إن تنظیم أمور الناس فی معاشهم یتطلب صیاغة قانون تراعى فیه جمیع الجوانب والحیثیات والتفاصیل، وهذا الأمر لیس فی مقدور القوانین الوضعیة أن تهتم بکل جوانبه فهی إن حققت شیئا فهو لا یخلو من النقص والظلم فی کثیر من الموارد، وینقصه أمر آخر وهو عدم اهتمامه بالشأن الفردی ولا ینظر لعلاقات الناس الأخلاقیة لینظمها بخلاف الشریعة ونظامها فهی بالإضافة لما تنظمه من صیغ العلاقات العامة تحوی الکثیر من الآداب التی محلها نفس الإنسان حیث تربیه على ترکیز دعائم الأخلاق فی نفسه لینعکس ذلک مرونة وصلاحا ولیاقة حین یحتک مع الآخرین، ومسألة السوق مسألة على قدر کبیر من الأهمیة حیث أن السوق هو:
أولاً: مرکز المدینة وموضع ثقلها الاقتصادی.
وثانیاً: أنه أحد الأمکنة التی یتلاقى بها الناس وطبیعة هذا التلاقی الذی یتضمن بطبیعة الحال تعاطیا مباشراً مع الآخر، والذی قد یسبب بدون أن یکون هنالک أی نظام أو مناعة داخلیة الکثیر من المشاکل التی تنعکس سلبیا على علاقات أفراد المجتمع الواحد وفک الارتباط الأخوی الذی یسعى الإسلام من خلال أکثر تنظیماته للحفاظ علیه لیکون المجتمع کتلة واحدة متلاحمة فیما بینها.وسنحاول فی هذه الصفحات أن نلقی بعض الضوء على ما جاءت به الشریعة الإسلامیة المتکاملة من تعالیم وآداب یمکن للمرء أن یلتزم بها فی الأسواق ونسأل الله أن یعیننا على طاعته فی کل أمورنا إنه سمیع مجیب.
السوق عز المؤمن
حتى یکون الأمر ممدوحاً لا بد وأن یحوی مرتبة لا بأس بها من الکمال، وللسوق الممدوح صفات لا بد وأن تتوفر فیه حتى یصیر کما عبرت الروایة عزاً لمن یعمل فیه کما یروی المعلى بن خنیس أن الإمام الصادق "علیه السلام" رآه متأخراً عن السوق.فقال له "علیه السلام": (اغد إلى عزک)(1)
فکیف یکون السوق عزاً للمؤمن؟
عندما یکون العمل لأجل هدف مشروع ونبیل وخالیاً من المکر والنوایا السیئة کأن یعمل الإنسان لأجل أن یکسب لقمة لعیاله فینفق ویوسع علیهم فی النفقة ولا یبغی الإنسان خداع المشترین بغیة الکسب السریع بل یصر على الکسب الحلال بعرق الجبین متقرباً لله (عز وجل) بما یفعله، یکون عمله لله (عز وجل)، بل یکون مثالا لنقاء السریرة وصفاء النفس، هذا الشخص الذی هکذا دیدنه وهذه نیته هو الشخص الذی یکون العمل فی السوق عزاً له ویکون مصداقاً لقول الإمام الصادق "علیه السلام":
"الکاد على عیاله کالمجاهد فی سبیل الله".
سوق الشیاطین
مقابل هذه الروایات التی تصف السوق بأنه عز المؤمن نجد روایات أخرى تتحدث عن السوق بشکل آخر حیث تعتبره مرتعاً لإبلیس.فقد ورد عن الإمام الباقر "علیه السلام":
(شر بقاع الأرض الأسواق، وهو میدان إبلیس، یغدو برایته، ویرفع کرسیه، ویبث ذریته...).
ما السبب فی ذلک؟
یتابع الإمام "علیه السلام":
(... فبین مطفف فی قفیز، أو طائش فی میزان، أو سارق فی ذراع، أو کاذب فی سلعته الخ...)(2)
ولک أن تتخیل کیف یکون سوق بهذه الصفات فلیس من العجب أن یکون مملکة لإبلیس حیث تفعل کل هذه المعاصی التی تتعلق بحقوق الناس والتی لا یغفرها الله (عز وجل) بمجرد التوبة بل تحتاج إلى مسامحة من سرق ماله أو غشه فی سلعة اشتراها.
