التعلم عند الأطفال

بحث علمی جدید یؤکد أن الأطفال یکتسبون العلم من خلال السمع والبصر على عکس بقیة الکائنات التی تُخلق وهی مبرمجة مسبقاً. فی هذا البحث العلمی الحدیث الذی قام به العلماء وأظهروا من خلاله نتائج مبهرة لعملیة التعلم عند الأطفال، فقد
Thursday, June 6, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
التعلم عند الأطفال
 التعلم عند الأطفال

 





 

بحث علمی جدید یؤکد أن الأطفال یکتسبون العلم من خلال السمع والبصر على عکس بقیة الکائنات التی تُخلق وهی مبرمجة مسبقاً. فی هذا البحث العلمی الحدیث الذی قام به العلماء وأظهروا من خلاله نتائج مبهرة لعملیة التعلم عند الأطفال، فقد تبیَّن أن الأطفال یولدون ولدیهم القلیل من المعلومات التی تساعدهم على اکتساب معلومات إضافیة، على عکس بقیة المخلوقات مثل الحشرات والحیوانات.
فالجرادة مثلاً تُخلق وفی دماغها کل المعلومات اللازمة لممارسة مهامها فوراً، فهی لیست بحاجة لتعلم الطیران، ولن تحتاج من یعلمها الاصطیاد ولیست بحاجة لمعرفة العدو من الصدیق. إنما تکون هذه المعرفة مخزنة فی خلایا دماغها من قبل أن تولد!
ولکن الطفل الذی یُحرم التعلّم لسبب ما فإنه سیتعرض لمشاکل فی النمو والعقل والإدراک. وهناک أطفال یولدون ولدیهم مشکلة ما فی بعض أجزاء الدماغ، هذه المشکلة تؤدی إلى عدم القدرة على اکتساب معلومات جدیدة، وبالتالی یصاب الطفل بمرض التوحد أو غیره ... وبالنتیجة لا یکون إنساناً سویاً.
بل إن إبداع الإنسان وذکاءه وقدراته العقلیة تعتمد على حجم المعلومات المکتسبة أثناء طفولته، وبالتالی یمکن أن نلخص اکتشاف العلماء بنقطتین، وهذا اکتشاف جدید لم یکن لأحد علم به قبل مجیء القرن الحادی والعشرین:
1- یولد الطفل ولیس لدیه أن نوع من المعرفة باستثناء قدرته على الرضاعة من ثدی أمه، وهذه معلومة ضروریة جداً اکتسبها من خلال مص الأصابع وهو فی الرحم، ولولا هذه المعلومة لهلک النسل البشری بالکامل!
2- إن مصادر التعلم عند الإنسان هی السمع والبصر، أما الدماغ فیقوم بمعالجة المعلومات وتخزینها، وعند حدوث أی مشکلة فی السمع أو البصر فإن الطفل ینمو نمواً غیر طبیعی وتکون معرفته أقل. فمثلاً الطفل الأصم لا یستطیع التعلم مثل الطفل الذی یسمع جیداً... وهکذا.
 التعلم عند الأطفال
یؤکد العلماء أن الأطفال یُخلقون وهم لا یملکون أی نوع من أنواع المعرفة، حیث یبدأ الطفل فور ولادته باکتساب المعلومات عن طریق السمع والبصر وتخزینها فی دماغه ومعالجتها وتعلم مهارات جدیدة باستمرار.
3- جمیع الکائنات الحیة ابتداء من الفیروسات مروراً بعالم الحشرات وحتى الحیوانات والطیور والأسماک... جمیعها تُخلق وهی مزوَّدة بکل المعلومات الضروریة لضمان استمرار حیاتها، فالنملة لا تحتاج لمن یعلمها جمع الطعام مثلاً!
هذه حقائق علمیة لا ینکرها ملحد ولا جاهل، ولا یمکن لأحد أن یدعی أن هذه المعلومات کانت متوافرة زمن حیاة النبی الکریم (فی القرن السابع المیلادی)، بل جمیع العلماء یؤکدون أنها اکتشافات حدیثة جداً. ولذلک فإن وجود مثل هذه المعلومات فی کتاب مضى على نزوله أربعة عشر قرناً، یدل دلالة قطعیة على أنه منزل من رب العالمین الذی یعلم السرّ وأخفى.
فالحقیقة العلمیة الأولى تحدث عنها القرآن ولخصها لنا بکلمات قلیلة وبلیغة، یؤکد لنا أننا نحن البشر نولد ولا نعلم شیئاً، ثم نکتسب هذه المعلومات فیما بعد من خلال السمع والبصر والدماغ والقلب، یقول تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَیْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ)(1)... سبحان الله، هذه حقیقة علمیة یتحدث عنها العلماء الیوم، ولکن القرآن أشار إلیها بمنتهى الوضوح بقوله: (وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَیْئًا).
