فتح مكة

وذلك لأن رسول الله صلي الله عليه و اله لما أراد فتح مكة أمر الناس بالتهيئة، وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتي نبغتها في بلادها. وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلي قريش، فأتي رسول الله صلي الله عليه
Saturday, June 2, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
فتح مكة
فتح مكة


في اليوم العشرين من سنة 8 هجرية فتح رسول الله صلي الله عليه و اله مكة من دون إراقة دماء.
وذلك لأن رسول الله صلي الله عليه و اله لما أراد فتح مكة أمر الناس بالتهيئة، وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتي نبغتها في بلادها. وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلي قريش، فأتي رسول الله صلي الله عليه و اله الخبر من السماء، فبعث علياً عليه السلام والزبير حتي أخذا كتابه من المرأة.
ثم استخلف رسول الله صلي الله عليه و اله أبا ذر الغفاري، وخرج عامداً إلي مكة لعشر مضين من شهر رمضان سنة ثمان في عشرة آلاف من المسلمين، ونحو من أربعمائة فارس، ولم يتخلف من المهاجرين والأنصار عنه أحد.
فلما نزل رسول الله صلي الله عليه و اله مر الظهران وقد غمت الأخبار عن قريش، فلا يأتيهم عن رسول الله صلي الله عليه و اله خبر، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، يتجسسون الأخبار.
وقد قال العباس ليلتئذ: يا سوء صباح قريش، والله لئن بغتها رسول الله في بلادها فدخل مكة عنوة، إنه لهلاك قريش إلي آخر الدهر. فخرج علي بغلة رسول الله صلي الله عليه و اله، وقال: أخرج إلي الأراك لعلي أري حطاباً أو صاحب لبن، أو داخلا يدخل مكة، فنخبرهم بمكان رسول الله، فيأتونه فيستأمنونه.
قال العباس: فو الله إني لأطوف في الأراك ألتمس ما خرجت له، إذ سمعت صوت أبي سفيان، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، وسمعت أبا سفيان يقول: والله ما رأيت كالليلة قط نيراناً. فقال بديل: هذه نيران خزاعة. فقال أبو سفيان: خزاعة ألأم من ذلك. قال: فعرفت صوته، فقلت: يا أبا حنظلة، يعني أبا سفيان.
فقال: أبو الفضل؟.
فقلت: نعم.
قال: لبيك فداك أبي وأمي، ما وراك؟.
فقلت: هذا رسول الله وراءك قد جاء بما لا قبل لكم به، بعشرة آلاف من المسلمين.
قال: فما تأمرني؟.
فقلت: تركب عجز هذه البغلة، فأستامن لك رسول الله صلي الله عليه و اله، فو الله لئن ظفر بك ليضربن عنقك.
فردفني فخرجت أركض به بغلة رسول الله صلي الله عليه و اله، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين، قالوا: هذا عم رسول الله صلي الله عليه و اله علي بغلة رسول الله صلي الله عليه و اله، حتي مررت بنار عمر بن الخطاب، فقال يعني عمر: يا أبا سفيان، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد. ثم اشتد نحو رسول الله صلي الله عليه و اله، وركضت البغلة حتي اقتحمت باب القبة، وسبقت عمر بما يسبق به الدابة البطيئة الرجل البطئ. فدخل عمر فقال: يا رسول الله، هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد، فدعني أضرب عنقه. فقلت: يا رسول الله، إني قد أجرته.
ثم إني جلست إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، وأخذت برأسه وقلت: والله لا يناجيه اليوم أحد دوني. فلما أكثر فيه عمر قلت: مهلاً يا عمر، فو الله ما يصنع هذا الرجل إلا أنه رجل من آل بني عبد مناف، ولو كان من عدي بن كعب ما قلت هذا. قال: مهلاً يا عباس، فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم. فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: إذهب فقد أمناه حتي تغدو به عليَّ في الغداة. قال: فلما أصبح غدوت به علي رسول الله صلي الله عليه و اله، فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟.
