
أعلنت إدارة أبحاث الفضاء والطیران الأمریکیة (ناسا)، أن المعلومات الواردة من سفینة الفضاء المزدوجة، المنطلقة فی رحلة "ستیریو" التی تدرس الشمس، ستمکّنهم من معرفة درجة الأضرار التی تسببها "التسونامیات الشمسیة" على الأرض.
إن هذه "التسونامیات الشمسیة" عبارة عن انفجارات قویة للغایة، تبث أشعة کونیة شمسیة، من شأنها أن تدخل الغلاف الجوی الأرضی. وأکد الخبراء أن هذه الأشعة تسبب مشاکل تقنیة کبیرة، مثل انقطاعات فی تیار الکهرباء، وتشویشات فی الاتصالات الجویة، وتؤثر على شبکات الهواتف المحمولة، وقد تشکل خطراً على الرحلات إلى الفضاء وروادها.
وأفادت "ناسا"، أن الصور التی التقطتها السفینة المزدوجة قد مکَّنت العلماء من رؤیة التسونامیات الشمسیة بشکل ثلاثی الأبعاد، وقد بات بإمکانهم معرفة سرعاتها وکتلها واتجاهاتها.
ولتوضیح هذا الاختراق العلمی، أشار أنجیلوس فورلیداس، عالم الفیزیاء الشمسیة فی مختبر الأبحاث البحریة الأمریکی، إلى أنه "قبل رحلة ستیریو المهمة، لم یکن بوسعنا الحصول على معلومات وقیاسات للتسونامیات الشمسیة، حتى وصولها إلى الأرض. أما الآن فلقد استطعنا رؤیتها منذ خروجها من على سطح الشمس حتى وصولها إلى الأرض، ویمکننا إعادة تمثیل حرکتها عبر الصور الثلاثیة الأبعاد التی التقطتها المرکبة."
عاصفة شمسیة عنیفة على سطح الشمس، ومثل هذه العواصف "التسونامیات" من الممکن أن تؤثر على الأرض، ولولا وجود غلاف جوی للأرض یحفظ ویقی الأرض من مثل هذه التسونامیات لزالت الحیاة على الأرض منذ ملایین السنین، فالحمد لله
تعلیق على هذا الخبر العلمی
نقول دائماً إن المؤمن یرى قدرة الله تتجلى فی کل شیء من حوله، ونحن کمؤمنین نحاول أن نقرأ أی دراسة علمیة أو اکتشاف قراءة إیمانیة ونتذکر آیة من آیات الخالق تبارک وتعالى. وهنا أقف لأتذکر معکم هذه الآیة: (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا)(1). فالشمس هی سراج عملاق یحرق الهیدروجین من خلال تفاعلات نوویة اندماجیة، ویبث الضوء والحرارة. أی أن الوصف القرآنی فی کلمة (سِرَاجًا) دقیق علمیاً، وهذا من إعجاز القرآن الکریم.
والشیء الذی نتذکره هنا هو نعمة الغلاف الجوی للأرض، فلولا هذا الغلاف المحکم لزالت الحیاة واختفت من على وجه الأرض! فهذه التسونامیات الشمسیة یمتد تأثیرها إلى الأرض فیقوم الغلاف الجوی بحمایة الأرض وحفظها من التأثیرات الخطیرة للعاصفة الشمسیة، وعلى الرغم من هذه النعم نجد الملحدین یتحدَّون الخالق ویسخرون من رسالته ورسوله، فتجدهم معرضون عن هذه المعجزات الواضحة! ولذلک قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَیَاتِهَا مُعْرِضُونَ)(2).
وهذه العواصف الشمسیة (تسونامی شمسیة) تشبه تلک العواصف والتسونامی التی تحدث على الأرض ونراها، وهذا یدل على وحدانیة الخالق تبارک وتعالى، وقد نعجب إذا علمنا أن کل النجوم فی الکون یحدث علیها تسونامیات عنیفة، وهی صورة مصغرة من نار جهنم یوم القیامة!
فالمؤمن عندما یرى هذه التسونامیات الشمسیة المرعبة لابد أن یتذکر عذاب الله تعالى، فیکون ذلک وسیلة للخوف والرجاء والطمع بما عند الله، والدعاء أن ینجیه من عذاب النار، ولذلک نجد آیة فی القرآن تدعونا للتفکر فی خلق الله والاستعاذة من عذاب الله، یقول تعالى: (وَیَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَکَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(3).
ولذلک ینبغی أن نستوحی من هذه الآیة: عندما تنظرون إلى هذا الکون وما فیه من عجائب وأسرار، فلابد أن تسألوا الله من فضله، وأن یبعد عنکم عذاب النار. وهذه نصیحتی لکل من یتعمق فی أی علم أو یطلع على أی دراسة کونیة أو طبیة أن یقول: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَکَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وهکذا کان النبی صلى الله علیه وسلم یفعل.
المصادر :
1- نوح: 16
2- الأنبیاء: 32
3- آل عمران: 191
/ج