برج لندن

قصر وقلعة صاحبة الجلالة الشهیر باسم برج لندن (بالإنجلیزیة: Tower of London)، هو قلعة تاریخیة على الضفة الشمالیة لنهر التیمز فی قلب لندن فی إنجلترا. بنی برج لندن فی أواخر عام 1066، کجزء من غزو النورمان لإنجلترا. وفی عام 1078،
Saturday, July 27, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
برج لندن
 برج لندن

 





 

قصر وقلعة صاحبة الجلالة الشهیر باسم برج لندن (بالإنجلیزیة: Tower of London)، هو قلعة تاریخیة على الضفة الشمالیة لنهر التیمز فی قلب لندن فی إنجلترا. بنی برج لندن فی أواخر عام 1066، کجزء من غزو النورمان لإنجلترا. وفی عام 1078، أمر ویلیام الفاتح ببناء البرج الأبیض، والذی أصبح رمزًا لقهر الأسرة الحاکمة الجدیدة لأعدائهم فی لندن. وبحلول عام 1100، استخدمت القلعة کسجن، بالرغم من أنه لم یکن الهدف الأساسی من بنائها. استخدم هذا القصر الکبیر قدیمًا، کمقر للإقامة الملکیة. وبصفة عامة، فالبرج عبارة عن تجمع لعدة مبانٍ داخل حلقتین من الجدران الدفاعیة وخندق مائی. أجریت عدة توسعات للبرج، لا سیما فی عهد الملوک ریتشارد قلب الأسد وهنری الثالث وإدوارد الأول فی القرنین الثانی عشر والثالث عشر. استقرت حدود البرج على وضعها الحالی منذ أواخر القرن الثالث عشر، ولکن مع بعض التحسینات اللاحقة.
 برج لندن

مشهد لبرج لندن من نهر التایمز، تظهر فیه البوابة المائیة الشهیرة باسم "بوابة الخونة".


لعب برج لندن دورًا بارزًا فی التاریخ الإنجلیزی، فقد تعرض للحصار عدة مرات، کما کانت السیطرة علیه أولى الخطوات للسیطرة على البلاد. استخدم البرج کمستودع لحفظ الأموال والأسلحة والحیوانات، وکدار لصک العملة ولحفظ السجلات العامة، وکمقر لحفظ الکنوز الملکیة. ومنذ أوائل القرن الرابع عشر وحتى عهد تشارلز الثانی، کان موکب التتویج یبدأ من البرج وحتى دیر وستمنستر. وفی عهد "أسرة تیودور"، قلّ استخدام البرج کمقر للإقامة الملکیة، على الرغم من محاولات تقویته وإصلاح دفاعته لتقاوم القصف بالمدفعیة.
کانت فترة ذروة استخدام البرج کسجن فی القرنین السادس عشر والسابع عشر، حیث سجن به العدید من الشخصیات، أشهرهم إلیزابیث الأولى قبل أن تصبح ملکة. وأصبحت عبارة "أُرسل إلى البرج" کنایة عن أن الشخص سیتعرض للتعذیب والموت. وفی النصف الأخیر من القرن التاسع عشر، انتقلت مؤسسات مثل دار صک العملة الملکیة إلى خارج البرج، لتترک العدید من المبانی فارغة. استغل المهندسان أنتونی سالفین وجون تایلور الفرصة لإعادة البرج لما کان علیه فی العصور الوسطى، وإزالة العدید من المبانی الشاغرة التی بنیت فی مرحلة ما بعد القرون الوسطى. خلال الحربین العالمیتین الأولى والثانیة، استخدم البرج مرة أخرى کسجن، وشهد إعدام 12 رجلاً بتهمة التجسس. بعد الحربین، أعید ترمیم الأضرار التی سببتها الغارات، وأعید فتح البرج للجمهور. الیوم یعد برج لندن واحدًا من أکثر مناطق الجذب السیاحی فی إنجلترا شعبیة، کما أضیف البرج إلى مواقع التراث العالمی عام 1988.
صُمم البرج بحیث تواجه أقوى تحصیناته وأعظمها القسم الساکسونی من لندن عمدًا، کما یقول عالم الآثار ألان فینس،ویُضیف بأنه لا بد من أنه کان یُهیمن على کل ما یراه الناظر من أبنیة ومنشآت أخرى، کما کان یهیمن على حرکة المرور عبر نهر التایمز وضفتیه. تتألف القلعة من ثلاثة أجنحة. الجناح الأعمق یحتوی على البرج الأبیض، وهو أقدم مبانی القلعة. یلتف حوله شمالاً وشرقًا وغربًا الجناح الداخلی، الذی بنی فی عهد ریتشارد قلب الأسد (1189-1199). وأخیرًا، هناک الجناح الخارجی الذی یحیط بالقلعة، والذی بنی فی عهد إدوارد الأول. وبالرغم من وجود عدة إضافات للبرج بعد عهد ولیام الفاتح، إلا أن حدود البرج ثبتت بعد أکتمال البناء فی عهد إدوار الأول فی عام 1285. القلعة مساحتها 12 آکر تقریبًا بالإضافة إلى 6 آکرات حول البرج تمثل "حرم برج لندن"، وهی أراضٍ تابعة للقلعة ومتروکة لأسباب عسکریة. کانت بدایة تکوین منطقة الحرم فی القرن الثالث عشر، عندما أمر الملک هنری الثالث بإخلاء شریط من الأراضی المجاورة للقلعة. على الرغم من ما هو شائع شعبیًا، فإنه لم تکن هناک غرفة تعذیب أبدًا فی برج لندن، على الرغم من الطابق السفلی من البرج الأبیض کان یضم أدوات للتعذیب فی فترات لاحقة. بنی مرفأ على على ضفة نهر التایمز فی عهد إدوارد الأول، ثم تمت توسعته إلى حجمه الحالی فی عهد ریتشارد الثانی.

البرج الأبیض

 برج لندن

المدخل الرئیسی للبرج الأبیض، کان فی الطابق الأول.


