسلمين عام 584هـ.
وآباؤنا وأجدادنا كانوا يصومون شهر رمضان مع قيامهم بكل وظائفهم الحياتية، فما كانت الأعمال تتوقف في بلادنا فترة الصيام.
فكيف حدثت هذه الظاهرة السلبية باستيلاء الخمول والكسل على الكثيرين نهار شهر رمضان؟
إن إحياء ليالي شهر رمضان بالعبادة وأعمال الخير شيء جيد لكن الكثيرين يسهرون الليل في جلسات فارغة أو ضمن برامج غير مفيدة يراد منها تمرير الوقت، ثم يقضون أغلب نهارهم نياماً على حساب الإنتاجية والعمل.ومن الناحية الصحية فإن النوم فترة الصيام يضعف استفادة الجسم من الصوم، فقد ذكرت المراجع الطبية: أن الحركة العضلية في فترة ما بعد امتصاص الغذاء -أثناء الصوم- تنشط جميع عمليات الأكسدة لكل المركبات التي تمد الجسم بالطاقة، وتنشط عملية تحلل الدهون، كما تنشط أيضاً عملية تصنيع الجلوكوز بالكبد، من الجليسرول الناتج من تحلل الدهون في النسيج الشحمي، ومن اللاكتيت الناتج من أكسدة الجولكوز في العضلات.
ويحتوي كتاب (الصيام معجزة علمية) للدكتور عبد الجواد الصاوي، على بحث علمي جميل حول هذا الموضوع تحت عنوان: (هل الأفضل في الصيام الحركة أم السكون؟)
مضافاً إلى ذلك فإن نوم النهار للصائم يشكل مصادرة لأغلب استهدافات الصوم.
فهو لا يتحسس الجوع، ولا تستثيره الرغبة أو الشهوة، فكيف يصدق على الصائم النائم أنه يذوق مسّ الجوع فيشعر بمعاناة المعدمين، أو أنه يتعالى على شهواته ورغباته فتنمو عنده ملكة التقوى؟
وإذا كان الإنسان طوال السنة، يأكل ويشرب أثناء النهار، ويمتنع عن الأكل والشرب عند نومه في الليل، فإنه في هذه الحالة يعكس برنامجه، فيأكل ويشرب أثناء الليل ويمتنع عن الأكل وهو نائم في النهار فما الفرق إذاً؟
انطلاق شهوة الطعام:
من أجلى فوائد الصوم الظاهرة تربية الإنسان على التحكم في شهوة الطعام، ذلك أن هناك مستويين في تناول الإنسان للطعام.
المستوى الأول: حاجة الجسم إلى الغذاء، لأنه مكوّن من ذرات عناصر الأرض: التراب والماء والهواء، وقد سخر اللَّه تعالى النبات والحيوان كغذاء للإنسان يمد جسمه بهذه العناصر والمركبات لتستمر حياته ونموه، ويكفي لتحقيق هذه الغرض مقدار محدود من الغذاء (( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه )) كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
المستوى الثاني: حالة الرغبة والشهوة، حيث يتلذد الإنسان بمذاقات الطعام، وتستهويه ألوانه المختلفة، فيأكل استجابة لهذه الرغبة، متجاوزاً حاجة جسمه، بل قد يأكل ما يضّر جسمه من حيث الكمية أو النوعية.
وهنا يفترق الإنسان عن الحيوانات حيث ترتبط شهيتها بحاجة جسمها وللوظيفة التي سخرت لها، أما الإنسان فشهيته أوسع مدى من حاجته، فإذا استجاب لها واسترسل في الأكل والشرب، فان ذلك يسبب له العديد من الأمراض والأسقام.
لذا يحذّر الطب من الإفراط في الطعام و عدم التوازن فيه، كما تشددّ على ذلك التعاليم الدينية، روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إياكم وفضول المطعم فإنه يسمّ القلب بالفضلة ))، ويقول الإمام علي عليه السلام: (( من كثر أكله قلّت صحته )) .
واغلب مشاكل الإنسان الصحية تأتيه من الاسترسال مع شهوة الطعام والشراب، وخاصة في هذا العصر الذي تتفنن فيه وسائل الدعاية والإعلام لتشجيع حالة الاستهلاك، وتسعى مصانع ومتاجر الأغذية، لإثارة رغبات الناس اكثر في ألوان المنتجات الغذائية، كما أن طبيعة الحياة عند الكثيرين لا تستلزم بذل جهد وحركة لتصريف الطاقة التي يوفرها الطعام للجسم.
