

قال المقدسی أبو موسى الاشعری اسمه عبد الله بن قیس بن سُلَیْم بن حَضَّار بن حَرْب بن عامر بن عَنْز بن عُریب بن زید بن کَهلان بن سباء بن یَشْجُب بن یَعرُب بن قحطان.، نزل البصرة، سمع النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) وقدم علیه فی الاشعریین من الیمن فأسلموا.
ولد أبو موسى الاشعری قبل البعثة بثمان أو بعشر سنین على ما یقال.کما أنه إنما قدم الى المدینة فی سنة سبع من الهجرة، سنة خیبر (1) وکان قصیراً، أثطَّ - [الاثط: قلیل شعر اللحیة، وقیل هو خفیف اللحیة من العارضین] - خفیف الجسم (2).
له ولدان... ویستدل على ذلک من کتاب معاویة إلیه الذی یذکر فیه:
(وأُقْسِمُ بالله لئن بایعتنی على ما بایعنی علیه - [یعنی عمرو بن العاص] - لأبعثُنَّ إبنیک احدهما على البصرة والآخر على الکوفة)) .
جاء فی تاریخ مدینه دمشق:
تزوّج (عبد الله بن قیس) ام کلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب، فأولدها ((موسى)) (3)
اسلامه:
روى الإمام احمد بسند حسن وغیره: أن أبا موسى الاشعری کان فی جملة من هاجر الى الحبشة فی الهجرة الاولى، ولکن هذا وهم أو إدراج عمدی من الراوی - لأن أبا موسى لم یسلم إلا فی السنة السابعة من الهجرة وقیل انه خرج فی جماعة الى النبی فألقتهم سفینتهم إلى الحبشة، فجاؤا مع مهاجرة الحبشة إلى المدینة فی سنة سبع من الهجرة والظاهر إنه التقى بمهاجرة الحبشة فی الطریق، فقد قال العسقلانی ((صادفت سفینته سفینة جعفر بن أبی طالب، فقدموا جمیعاً)) (4)وجاء فی الطبقات؛ قال: عن أبی بکر بن عبد الله بن أبی الجهم قال: لیس أبو موسى من مهاجرة الحبشة ولیس له حلف فی قریش، ولکنه أسلم قدیماً ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم یزل بها حتى قدم هو وناس من الاشعریین على رسول الله (صلى الله علیه وسلم)، فوافق قدومهم قدوم أهل السفینتین جعفر وأصحابه من أرض الحبشة، ووافوا رسول الله (صلى الله علیه وسلم) بخیبر، فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفینتین (5). ظناً منهم أن أبا موسى قدم من الحبشة مع جعفر. والصحیح انه لیس منهم.
ذکر الواقدی: إن أبا موسى قدم مکّة، فحالف أبا أَصَیْحَة سعید بن العاص بن امیة، وکان قدومه مع إخوته فی جماعة من الاشعریین، ثم أسلم وهاجر الى أرض الحبشة.وقالت طائفة من العلماء بالنسب والسیر: إن أبا موسى لما قدم مکّة وحالف سعید بن العاص، إنصرف الى بلاد قومه ولم یهاجر إلى أرض الحبشه، ثم قدم مع إخوته فصادف قدومه قدوم السفینتین من أرض الحبشة (6)
ویصدق هذا القول ما جاء فی کتاب فضائل الصحابة: عن أبی موسى، قال: بَلَغَنا مخرج رسول الله (صلى الله علیه وسلم) ونحن بالیمن، فخرجنا مُهاجرین أنا وأخوان لی، أنا أصغرهما - أحدهما أبو بُرْدَة والاخر أبو رُهْم، إما قال: بضع وإما قال: ثلاثة وخمسون رجلاً من قومی - قال: فرکبنا السفینة فألقتنا الى النجاشی بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبی طالب وأصحابه عنده فقال جعفر: إن رسول الله (صلى الله علیه وسلم) بعثنا ها هنا، وأمرنا بالإقامة، فأقیموا. فأقمنا معه حتى قدمنا جمیعاً. قال فوافَقْنا رسول الله (صلى الله علیه وسلم) حین افتتح خیبر، فأسهم لنا - أو قال: اعطانا منها - وما قسم لاحدٍ غاب عن خیبر منها شیئاً إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفینتنا مع جعفر وأصحابه وهذا حدیث صحیح، وقیل: أن رسول الله (صلى الله علیه وسلم) لم یقسم لهم ، تأخر الاشعریین فی القدوم الى النبی (صلى الله علیه وآله وسلم):من أسباب تأخر الاشعریین: أنهم علموا ما کان المسلمون فیه من المحاربة مع الکفار، فلما بلغتهم المهادنة أمنوا، وطلبوا الوصول الیه (7)
ومعنى کلام ابن حجر صریح بأن هؤلاء الاشعریین لم یقدموا إلى النبی أیام محنته فی مکّة ولا فی زمن حروبه الطاحنة وهو بالمدینة لینصروه، ویجاهدوا معه، بل هرعوا إلیه بعد الغزوات الکبیرة التی انتصر فیها، وغنم فیها المغانم، من غزوة بدر واحد والخندق، أی بعد أن استقر أمر البعثة واصبح لها شوکة وهیبة وصول!! (8)
هذا هو أمر الاشعریین عامةً الذین کانوا مع أبی موسى الاشعری، وقدومهم على النبی (صلى الله علیه وسلم) .
