الدکتور أسعد القاسم

الوهابیون أفتوا بکفری عندما أثبت أحقیة الشیعة من صحیح البخاری ! فاکتشفوا أن علیاً مع الحق والحق مع علی لا یفترقان "
Wednesday, January 15, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الدکتور أسعد القاسم
 الدکتور أسعد القاسم

 





 


الوهابیون أفتوا بکفری عندما أثبت أحقیة الشیعة من صحیح البخاری ! فاکتشفوا أن علیاً مع الحق والحق مع علی لا یفترقان "
قلیل من البحث والتحقیق المتجردان من أیة اعتبارات عاطفیة موروثة کفیل باستجلاء الحقیقة واستیضاح طریق الحق هذه قاعدة سار علیها أولوا الألباب من العامة فاکتشفوا أن علیاً مع الحق والحق مع علی لا یفترقان " ویوماً بعد یوم تتجلى عظمة أهل البیت علیهم السلام فی أروع صورها وتتکشف الحقائق ویسطع نورها فی کل الأرجاء ولذا فإننا نجد أن موجة من التشیع والولاء بدأت تتزاید فی مختلف الأوساط لتعود إلى صراط الله المستقیم .
عددا تلو عدد تلتقی " المنبر " بشخصیات کانت على مذهب التسنن ثم بان لها الحق فتشیعت مسلطة الأضواء على تلک الرحلات الصعبة فی المعتقد وفی عددها السابق والذی قبله عبرت المنبر عن اعتقادها بأن المستقبل فی فلسطین هو للتشیع کما أن مستقبل العالم هو فی العودة إلى محمد وعلی " علیهما الصلاة والسلام لم یکن هذا من قبیل المبالغة بل هو تنبؤ یستند إلى مؤشرات ودلائل وحقائق نراها نرى الشمس فی رابعة النهار .
إنه لم یترک مذهبه السنی فهو یعتبر أن التشیع هو الأخذ بسنة المصطفى (صلی الله علیه وآله وسلم) من منابعها الأصلیة الصافیة وهکذا یؤمن الدکتور أسعد وحید القاسم من فلسطین أن إنقاذ بلاده وعودة القدس الشریف لا یمکن أن یتمان إلا على ید قائد یمثل تلک المنابع هو قائد مسدد من السماء .
والدکتور القاسم جعل صحاح السنة المعروفة کالبخاری ومسلم أساس بحثه ومحیط دراسته فعلم بعدئذ أن ما جرى على الأمة بعد ارتحال الرسول الأعظم (صلی الله علیه وآله وسلم) هو الذی جعل منهاج الله السوی یسمى ما بعد " مذهبا خامسا " وإلیکم نص الحوار .
 الدکتور أسعد القاسم