البرج الأبیض هو برج محصّن یعد أقوى أبنیة قلاع العصور الوسطى، وکان سکنًا للملک أو من ینوب عنه. وفقًا للمؤرخ العسکری آلان براون، "کان البرج الأبیض أیضًا، بحکم قوته وإقامة الملک فیه محصن تمامًا". یوصف البرج الأبیض بأنه "أکثر قصور القرن الحادی عشر کمالآً فی أوروبا"، وأحد أضخم الحصون فی العالم المسیحی.
یتراوح طول البرج الأبیض بین 32 و 36 مترًا عند القاعدة، ویبلغ ارتفاعه نحو 27 مترًا عند أسواره الجنوبیة. کان البرج فی الأصل یتألف من ثلاثة طوابق. مدخل البرج فی الطابق الأول، کما کان معتادًا فی العمارة النورمانیة. فی الجهة الجنوبیة، یتم الوصول إلیه عن طریق سلم خشبی یمکن إزالته فی حالة وقوع هجوم. وفی عهد هنری الثانی، أضیفت دفاعات إضافیة للمدخل، لکنها لم تعد موجودة الآن. کل طابق مقسّم إلى ثلاث غرف، الکبرى فی الغرب، وغرفة أصغر فی الشمال الشرقی والثالثة تضم المدخل. فی الزوایة الغربیة من المبنى، البرج فیها مربع، فی حین فی الزاویة الشمالیة الشرقیة البرج دائری، ویضم سلمًا لولبیًا، أما الزاویة الجنوبیة الشرقیة فشبه دائریة. یضم المبنى مراحیض فی الجدران وأربعة مستوقدات لتحسین ظروف الإقامة فی البرج.
استخدم للبناء أحجار جُلبت من کنت، مع استخدام بعض الحجارة الطفلیة المحلیة. وعلى الرغم من أنه لم یبق منها إلا القلیل، فقد تم استیراد حجارة من شمال فرنسا لتشکل واجهة البناء، ولکن استبدل الکثیر منها بالحجر الجیری فی القرنین السابع عشر والثامن عشر. تم توسعة معظم نوافذ البرج فی القرن الثامن عشر، بالرغم من بقاء نافذتین أصلیتین فی الحائط الجنوبی. استخدم الطابق السفلی للتخزین،وبأحد غرفه یوجد بئر. على الرغم من أن التصمیم ظل على حاله منذ بناء البرج، إلا أنه فی القرن الثامن عشر استبدلت العوارض الخشبیة الموجودة فی القبو بأخرى من الطوب، وهو مضاء من خلال بعض النوافذ الصغیرة.
کان المدخل الرئیسی فی الطابق الأول مخصصًا لقائد البرج والمسؤولین الهامین. کما کان هناک مدخل آخر فی الجنوب، لکنه أغلق فی القرن السابع عشر، ولم یفتح مجددًا إلا فی عام 1973. للتوجه إلى الطابق العلوی، کان لابد من المرور من خلال غرفة صغیرة فی الشرق، کما کان هنالک سرداب یؤدی لکنیسة القدیس یوحنا الواقعة فی الزاویة الجنوبیة الشرقیة، والتی لا یمکن الوصول إلیها إلا من خلال الغرفة الشرقیة. وفی الجدار الشمالی للسرداب یوجد خزینة، لحفظ الکنوز الملکیة والوثائق الهامة.
یحتوی الطابق العلوی على قاعة کبرى فی الغرب وغرفة سکنیة فی الشرق کلاهما یصل إلى السطح، ویحیط به شرفة خارجیة، وقد أضیف طابق جدید فی القرن الخامس عشر. لم تکن کنیسة القدیس یوحنا جزءً من تصمیم البرج الأبیض الأصلی. الکنیسة الحالیة خالیة من الزینة تمامًا کما کانت فی عهد النورمان. وفی القرن الثالث عشر فی عهد هنری الثالث، زینت الکنیسة بزخارف کالصلیب المطلی بالذهب، ونوافذ من الزجاج الملون تحمل صورًا لمریم العذراء والثالوث المقدس.

الجناح الأعمق

یحیط الجناح الأعمق بالبرج الأبیض من الجنوب، حتى ضفة نهر التایمز. إمتلأ هذا الجناح ببعض المبانی الخشبیة. وفی حوالی عام 1220، تم تشیید برجی ویکفیلد ولانتهورن فی الجناح الأعمق على ضفة النهر. شید هذین البرجین لیکونا سکنًا خاصًا للملکة والملک على الترتیب. أقرب دلیل على ذلک الکیفیة التی زینت بها الغرف الملکیة فی عهد هنری الثالث، مثل تبییض غرفة الملکة، ورسم الزهور. کما شیدت قاعة کبرى فی جنوب الجناح بین البرجین، تمامًا کالتی شیدها هنری الثالث أیضًا فی قلعة وینشستر، ولکنها أصغر حجمًا.کان البرج الخاص بالملک محاطًا بخندق حفر فی القرن الثالث عشر. وفی نفس الفترة تقریبًا، تم بناء مطبخ فی الجناح. وبین عامی 1666 و 1676، إزیلت بعض المبانی من الجناح. أخلیت المنطقة المحیطة بالبرج الأبیض، بحیث یمر من یقترب من البرج فی أرض مفتوحة. کما تم هدم مبنى الکنوز الملکیة، والتی انتقلت إلى برج مارتن.
 برج لندن

مشهد للجناح الأوسط، إلى الیسار البرج الأبیض، والمبنى فی نهایة الممشى هو برج ویکفیلد المخصص للملکة، وخلفه بوابة الخونة.

 

الجناح الداخلی

تم إنشاء الجناح الداخلی فی عهد ریتشارد قلب الأسد، عندما تم حفر خندق غرب الجناح الأعمق، مما ضاعف من حجم القلعة. أنشأ هنری الثالث الجدران الشرقیة والشمالیة لهذا الجناح، وهو ما استقرت علیه حدود الجناح حتى یومنا هذا. بقیت معظم المبانی التی أمر هنری ببنائها، اثنین فقط من الأبراج التسعة أعید بنائها کاملةً. الحوائط بین برجی ویکفیلد ولانتهورن، کانت بمثابة حوائط دفاعیة للجناح الداخلی. المدخل الرئیسی للجناح الداخلی، کان من خلال بوابة حراسة فی الجدار الغربی فی موقع "برج بوشامب". أعید بناء الجدار الغربی للجناح الداخلی فی عهد إدوارد الأول. وفی القرن الثالث عشر، أصبح برج بوشامب أول بناء ضخم مصنوع من الطوب فی بریطانیا، منذ رحیل الرومان فی القرن الخامس. ویعد برج بوشامب واحد من 13 برج یمثلون الحوائط الدفاعیة للقلعة، وترتیبهم عکس عقارب الساعة من الزاویة الجنوبیة الغربیة : بیل، بوشامب، دیفیرو، فلینت، بویر، بریک، مارتن، کونستابل، برود آرو، سالت، لانتهورن، ویکفیلد، والبرج الدامی. بالرغم من أن هذه الأبراج بنیت للدفاع ضد الهجمات المحتملة، إلا أنها تحتوى على أماکن للإقامة. وکما یوحی اسمه، برج بیل (الجرس) کان یضم جرسًا، الغرض منه التنبیه فی حالة وقوع هجوم. کانت لصانع الأقواس الملکیة ورشة عمل فی برج بویر. کما استخدمت منارة أعلى برج لانتهورن لمراقبة الحرکة حول البرج لیلاً.
 برج لندن

الواجهة الجنوبیة لثکنات ووترلو.

 

نتیجة لتوسعات هنری، أصبحت کنیسة سانت بیتر المقیّد، وهی کنیسة نورمانیة کانت فی السابق خارج حدود القلعة، ضمن حدود القلعة الآن. زیّن هنری الکنیسة بإضافة نوافذ زجاجیة، ومقعدین له ولزوجته الملکة.فی عام 1290، أعاد إدوارد الأول بناؤها بتکلفة أکثر من 300 £ (حوالی 142,000 £ بأسعار عام 2008)، ثم أعاد هنری الثامن بنائها مرة أخرى فی عام 1519. ویعتبر هذا هو تاریخ بنائها الآن، على الرغم من تجدیدها فی القرن التاسع عشر. إلی الغرب مباشرة من برج ویکفیلد، تم بناء البرج الدامی فی نفس الوقت الذی بنیت فیه الحوائط الدفاعیة للجناح الداخلی، بالإضافة إلى بوابة مائیة للعبور إلى القلعة عبر نهر التایمز.اکتسب البرج الدامی اسمه فی القرن السادس عشر، حیث یُعتقد أنه تم اغتیال الملک الطفل إدوارد الخامس وشقیقه فی البرج، لیستولی عمهما على العرش. بین عامی 1339 و 1341، تم بناء بیت حراسة فی الحائط الدفاعی بین برجی بیل وسالت. خلال فترة حکم أسرة تیودور، تم بناء مجموعة من المبانی لتخزین الذخائر داخل الجناح الداخلی من جهة الشمال. أعید تنظیم مبانی القلعة خلال فترة حکم أسرة ستیوارت. وفی عام 1663، أنفق ما یزید عن 4,000 £ (حوالی 460,000 £ بأسعار عام 2008) لبناء مخزن جدید (یعرف الآن باسم مستودع الأسلحة الجدید) فی الجناح الداخلی. وفی عام 1688، بدأ بناء المخزن الکبیر شمال البرج الأبیض، فی نفس الموقع الذی أزالت منه أسرة تیودور مجموعة من المخازن؛ إلا أن حریقًا دمره فی عام 1841. بنیت ثکنات ووترلو على نفس الموقع، ولا تزال حتى یومنا هذا، مقرًا لحفظ جواهر التاج البریطانی.

