
1 - حدثنا محمد بن علی ماجیلویه رحمه الله، عن عمه محمد بن أبی القاسم، عن أحمد بن أبی عبد الله، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن میمون، عن حمزة بن الطیار، عن أبی عبد الله علیه السلام فی قوله الله عز وجل: (وَمَا کَانَ اللَّهُ لِیُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ یُبَیِّنَ لَهُم مَّا یَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ)(1) قال: حتى یعرفهم ما یرضیه وما یسخطه، وقال:
(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(2) قال: بین لها ما تأتی وما تترک، وقال: (إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِرًا وَإِمَّا کَفُورًا)(3) قال: عرفناه إما آخذا وإما تارکا وفی قوله عز وجل: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ)(4) قال:عرفناهم فاستحبوا العمى على الهدى وهم یعرفون.
2 - حدثنا أحمد بن علی بن إبراهیم بن هاشم رحمه الله، عن أبیه، عن محمد بن عیسى، عن یونس بن عبد الرحمن، عن ابن بکیر، عن حمزة بن محمد، عن أبی عبد الله علیه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: (وَهَدَیْنَاهُ النَّجْدَیْنِ)(5) قال: نجد الخیر والشر.
3 - حدثنا أحمد بن محمد بن یحیى العطار رحمه الله، عن أبیه، عن محمد بن أحمد ابن یحیى، عن موسى بن جعفر البغدادی، عن عبید الله الدهقان، عن درست، عمن حدثه، عن أبی عبد الله علیه السلام قال: ستة أشیاء لیس للعباد فیها صنع: المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم والیقظة.
4 - حدثنا علی بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبی عبد الله البرقی (ره) عن أبیه عن جده أحمد بن أبی عبد الله، عن علی بن الحکم، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطیار عن أبی عبد الله علیه السلام قال: قال لی: أکتب فأملى علی: أن من قولنا إن الله عز وجل یحتج على العباد بما آتاهم وما عرفهم، ثم أرسل إلیهم رسولا، وأنزل علیه الکتاب، فأمر فیه ونهى، أمر فیه الصلاة والصوم، فأنام رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم عن الصلاة فقال: أنا أنیمک وأنا أوقظک، فاذهب فصل لیعلموا إذا أصابهم ذلک کیف یصنعون، لیس کما یقولون: إذا نام عنها هلک، وکذلک الصیام، أنا أمرضک وأنا أصححک فإذا شفیتک فاقضه، ثم قال أبو عبد الله علیه السلام: وکذلک إذا نظرت إلى جمیع الأشیاء لم تجد أحدا فی ضیق، ولم تجد أحدا إلا ولله علیه الحجة وله فیه المشیة ولا أقول: إنهم ما شاؤوا صنعوا، ثم قال: إن الله یهدی ویضل، وقال: وما أمروا إلا بدون سعتهم، وکل شئ أمر الناس به فهم یسعون له، وکل شئ لا یسعون له فهو موضوع عنهم، ولکن أکثر الناس لا خیر فیهم، ثم قال: (وَلَا عَلَى الَّذِینَ إِذَا مَا أَتَوْکَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُکُمْ عَلَیْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْیُنُهُمْ تَفِیضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا یَجِدُوا مَا یُنفِقُونَ)(6) فوضع عنهم لأنهم لا یجدون.
إنما قال عز وجل: (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ یَهْدِیهِمْ رَبُّهُم بِإِیمَانِهِمْ تَجْرِی مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ)(7) وقال عز وجل: (یُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَفِی الْآخِرَةِ وَیُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِینَ وَیَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ)(8).
5 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید رضی الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهیم بن هاشم، عن إسماعیل بن مرار، عن یونس ابن عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلى قال: قلت لأبی عبد الله علیه السلام:
أصلحک الله هل جعل فی الناس أداة ینالون بها المعرفة؟ قال: فقال: لا، قلت: فهل کلفوا المعرفة؟ قال: لا، على الله البیان (لا یکلف الله نفسا إلا وسعها. ولا یکلف الله نفسا إلا ما آتیها) قال: وسألته عن قول الله عز وجل: (وَمَا کَانَ اللَّهُ لِیُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ یُبَیِّنَ لَهُم مَّا یَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ) قال: حتى یعرفهم ما یرضیه وما یسخطه.
