آداب الأخوان

ولا یُمکن اعتباره من جملة الآداب فحسب إنّما هو من أعظم الواجبات على المؤمن وقد یؤدّی التهاون فی ذلک إلى سفک الدماء المحترمة وازهاق الأرواح بمجرّد إفشاء سرّ من أسرار العمل الإسلامی، أو إسداء خدمة مجّانیّة للأعداء لمجرد التهاون بالمعلومات
Monday, August 5, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
آداب الأخوان
 آداب الأخوان

 





 

کیف تنجح مع إخوانک؟

عن الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله وسلم:(ألا وإنّ وُدَّ المؤمنِ من أعظمِ سببِ الإیمانِ)(1).
عوامل بقاء المودّة:

1ـ الشفقة على الإخوان:

فقد جاء عن الإمام الصادق علیه السلام:(إنّ للهِ فی خلقِهِ نیّةً وأحبُّها إلیهِ أصلبُها وأرقُّها على إخوانِه وأصفاها من الذنوبِ)(2)

2ـ زیارة الاخوان:

عن الإمام الصادق علیه السلام:(من زار أَخاهُ للهِ لا غیرَ التماسِ موعدِ اللهِ وتنجّزَ ما عندَ اللهِ وکّل الله به سبعینَ ألفِ ملکٍ ینادونَهُ ألا طبْتَ وطابَتْ لکَ الجنَّةَ)(3)

3ـ مصافحة الإخوان:

عن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم:(إذا لقِیَ أحدُکم أخاهُ فلیصافِحهُ ولیسلِّمْ علیهِ فإنّ اللهَ أکرمَ بذلکَ الملائکةَ فاصنَعوا بصنعِ الملائکةِ)(4)

4ـ التبسّم فی وجوه الإخوان:

عن الإمام الرضا علیه السلام:(.. ومن تبسّمَ فی وجهِ أخیهِ المؤمنِ کتبَ اللهُ حسنةً ومن کتبَ اللهُ لهُ حسنةً لم یعذِّبْهُ)(5)

5ـ تلقیم الإخوان:

عن الإمام الصادق علیه السلام:(من لقّمَ مؤمنًا لقمةَ حلاوةٍ صرفَ اللهُ عنهُ مرارةَ یومِ القیامةِ)(6)
ولقد کان علیه السلام یقوم بذلک مع أصحابه.

6ـ الدعاء للإخوان:

عن الإمام الباقر علیه السلام:(علیکَ بالدعاءِ لإخوانِکَ بظهرِ الغیبِ، فإنَّه یهبُ الرزقَ...)(7)
وفی بعض الأحادیث ورد أنّه کذلک سبب لدفع البلاء عن الداعی إضافة إلى إهالة الرزق علیه کما عن الإمام علی علیه السلام:
(دعاءُ المسلمِ لأخیهِ بظهرِ الغیبِ یسوقُ إلى الداعی الرزقَ ویصرفُ عنهُ البلاءَ ویقولُ لهُ اللهُ: لکَ مثلهُ)(8)

7 ـ تزویج الإخوان

عن الإمام الکاظم علیه السلام:(ثلاثةٌ یستظلّون بظلِّ عرشِ اللهِ یومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: رجلٌ زوّجَ أخاهُ المسلمَ أو أخدمَه أو کتمَ لهُ سرًّا)(9).

8ـ إطعام الإخوان

ویتأکّد ذلک أکثر فیما لو کان أخوک مسکینًا أو یتیمًا أو أسیرًا.
قال الله تعالى:﴿وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْکِینًا وَیَتِیمًا وَأَسِیرًا إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاء وَلَا شُکُورًا ﴾(10)
وعن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم:
(من أطعمَ مؤمنًا من جوعٍ أطعمْهُ اللهُ من ثمارِ الجنّةِ، ومن سقاهُ من ظمأ سقاهُ اللهُ من الرحیقِ المختومِ، ومن کساهُ ثوبًا لم یزلْ فی ضمانِ اللهِ ما دامَ على ذلکَ المؤمنِ من ذلکَ الثوبِ سلک. واللهِ لقضاءِ حاجةِ المؤمنِ أفضلُ من صیامِ شهرٍ واعتکافِهِ)(11)

9ـ کتمان أسرار الإخوان:

ولا یُمکن اعتباره من جملة الآداب فحسب إنّما هو من أعظم الواجبات على المؤمن وقد یؤدّی التهاون فی ذلک إلى سفک الدماء المحترمة وازهاق الأرواح بمجرّد إفشاء سرّ من أسرار العمل الإسلامی، أو إسداء خدمة مجّانیّة للأعداء لمجرد التهاون بالمعلومات الّتی نحن مأمورون بحفظها والتکتّم علیها، ولذلک لا تنحصر الآثار السیّئة لترک هذا الواجب فی المستوى الفردیّ، بل تتعدّاه لتطال المجتمع أو المسیرة ولذلک عبّرت طائفة کبیرة من الروایات عن مدى انزعاج أئمّتنا علیهم السلام من قلّة الکتمان، مثل ما قاله الإمام زین العابدین علیه السلام :(وَدَدْتُ واللهِ أنّی افتدَیْتُ خُصلتینِ فی الشیعةِ لنا ببعضِ لحمِ ساعدی: النزقُ(12 )وقلّةُ الکِتمانِ)(13)
وعن الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام:(.. والمذیعُ لما أرادَ اللهُ سترُه مارِقٌ فی الدینِ)(14).
ویکشف الإمام الصادق علیه السلام الواقع الألیم الّذی علیه الناس قائلًا)أُمِرَ الناسُ بخصلتینِ فضیّعوهُما فصاروا منهُما على غیرِ شیءٍ: الصبرُ والکتمانُ (15)