کیف تعرفتم على مذهب أهل البیت علیهم السلام أین ومتى وکیف وعبر من ؟

- بدأت بدراسة الخلاف المذهبی فی عام 87 أیام دراستی الجامعیة فی الفلیبین بعدما بدأت ألاحظ تلک الحملة المسعورة بتکفیر الشیعة وخصوصاً أن الحرب العراقیة الإیرانیة کانت أوجها ولغایة ذلک الحین لم یکن عندی أی اهتمام للاطلاع على مثل هذه المسائل الخلافیة لعدم شعوری بأی حاجة لمعرفتها وکل ما کنت أعرف من الشیعة أنهم مسلمون وإن کانوا یختلفون عن أهل السنة فی بعض المسائل لا تستوجب تکفیرهم کتفضیلهم لعلی علیه السلام على باقی الصحابة واهتمامهم الکبیر بزیارة أضرحة الأئمة وأما ما کان یشاع عنهم بتفضیلهم لعلی علیه السلام على النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) وتخطئة جبریل بإنزال القرآن على النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) بدلاً من علی علیه السلام بل واعتقادهم بتحریف القرآن وغیر ذلک مما کان یقال فیهم فلم أکن أعیر له أی اهتمام فإن صحت هذه التهم فإنما تصح عن متطرفین لا یجوز أن ینسبوا لدین الإسلام وقد کنت دائماً مؤیداً للمواقف التی تدعو إلى الوحدة ونبذ الخلافات المذهبیة بل وعدم الخوض فیها تجنبا للفتنة والحزازات ولم أکن أخفی حبی الکبیر للثورة الإسلامیة فی إیران إلا أننی فوجئت یوماً من بعض زملائی وأصدقائی الطلبة فی الجامعة ممن کانوا ینتسبون إلى جمعیات وهابیة بقولهم لی أنه لا یجوز لی أن أکون سنیا وفی الوقت نفسه متعاطفاً مع الشیعة وکان معنى کلامهم أنه یجب علی إما أن أکون سنیاً مکفراً للشیعة وإما أن أکون شیعیاً معتقداً بکل ما یعتقدون وهکذا کانوا یلحون علی دائماً اختیار طریقاً واضحا لیس فیه مزج أو وسطیة على رأیهم
وکانوا یوزعون دائما کتاب على الطلبة تکفر الشیعة وتجعل منهم خطراً على الأمة أسوأ من خطر الیهود وأن إیران أخطر من إسرائیل على المسلمین !
ولو لم یکن هؤلاء < الدعاة > أصدقاء لی،لما کنت أکترثت مطلقاً بمثل هذه الإدعاءات ولما أعطیتها أی وزن.وهکذا تولد فی داخلی حافز للتقصی والبحث،لأجد جواباً للعدید من القضایا و المسائل التی أثیرت حول تاریخنا الإسلامی،ولم أکن أجد لها جواباً مقنعاً وخصوصاً ما کان یتعلق بمسألة الخلافة ونظام الحکم فی الإسلام .
وبعدما قرأت الکتب العدة المضادة للشیعة ،بدأت أقرأ بعض الکتب الشیعیة لأرى جوابهم على تلک المسائل،وخصوصاً کتاب المراجعات الذی ینقل حوارا لکاتبه الشیعی مع عالماً سنیاً من الأزهر الشریف.وأشد ما لفت إنتباهی فی هذا الکتاب وغیره من الکتب الشیعیة هو استدلالها فی ما تدعی بآیات قرآنیة وأحادیث موثقة عند أهل السنة لاسیما فی صحیحی البخاری ومسلم .ولشدة قوة وضوح بعض الروایات التی استدل علیها من صحیح البخاری،دفع ذلک بعض أصدقائی من دعاة الوهابیة إلى القول بأنه لو وجدت بحق مثل هذه الروایات فی صحیح البخاری لاستدعوا أن یکفروا بهذا الکتاب الجامع الصحیح کله کما یعتبره العلماء من أهل السنة،حیث أنه لم یکن متوفراً لدىأی أحد منا نسخة من هذا الکتاب،فبحثت حینها حتى وجدت نسخةً منه فی معهد للدراسات الإسلامیة فی إحدى الجامعات الفلبینیة،
وعکفت على دراسته للتحقق من مصادر الروایات الهامة التی استدل بها،حتى وجدتها جمیعاً کما أشیر إلیها.وحینئذ فقط تیقنت من صحة دعوى الشیعة القائلة بخلافة الأئمة الأثنی عشر من أهل البیت علیهم السلام للنبی (صلی الله علیه وآله وسلم) ابتداء بالامام علی علیه السلام وانتهاء بالمهدی عجل الله فرجه الشریف .
وأما أصدقائی الدعاة فلم یفوا بوعدهم،وکذبوا کل ما قلته لهم بشأن تحققی من وجود الروایات المشار إلیها،بل وحاولوا باستماتة تفنیدها (على فرض صحتها ) وتحمیلها ما لایمکن تحمیله من تأویلات بعیدة بل ومضحکة،وکان نتیجة ذلک إنهاء
علاقتهم بی،وأفتوا بتکفیری ثم أصبحوا من خلال جمعیتهم یدعون کل الطلبة إلى مقاطعتی ویحذرونهم من محاورتی أو مجرد الأستماع إلی،وأشاعواأنی أخذ راتباً من سفارة إیران مقابل تشیعی وکان یجن جنونهم عندما لاحظوا أن العدید من الطلبة الآخرین،بدأوا یؤمنون أیضاً بطریق أهل البیت علیهم السلام.

ما هی العوامل التی دفعتکم إلى إعتناق هذا المذهب وترک مذهبکم السنی،وکم طالت هذه المرحلة ؟