الجناح الخارجی

أنشأ جناح ثالث خلال توسیعات البرج فی عهد إدوارد الأول، لیحیط بکامل القلعة. وفی الوقت نفسه، بنیت "نقطة حصینة" سمیت "نقطة لیجی" فی الزاویة الشمالیة الغربیة للقلعة. أضیفت بعد ذلک "نقطة براس الحصینة" فی الزاویة الشمالیة الشرقیة فی وقت لاحق، وأزیلت ثلاثة أبراج أخرى مستطیلة من الجدار الشرقی فی عام 1843. على الرغم من أن النقاط الحصینة تنسب لعهد أسرة تیودور، إلا أنه لا دلیل على ذلک؛ حیث أشارت بعض الأبحاث الأثریة إلى أن نقطة لیجی الحصینة ترجع إلى عهد إدوارد الأول. أضیف بعد ذلک خندق مائی خارج الحدود الجدیدة للقلعة بعرض 50 م.وعند بناء جدار دفاعی جدید، حُجب المدخل الرئیسی القدیم لبرج لندن؛ وتم إنشاء مدخل جدید فی الرکن الجنوبی الغربی من الجدار الخارجی الجدید. هذا الترکیب المعقد للبوابات الداخلیة والخارجیة والحراسة الموضوعة علیها، أصبح یعرف باسم "برج لیون" (الأسد)، ولکن هذا البرج أیضًا لم یعد باقیًا الآن.
توسع إدوارد فی الجانب الجنوبی من برج لندن على الأراضی التی کان نهر التایمز یغمرها. وفی هذا الجدار، بنى برج سانت توماس بین عامی 1275 و 1279؛ الذی عُرف فیما بعد باسم "بوابة الخونة"، والتی حلت محل بوابة البرج الدامی کبوابة مائیة للقلعة، وهو مبنى فرید من نوعه فی إنجلترا، ویشبه البوابة المائیة التی کانت موجودة فی قصر اللوفر فی باریس. تم تأمین البوابة بتوفیر فتحات للرماة لصد الهجمات فی حالة وقوع هجوم على القلعة عن طریق النهر، کما وضع نظام للتحکم فیمن یدخل للقلعة. توافرت مساکن فاخرة فی الطابق الأول من البرج. ویعتقد أن إدوارد نقل أیضًا دار صک العملة الملکیة للبرج. بحلول عام 1560، أصبحت دار صک العملة فی مبنى فی الجناح الخارجی بالقرب من برج سالت. وبین عامی 1348 و 1355، أضیفت بوابة مائیة ثانیة، سمیت "برج کرادل" شرق برج سانت توماس لاستخدام الملک الخاص.
 برج لندن

الجدار الحصین الخارجی لبرج لندن، یظهر من خلاله فی جزء من الجدار الحصین الداخلی. وفی المنتصف نقطة لیجی الحصینة.

 

تأسیس البرج وتاریخه القدیم

بعد انتصار ویلیام الفاتح دوق نورماندی فی معرکة هاستینغز فی 14 أکتوبر 1066، أمضى باقی العام فی تأمین الأراضی التی استولى علیها، ببناء نقاط حصینة رئیسیة. أسس ویلیام العدید من القلاع على طول الطریق، ولکنه اتخذ طریقًا ملتویًا نحو لندن. بعد أن أسس جنوده الساکسونیون الجسر المحصنة فی لندن، قرر اجتیاح "ساوثوورک" قبل مواصلة رحلته فی جنوب إنجلترا.قطعت سلسلة انتصارات النورمان على طول الطریق خطوط إمداد المدینة. وفی دیسمبر 1066، سلّم قادة المدینة لندن دون قتال. وبین عامی 1066 و 1087، أنشأ ویلیام 36 قلعة جدیدة، بالرغم من أن کتاب ونشیستر یشیر إلى أنه تم تأسیس المزید من القلاع من قبل تابعیه. ورثت الأسرة الحاکمة الجدیدة ما وصف بأنه "أقوی نظام قلاع دفاعیة فی تاریخ أوروبا الإقطاعیة". کانت تلک القلاع متعددة الأغراض، فهی نقاط حصینة (تستخدم کقاعدة للعملیات فی أراضی العدو)، ومراکز للإدارة وکمساکن.

تاریخ البرج الأبیض یعود إلى أواخر القرن الحادی عشر.

أرسل ویلیام مجموعة من الجند لإعداد المدینة لدخوله، والاحتفال بانتصاره وتأسیس قلعة. فی ذلک الوقت، کانت لندن أکبر مدینة فی إنجلترا، وبتأسیس إدوارد المعترف لدیر وستمنستر وقصر وستمنستر القدیم أصبحت مرکزًا للحکم، ومع وجود میناء مزدهر کان من المهم بالنسبة للنورمان فرض سیطرتهم على الموقع. فی الوقت نفسه، تأسست قلعتی لندن "بینارد" و"مونتفیش".التحصینات التی عُرقت لاحقًا باسم برج لندن بنیت على الزاویة الجنوبیة الشرقیة من أسوار المدینة الرومانیة، والتی استخدمت کدفاعات أولیة على نهر التایمز، لتوفیر حمایة إضافیة من الجنوب. أحیطت أول مراحل بناء القلعة بخندق وأسوار خشبیة، مع تجهیز مسکن مناسب لویلیام.
قدیمًا، بنیت معظم قلاع النورمان من الأخشاب، ولکن بحلول نهایة القرن الحادی عشر، تم تجدید القلیل من القلاع، ومنها برج لندن، واستبدلت الأخشاب بالأحجار.بدأ العمل فی بناء البرج الأبیض الذی سمیت القلعة بالبرج نسبة له فی عام 1078. لم یتم الانتهاء من البناء حتى وفاة ویلیام فی عام 1087. البرج الأبیض هو أقدم بناء حجری باقی فی إنجلترا، وکانت أقوى مبانی القلعة قدیمًا، کما کان یتضمن مقرًا لإقامة الملک. وعلى أقصى تقدیر، تم الانتهاء من البناء فی عام 1100.
تشیر السجلات الأنجلوساکسونیة، أنه فی عام 1097، أمر الملک ویلیام الثانی ببناء جدار حول برج لندن، والذی کان على الأرجح من الحجر، ومن المرجح أنه کان بدیلاً للسیاج الخشبی الذی کان موجودًا فی الجانبین الشمالی والغربی من القلعة، وبین الجدار الرومانیة ونهر التایمز. لم یکن ما یمیز غزو النورماندیین للندن، هو ظهور أسرة حاکمة جدیدة فقط، ولکن کان من نتائج هذا الغزو إعادة هیکلة المدینة. صودرت الأراضی، وأعید توزیعها بین النورمان، الذین جلبوا أیضًا معهم مئات الیهود، لأسباب اقتصادیة. وصل الیهود تحت حمایة مباشرة من الملک، ونتیجة لذلک کانت کثیرًا ما تتواجد مساکنهم بالقرب من القلاع. کان الیهود یلجأون للبرج، کلما تعرضوا للتهدید من أعدائهم.
وضعت وفاة هنری الأول عام 1135، إنجلترا فی أزمة خلافة؛ فبالرغم من أن هنری أقنع أکثر البارونات سلطة بدعم خلافة الإمبراطورة ماتیلدا له، إلا أنه بعد بضعة أیام فقط من وفاة الملک وصل من فرنسا ستیفن کونت بلوا للمطالبة بالعرش. لم تستخدم القلعة کمقر الملکیة حینئذ ولبعض الوقت، ووضعت تحت قیادة "جیفری دی ماندفیل" قائد البرج، وهو المنصب الذی استحدث حینئذ. ونظرًا لکون البرج حصنًا منیعًا، لذا فقد کان موقعًا استراتیجیًا هامًا ذا قیمة عالیة. استغل دی ماندفیل ذلک، وباع ولائه لصالح ماتیلدا، بعد أسر ستیفن فی عام 1141 بعد معرکة لنکولن الأولى. وبعد أن قلّ الدعم لماتیلدا فی العام التالی، باع ولائه لستیفن. ومن خلال دوره کقائد للبرج، أصبح دی ماندفیل "الرجل الأغنى والأقوى فی إنجلترا". عندما حاول دی ماندفیل استخدام نفس الحیلة مرة أخرى، هذه المرة بإجراء محادثات سریة مع ماتیلدا. ألقى ستیفن القبض علیه، أجبره على التخلی عن سیطرته على القلاع التابعة له، وعیّن بدلاً منه مع واحد من أکثر مؤیدیه ولاءً له. حتى ذلک الحین کانت قیادة البرج وراثیة، ولکن بعد ذلک الموقف، أصبحت تلک السلطة فی أیدی الملک الذی یعین أحد الشخصیات لقیادة البرج. کان ذلک المنصب یعطى لحامله أهمیة کبیرة، وعلى الرغم من أن قائد البرج کان لا یزال المسؤول عن الحفاظ على القلعة وحامیتها، إلا أنه کان لدیه طاقم مساعد لإدارة البرج یترأسه ملازم البرج. کانت سلطات قادة البرج متعددة فی المدینة، فهم عادة یتولون مهمة حمایة المدینة وفرض الضرائب وتطبیق القانون والحفاظ على النظام. ومع استحداث منصب "عمدة لندن" عام 1191، قلت صلاحیات قائد البرج فی المدینة، مما تسبب صدام بین المنصبین فی بدایة الأمر.