موعظة أمیر المؤمنین (علیه السلام) لأهل السوق ولأجل أن لا تصل الأمور لهذا المستوى المتدنی من الأخلاق فی التعاطی بین المؤمنین کان حرص أمیر المؤمنین "علیه السلام" على أن یعظ أهل الأسواق کما هو دأبه بأن یحافظ على کل شؤون المجتمع.
فقد کان "علیه السلام" ینزل إلى السوق حاملاً الدرة وهی نوع من السیاط لیضرب بها کل من یغش المسلمین ویحاول سرقتهم(3)، ثم کان یقف بین التجار واعظاً:
(أیها التجار، قدموا الاستخارة، وتبرکوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعین، وتزینوا بالحلم، وتناهوا عن الیمین، وجانبوا الکذب، وتجافوا عن الظلم، وأنصفوا المظلومین، ولا تقربوا الربا، وأوفوا الکیل والمیزان، ولا تبخسوا الناس أشیائهم ولا تعثوا فی الأرض مفسدین)(4)
وفی روایة أخرى عنه "علیه السلام" أنه دخل السوق فوجد الناس یبیعون ویشترون فبکى بکاءً شدیداً ثم قال "علیه السلام":
(یا عبید الدنیا وعمال أهلها، إذا کنتم بالنهار تحلفون، وباللیل فی فراشکم تنامون، وفی خلال ذلک عن الآخرة تغفلون،فمتى تجهزون الزاد وتفکرون فی المعاد؟).
فقال له رجل: یا أمیر المؤمنین إنه لا بد لنا من المعاش، فکیف نصنع؟
فقال أمیر المؤمنین "علیه السلام":
(إن طلب المعاش من حلِّه لا یشغل عن عمل الآخرة فإن قلت لا بد من الاحتکار لم تکن معذوراً)(5).
فهکذا یعلمنا أمیر المؤمنین "علیه السلام" أن تکون أعمالنا لله (عز وجل) وأنفسنا غیر متعلقة بالأسباب.
وهکذا یرید أمیر المؤمنین "علیه السلام" أن یکون السوق فی حکومته الإسلامیة وفی سائر بلاد المسلمین أن یأمن فیه من یدخله من مکر الماکرین ولنعم ما أدب به أمیر المؤمنین "علیه السلام" شیعته.
آداب المشتری
هناک نوعان من الناس ممن یقصد السوق:الأول: من یقصده لحاجة له فیه کأن یقصده لشراء احتیاجاته أو رؤیة أحدهم فیه.
والثانی: من یقصده لأجل العمل کأن یکون له حانوت فیه أو عربة یبیع علیها، ولکل من هذین القسمین آداب خاصة سوف نتعرض لها وسیکون الکلام أولاً عن آداب من قصد السوق لحاجة له فیه:
1- الثقة بسوق المسلمین
على الإنسان المسلم أن یثق بسوق المسلمین فلا یسأل عن کل شاردة وواردة أهی حلال أم حرام؟، وعن کل لحم هل هو ذکی أم لا؟، بل علیه أن یعطی ثقته بسوقهم بانیاً فی کل شک على حلیة ما أخذ منها وقد وردت الروایات الکثیرة مؤکدة على هذا المعنى.فقد سأل أحدهم الإمام الصادق "علیه السلام" قائلاً: الخفاف عندنا فی السوق نشتریها فما ترى فی الصلاة فیها؟
فقال له "علیه السلام": (صل فیها حتى یقال لک إنها میتة بعینها)(6)
وعن الإمام أبی الحسن "علیه السلام" لما سأله أحدهم قائلاً: أعترض السوق فأشتری خفاً لا أدری أهو ذکی أم لا.
قال له "علیه السلام": "صل فیه...".
فقال له السائل: إنی أضیق من هذا.
فقال له الإمام "علیه السلام": (أترغب عما کان أبو الحسن "علیه السلام" یفعله)(7)
فعندما قال السائل للإمام "علیه السلام": إنی أضیق من ذلک.
کان یعنی أن نفسیته لا تکون مرتاحة إلا بالتأکد من حقیقة انه مذکى.
فأجابه الإمام بالجواب القاطع: "أن لا یجب علیک السؤال".
ولعل فی هذه الروایة علاجاً للمصاب بالوسوسة فی أموره.