- لم أشعر منذ البدایة أنه کان علی أن أترک مذهبی السنی،ولا اعتقد أنی ترکته، وما أقصد أن إیمانی فی بدایة الأمر بأحقیة أهل البیت علیهم السلام بخلافة النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) لم یعن ترکی لمذهبی السنی،وإنما اعتبرته تعدیلاً لمعلوماتی التاریخیة ،وتصحیحاً لمساری الإسلامی،فإذا کان المذهب السنی یعنی هو الأخذ بالسنة النبویة فإن تمسکی بها قد إزداد بتعرفی على طریق أهل البیت علیهم السلام لأنهم أقرب الناس إلى هذه السنة النبویة.وعلى الرغم من أن من حولی أخذوا ینادونی بالشیعی فلم أکترث لذلک،بل لم أجد بأساً فیه،لأنه لم یکن عندی عقدة مسبقة من هذه التسمیة وأنا طبعاً لا أرید أن أهون هنا من مسألة الخلاف بین المذهبین،إلا أننی ما زلت أرى أن النقاط التی تجمعهما أکثر وأهم من تلک التی تفرقهما.وأنا أحب أن أضعهما تحت عناوین مدارس الفکر داخل دائرة الإسلام الکبرى،حتى وإن اختلفا فی بعض مسائل العقائد.فإسلامنا فیه من المرونة الکافیة ما یسع اجتهادات وتفسیرات الفریقین فی جمیع ما اختلفا فیه .
وأما بالنسبة إلى لما سألتم عنه حول العوامل التی دفعتنی إلى تبنی هذا المذهب،
فکما بینت سابقاً،فأن الدافع کان واحداً لیس له ثان،وهو رؤیتی بما لا یقبل الشک و الدلیل و البرهان القاطع،وجوب إتباع أهل البیت علیهم السلام.
الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا ،فماذا بعد التمعن بقوله (صلی الله علیه وآله وسلم) فی خطبة حجة الوداع : ( إنی تارک فیکم الثقلین ما أن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدی أبداً کتاب الله وعترتی أهل بیتی ). فهذا القول المعروف بحدیث الثقلین یرسم المنهاج بإطاره العام،ثم یخصص بقوله (صلی الله علیه وآله وسلم) :( من کنت مولاه فهذا علی مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )،وقوله (صلی الله علیه وآله وسلم) :(أنت منی بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبی بعدی) وغیر ذلک الکثیر من التوجیهات النبویة التی تضع
النقاط على الحروف،فکلمة " بعدی " توضح أن علیاً کان وصیاً للرسول (صلی الله علیه وآله وسلم)کما کان هارون لیکون خلیفة له وإماماً على الأمة بعده .
وهناک العدید من الروایات الموثقة أیضاً فی الصحاح تشیر إلى أن
عدد الأئمة إثنا عشر
وکان علماء أهل السنة على مر التاریخ وما زالوا فی حیرة أمام هذا الرقم الصعب دون أن یجدوا له تفسیراً !
وما أجمل التمعن فی قوله تعالى لرسوله محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) : (إنما أنت منذر ولکل قوم هاد ) ،فکم من التوجیهات القرآنیة التی تحصر دور النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) بالبلاغ و
الإنذار لیس إلا :(فإن تولیتم فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبین )،وأیضاً:
(فإن أعرضوا فما أرسلناک علیهم حفیظاً إن علیک إلا البلاغ المبین ).فالله سبجانه وتعالى یعلم أن مسألة هدایة الإنسان الفرد والمجتمع ،وتربیته عقائدیاً و سلوکیاً لتصبح الهدایة عنده منهاجاً راسخاً وثابت الأرکان لا یمکن أن تتم خلال الفترة الوجیزة التی قضاها النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) فی دعوته ولا سیما أذا کان هذا الإعداد یخص أمة قد ترسخت فیها عادات الجاهلیة مئات السنین فالنبی (صلی الله علیه وآله وسلم) قضى غالبیة فترة دعوته منشغلاً بالغزوات الکثیرة وکان لا یطلب من الناس فی مکة أکثر من مجرد القول بالشهادتین وترک عبادة الأوثان ووأد البنات ونظائر ذلک غالباًوبمجرد رحیله (صلی الله علیه وآله وسلم) بدأ المهاجرون والأنصار /وحتى الأنصار فیما بینهم/ یتناحرون على الخلافة بصورة قبلیة ،حتى آلت الخلافة فی نهایة الأمر إلى بنی أمیة وکان ما کان کل ذلک بسبب عدم إتباع الناس للمنهج الذی رسمه الله تعالى لهم .فقد کانت حکمته بالغة جل وعلا و القاضیة بوجود قائد إلهی مسدد بصورة استثنائیة فی کل عصر یتکفل بحفظ التشریعات الإلهیة وصیانتها وتبیان معالمها وتفاصیلها لضمان تهیئة و توفیر الأرضیة المطلوبة لهدایة الناس وسلامة مسیرتهم ومراقبتها على مر الأجیال .