العجیب فی عالم الأطفال أن المولود یبدأ منذ اللحظة الأولى بالتعلم، فهو یمیز بین الوجوه وبخاصة وجه أمّه، ویتعلم عملیة الجمع والطرح فی سن الأربعة أشهر، والطفل الذی یعانی نقصاً أو إهمالاً فی تلقی المعلومات فإنه یکون فی مستوى أقل من الأطفال الذین تلقّوا تعلیماً أفضل... إذاً الطفل بحاجة لمصدر خارجی للتعلم.
کذلک فإن الآیة أشارت إلى وسیلة التعلم لدى الأطفال فی قوله: (وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ) فالأذن والعین وسائل ضروریة لاکتساب العلم، أما القلب والدماغ فهی وسائل لتخزین المعلومات ومعالجتها. وبالتالی فالآیة من آیات الإعجاز العلمی حیث قدّمت لنا سبقاً علمیاً فی مجال التعلم عند الأطفال.
وهناک إشارة قرآنیة رائعة إلى أن الله تعالى هو الذی هیّأ أسباب التعلم لدى الإنسان، ولیست الطبیعة أو التطور المزعوم، یقول تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَیَانَ) (2)، فالخلق أولاً ... ثم العلم (خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَیَانَ)... فسبحان الله!
أما فی عالم الحشرات والحیوان والطیور فقد أشار القرآن إلى حقیقة وجود معلومات مخزنة لدى هذه المخلوقات، وأن الله تعالى هو الذی یسیّر هذه الکائنات کیف یشاء وهو الذی یزودها بالمعلومات التی تضمن لها الاستمرار، یقول تعالى على لسان سیدنا هود علیه السلام: (إِنِّی تَوَکَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّی وَرَبِّکُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّ رَبِّی عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ)(3).
ونلاحظ فی هذه الآیة أن الله تعالى خصَّ منطقة الناصیة وهی مقدمة الدماغ لدى الکائن الحی، وهذه المنطقة هی المسؤولة عن توجیه الکائن أو طیرانه وقیادته لکسب رزقه. وهذه معلومة غیر معروفة للناس فی ذلک الزمن (زمن نزول القرآن)، ولکن القرآن تحدث بوضوح عن أهمیة الناصیة عند الحیوانات.
فسیدنا هود علیه السلام یرید أن یقول لقومه بعد أن کذبوه: إن الله تعالى الذی یسیطر على کل الکائنات الحیة ویوجهها کیف یشاء، قادر على توجیهی وتوجیهکم بالشکل الذی یریده، وهو على طریق مستقیم، فأسأله عز وجل أن یوجهنی للطریق المستقیم الذی یرضاه لی...
إذاً القرآن أشار إلى وجود معلومات أودعها الله فی دماغ المخلوقات، هذه المعلومات طبعاً مهمة لضمان الرزق لهذه الکائنات وبالتالی ضمان استمرار حیاتها، وهناک آیة ثانیة تشیر إلى ذلک، یقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَیَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا کُلٌّ فِی کِتَابٍ مُبِینٍ)(4).
فما معنى (عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) أی أن الله ضمن لهذه المخلوقات الرزق من خلال تزویدها بالبرامج والمعلومات التی ستستخدمها منذ اللحظة الأولى لخروجها للدنیا، ولولا ذلک لهلکت هذه الکائنات منذ ملایین السنین... فهل نشکر الله تعالى على هذه النعمة نعمة التعلم التی وهبنا إیاها؟
لنقرأ الآیة مرة ثانیة ونشکر الله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَیْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ)(5).
المصادر :
1- النحل: 78
2- الرحمن: 1-4
3- هود: 6
4- هود: 56
5- النحل: 78



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.