التوسعات

لم یشهد البرج أی تعدیلات منذ إنشائه إلى عهد ریتشارد قلب الأسد، توسعت القلعة على ید "ویلیام لونجشامب" نائب ریتشارد قلب الأسد فی حکم إنجلترا أثناء حملة ریتشارد الصلیبیة على الشرق. تم إنفاق £ 2,881 على القلعة فی الفترة من 3 دیسمبر 1189 إلى 11 نوفمبر 1190، من جملة £ 7,000 أنفقها ریتشارد على بناء القلاع فی إنجلترا. ووفقًا لأحد المؤرخین، فقد قام لونجشامب بحفر خندق حول القلعة، وحاول ملأه بالماء من نهر التایمز. کان لونجشامب أیضًا قائدًا للبرج، وسعى لهذه التوسعات لتعزیز القلعة فی حربه مع الأمیر جون الشقیق الأصغر لریتشارد قلب الأسد والذی حاول الاستیلاء على السلطة فی غیاب أخیه أثناء الحروب الصلیبیة. اختبرت التعزیزات الجدیدة للبرج لأول مرة فی أکتوبر 1191، عندما تعرض البرج للحصار لأول مرة فی تاریخه. استسلم لونجشامب للأمیر جون بعد ثلاثة أیام فقط، لأنه اعتقد أن ما سیربحه من استسلامه أکثر مما سیربحه من الحصار.
 برج لندن

صورة للبرج على نهر التایمز، یظهر بها جسر برج لندن.


خلف جون شقیقه ریتشارد قلب الأسد عام 1199. ولکن أثناء حکمه، لم تکن علاقته مع باروناته جیدة، مما جعلهم یتحرکون ضده. وفی عام 1214، بینما کان الملک جون فی قلعة وندسور، قاد روبرت فیتزوالتر جیشًا لمهاجمة لندن، وحاصر البرج. قاومت حامیة البرج، ولم یرفع الحصار إلا بعد أن وقّع جون على الماجنا کارتا. نکث الملک بوعوده الإصلاحیة، مما أدى إلى اندلاع حرب البارونات الأولى. وحتى بعد أن تم التوقیع على الماجنا کارتا، حافظ فیتزوالتر على سیطرته على لندن. وخلال الحرب، انضمت حامیة البرج إلى قوات البارونات. أطیح بالملک جون فی عام 1216، وعرض البارونات العرش الإنجلیزیة على الأمیر لویس الابن البکر للملک الفرنسی. ومع ذلک، وبعد وفاة جون فی أکتوبر 1216، دعم الکثیرون طلب ابنه البکر الأمیر هنری للعرش. استمرت الحرب بین الفصائل المؤیدة لهنری وللویس، مع دعم فیتزوالتر للویس. کان فیتزوالتر لا یزال یسیطر على لندن والبرج، وبقیا کذلک حتى أصبح من الواضح أن أنصار هنری ستکون لهم الغلبة.
فی القرن الثالث عشر، قام الملکان هنری الثالث وإدوارد الأول بتوسعات فی القلعة، حتى استقرت عند حدودها الحالیة. کان العلاقات بین هنری وباروناته غیر مستقرة، نتیجة عدم وجود تفاهم متبادل بینهم، مما أدى إلى الاضطراب والاستیاء تجاه حکمه. ونتیجة لذلک، کان یحرص على ضمان تعزیز برج لندن. وفی الوقت نفسه، کان هنری محبًا للجمال، وسعى لجعل القلعة مکانًا مریحًا للمعیشة. منذ عام 1216 حتی عام 1227، أنفق ما یقرب من 10,000 £ على برج لندن، فی الوقت الذی أنفق فیه على قلعة وندسور أکثر من 15,000 £. ترکز معظم العمل على المبانی الفخمة فی الجناح الأعمق. بدأ تقلید تبییض البرج الأبیض (الذی منه استمد البرج اسمه) فی عام 1240.
وفی حوالی عام 1238، تم توسیع القلعة فی الاتجاهات الشرقیة والشمالیة والشمالیة الغربیة. استمر العمل خلال حکم هنری الثالث وإدوارد الأول، ولکنه توقف لفترات متقطعة بسبب الاضطرابات المدنیة. شملت الإضافات الجدیدة تعزیز الدفاعات الخارجیة وبناء أبراج فی الغرب والشمال والشرق، کما تم حفر خندق دفاعی حول القلعة. التوسعات الشرقیة جعلت القلعة تتمدد خارج حدود المستوطنة الرومانیة القدیمة، والتی تمثلت فی سور المدینة والذی کان ضمن دفاعات القلعة فی السابق. کان البرج لفترة طویلة رمزًا للاضطهاد والقهر فی أعین اللندنیین، کما لم یحظ برنامج هنری لتعزیز القلاع بترحیب الشعب. لذا عندما انهارت بوابة الحراسة فی عام 1240، احتفل بذلک السکان المحلیون.
عقد هنری الثالث محکمة فی برج لندن، کما عقد جلسات البرلمان هناک على الأقل مرتین (عامی 1236 و 1261)، عندما رأى أن رغبات البارونات أصبحت جامحة وخطیرة. وفی عام 1258، أجبر البارونات الساخطون بقیادة سیمون دی مونتفورت الملک على الموافقة على الإصلاحات، بما فی ذلک عقد جلسات البرلمانات بانتظام. کما کان التخلی عن برج لندن من بین طلباتهم. إستاء هنری الثالث من فقدان السلطة، وسعى لأخذ موافقة البابا لیحنث بقسمه. وبدعم من المرتزقة، سیطر هنری على البرج فی عام 1261. وفی الوقت الذی کانت فیه المفاوضات مع البارونات ما زالت مستمرة، اختبأ الملک فی القلعة، على الرغم من عدم تحرک الجیش للقبض علیه. تم الاتفاق على هدنة بشرط أن یتخلى الملک عن السیطرة على البرج مرة أخرى. حقق هنری انتصارًا کبیرًا فی معرکة إیفشام فی عام 1265، والتی مکّنته من استعادة السیطرة على البلاد وعلى برج لندن. جاء الکاردینال أوتوبون إلى إنجلترا لیعلن أن المتمردین محرومون کنسیًا؛ لم یحظ هذا الفعل بأی شعبیة، وتفاقم الوضع عندما أسند إلى الکاردینال أمر قیادة البرج. سار جیلبرت دی کلیر نحو لندن فی أبریل 1267، وفرض حصارًا على القلعة، معلنًا أن قیادة البرج "لیست وظیفة لا یمکن أن یستأمن علیها فی أیدی أجنبی". على الرغم من وجود جیش کبیر والآت الحصار، لم یتمکن جیلبرت دی کلیر من السیطرة على البرج، وانسحب مما سمح للملک بالسیطرة على العاصمة، وبقی البرج فی أمان بقیة عهد هنری.
على الرغم من أنه نادرًا ما کان یتواجد فی لندن، إلا أن إدوارد الأول أنفق على البرج ما یصل إلى 21,000 £ بین عامی 1275 و 1285، وهو أکثر من ضعف ما أنفق على القلعة خلال کامل عهد هنری الثالث وهو ما یعادل حوالی 10,500,000 £ بأسعار عام 2008. کان إدوارد الأول بناءً محنک للقلاع، واستخدم خبرته فی حروب الحصار خلال الحملات الصلیبیة لتعزیز دفاعات القلعة. استورد إدوارد نظام فتحات الرماة فی القلاع من الشرق، وطبّقه فی البرج. ملأ إدوارد الخندق الذی حفره هنری الثالث حول البرج، وبنى جدار دفاعی جدید یحیط به. ثم حفر خندق جدید حول الجدار الجدید. أعید بناء الجزء الغربی من الجدار الدفاعی الذی بناه هنری الثالث، مع استبدال بوابة حراسة القلعة القدیمة ببرج بوشامب، کما تم إنشاء مدخل جدید. وفی محاولة لتحقیق الاکتفاء الذاتی للقلعة، أضاف إدوارد طاحونتان داخل البرج. سجن ستمائة یهودی فی برج لندن فی عام 1278، بتهمة تقلیم العملة. بدأ اضطهاد الیهود فی إنجلترا فی عهد إدوارد الأول فی عام 1276، وبلغ ذروته فی عام 1290، عندما أصدر مرسوم الطرد، الذی أجبر الیهود على الخروج من البلاد.