10ـ مجالسة الإخوان ومحادثتهم:

فعن أبی جعفر الثانی علیه السلام أنّه قال:
(أتخلونَ وتحدّثونَ وتقولونَ ما شئتُم؟ فقلتُ: أیْ واللهِ لنخلو ونتحدّثُ ونقولُ ما شِئْنا، فقالَ: أما واللهِ لوددْتُ أنّی معکُم فی بعضِ تلکَ المواطنِ. أما واللهِ إنّی لأحبُّ ریحَکُم وأرواحَکُم وإنّکم على دینِ اللهِ ودینِ ملائکتِه فأعینونا بورعٍ واجتهادٍ)(16)

11ـ خدمة الأخوان:

عن الإمام الصادق علیه السلام: (المؤمنونَ خدمٌ بعضهُم لبعضٍ، قلتُ: وکیفَ یکونُ خدمًا بعضُهُم لبعضٍ؟ قال: یفیدُ بعضهُم بعضًا)(17)

12ـ إقالة الإخوان

وهذا الأمر یعتبر امتحانًا للأخوة الّذین یغرقون فی المصالح المادّیّة وعالم التجارة فهل إنّهم سیحافظون على هذه الآداب، أو أنّ المال سیجرّهم إلى ضرب المثُلُ بعرض الحائط رغم ما رتَّبه الإسلام من ثواب على الإقالة.
فعن الإمام الصادق علیه السلام:(أیَّما مسلم أقالَ مسلمًا ندامةً فی بیعٍ أقالَهُ اللهُ عثرتَه یومَ القیامةِ)(18).

13ـ إدخال السرور على الإخوان:

ویکفیک فی ذلک أنّه من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى (19)وأنّ فیه سرور النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم وأهل بیته علیهم السلام، یقول الإمام الصادق علیه السلام:
(لا یرى أحدُکم إذا أدخلَ السرورَ على أخیه أنَّه أدخلَهُ علیهِ فقط، بلْ واللهِ علینا، بل واللهِ على رسولِ اللهِ صلى الله علیه وآله وسلم)(20)

14ـ الثقة بالأخوان:

عن الإمام الصادق علیه السلام: (من کانَ الرهن عندَهُ أوثقُ من أخیهِ فاللهُ منهُ بریءٌ)(21)
فإذا کان الأخ من أهل الثقة لا المکاشرة، عدّ هذا العامل من الحقوق.

15ـ إیثار الإخوان وبرّهم:

فقد جاء عن الإمام الصادق علیه السلام :(ممّا خصَّ اللهُ بهِ المؤمنَ أن یعرّفَه برَّ إخوانِه، وإنْ قلَّ، فلیسَ البرُّ بالکثرةِ وذلکَ أنَّ اللهَ یقولُ فی کتابه: ﴿وَیُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾(22)
ثمّ قال: ﴿وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(23) ومن عرَّفَه اللهُ ذلکَ فقَدْ أحبَّهُ اللهُ، ومن أحبّهُ اللهُ أوفاهُ أجرَهُ یومَ القیامةِ بغیرِ حسابٍ".
ثمّ قال:(یا جمیل ارو هذا الحدیث لإخوانک فإنّ فیه ترغیبًا للبرّ)(24).

16ـ إهداء الإخوان:

حیث إنّ تقدیم الهدیّة للأخ تعبیرًا عن المودّة له ممّا یترک الأثر الکبیر فی نفسه، ویکون ذکرى دائمة للعلاقة القائمة بینهما على أساس الإیمان والتراحم.
یقول النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم:(تَهادوا تَحابّوا)(25).
بینما قبول الهدیّة من أخیک هو من الحقوق، کما تقدّم، وإن کان الإهداء من الآداب. نسأل الله تعالى أن یوفّقنا لأداء حقوق الإخوان، والتحلّی بآدابهم، إنّه سمیع مجیب، والحمد لله رب العالمین.
المصادر :
1- میزان الحکمة، ح561.
2- المحجة البیضاء، ص65، ح4.
3- المحجة البیضاء، ص85، ح2.
4- میزان الحکمة. ص25، ح2.
5- میزان الحکمة. ص25، ح1.
6- میزان الحکمة. ص64، ح1.
7- میزان الحکمة، ح73,ص75.
8- میزان الحکمة. ح53,ص75.
9- بحار الأنوار، ج17، ص653.
10- سورة الدهر، الآیتان: 8 و 9.
11- مصادقة الأخوان، ص24، ح1.
12- النزق: الطیش.
13- میزان الحکمة، ح54371.
14- میزان الحکمة. ح65371.
15- میزان الحکمة. 64371.
16- مصادقة الأخوان، ص23.
17- میزان الحکمة. ص84.
18- المستدرک. ص27.
19- میزان الحکمة. ص60.
20- میزان الحکمة
21- مصادقة الأخوان، ص37.
22- سورة الحشر، الآیة: 9.
23- سورة التغابن، الآیة: 61.
24- مصادقة الأخوان، ص66.
25- المحجة البیضاء، ج3.



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.