6 - وبهذا الإسناد، عن یونس بن عبد الرحمن، عن سعدان یرفعه إلى أبی - عبد الله علیه السلام قال: إن الله عز وجل لم ینعم على عبد بنعمة إلا وقد ألزمه فیها الحجة من الله عز وجل، فمن من الله علیه فجعله قویا فحجته علیه القیام بما کلفه واحتمال من هو دونه ممن هو أضعف منه، ومن من الله علیه فجعله موسعا علیه فحجته ماله، یجب علیه فیه تعاهد الفقراء بنوافله، ومن من الله علیه فجعله شریفا فی نسبه جمیلا فی صورته، فحجته علیه أن یحمد الله على ذلک وألا یتطاول على غیره فیمنع حقوق الضعفاء لحال شرفه وجماله.
7 - أبی رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحمیری، عن أحمد بن محمد عن ابن فضال، عن علی بن عقبة، عن أبیه، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام یقول:اجعلوا أمرکم لله ولا تجعلوه للناس فإنه ما کان لله فهو لله، وما کان للناس فلا یصعد إلى الله، ولا تخاصموا الناس لدینکم فإن المخاصمة ممرضة للقلب، إن الله عز وجل قال لنبیه صلى الله علیه وآله وسلم: (إِنَّکَ لَا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰکِنَّ اللَّهَ یَهْدِی مَن یَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ)(9) وقال:
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَن فِی الْأَرْضِ کُلُّهُمْ جَمِیعًا أَفَأَنتَ تُکْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ)(10) ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنکم أخذتم عن رسول الله صلى الله علیه وآله، إنی سمعت أبی علیه السلام یقول: إن الله عز وجل إذا کتب على عبد أن یدخل فی هذا الأمر کان أسرع إلیه من الطیر إلى وکره.
8 - حدثنا أبی رضی الله عنه قال: حدثنا علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه عن ابن أبی عمیر، عن محمد بن حمران، عن سلیمان بن خالد، عن أبی عبد الله علیه السلام قال: قال: إن الله تبارک وتعالى إذا أراد بعبد خیرا نکت فی قلبه نکتة من نور وفتح مسامع قلبه ووکل به ملکا یسدده، وإذا أراد بعبد سوءا نکت فی قلبه نکتة سوداء وسد مسامع قلبه ووکل به شیطانا یضله، ثم تلا هذه الآیة (فَمَن یُرِدِ اللَّهُ أَن یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن یُرِدْ أَن یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقًا حَرَجًا کَأَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی السَّمَاءِ کَذَٰلِکَ یَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ)(11).
قال مصنف هذا الکتاب: إن الله عز وجل إنما یرید بعبد سوءا لذنب یرتکبه فیستوجب به أن یطبع على قلبه ویوکل به شیطانا یضله، ولا یفعل ذلک به إلا باستحقاق وقد یوکل عز وجل بعبده ملکا یسدده باستحقاق أو تفضل ویختص برحمته من یشاء، وقال الله عز وجل: (وَمَن یَعْشُ عَن ذِکْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ)(12).
9 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا أحمد بن الفضل بن المغیرة قال: حدثنا منصور بن عبد الله بن إبراهیم الإصبهانی، قال: حدثنا علی ابن عبد الله، قال: حدثنا أبو شعیب المحاملی عن عبد الله بن مسکان، عن أبی بصیر، عن أبی عبد الله علیه السلام أنه سئل عن المعرفة أهی مکتسبة؟ فقال: لا، فقیل له: فمن صنع الله عز وجل ومن عطائه هی؟ قال: نعم، ولیس للعباد فیها صنع، ولهم اکتساب الأعمال، وقال علیه السلام: إن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدیر لا خلق تکوین. ومعنى ذلک أن الله تبارک وتعالى لم یزل عالما بمقادیرها قبل کونها.
10 - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النیسابوری العطار رضی الله عنه، قال: حدثنا علی بن محمد بن قتیبة النیسابوری، عن حمدان بن سلیمان، قال: کتبت إلى الرضا علیه السلام أسأله عن أفعال العباد أمخلوقة هی أم غیر مخلوقة؟ فکتب علیه السلام:
أفعال العباد مقدرة فی علم الله عز وجل قبل خلق العباد بألفی عام.
11 - حدثنا أبی رضی الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الإصبهانی، عن سلیمان بن داود المنقری، عن حفص بن غیاث النخعی القاضی قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: من عمل بما علم کفی ما لم یعلم.
المصادر :
1- التوبة: 115
2- الشمس: 8.
3- الإنسان: 3.
4- فصلت: 17.
5- البلد: 10.
6- التوبة: 92.
7- یونس: 9.
8- إبراهیم: 27
9- القصص: 56.
10- یونس: 99.
11- الأنعام 125.
12- الزخرف: 36.
/ج