وعلى کل حال فالثقة بسوق المسلمین تسهیل على المکلف ومسألة تبعث الطمأنینة فی نفس المؤمن من أن مصدر رزقه هو مصدر أمین وموثوق به.
2- من تُعامل فی السوق؟
بما أن السوق هو مجمع لکل الوافدین للبیع فیه، فمن الطبیعی أن تتعدد أخلاقهم، وتتباین طباعهم، فینبغی للداخل إلى السوق للشراء أن یلتفت لمن یتعامل معه حتى لا یبتلى بالغشاش أو المطفف أو السارق.فقد ورد فی الحدیث الشریف عن صادق أهل البیت "علیهم السلام" أنه قال:(لا تخالطوا ولا تعاملوا إلا من نشأ فی الخیر)(8)
فهذه الروایة تعلمنا أن لا یدفعنا الاستعجال وضیق الوقت إلى أن نشتری من أی بائع بل من البائع الذی نعرف من سیرته الإستقامة وحینئذ لا نتعرض لما ذکرناه من الأمور کالسرقة أو الغش أو الاحتیال أو الاستغلال.
3- ذکر الله فی السوق
وردت العدید من الروایات بخصوص مستحبات وأذکار یذکرها المرء فی السوق وعند الشراء والنظر للبضاعة وسنعرضها تباعاً.أ- الذکر عند دخول السوق:
فقد ورد فی الحدیث عن الإمام الصادق "علیه السلام" أنه قال:
(إذا دخلت السوق فقل: لا إله إلا الله عدد ما ینطقون، سبحان الله عدد ما یسومون، تبارک الله أحسن الخالقین (ثلاث مرات)، سبحان الله عدد ما یبغون، سبحان الله عدد ما ینطقون، سبحان الله عدد ما یسومون تبارک الله رب العالمین)(9).
وعن الإمام الباقر "علیه السلام":
(من دخل السوق فنظر إلى حلوها، ومرها، وحامضها، فلیقل اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له وأن محمد صلى الله علیه و آله و سلم عبده ورسوله، اللهم إنی أسألک من فضلک وأستجیر بک من الظلم والغرم والمأثم)(10)
وفی روایة أخرى عن الإمام الصادق "علیه السلام":
(من قال فی السوق: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له وأشهد أن محمد صلى الله علیه و آله و سلم عبده ورسوله کتب الله له ألف ألف حسنة)(11).
ب- الذکر عند الشراء:
فی الروایة عن أحدهما أی الإمام الباقر أو الإمام الصادق "علیهما السلام":
(إذا اشتریت متاعاً، فکبر الله ثلاثا ثم قل: اللهم إنی اشتریته ألتمس فیه من خیرک فاجعل لی فیه خیرا، اللهم إنی اشتریته ألتمس فیه من فضلک فاجعل لی فیه فضلا، اللهم إنی اشتریته التمس فیه من رزقک فاجعل لی فیه رزقاً)(12).
وفی روایة أن الإمام الرضا "علیه السلام": (کان یکتب على المتاع برکة لنا)(13)
4- تحدید ما تشتریه
لقد ذکرت الروایات الصادرة عن الرسول الأکرم "صلى الله علیه وآله" وأهل بیته "علیهم السلام" مسألة مهمة وهی أن لا یشتری الإنسان السلعة بدون کیل کأن یقول له: بعنی ما فی هذا الکیس، أی مقدار بلغ بل اللازم أن یعرف مقداره.فعن رسول الله "صلى الله علیه وآله": (کیلوا طعامکم، فإن البرکة فی الطعام المکیل)(14)
البائع فی السوق
للعمل فی السوق حسنات کثیرة لأن العمل فیه یعد تجارة والتجارة مستحبة، وإن السوق هو ملاذ الفقراء عند شح المعیشة، وقلة فرص العمل.
وقد أمر أئمتنا "علیهم السلام" بعض شیعتهم عند ضیقهم أن یعملوا فی الأسواق بما یرضی الله (عز وجل).
فی الروایة أن أحدهم قال للإمام الصادق "علیه السلام": إنه کان فی یدی شیء تفرق وضقت ضیقاً شدیداً.
فسأله الإمام "علیه السلام": ألک حانوت فی السوق؟
فقال له: نعم.