ولکن بسبب ما جرى على الأمة بعد النبی (صلی الله علیه وآله وسلم)من ویلات وفتن،لاسیماتحیید الأئمة عن دور قیادة المسلمین بل وإضطهادهم جیلاً بعد جیل قتلاً وسجناً ومطاردة حتى لم یبقى سوى آخرهم فغیبه الله عن أعین الناس حفظاً لنوره من الإنطفاء لیتم به حجته یوم یکون الناس قد تهیأوا لذلک،فیعیده الله سبحانه وتعالى إلینا کما سیعید المسیح علیه السلام لیکون حجته على النصارى .
أقول بسبب ذلک کله ،فإن أمر الله قد أصبح مشوشاً على غالبیة المسلمین،ومنهاجه السوی المستقیم المتمثل بمنهج أهل البیت علیهم السلام أصبح یسمى مذهباً یوضع بجانب المذاهب الأخرى للمقارنة والترجیح،وللأسف فأن المذاهب الکبرى نفسها قد تفرقت بدورها إلى مذاهب أصغر والتی اصبحت أحزاباً وخطوطاً وتیارات لا حصر لها ،کل منها یدعی أنه حزب الله المختار .فکان لزاماً على العلماء والمفکرین والمحللین أن ینظروا لتبیان صحة المسار هذا على حساب ذاک.وعلى کل حال ،فقد طالت فترة دراستی لهذه المسألة ما یقارب السنتین حتى وصلت إلى هذه القناعة .
وأما إذ أردنا النظر فی العوامل الأخرى والتی ترجح بنظری مذهب أهل البیت علیهم السلام فهی عدیدة ومتنوعة یمکن اختصار بعضها بما یلی :
فالعقائد أکثر وضوحاً وأقوى دلیلاً وأقرب إلى المنطق والعقل فالله سبحانه وتعالى منزه عن التجسیم لا ینزل ولا یصعد ولا یجلس على کرسی ولا یحده مکان ولا زمان لأنه نور السماوات والأرض وکما نوحده فی ذاته نوحده فی صفاته فصفاته عین ذاته وذاته عین صفاته وهو جل وعلا عادل لا یحاسب من لم تقع علیه الحجة والبرهان والواضحین وقضاؤه وقدره لا هما بجبر ( تسییر ) ولا هما بتفویض ( تخییر ) وإنما أمر بین الأمرین وأما نبیه (صلی الله علیه وآله وسلم) فهو معصوم فی أمور الدین والدنیا لا یمکن لبشر مهما علت درجة عبقریته أن یکون أصح منه فی أی موقف کان وإلا لکان أحق منه بالنبوة ولا یمکن قبول مسألة توثیق وعدالة کل الصحابة لا لسبب إلا لأنهم رأوا الرسول (صلی الله علیه وآله وسلم) حتى ولو للحظة !! فهذا یخالف العقل والمنطق ’ لأنهم کانوا بشراً یخطئون ویذنبون وما جرى منهم بعد رحیله (صلی الله علیه وآله وسلم) یثبت کیف هم من " البشر " !
وأما الأحکام الفقهیة والمتعلقة بالعبادات والمعاملات فالحق یقال إننی لم أر صلاحیة الإسلام لکل زمان ومکان إلا من خلال التبنی الصحیح لفقه أهل البیت علیهم السلام والأمثلة جدا : فالخمس أکثر برکة من مجرد 2,5 % لإسناد الدولة الإسلامیة وإعالة الفقراء والمحتاجین . وجمع الصلوات فیه أکثر عملیة وموائمة لظروف هذا العصر الملیء بالانشغال والمزاحمات .
والطلاق لا یمکن أن یتم ولا یجوز إلا بحضور شاهدین والثلاث طلقات لا تحسب سوى واحدة!
والزواج المؤقت بدیل شرعی وأکثر منطقیة وأقوى حجة من زواج الهبة والمسیار والعرفی وناهیک عن الزواج بنیة الطلاق !
والأمثلة تطول وتطول وکلها مؤیدة بالأدلة القطعیة من القرآن والسنة النبویة وباب الاجتهاد مفتوح إلى قیام الساعة .
وأما على صعید الأخلاق والتربیة الروحیة فما علیک إلا أن تنظر فی مفاتیح الجنان والصحیفة السجادیة وغیرها من کتب الأدعیة والزیارات المأثورة لنرى سمو المستوى الذی أراد أهل البیت علیهم السلام أن یهذبوا به نفوس أتباعهم .