البرج فی العصور الوسطى المتأخرة

أثناء عهد إدوارد الثانی (1307-1327)، کان النشاط قلیل نسبیًا فی برج لندن. ومع ذلک، خلال هذه الفترة تأسست الخزانة الملکیة، وکان مقرها فی البرج. کانت "مارغریت دی کلیر" أول امرأة تسجن فی برج لندن، بعد أن رفضت دخول الملکة إیزابیلا لقلعة لیدز، وأعدمت الرسل الملکیین. کان البرج عامةً سجنًا للسجناء رفیعی المستوى، کما کان أهم سجن ملکی فی البلاد. لم یکن بالضرورة سجنًا آمنًا، فطوال تاریخه کان المسجونون یقدمون الرشاوى للحراس لمساعدتهم على الهرب. ففی عام 1322، استطاع روجر مورتیمر الهرب من البرج بمساعدة مساعد ملازم البرج الذی ترک رجال مورتیمر یدخلون، وینقبون ثقبًا فی جدار زنزانته، ثم هرب مورتیمر فی قارب ینتظره. هرب مورتیمر إلى فرنسا، حیث قابل إیزابیلا زوجة الملک إدوارد. وبدأ الاثنان فی التخطیط لانقلاب على الملک. کان أحد أوائل أعمال مورتیمر عند عودته إلى إنجلترا، هو الاستیلاء على البرج والإفراج عن السجناء المحتجزین هناک. ولمدة ثلاث سنوات، حکم مورتیمر إنجلترا کوصی على إدوارد الثالث؛ وفی عام 1330، تمکن إدوارد وأنصاره من القبض على مورتیمر، وسجنوه فی البرج. فی عهد إدوارد الثالث، استعادت إنجلترا نجاحاتها العسکریة بعد التراجع فی عهد والده أمام الاسکتلندیین والفرنسیین. ومن بین نجاحاته أسره للملک جون الثانی ملک فرنسا والملک دیفید الثانی ملک اسکتلندا. خلال هذه الفترة، سجن العدید من النبلاء فی البرج کأسرى حرب. کان برج لندن فی حالة یرثى لها فی عهد إدوارد الثانی، وفی عهد إدوارد الثالث أصبحت القلعة مکانًا غیر مریح. لم یکن مسموحًا للنبلاء الأسرى داخل البرج بالمشارکة فی أنشطة مثل الصید، الذی کان مباحًا فی غیره من القلاع الملکیة المستخدمة کسجون. وخلال فترة حکمه، أمر إدوارد الثالث بتجدید القلعة.
عندما تم تتویج ریتشارد الثانی فی عام 1377، سار موکب تتویجه من البرج إلى دیر وستمنستر، وهو التقلید الذی بدأ فی بدایة القرن الرابع عشر، استمر حتى عام 1660. وأثناء ثورة الفلاحین عام 1381، کان الملک محاصرًا داخل برج لندن. وعندما خرج الملک للقاء وات تایلر زعیم المتمردین، اجتاح حشد من الجماهیر القلعة دون مقاومة، ونهبوا دار الکنوز الملکیة. لجأ "سیمون سدبری" رئیس أساقفة کانتربری إلى کنیسة سانت جون، أملاً فی أن تحترم الغوغاء قدسیة الکنیسة. ومع ذلک، أقتید بعیدًا وقطع رأسه فی التلة المجاورة. وبعد ست سنوات، کانت هناک حالة عصیان مدنی أخرى، حتى أن ریتشارد أحتفل بعید المیلاد فی البرج بدلاً من قلعة ویندسور کما هی العادة. وعندما عاد هنری بولینجبروک من المنفى فی عام 1399، سجن ریتشارد فی البرج الأبیض، وأجبر على التنازل عن العرش، وتم تنصیب بولینجبروک، لیصبح الملک هنری الرابع. فی القرن الخامس عشر، کان هناک القلیل من المبانی فی برج لندن، فی الوقت الذی کانت فیه القلعة لا تزال مکانًا هامًا للجوء. عندما حاول مؤیدی الملک السابق ریتشارد الثانی القیام بمحاولة انقلابیة، وجد هنری الرابع فی برج لندن الملجأ الآمن من هذه المحاولة. خلال تلک الفترة، کان بالبرج العدید من السجناء، ومنهم وریث العرش الاسکتلندی الأمیر جیمس الأول، الذی اختطف أثناء رحلته إلى فرنسا فی عام 1406، وسجن فی البرج. وفی عهد هنری الخامس، تحسنت حظوظ إنجلترا فی حرب المئة عام أمام فرنسا. ونتیجة لانتصاراته، مثل معرکة أجینکورت، ضم البرج العدید من السجناء رفیعی الشأن، الذین بقوا کأسرى فی البرج حتى تم فدائهم.
کانت حرب الوردتان فی النصف الثانی من القرن الخامس عشر بین المطالبین على العرش من أسرتی لانکستر ویورک. ولمرة أخرى حوصرت القلعة فی عام 1460، هذه المرة من قبل قوات أسرة یورک. لحقت أضرار کبیرة بالبرج من نیران المدفعیة، لکن حامیته لم تستسلم إلا بعد أسر الملک هنری السادس فی معرکة نورثهامبتون. وبمساعدة من "ریتشارد نیفیل" (الملقب بـ "صانع الملوک")، استعاد هنری العرش لفترة قصیرة فی عام 1470. ومع ذلک، سرعان ما استعاد إدوارد الرابع السیطرة على البلاد، وسجن هنری السادس فی برج لندن حیث قُتل. أثناء الحروب، تم تحصین البرج لیتحمل نیران المدفعیة، وتم فتح ثغرات للمدافع والمسدسات فی الأسوار لهذا الغرض، إلا أنها لم تعد باقیة الآن.
بعد فترة قصیرة من وفاة الملک إدوارد الرابع فی عام 1483، قتل ولداه فی البرج. ویعد هذا الحادث واحد من أکثر الأحداث سیئة السمعة المرتبطة ببرج لندن، حیث قتل ریتشارد دوق غلوستر الصبیان الصغیران إدوارد وریتشارد ابنی شقیقه الملک الراحل إدوارد الرابع. اکتشفت العظام التی یعتقد أنها خاصة بالأمیرین الصغیرین فی عام 1674، عندما تم هدم مدخل البرج الأبیض الذی یعود للقرن الثانی عشر. تزایدت المعارضة لریتشارد حتى هزم فی معرکة بوسوورث فی عام 1485، أمام هنری تیودور، الذی نودی به ملکًا تحت اسم هنری السابع.