وتأتي فريضة الصوم لتلفت نظر الإنسان إلى ضرورة التحكم في طعامه وشرابه وضبط رغبته وشهيته، لكن المؤسف جداً هو ما يسود حياة اغلب مجتمعاتنا حيث ترتفع وتيرة الاستهلاك الغذائي في شهر رمضان، وحسب بعض التقارير الاقتصادية، فان استهلاك الدول الإسلامية من المواد الغذائية يزداد في شهر رمضان.
فقد أصبح الشهر الكريم موسماً للأكل وانطلاق شهوة الطعام! وما أن يحين وقت الإفطار حتى يندفع الإنسان للمائدة بنهم وشره وكأنه ينتقم لبطنه من فترة صومه!!
انتشار السكري وأمراض القلب:
وفي مجتمعاتنا وحيث الوفرة الاقتصادية، والاسترسال مع الشهيّة والرغبة، أصبحنا نعاني من انتشار بعض الأمراض الخطيرة، التي تنتج غالباً من عدم التحكم في البرنامج الغذائي.فقد أعلن في مؤتمر السكر العالمي الذي انعقد مؤخراً بالقاهرة عن تصدر المملكة العربية السعودية لقائمة الدول التي ينتشر بها مرض السكري، بعد أن تم تشخيص 900 ألف حالة سكري بالمملكة أي ما يعادل 17% من جملة السكان.
كما عقد أخيراً المجمع الطبي بالظهران مؤتمراً بعنوان (السكري.. آفاق مستقبلية)، أشارت بحوثه إلى مضاعفات مشاكل السكري الخطيرة كالفشل الكلوي والنوبات القلبية وبتر الأطراف.
ففي عام واحد حصلت 13 ألف عملية بتر أعضاء في المملكة بسبب السكري، وفي الرياض وحدها تجري 36 عملية بتر أعضاء يومياً!! وهي نسب أعلى من المعدلات العالمية.
ويشير التقرير السنوي الذي تصدره منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الزيادة السنوية لمرض السكر في المملكة نسبتها 4% أي أن 36 آلف شخص جديد كل عام يصابون بالسكري في المملكة!! والمنطقة الشرقية قد تكون هي الأولى في زيادة الإصابة بهذا المرض.
والى جانب مرض السكري يزداد انتشار أمراض القلب والتي تنشأ غالباً من زيادة نسبة الكلوسترول والدهون في جسم الإنسان.
إن علينا أن نعيد النظر في برامجنا وعاداتنا الغذائية مع تغيّر نمط حياتنا ومعيشتنا، ولا يصح أبداً الاستجابة للرغبات والشهوات على حساب صحتنا ومستقبل حياتنا.
وعلينا أن نسأل أنفسنا هل نحن نعيش لنأكل أم نأكل لنعيش، إذا كان الأكل من اجل الحياة فلنظبطه حسب مصلحة الحياة.
وشهر رمضان ينبغي أن نتدرب فيه على الانضباط الغذائي، لنستفيد من فريضة الصوم العظيمة.
ليلة القدر: قرارات التحوّل والتغيير
يصف اللَّه تعالى ليلة القدر بأنها {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وأنها ليلة التقدير {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} حيث تتقرر الأحداث والأقدار والقضايا المصيرية التي ترتبط بالإنسان والحياة في هذه الليلة من قبل اللَّه تعالى.
فعن ابن عباس (( إن اللَّه يقدر ما يكون في كل تلك السنة من مطر ورزق وإحياء وإماتة إلى مثل هذه الليلة من السنة الآتية )) وعن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: (( ليلة القدر يقدر اللَّه عز وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق ))
فليلة القدر إذاً ليلة التقدير الإلهي لما يجري على الناس في سنتهم القادمة، وليلة القرارات الإلهية الكبيرة، فلتكن -إذن- هذه الليلة ليلة القرارات الحاسمة عند الإنسان.
فكم يكون التوافق مباركاً وذا قيمة عظيمة أن يوقت الإنسان لنفسه، أن يتخذ قراراته المصيرية والرئيسية، في تلك الليلة المباركة، التي جعلها اللَّه سبحانه وتعالى موعداً وميقاتاً لقدره الذي يقدره على الناس.
ثم تأتي الأجواء الروحية العظيمة التي تكتنف هذه الليلة، لتزيد من حظوظ الإنسان في اتخاذ قرارات مصيرية صائبة موفقة.