فقال: بأبي أنت وأمي، ما أوصلك وأكرمك وأرحمك وأحلمك، والله لقد ظننت أن لو كان معه إله لأغني يوم بدر ويوم أحد.
فقال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟.
فقال: بأبي أنت وأمي، أما هذه فإن في النفس منها شيئاً.
قال العباس: فقلت له ويحك، اشهد بشهادة الحق، قبل أن يضرب عنقك. فتشهد.
فقال صلي الله عليه و اله للعباس: انصرف يا عباس، فاحبسه عند مضيق الوادي، حتي تمر عليه جنود الله. قال: فحبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي. ومر عليه القبائل قبيلة، قبيلة وهو يقول: من هؤلاء؟. وأقول: أسلم، وجهينة، وفلان، حتي مر رسول الله صلي الله عليه و اله في الكتيبة الخضراء من المهاجرين والأنصار في الحديد، لا يري منهم إلا الحدق. فقال: من هؤلاء يا أبا الفضل؟.
قلت: هذا رسول الله صلي الله عليه و اله في المهاجرين والأنصار.
فقال: يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً.
فقلت: ويحك إنها النبوة.
فقال: نعم إذاً.
وجاء حكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء رسول الله صلي الله عليه و اله وأسلما وبايعاه. فلما بايعاه بعثهما رسول الله صلي الله عليه و اله بين يديه إلي قريش يدعوانهم إلي الإسلام. وقال صلي الله عليه و اله: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن.
ولما خرج أبو سفيان وحكيم من عند رسول الله صلي الله عليه و اله عامدين إلي مكة، بعث في أثرهما الزبير بن العوام، وأمره علي خيل المهاجرين، وأمره أن يغرز رايته بأعلي مكة بالحجون. وقال له: لا تبرح حتي آتيك. ثم دخل رسول الله صلي الله عليه و اله مكة، وضربت هناك خيمته، وبعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمته.
وبعث خالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبني سليم، وأمره أن يدخل أسفل مكة ويغرز رايته دون البيوت. وأمرهم رسول الله صلي الله عليه و اله جميعاً أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم
وسعي أبو سفيان إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، وأخذ غرزه أي ركابه فقبله. ثم قال: بأبي أنت وأمي، أما تسمع ما يقول سعد؟، إنه يقول: اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبي الحرمة. فقال صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلام: أدركه فخذ الراية منه، وكن أنت الذي يدخل بها، وأدخلها إدخالاً رفيقاً. فأخذها علي عليه السلام وأدخلها كما أمر.
ولما دخل رسول الله صلي الله عليه و اله مكة، دخل صناديد قريش الكعبة، وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم. ورسول الله صلي الله عليه و اله وقف قائماً علي باب الكعبة، فقال: لا إله إلا الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ألا إن كل مال أو مأثرة ودم تدعي فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة الكعبة، وسقاية الحاج، فإنهما مردودتان إلي أهليهما.
ألا إن مكة محرمة بتحريم الله، لم تحل لأحد كان قبلي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، وهي محرمة إلي أن تقوم الساعة. لا يختلي خلاها، ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد.
ثم قال: ألا لبئس جيران النبي كنتم، لقد كذبتم وطردتم وأخرجتم وآذيتم، ثم ما رضيتم حتي جئتموني في بلادي تقاتلونني، فاذهبوا فأنتم الطلقاء. فخرج القوم فكأنما أنشروا من القبور، ودخلوا في الإسلام، وكان الله سبحانه أمكنه من رقابهم عنوة، فكانوا له فيئاً، فلذلك سمي أهل مكة الطلقاء.
وعن ابن مسعود قال: دخل النبي صلي الله عليه و اله يوم الفتح، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد، جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
وقد أمر رسول الله صلي الله عليه و اله علياً عليه السلام بأن يصعد علي كتفه ويكسر الأصنام التي كانت علي الكعبة(1).
المصادر :
بحار الأنوار: ج42 ص280 ب127.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.