تغیر استخدامات البرج

تمیز بدایة عصر أسرة تیودور بتراجع استخدام برج لندن کمقر ملکی، وأصبح استخدامه کمستودع للأسلحة والذخائر وکسجن للمجرمین أکثر من استخدام کقصر للملک أو الملکة. وبحلول عام 1509، أصبح هناک طاقم حراسة ملکی للبرج. وخلال عهد هنری الثامن، أعید تقییم البرج، ووجد أنه بحاجة إلى تطویر دفاعاته. وفی عام 1532، أنفق توماس کرومویل £ 3,593 (أی حوالی £ 1,400,000 بأسعار عام 2008) على أعمال الإصلاح واستیراد ما یقرب من 3,000 طن من الأحجار من مدینة کا للبناء.ورغم ذلک، لم یکن ذلک کافیًا لتحقیق مستوى التحصینات العسکریة المعاصرة التی تجعل القلعة تتحمل هجمات المدفعیة. وعلى الرغم من إصلاح الدفاعات، أهملت مبانی القلعة بعد وفاة هنری، حتى أصبحت فی حالة غیر صالحة للسکن تقریبًا.ومنذ عام 1547، لم یعد برج لندن یستخدم کمقر للإقامة الملکیة، إلا عندما تقتضی التقالید ذلک. فعلى سبیل المثال، أقام کل من إدوارد السادس وماری الأولى وإلیزابیث الأولى لفترة وجیزة فی برج لندن قبل مراسم تتویجهم.
فی القرن السادس عشر، اکتسب البرج سمعته کسجن وکمعتقل. کقلعة ملکیة، استخدم الملوک البرج لسجن الأشخاص لأسباب مختلفة، ولکنه لم یکن یستخدم إلا لسجن الشخصیات المهمة لفترات قصیرة. أما المواطنون العادیون، فکان هناک الکثیر من السجون لیسجنوا بها. وبعکس ما یشاع حول البرج، فقد کان السجناء قادرون على جعل حیاتهم أکثر سهولة من خلال شرائهم أفضل وسائل الراحة مثل الغذاء أو النسیج من خلال ملازم البرج. وبالرغم من استخدام البرج لاحتجاز السجناء کما هو الحال فی أی قلعة أخرى، إلا أنه لم تبن أی زنازین لهذا الغرض حتى عام 1687، عندما بنی "سجن للجنود" فی الجانب الشمالی الغربی من البرج الأبیض. اکتسب البرج سمعته کمکان للتعذیب، بسبب ما أشیع عن هذا الأمر دینیًا فی القرن السادس عشر، ورومانتیکیًا فی القرن التاسع عشر.ورغم أن تلک السمعة السیئة للبرج مبالغ فیها، إلا أن القرنین السادس عشر والسابع عشر کانا أکثر فترات استخدام القلعة کسجن، حیث سجن به العدید من الشخصیات الدینیة والسیاسیة. هناک توثیق لاستخدام التعذیب فی 48 حالة على الأقل فی تلک الفترة، وکان من بین سجنوا وأعدموا فی البرج زوجة هنری الثامن آن بولین.
 برج لندن

سطح تلة البرج المرصوف حیث أعدم 112 شخص على مدى 400 عام.


کان الدور الرئیسی لحراس البرج الملکیین فی تلک الفترة، هو مراقبة السجناء. کان البرج فی کثیر من الأحیان أکثر أمانًا من غیره من السجون فی لندن مثل سجن الأسطول، حیث کان المرض دائمًا متفشیًا. کان السجناء رفیعی المستوى یعیشون فی ظروف مماثلة لتلک التی کانوا یعیشون فیها خارج البرج. أحد الأمثلة على ذلک، طلب والتر رالی تغییر غرفة حبسه لاستیعاب أسرته، حتى أن ابنه ولد هناک فی عام 1605. کانت عملیات الإعدام تنفذ عادة خارج البرج على التلة المجاورة التی سمیت بـ "تلة البرج"، والتی أعدم علیها 112 شخص خلال أربعمائة سنة. قبل القرن العشرین، کانت هناک سبع حالات إعدام داخل القلعة فی برج جرین من بینها اللیدی جین غرای، وهی الحالات التی اعتبر أن إعدامها علنًا یشکّل خطورة بعد إعدام اللیدی جین غرای فی 12 فبرایر 1554،سجنت الملکة ماری الأولى شقیقتها إلیزابیث فی البرج خوفًا من تمردها، بعدما قاد السیر توماس ویات الابن ثورة ضد ماری باسم إلیزابیث
فی القرن الخامس عشر، تأسس مستودع خاص للأسلحة لیقوم بمهام الخزانة الملکیة فی حفظ الأسلحة والأشیاء الثمینة. ولأنه لم یکن هناک جیش دائم قبل عام 1661، کانت تکمن أهمیة مستودع الأسلحة الملکی فی برج لندن، فی أنه یوفر الأسلحة والمعدات اللازمة فی أوقات الحرب. تواجد هذا المستودع فی البرج منذ عام 1454، ولکنه لم ینتقل إلى الجناح الداخلی إلا بحلول القرن السادس عشر التوترات السیاسیة بین تشارلز الأول والبرلمان فی الربع الثانی من القرن السابع عشر، أدت إلى محاولة من جانب القوات الموالیة للملک لتأمین البرج ومحتویاته الثمینة، بما فی ذلک الأموال والذخائر. تحرکت قوة من المیلیشیا إلى البرج فی عام 1640، وهناک خططت للدفاع عن البرج ونصبت منصات للبنادق، وجهزت البرج للحرب. لم تختبر تلک التجهیزات أبدًا. ففی عام 1642، حاول تشارلز الأول اعتقال خمسة من أعضاء البرلمان، وعندما فشل فی ذلک فر من المدینة. قرر البرلمان الثأر بالقبض على السیر جون بایرون ملازم البرج. غیرت قوة المیلیشیا ولاءها وأیدت البرلمانیین، وحاصرت البرج جنبًا إلى جنب مع مواطنی لندن. وبإذن من الملک، سلّم بایرون البرج. استبدل البرلمان بایرون برجل من انصارهم، وهو السیر "جون کونیرز". وبحلول الوقت اندلعت الحرب الأهلیة الإنجلیزیة فی عام 1642، وکان برج لندن فی قبضة البرلمانیین.
کان تشارلز الثانی هو آخر الملوک تمسکًا بتقلید خروج موکب التتویج من برج لندن إلى دیر ویستمنستر، وذلک فی عام 1660. کانت الإقامة فی القلعة وقتئذ فی حالة سیئة، لدرجة أنه لم یمض هناک اللیلة السابقة لتتویجه. وفی عهد ملوک أسرة ستیوارت، أعید تنظیم مبانی البرج. فی عام 1663، أنفق ما یزید عن 4,000 £ (حوالی 460,000 £ بأسعار عام 2008)على بناء مخزن جدید یعرف الآن باسم مخزن الأسلحة الجدید فی الجناح الداخلی.وعلى الرغم من تحسن مرافق الحامیة، بإضافة "ثکنات الجنود الأیرلندیة" فی عام 1670، إلا أن محلات إقامة الجنود کانت لا تزال فی حالة سیئة.
عندما أعتلت أسرة هانوفر العرش، کان الوضع غیر مستقر، خوفًا من تمرد اسکتلندی محتمل، لذا تم إصلاح برج لندن. کانت منصات المدافع التی أضافتها أسرة ستیوارت قد تهاوت، فانخفض عدد المدافع فی البرج من 118 إلى 45 مدفع، مما جعل أحد المؤرخین المعاصرین یشیر إلى أن القلعة "لن تصمد لمدة أربع وعشرین ساعة أمام الحصار الذی سیضربه أی جیش". کانت فترات العمل على تحسین دفاعات البرج فی القرن الثامن عشر متقطعة، وعلى الرغم من إضافة بوابة جدیدة فی الجدار الجنوبی تسمح بالوصول إلى الجناح الخارجی فی عام 1774. إمتلأ الخندق المحیط بالقلعة بالأوحال على مر القرون منذ أن تم إنشاؤه، على الرغم من محاولات تجنب ذلک. ولأنه کان لا یزال جزءً لا یتجزأ من دفاعات القلعة، ففی عام 1830، أمر قائد البرج ودوق ولینغتون آرثر ویلزلی بإزالة عدة أقدام من الطمی من الخندق. ومع ذلک، فإن ذلک لم یمنع تفشی المرض فی حامیة البرج فی عام 1841، بسبب ضعف إمدادات المیاة، مما أدى إلى موت بعض أفراد الحامیة. لمنع حدوث مشاکل صحیة أخرى، أُمر بتجفیف الخندق وردمه بالتراب. بدأ العمل فی عام 1843، واستمر لعامین. بدأ العمل فی بناء ثکنات ووترلو فی الجناح الداخلی فی عام 1845، عندما وضع دوق ولینغتون حجر الأساس للمبنى، ویمکن لهذا المبنى استیعاب 1,000 رجل فی الوقت نفسه. تم بناء أماکن منفصلة للضباط إلى الشمال الشرقی من البرج الأبیض.أدت بعض الحرکات الشعبیة بین عامی 1828 و 1858، إلى التفکیر فی تعزیز برج لندن تحسبًا للاضطرابات المدنیة. کان هذا البرنامج هو آخر برامج تحصین القلعة، ومعظم المنشآت التی استخدمتها المدفعیة الباقیة حتى الآن، ترجع إلى تلک الفترة.