فقال "علیه السلام":
(إذا رجعت إلى الکوفة فاقعد فی حانوتک..)(15)
ولذا ورد النهی لمن یملک تجارة أو حانوتا أن یترکه أو یدع التجارة.
ففی الروایة عن الإمام الصادق "علیه السلام": قلت له "علیه السلام": إنی هممت أن أدع السوق وفی یدی شیء.
قال "علیه السلام":(إذاً یسقط رأیک ولا یستعان بک على شیء)(16)
فالسوق هو مکان الإحتکاک مع الناس والتعرف على آرائهم وتوجیهاتهم للإستفادة من تجاربهم فهو فی الحقیقة مدرسة عملیة.
مکان البیع فی السوق
کثیرا ما نرى البائعین قد اختلفوا على مکان البیع وکلّ یدّعی أنّ المکان مکانه وأنّه کان یبیع فیه قبل النزاع أو یکون أحدهم قد تعوّد على وضع عربته فی مکان مدّة ثم یأتی لیجد بائعاً آخر قد وضع عربته فی مکانه، فیختلفان على الأحقیّة وکل یدعیها ویتهم الآخر باحتلالها.ولو راجعنا روایات أهل البیت "علیهم السلام" لوجدنا أنها تتحدث بأن من سبق إلى المکان فهو الأحقّ به.
فعن أمیر المؤمنین "علیه السلام": (سوق المسلمین کمسجدهم فمن سبق إلى مکان فهو أحق به إلى اللیل)(17).
آداب البائع
سنستعرض فیما یلی بعض الآداب التی لا بد للعامل فی السوق أن یتحلى بها.وقد وردت فی روایات أهل بیت العصمة والطهارة"علیهم السلام" والآداب هی:
1- الدعاء فی السوق:
هناک بعض الأدعیة التی ورد استحباب ذکرها فی السوق خصوصا للبائع ومن هذه الأدعیة.أ- عند الخروج إلى السوق:
فی الحدیث عن الإمام الصادق "علیه السلام":
(فإذا أردت أن تخرج إلى سوقک فصل رکعتین أو أربع رکعات ثم قل فی دبر صلاتک: توجهت بلا حول منی ولا قوة، ولکن بحولک وقوتک، أبرأ إلیک من الحول والقوة إلا بک، فأنت حولی ومنک قوتی، اللهم فارزقنی من فضلک الواسع رزقا کثیرا طیبا وأنا خافض(18) فی عافیتک فإنه لا یملکها أحد غیرک)(19)
ب- عند دخول السوق:
ففی الروایة عن الإمام الباقر "علیه السلام":(ما من رجل مؤمن یروح أو یغدو إلى مجلسه أو سوقه فیقول حین یضع رجله فی السوق:
(اللهم إنی أسألک من خیرها وخیر أهلها) إلا وکّل الله عزّ وجلّ به من یحفظه ویحفظ علیه حتى یرجع إلى منزله، فیقول له: قد أجرت من شرها وشر أهلها یومک هذا بإذن الله (عز وجل)، وقد رزقت خیرها وخیر أهلها فی یومک هذا...).
ج- عند الجلوس فی المتجر:
عن الإمام الباقر "علیه السلام":
(...فإذا جلس مجلسه قال حین یجلس: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له وأشهد أن محمد صلى الله علیه و آله و سلم عبده ورسوله، اللهم إنی أسألک من فضلک حلالا طیبا وأعوذ بک من أن أَظلم أو أُظلم، وأعوذ بک من صفقة خاسرة، ویمین کاذبة، فإذا قال ذلک قال له الملک الموکل به: أبشر فما فی سوقک الیوم أحد أوفر منک حظاً، قد تعجّلت الحسنات ومحیت عنک السیئات وسیأتیک ما قسم الله لک موفّّراً حلالاً، طیّباً، مبارکاً فیه)(20).
2- الوضوح فی البیع والشراء:
حتى لا یقع المرء فی معصیة الله (عز وجل) بغشه للمؤمنین أو یتعرض البائع للإحتیال من المشترین ینبغی أن تکون الأمور واضحة أثناء البیع من السلعة والثمن وجودة البضاعة وهکذا...لذا وردت بعض الروایات التی تنهى عن تصرفات معینة قد توقع المشتری فی الغبن، کأن یبیع الإنسان بضاعته فی الظِلِّ أو العتمة.