کیف کانت ردود فعل أسرتکم ومجتمعکم تجاه هذا القرار الصعب ؟

- فی الحقیقة لم یکن هذا القرار عندی صعباً أبداً فأنا وبسبب خلفیتی الثقافیة لم یکن سبق لی وأن نظرت نظرة متطرفة للشیعة فقد ربیت منذ صغری فی حلقات دروس وأسر تربیة جماعة الأخوان المسلمین فی فلسطین وکنت بدایة شبابی متأثراً إلى حد کبیر بشخص الإمام الشهید حسن البنا وکان له جهود معروفة على مستوى القول والعمل فی التقریب بین المذهبین وسار على منهجه کوکبة من العلماء الأجلاء کمحمد الغزالی وأنور الجندی وأبو الأعلى المودودی وفتحی یکن ومحمود شلتوت وغیرهم ’ حیث کان لهذا دور فی عدم ترددی ولو للحظة واحدة أثنائئءبحثی فی قبول ما أراه حقاً ولم أفکر لحظة کیف سیکون رد فعل أسرتی ومجتمعی لأن المسألة هنا شخصیة جدا ولا اعتبار فیها سوى ما یراه العقل والمنطق وعلى ذلک یحاسبنا الله سبحانه وتعالى ’ فلا الأسرة ولا القبیلة تشفع لأحد یوم الحساب ’ ولحسن حظی على کل حال فإن أسرتی وأقاربی کانوا متفهمین جداً عندما عرفوا بالأمر وتربطنی بهم إلى الآن علاقة حمیمة وأما بالنسبة لرد فعل المجتمع , فنحن ما زلنا مجتمعات شرقیة الطابع ’ والتحول عن الدین أو المذهب لا یزال مرفوضاً من حیث المبدأ ویبغض غالبا من یفعله ’ فالدین والمذهب فی مجتمعاتنا من الأمور التی تورث ’ والقلیل النادر جداً من یضعها تحت مجهر الدراسة والتمحیص .
ورغم أننی عشت بعیداً عن وطنی منذ 15 سنة إلا أننی ما زلت أتزاور وأتواصل وأستطیع ملامسة بعض الردود السلبیة تجاهی فقد خسرت بعض الأصدقاء إلا أننی کسبت آخرین وهناک کثیر من النخب المتعلمة ما یدعو إلى التفاؤل فالثقافة والوعی تجاه هذه القضایا یحتاجان إلى بعض الوقت .

ماذا عن مناظراتکم مع الوهابیین ؟

- هذا أمر طبیعی یرافق عادة غالبیة من یعیش تجارب التحول الفکری والمذهبی وهو أمر محمود فللآخرین الحق فی أن یتناقشوا وإیاک فی ما أنت علیه من رأی و فکر ’ وقد خضت هذه التجارب مع کثیر من العلماء والمثقفین والنشطاء فی حقول الدعوة والتبلیغ وللأسف هناک من یحب المواجهة من أجل محاولة إثبات خطئک بطریقة جدلیة لا علمیة أو منطقیة وبصراحة فإننی أصبحت أمتنع عن مناقشة هؤلاء وخصوصاً الوهابیین منهم لأن ضرر الخوض معهم أکثر من نفعه .
کتابکم حقیقة الشیعة الأثنی عشریة کان له تأثیر وصدى واسع .. هلا کشفتم لنا عن ذلک
- لا یوجد عندی اطلاع وافٍ حول هذا الأمر وتجد الجواب الشافی عند دور الطباعة والنشر التی لیس عندی عنها أی علم
وعلى کل حال , فهذا الکتاب قدمته قبل 10 سنوات عرضت فیه نتائج دراستی الأولیة عن الشیعة الأثنی عشریة وقد ذکرت فی مقدمة قصة تحولی ثم ذکرت فی فصوله خلاصة دراستی المستفیضة لصحیح البخاری ومسلم حول أهم القضایا المختلف علیها .

بعد تشیعکم وسیرکم فی هذا الصراط المستقیم ما هی نظرتکم للتشیع وماذا یعنی أن یکون المرء شیعیاً ؟

- التشیع بنظری هو الإسلام بعینه والإسلام بنظری هو التشیع بعینه ولا أقصد من هذا بأی حال من الأحوال اعتبار من کان سنیاً لیس مسلماً .
وهذا ما یدفعنی إلى الکلام حول التسمیات المذهبیة من حیث المفهوم النظری وتطبیقاتها العملیة فالتشیع نظریاً هو الولاء لعلی وأهل البیت علیهم السلام أیام الفتنة فی الجمل وصفین وبعض من قال فی السقیفة هکذا تولد المصطلح وأما أهل السنة والجماعة فهی أسماء أطلقها معاویة على من والوه ضد علی فسمى معاویة السنة التی أمر فیها بسب الأمام علی علیه السلام ( عام السنة ) معتبرها سنة یثاب فاعلها ! وعلى السنة التی اضطر فیها الإمام الحسن علیه السلام للصلح معه ( عام الجماعة ) فیظهر لنا أن التقسیمات المذهبیة قد بدأت فی تلک المرحلة على أساس ولاء المسلمین السیاسی وهی بالأحرى کانت أحزاباً سیاسیة تحولت إلى فرق ومذاهب دینیة فی عصور متأخرة من الدولة الأمویة وأصبح ( أهل السنة والجماعة ) یعرفون لاحقاً بأخذهم تعالیم الإسلام فی القرآن والسنة النبویة المرواة عن طریق الصحابة والتابعین الذین کان غالبیتهم العظمى أولئک الذین والوا بنی أمیة .