الترمیم والسیاحة

خلال القرنین الثامن عشر والتاسع عشر، أعید توظیف مبانی البرج لاستخدامها فی استخدامات أخرى، وهدم بعضها. ولم یبق سوى برجی ویکفیلد وسانت توماس. تمیز القرن الثامن عشر بتزاید الاهتمام بتاریخ إنجلترا فی القرون الوسطى، والتی کان من آثارها ظهور العمارة القوطیة الجدیدة. وضح ذلک جلیًا فی عمارة البرج، عند بناء أسطبل جدید للخیول فی عام 1825، أمام الواجهة الجنوبیة للبرج الأبیض. کما کانت الأسوار هی أبرز آثار العمارة القوطیة. أعید تنظیم المبانی الأخرى، لتتناسب مع هذا النمط، حتى أن ثکنات ووترلو کانت توصف بأنها "قلعة قوطیة من القرن الخامس عشر".بین عامی 1845 و 1885، انتقلت بعض المؤسسات التی بقیت فی البرج لقرون مثل دار صک العملة إلى مواقع أخرى. کما هدمت العدید من مبانی ما بعد القرون الوسطى الشاغرة. وفی الوقت نفسه، کان هناک قدر أکبر من الاهتمام بتاریخ برج لندن.
کانت کتابات الکتاب المعاصرین من بین العوامل التی جعلت اهتمام الشعب یزداد بالبرج. من هؤلاء الکتاب ویلیام هاریسون إینسوورث، الذی کتب روایته المؤثرة برج لندن وهی قصة خیالیة تاریخیة خلقت صورة حیة لغرف التعذیب تحت الأرض لانتزاع الاعترافات التی ظلت عالقة فی المخیلة القراء. لعب هاریسون أیضًا دورًا آخر فی تاریخ البرج، حیث اقترح فتح برج بوشامب للجمهور لیتمکنوا من رؤیة نقوش السجناء التی ترجع للقرنین السادس عشر والسابع عشر. ووفقًا لهذا الاقتراح، بدأ المهندس "أنتونی سالفین" برنامجًا لإعادة تجدید شاملة للبرج تحت رعایة الأمیر ألبرت. خلف المهندس "جون تایلور" سالفین فی العمل. عندما کان تایلور یعتقد أن أحد مبانی البرج، لا یحقق تخیله لعمارة العصور الوسطى، کان تایلور یأمر بإزالته على الفور، ونتیجة لذلک أزیل عددًا من المبانی الهامة داخل القلعة، کما أزیلت بعض الدیکورات الداخلیة التی تعود لمرحلة ما بعد القرون الوسطى.
 برج لندن

المدخل الرئیسی لبرج لندن، والذی یعد الیوم من المزارات السیاحیة.


على الرغم من أن قنبلة واحدة فقط سقطت على برج لندن فی الحرب العالمیة الأولى (سقطت دون أن تسبب أذى فی الخندق)، إلا أن الحرب العالمیة الثانیة ترکت علامة کبیرة. ففی 23 سبتمبر 1940 أثناء الغارات، أتلفت القنابل شدیدة الانفجار القلعة، ودمرت العدید من المبانی وکادت أن تصیب البرج الأبیض. بعد الحرب، تم إصلاح الأضرار، وأعید فتح برج لندن للجمهور.
أصبح برج لندن واحدة من أهم مناطق الجذب السیاحی شعبیة فی إنجلترا، وبالأخص فی عهد الملکة إلیزابیث الثانیة. أکثر أقسامها جذبًا للجماهیر هی حدیقة الحیوان الملکیة ومعرض الدروع، بالإضافة إلى جواهر التاج البریطانی المعروضة للجمهور منذ عام 1669. اکتسبت البرج شعبیته لدى السیاح بشکل مطرد خلال القرن التاسع عشر، على الرغم من اعتراض دوق ولینغتون على ذلک. نظرًا لزیادة أعداد الزوار، تم تشیید مکتب لحجز التذاکر فی عام 1851. وبحلول نهایة القرن التاسع عشر، بلغ عدد زوار القلعة أکثر من 500,000 زائر سنویًا.
کانت السیاحة هی الدور الرئیسی للبرج فی القرن العشرین، أما الأنشطة العسکریة الروتینیة فقد قلّت فی النصف الأخیر من القرن، وانتقلت إلى خارج القلعة. ومع ذلک، لا تزال مفرزة من وحدة حراس الملکة فی قصر باکنغهام تقوم بمهام حراسة البرج مع حراس البرج الملکیین. فی عام 1974، انفجرت قنبلة فی غرفة الهاون فی البرج الأبیض، مخلفةً قتیل واحد و35 جریح. لم تعلن أی جهة مسؤولیتها عن الحادث، إلا أن تحقیقات الشرطة أشارت إلى ضلوع الجیش الجمهوری الایرلندی فی الأمر.
یخضع برج لندن لإدارة هیئة القصور الملکیة التاریخیة. وفی عام 1988، أضاف الیونسکو برج لندن إلى قائمة مواقع التراث العالمی، تقدیرًا لأهمیتها العالمیة وللمساعدة فی حفظه وحمایته. ومع ذلک، فقد دفعت التطورات الأخیرة مثل بناء ناطحات السحاب بالقرب من البرج، الأمم المتحدة نحو إضافة البرج إلى قائمة مواقع التراث المعرضة للخطر.
یُحتفظ فی البرج دائمًا على ستة غربان على الأقل، نظرًا للاعتقاد بأنه إذا ما لم یتواجد هذا العدد فی البرج، فستسقط المملکة،ویتولى حراس البرج الملکیون رعایة تلک الغربان. بالإضافة إلى ذلک، یتولى الحراس دور إرشاد السیاح داخل البرج. وقد أعلن أن عدد زوار البرج فی عام 2009، بلغ نحو 2.4 ملیون شخص.