وليس من شك أن دائرة قرارات الإنسان في هذه الليلة المباركة، ينبغي أن تتسع بحيث تشمل كل ماله دور وتأثير في استقامته وصلاحه، وان تشمل طموحات الإنسان الدنيوية والأخروية، فيضع لنفسه مخططاً وبرنامجاً عملياً وسلوكياً يسير عليه في سنته القادمة.. ثم يعاهد اللَّه في تلك الليلة، بل وفي ليالي القدر المحتملة كلها، على أن يستمر في تطبيق ذلك البرنامج، ويطلب من اللَّه المدد والعون، وأن يجعل قضاءه وقدره جل وعلا موافقاً لإمنياته وطموحاته الخيرة.
فلسفة الاستغفار:
إن واحداً من أهم الأعمال في هذه الليلة هو الاستغفار، فقد ورد في مستحباتها أن يستغفر اللَّه سبعين مرة.وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: (( عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع البلاء عنكم، وأما الاستغفار فتمحى به ذنوبكم )) ويندد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بمن يحرم نفسه من الحصول على مغفرة اللَّه في هذا الشهر العظيم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم ))، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (( من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده اللَّه ))، وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: (( من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له )).
وليس رمضان سوى مدرسة روحية، ودورة تربوية يتخرج منها الإنسان وقد تخلق بخصال الخير والصلاح، ليمارسها في بقية سنته، من هنا فإن التوجهات الإسلامية بضرورة كثرة الاستغفار، تؤكد على أهمية ذلك في كل حياة الإنسان..
يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (( اكثروا من الاستغفار فإن اللَّه عز وجل لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم )) وقال الإمام الصادق عليه السلام: (( كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يتوب إلى اللَّه في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب ))
إن الاستغفار الحقيقي ليس هو مجرد قول (استغفر اللَّه) وتحريك اللسان بهذه الألفاظ، بل إن هذه الألفاظ ينبغي أن تكون شعاراً ظاهراً لقرار عميق الجذور في نفس المستغفر.
إن صدقية الاستغفار -في الحقيقة- مرهونة باشتماله على خطوتين رئيسيتين هامتين:
الأولى: اكتشاف الخطأ، والإقرار بوجوده، وأنه خطأ لا يجوز الاستمرار عليه.
الثانية: التصميم على الإقلاع عنه والتخلص منه.
فإذا ما عرفت الخطأ وشخصته، ثم صممت على تجاوزه والإقلاع عنه، فتعلن حينئذ عن قرارك القلبي ذلك، بلسانك وتقول: (استغفر اللَّه ربي وأتوب إليه).إن الاستغفار بهذا المعنى يتحول من ذكر مجرد، إلى نقلة نوعية نحو واقع أفضل وأصوب، ويصبح دواءً لأمراض الإنسان وعللَّه يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (( ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟ ألا إن داءكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار ))
ولو سألنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أي نوع من الاستغفار هذا الذي تصفه لنا دواءً يا رسول اللَّه؟ لقال كما في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( خير الاستغفار عند اللَّه الإقلاع والندم )) (1 ).
أما إذا كان الاستغفار مجرد تحريك اللسان، ولا يكشف عن أي تصميم داخلي للإقلاع عن الذنب، فإنه - والحال هذه - يتحول إلى ذنب يؤاخذ عليه الإنسان، وما أبلغ قول الإمام علي عليه السلام في الإشارة إلى هذه الحقيقة: (( الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة )) (2 ) ذلك أن هذا الاستغفار عبارة عن وعد قولي قاطع مع عزم داخلي على عدم الوفاء به، واللَّه تعالى مطلع على ما في نفسك.
ويقول الإمام علي الرضا عليه السلام في كلمة رائعة: (( من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه )) ( 3)، ويقول عليه السلام في حديث آخر: (( المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه )) (4 ).
المصادر :
1- تنبيه الخواطر : ج 2 ص 123.
2- تحف العقول : ص 223 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 63 ح 150 .
3- بحار الأنوار : 78/356/11.
4- الكافي : ج‏2 ص‏504 ح‏3 عن ياسر الخادم ، عدّة الداعي : ص‏250 ، تنبيه الخواطر : ج‏1 ص‏6 ، بحار الأنوار : ج‏93 ص‏285 ذيل ح‏32 .
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.