وما یهمنا هنا هو التشیع الواقعی أین هو فی واقعنا الحالی ؟

فالتشیع کما قلت هو الإسلام المأخوذ من المنبع الصافی وهو ولا یزال الطرح الإلهی المثالی القادر وحده على الأخذ بید الإنسانیة إلى أسباب سعادتها فی الدنیا والآخرة ولکن هذا الطرح لا یزال مشروعاً معلقاً لم یکتب له التطبیق على أرض الواقع حتى الآن بانتظار استعداد الناس لتطبیقه .
وحتى تلک الفترة الوجیزة التی تولى فیها الإمام علی علیه السلام مقالید حکم المسلمین انشغل فیها بثلاث حروب تلخص حال ما ستؤول إلیه الأمة من بعده فحرب الجمل تمثل عنصر الالتباس والتشوش أو الفتنة التی وقع فی حبالها کثیرون حتى من لم یتوقع منه ذلک وتمثل حرب صفین عنصر الطمع والغدر والانتهازیة التی تکللت بتربع الأمویین على کرسی الملک وأما حرب النهروان فتمثل عنصر جهل وعناد وتخاذل والاتباع الموالین الذین انقلبوا إلى خوارج أعداء وهذا العدو الداخلی هو الذی عمل على خذلان الإمامین الحسن والحسین علیهما السلام من بعده .
وحال المسلمین فی هذا الزمان لا یزال أیضاً یتمتع بتوفر هذه العناصر الثلاثة ! والله سبحانه وتعالى لا یغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بأنفسهم وهذا ینطبق على حال المسلمین السنة والشیعة على حد سواء .
وهکذا أجد نفسی مدفوعاً إلى تقسیم المسلمین لا على أساس المذهب فیکون الإسلام السنی والإسلام الشیعی وإنما على اساس صدق التوجه وأصالة العمل وإخلاصه فیکون عندنا إما إسلام ظاهری موروث لیس فیه سوى الشعائر الفارغة من المعنى والتعصب الأعمى لها وإما إسلام واقعی یکون أتباعه مستسلمین بالروح والقلب لکل ما هو حق ویعملون به بکل حب وإخلاص لا یعرفون للتعصب طریقاً .
وهکذا فإن معنى المرء شیعیاً ینبغی أن یتوافق مع المبادئ والمثل العلیا التی کافح من أجلها أئمة أهل البیت علیهم السلام وضحوا بدمهم الطاهر دفاعاً عنها فالرسول (صلی الله علیه وآله وسلم) قاتل على التنزیل أی بمعنى جاهد طوال عمر دعوته کلها من أجل ضمان إکمال تبلیغ الرسالة والإمام علی علیه السلام والأئمة من بعده قاتلوا على التأویل أی بمعنى جاهدوا من أجل حفظ معانی الإسلام بأصالتها وجوهرها من المسخ والتزویر .
فأصل وجوهر اللإیمان على سبیل المثال لیس مجرد التلفظ بالشهادتین وإنما أن یظهر مصداق هذا الإیمان بحبک للمؤمنین " لا یؤمن أحدکم حتى یحب لأخیه ما یحب لنفسه " فلا یمکن أن تکون مؤمناً بواقع الحال إلا إذا توفر فیک هذا الشرط وأما معاویة بنهجه المعروف فإنه أراد أن یقول للناس أنه یمکنکم أن تکونوا مؤمنین وفی الوقت نفسه تسفکون دماء إخوانکم المؤمنین وتسلبون حقهم وتغتابونهم وتشهرون بهم من أجل مصالحکم الدنیویة ولن تعجزوا عن إیجاد المبرر " الشرعی " لذلک !
وهکذا نجد الشواهد کثیرة على هذه الحقیقة فالرسول (صلی الله علیه وآله وسلم) یقول " من أصبح ولم یهتم بأمر المسلمین فلیس منهم " فهل الاهتمام یتحقق هنا بمجرد التلفظ ببعض الکلمات ؟
وکان یقول الإمام الکاظم علیه السلام لشیعته " فمن کان منکم مطیعاً لله تنفعه ولا یتنا ’ ومن کان منکم عاصیاً لله لم تنفعه ولا یتنا , ویحکم لا تغتروا " وقد حث الإمام الحسین علیه السلام الشیعة بقوله " فإنما شیعة علی علیه السلام من عفَ بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه … واعلموا أنه لیس منا من لم یملک نفسه عند غضبه "
وقال الباقر علیه السلام :"أد الأمانة إلى من ائتمنک ولو إلى قاتل الحسین علیه السلام نعم هکذا یکون المرء شیعیاً !