فعن الإمام الکاظم "علیه السلام": (یا هشام إن البیع فی الظِلِّ غش وإن الغش لا یحلّ)(21)
وکذلک تنهى البائع الذی لا یحسن البیع عن الجلوس للبیع فی الأسواق.
ففی الحدیث عن أمیر المؤمنین "علیه السلام":(لا یقعدن فی السوق إلا من یعقل البیع والشراء)(22)
3- أن لا تلهیه التجارة عن الصلاة:
لقد مر بنا ونحن نستعرض الآداب العامة للسوق أن أمیر المؤمنین قد بکى على أهل السوق المنشغلین بالدنیا والناسین للآخرة، ولذا فعلى المنشغل بالعمل فی السوق أن لا ینسى وقت الصلاة إذا حانت، بل یترک ما فی یدیه من العمل لیلبّی نداء الله (حیّ على الصلاة) والحذر کل الحذر من تسویفات الشیطان بأنّ الوقت واسع وسأصلّی بعد قلیل عند تفرّق الزبائن فإنّ ذلک من أسالیبه الخادعة حتى ینسیک نداء الله، أو یحرمک فضیلة الصلاة فی وقتها.وقد ورد فی الروایة الشریفة أنّ أحدهم قال للإمام الرضا "علیه السلام": أکون فی السوق فأعرف الوقت ویضیق علیّ أن أدخل فأصلی.
قال "علیه السلام":
(إن الشیطان یقارن الشمس فی ثلاثة أحوال: إذا ذرت، وإذا کبدت، وإذا غربت، فصل بعد الزوال فإنّ الشیطان یرید أن یوقعک على حد یقطع بک دونه)(23).
4- عدم الحلف على السلعة:
قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَیْمَانِکُمْ..﴾(25).لا شک فی أن الحلف الکاذب محرم شرعاً ومن غیر المحتمل أن یقوم الإنسان المؤمن بمثل هذه الأعمال المحرمة والقبیحة، لکن ماذا عن الحلف الصادق؟ هل یستطیع الإنسان أن یحلف فی الأمور التجاریة إذا کان صادقاً فی کلامه؟
لقد نهانا القرآن الکریم عن الحلف حتى لو کنا صادقین، وقد أکد الأئمة "علیهم السلام" على کراهته.
فقد ورد عن أمیر المؤمنین "علیه السلام":
(یا معاشر التجار اجتنبوا خمسة أشیاء: حمد البایع وذم المشتری والیمین على البیع وکتمان العیب والربا، یصح لکم الحلال ویخلصوا بذلک من الحرام)(25).
وعن أمیر المؤمنین "علیه السلام": (إیاکم والحلف، فإنه ینفق السلعة ویمحق البرکة)(26)
وعن رسول الله "صلى الله علیه وآله":
(أربع من کنّ فیه طاب مکسبه إذا اشترى لم یعب، وإذا باع لم یحمد، ولا یدلّس، وفیما بین ذلک لا یحلف)(27)
المصادر :
1- من لا یحضره الفقیه، ج3، ص192.
2- الکافی، ج5، ص88.
3- میزان الحکمة،، الحدیث 9042.
4- الکافی، ج5، ص151.
5- الکافی، ج5، ص151.
6- میزان الحکمة،، الحدیث 9046.
7- الکافی، ج3، ص403.
8- الکافی، ج3، ص404.
9- الکافی، ج5، ص159.
10-الأصول الستة عشر، ص114.
11- المحاسن ج1، ص40.
12- المحاسن ج1، ص40.
13- من لا یحضره الفقیه، ج3، ص200.
14- من لا یحضره الفقیه، ج3، ص201.
15- میزان الحکمة، الحدیث 2051.
16- الکافی، ج3، ص474.
17- الکافی، ج5، ص149.
18- الکافی، ج3، ص662.
19- الکافی، ج3، ص474.
20- الکافی، ج5، ص155.
21- الکافی، الجزء الخامس ص161.
22- الکافی، ج5، ص154.
23-الکافی، ج3، ص290.
24- سورة البقرة، الآیة/224.
25- وسائل الشیعة، ج12، ص284، طبعة دار إحیاء التراث العربی (20 مجلدا).
26- الکافی، ج5، ص162.
27- میزان الحکمة، الحدیث 2038.
/ج