جواهر التاج الملکی

بدأ تقلید حفظ جواهر التاج الملکی فی برج لندن منذ عهد هنری الثالث. بنیت دار الجواهر الملکیة خصیصًا لحفظ الرموز الملکیة، بما فی ذلک المجوهرات واللوحات، وبعض الرموز الملکیة الأخرى مثل التاج والصولجان والسیف. فی بعض الأحیان، عندما تکون هناک حاجة للمال، کانت یتم رهن بعض تلک الرموز. کانت تلک الکنوز تغنی الملک عن اللجوء للطبقة الأرستقراطیة، وبالتالی کانت تحت حراسة مشددة. خصصت وظیفة جدیدة لـ "حارس الکنوز الملکیة". أضیفت بعض الواجبات الأخرى لتلک الوظیفة، بما فی ذلک شراء المجوهرات الملکیة والذهب والفضة، واختیار صاغة المشغولات الذهبیة والمجوهرات الملکیة. فی عام 1649، أثناء الحرب الأهلیة الإنجلیزیة، نهبت محتویات دار الجواهر الملکیة، حیث تم إرسال المعادن لدار صک العملة لصهرها وإعادة استخدامها، وتکسرت التیجان وتشوهت. وبعد عودة الملکیة فی عام 1660، کانت الرموز الملکیة الوحیدة الباقیة، هی ملعقة منذ القرن الثانی عشر، وثلاثة سیوف احتفالیة. أعید تصنیع بقیة جواهر التاج. وفی عام 1669، تم هدم دار الجواهر الملکیة، ونقلت إلى برج مارتن حیث یمکن للجمهور أن یدفع الأموال لیراها، وهو ما حاول الکولونیل توماس بلد استغلاله بعد سنتین، عندما حاول سرقتها. فیّد بلد وأعوانه حارس الکنوز الملکیة وکمّموه. وعلى الرغم من أنهم استطاعوا الوصول إلى تاج الإمبراطوریة والصولجان والکرة الذهبیة، إلا أن المحاولة أحبطت عندما ظهر نجل الحارس بشکل غیر متوقع، وأطلق صفارة الإنذار.جواهر التاج الملکی محفوظة الآن فی ثکنات ووترلو فی البرج.

حدیقة الحیوانات الملکیة

کان أول ظهور لحدیقة الحیوان الملکیة فی عهد هنری الثالث. وفی عام 1251، أمر الملک قائد الشرطة بدفع أربعة بنسات یومیًا لرعایة الدب الذی یربیه الملک. جذب الدب انتباه سکان لندن، وخاصة عند خروجه للصید فی نهر التایمز. وفی عام 1254، أمر الملک قائد الشرطة ببناء منزل لفیل فی البرج. کان هذا الفیل هدیة من ملک فرنسا، إلا أنه نفق بعد عامین فقط من وجوده فی إنجلترا. الموقع الدقیق لحدیقة الحیوانات فی البرج فی العصور الوسطى غیر معروف، إلا أن الأسود کانت تحفظ فی برج لیون.ازدادت المجموعة الملکیة عن طریق الهدایا الدبلوماسیة، بما فی ذلک ثلاثة نمور کان الإمبراطور الرومانی المقدس قد أهداها لملک إنجلترا.
وبحلول القرن الثامن عشر، فتحت حدیقة الحیوانات الملکیة للجمهور؛ مقابل ثلاثة بنسات ونصف البنس أو تقدیم قطة أو کلب لتغذیة الأسود. انتقلت الحیوانات من البرج إلى "ریجنتس بارک" فی عام 1835، بعد أن عضّ أسد أحد الجنود. کان حراس حدیقة الحیوان الملکیة یستخدمون برج لیون لإقامتهم. وعلى الرغم من مرور فترة طویلة على رحیل الحیوانات من البرج، إلا أن برج لیون لم یهدم إلا بعد وفاة آخر حارس للحدیقة فی عام 1853. وفی عام 2011 استضاف البرج معرضًا لمنحوتات حیوانیة مصنوعة من الأسلاک المعدنیة على ید الفنانة کندرا هاست.

الأشباح

هناک أقاویل بأن شبح الملکة آن بولین التی قطع رأسها فی عام 1536 فی برج لندن، بتهمة الخیانة العظمى ضد الملک هنری الثامن، یظهر فی کنیسة سان بیتر حیث دفنت، أنه یتجول حول البرج الأبیض حاملاً رأسها تحت ذراعیها. هناک الأشباح الأخرى مثل هنری السادس واللیدی جین غرای ومارغریت بولی وإدوارد الخامس وشقیقه ریتشارد، یتردد أنها موجودة بالبرج. وفی ینایر 1816، ادعى أحد الحراس أن شبحًا لدب هاجمه خارج دار الجواهر الملکیة، کما یذکر أنه مات من الخوف بعد ذلک ببضعة أیام. وفی أکتوبر 1817، ادعى أحد حراس دار الجواهر الملکیة أن شبحًا حلّق فوق کتف زوجته. هذا بالإضافة للعدید من المزاعم، التی أبلغ عنها الحراس اللیلیین فی برج لندن.

البرج کسجن

استخدم برج لندن کسجن للسجناء السیاسیین من ذوی الرتب العالیة والمنشقین دینیًا. کان أول سجناء البرج رانولف فلامبارد أسقف دورهام وذلک فی عام 1100، بعدما أدین بتهمة الابتزاز، ومن المفارقات، أنه أیضًا کان أول شخص یستطیع الهروب منه. کان هروبه مفاجأة، حتى أن أحد المؤرخین آنذاک، اتهم الأسقف بالسحر.

الاعدامات

 برج لندن

لوحة الأمیران إدوارد وریتشارد فی البرج، 1483، بریشة السیر جون إفریت میلیاس، 1878، وهی إحدى اللوحات المعروضة ضمن مجموعة کلیة هولوای الملکیة بجامعة لندن.
المجرمون ذوی الأصول الاجتماعیة المتدنیة کان یتم شنقهم فی أحد ساحات الإعدام علنًا فی قریة تیبرن أو تلة برج لندن. أما النبلاء (وخاصة النساء)، فکان یتم قطع رؤوسهم داخل البرج، ثم دفنهم فی کنیسة القدیس بیتر المقیّد.
من الأشخاص الذین قتلوا فی البرج بتهمة الخیانة:
• جورج دوق کلارنس وشقیق إدوارد الرابع ملک إنجلترا فی 18 فبرایر 1478، لکنه لم یضرب عنقه ولم یتم إغراقه فی برمیل خمر (على عکس ما کتب ویلیام شکسبیر فی مسرحیته حاملة عنوان "ریتشارد الثالث").
• توماس مور فی 6 یولیو 1535.
• جورج بولین فی 17 مایو 1536.
• آن بولین الزوجة الثانیة للملک هنری الثامن فی 19 مایو 1536.
• مارغریت بولی کونتیسة سالیسبری عام 1541.
• کاثرین هوارد فی 13 فبرایر 1542.
• جین بارکر کونتیسة روتشفورد فی عام 1542.
• لیدی جین غرای عام 1554، والتی کانت ملکة لمدة تسعة أیام فقط.
• إدوارد وریتشارد ابنی الملک إدوارد الرابع الشهیرین بأمیری البرج، اللذان اختفیا بعدما اعتلى عمهما ریتشارد الثالث العرش، ولا تزال وفاتهما لغزًا حتى الآن.
• جیمس سکوت، دوق مونمث الأول، سُجن وأُعدم فی البرج سنة 1685، بعد أحداث ثورة مونمث.
خلال الحرب العالمیة الأولى، حوکم أحد عشر رجلاً بتهمة التجسس، وأطلق علیهم النار فی البرج. وخلال الحرب العالمیة الثانیة، استخدم البرج مرة أخرى لاحتجاز أسرى الحرب، أشهرهم کان رودلف هس نائب أدولف هتلر، وإن کان ذلک لأربعة أیام فقط فی عام 1941، وهو آخر من سجن فی القلعة. أما آخر من أعدم فی البرج، فکان الجاسوس الألمانی جوزیف جاکوبز الذی قتل فی 14 أغسطس 1941.

المصدر : تحقیق راسخون 2013



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.