ماذا یکشف توجه جمع من الشخصیات البارزة فی المجتمع الفلسطینی – سابقاً وحالیاً – نحو مذهب أهل البیت علیهم السلام هلا أفصحتم لنا عن تلک الشخصیات ؟وما تعلیقکم على تشیع محمد شحادة وهو من کبار المجاهدین فی فلسطین ؟

- أنا أسأل لماذا لا یتوجه الناس إلى مذهب أهل البیت علیهم السلام فهو المنهج الأولى بالاتباع وهناک العدید من الشخصیات البارزة فی فلسطین وغیرها من البلدان العربیة ممن تبنى هذا المنهج ولکنه فضل عدم الإفصاح عنه لأسباب لا تخفى .
وأما بالنسبة للأخ محمد شحادة فلم یحصل لی الشرف التعرف علیه , أو الاطلاع على قصة تشیعه وحرکة الجهاد الإسلامی عموما لم تخف إعجابها الکبیر بالثورة الإسلامیة وحزب الله وأعتقد أن قطبا الحرکة الشیخ عبد العزیز عودة والشهید الدکتور فتحی شقاقی قد سبقاه إلى التشیع ورغم هذا لا أرى التشیع فی فلسطین قد أصبح ظاهرة وقد یکون التشیع فی مصر والسودان وبلاد المغرب أقوى بکثیر مما علیه فی بلاد الشام .

هل یمکن القول بأن المستقبل فی فلسطین للتشیع ؟

- إن ما یجری على أرض فلسطین وما حولها من مؤامرات بهذا الحجم والخطورة لیؤکد أن إنقاذها یستحیل أن یتم إلا على ید قائد مسد د من السماء یقود جیشاً من المؤمنین المخلصین المکون من الشیعة والسنة،وفلسطین ستکون لهؤلاء بصرف النظر عن إسم المذهب الذی کانوا ینتمون إلیه .
وأنا على یقین بأن فلسطین لن تعود للمسلمین ما داموا لا یزالون منقسمین و متشرذمین .
کیف یمکن نشر التشیع فی العالم ،وما هی أفضل صیغة لتقویة شوکته ؟
-هذه مسألة شائکة جداً فما یجنیه بعض الشیعة ،یهدمه شیعة آخرون فإذا أردنا نشر التشیع فی العالم، فلابد أولاًمن توحید المواقف وتنسیق الجهود والکف عن التشکیک والتشهیر بعقائد ومناهج بعضنا بعضا فهذا الأمر وللأسف یحصل بین الشیعة والشیعة وبین السنة والسنة .
ولا بد فی دعوتنا إلى التشیع أن نفرق بین ما هو من أصول ومبادىء منهج أهل البیت علیهم السلام ،وبین ما أضیف من عادات وتقالید توارثها الشیعة حتى أصبح یخیل للبعض أنها جزء لا یتجزأ من التعالیم الدینیة . ومثالی هنا إحیاء مراسیم محرم وعاشوراء ،فالإحیاء من حیث المبدأ مطلوب وفیه فوائد عظیمة ،وأما أسالیبه
فلیس فیها تقدیس ،ویمکن أن تتنوع وتتغیر حسب ظروف الزمان والمکان .
ومن المهم أن نعطی العنوان الإسلامی الکبیر لهذه الدعوة إلى التشیع فندعوا الناس لیهتدوا إلى إسلام علی والحسن والحسین علیهم السلام فهی دعوة إلى القیم و المبادئ أکثر ما هی دعوة إلى التفرق والتمذهب ، وأنا لا أؤید الأسالیب التبشیریة فی نشر العقائد والأفکار ، فنحن نعیش فی عصور إنفتاح وتحرر –نوعاًما –من کثیر من ترسبات الماضی ،وما علینا إلا أن نطبق ما ننادی به ،وسترى الناس تعجب بطریقتنا بصورة تلقائیة ،وعلینا أن نوفر وسائل المعرفة و الإطلاع ،ویمکن الإستفادة من هذا الإنفجار الهائل فی ثورة المعلومات والإتصال من خلال شبکة الإنترنت والقنوات الفضائیة ،وبرمجة الأقراص بصورة شیقة ولجمیع المراحل التعلیمیة ،والسعی بهدوء إلى عقد ندوات مع المهتمین من علماء ومثقفی أهل السنة وغیر المسلمین للبحث والدراسة لاالمناظرة و إقامة الحجج .

وفی هذا الإطار کیف یمکن بنظرکم تقریب الإتجاهات المرجعیة ؟

- إن المشکلة الکبرى فی هذا الشأن تتعلق بعدم تهیؤ الظروف الموضوعیة التی یعیشها الشیعة لعدة عوامل منها جغرافیة وأخرى
سیاسیة وحتى أیدیولوجیة تمنع حصول مثل هذا التقریب .
فهذه الصحوة الأسلامیة الفکریة والسیاسیة والثقافیة التی یحیاها الشیعة هذه الأیام عمرها قصیر جداً مقارنة بمئات السنین من التخلف و الرکود ،وخصوصاً بما یخص مسألة نظام الحکم والمرجعیة الدینیة .
وبالتالی ،فإنی أرى أن جمیع الأفکار التی طرحت فی مضمار تقریب المرجعیة فضلاً عن توحیدها ینقصها النضج والتکامل ،لعدم قدرتها على إستیعاب الظروف الموضوعیة السائدة أو توفرها علىمرونة التعامل معها ،وستبقى نظریات غیر قابلة للتطبیق فی الوقت الحالی ،
وینبغی السیر فی العدید من الخطوات قبل الخوض فی هذه المحاولة المثالیة .

هل من حادثة مثالیة تعرضتم لها ؟

- نعم کان هناک کثیر من الحوادث ، أذکر منها مناقشتی لدکتور معروف فی کلیة الشریعة بالجامعة الأردنیة لا داعی لذکر إسمه ،حیث زار مانیلا قبل عشر سنوات وألقى محاضرة للطلبة العرب تعرض فیها لأحوال المسلمین عموماً ،وکان مما قاله أن معرکة المسلمین مع الشیعة معرکة عقیدة ،وبعد انتهاء المحاضرة طلبت مناقشته فی ما قال ،فکان همه معرفة إن کنت شیعیاً ام سنیاً ،وعندما حاصرته بلأدلة القویة حاول فی البدایة تبریرها بقوله :ومن منا لا یحب أهل البیت ؟
وعندما واجهته بلأحادیث التی توجب إتباعهم بالعمل ولیس بمجرد الإدعاء ،حاول أن ینهی النقاش ،وعندما ذکرت له الأحادیث الدالة على عدد الأئمة الأثنی عشر وسألته من هم هؤلاء الأئمة أو الأمراء کما ذکر البخاری ،کان جوابه :( هذا الحدیث من عقلک ولیس له وجود عندنا !!) ثم سحب نفسه من المناقشة تارکاً الطلبة یهزوا رؤوسهم استغراباً . وکان لهذه الحادثة الأثر الکبیر فی تحفیزی للمزید من البحث ما دامت المسألة على هذه الدرجة من الخطورة .

کلمة تختم بها هذا اللقاء ؟

- إن عالمنا الإسلامی یواجه مشکلة التخلف عن غیرنا من العوالم والأمم فی سباق و تنافس لایرحم یشهده هذا العصر ،ولا یمکن أن یعجب بطریقتک مخلوق ما دمت على هذا الحال ، والمسلم السنی والشیعی یشترکان فی هذا التخلف ،فإذا أرادا النهوض فلا بد أن یستوعبا بعضهما بعضاً أولاً .
وإن کانت أولویة توضع على قائمة أعمال الدعاة إلى الدین والمذهب ،

فلابد وأن تکون الوقوف ضد تیار المادیة الجارف ،هذا التیار هو الدین الواقعی لعالمنا الیوم وهو یتمتع بأکبر عدد من الإتباع ، وهو یستقطب متحولین له من جمیع الأدیان والملل ،فما فائدة الفخر بوجود 1.300 ملیون مسلم وغالبیتهم العظمى ممن انجرف تجاه هذا التیار السحری ؟

وعلیه فإن الأمر ینبغی أن یدفعنا إلى السعی وبجد لإیجاد ارضیة مشترکة یقف علیها المسلمون و المسیحیون وعلى اختلاف طوائفهم قبل أن یتفرقوا جمیعاً ! .
السیرة الذاتیة
-الدکتور أسعد وحید القاسم .
- من موالید فلسطین 1965 .
- متزوج ولدیه طفل واحد هو حمزة ویبلغ من العمر أربع سنوات .
- حاصل على بکالوریوس فی الهندسة المدنیة وماجستیر فی إدارة الإنشاءات ودکتوراه فی الإدارة العامة .
- دفعه اطلاعه على بعض کتب الوهابیة التی تهاجم مذهب أهل البیت علیهم السلام إلى قراءة کتاب المراجعات وکتباً أخرى ،ثم التحقق مما جاء فیها من صحاح السنة .وهو الأمر الذی قاده إلى إعلان تشیعه بعد بحث مستفیض طال سنتین .
- له ثلاث نتاجات علمیة حتى الآن منها ( تحلیل نظم الإدارة العامة فی الإسلام ) وهی رسالة الدکتوراة . ( حقیقة الشیعة الإثنی عشریة ) و( أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة ).
کتاب الدکتور القاسم (حقیقة الشیعة الإثنی عشریة ) الذی دون فیه خلاصة بحوثه التی أدت إلى تشیعه .متوفر لدى :
مکتبة جنان الغدیر فی بنید القار – الکویت – هاتف :2560442
المصدر : تحقیق راسخون /2013



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.