سیرته وحیاته:
کان أبو موسى الاشعری - کما یقولون - لا یزال یفتی بما أمره النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) فی زمن أبی بکر، ثم فی زمن عمر، فبینما هو قائم عند الحجر یفتی الناس بما أمره رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)، إذ جاءه رجل فسارّه: أن لا تعجل بفتیاک، فإن أمیر المؤمنین قد أحدث فی المناسک شیئاً.فطلب أبو موسى حینئذٍ من الناس: أن یأتمّوا بعُمَر، ویترکوا ما کان یفتیهم به.فأبو موسى إذاً، کان یرى: أن سنة عمر مقدَّمة على سنة الله ورسوله الذی لا ینطق عن الهوى، إن هو إلا وحی یوحى!!
وقد کتب الخلیفة عمر بن الخطاب لأبی موسى الاشعری: ((فاعرف الاشباه والامثال، ثم قِسْ الامور بعضها ببعض، أقربها الى الله، وأشبهها بالحق؛ فاتبعه، واعمد إلیه))(9)
وهذا أمر من الخلیفة عمر بن الخطاب بترک نصوص احکام الإسلام والسنة النبویة واتباع القیاس والاجتهاد فی امور الإسلام واحکامه لتبدیل سنة الله ورسوله.
وجاء فی تأریخ مدینة دمشق: کنا مع حذیفة جلوساً، فدخل عبد الله، وأبو موسى المسجد. فقال: احدهما منافق، ثم قال: إن أشبه الناس هدیاً ودلاً وسمتاً برسول الله (صلى الله علیه وسلم) عبد الله.
وقال ابن عساکر: عن أبی تِحْیَ حُکَیمّ قال: کنت جالساً مع عمار فجاء أبو موسى فقال: مالی ولک، قال: ألست أخاک؟ قال ما أدری، إلا أنی سمعت رسول الله (صلى الله علیه وسلم) یلعنک لیلة الجمل، قال: إنه قد أستغفر لی، قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار (10)
قال حسین المُعَلّم، عن أبی بُریدة: کان أبو ذر رجلاً أسود، کث اللحیة، کان أبو موسى یکرمه ویقول: مرحباً بأخی، فیقول: لست بأخیک إنما کنت أخاک قبل أن تُسْتَعْمَلْ (11)
وجاء فی شرح نهج البلاغة: عن سُوَید بن غَفْلة: قال: کنت مع أبی موسى على شاطیء الفرات فی خلافة عثمان فروی لی خبراً عن رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) قال: سمعته یقول: ((إن بنی إسرائیل اختلفوا، فلم یزل الاختلاف بینهم حتى بعثوا حکمین ضالین ضلّا وأضلّا من اتبعهما، ولا ینفک أمر أمتی حتى یبعثوا حکمین یضلان ویُضلّان من اتبعهما)) فقلت له: إحذر یا أبا موسى أن تکون احدهما! قال: فخلع قمیصه، وقال: أبرأ إلى الله من ذلک کما أبرأ من قمیصی هذا.
وأما ما تعتقده المعتزلة فیه: قال أبو محمد بن متّویه فی کتاب (الکفایة):... أبا موسى، فإنه عَظُمَ جُرمه بما فعل، وأدّى ذلک إلى الضرر الذی لم یخف حاله، وکان علیّ (علیه السلام) یقنت علیه وعلى غیره، فیقول: (اللهم العن معاویة أولاً، وعَمْراً ثانیاً، وأبا الاعور السلمی ثالثاً، وابا موسى الاشعری رابعاً).
وروی عنه (علیه السلام) إنه کان یقول فی أبی موسى: (صبغ بالعلم صبغاً وسلخ منه سلخاً).
وأبو موسى هو الذی روی عن النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انه قال: (کان فی بنی إسرائیل حکمان ضالّان وسیکون فی أمتی حکمان ضالان، ضالٌ من اتبعها)، وأنه قیل له: ألا یجوز أن تکون احدهما؟ فقال: لا - أو کلاماً، هذا ما معناه - فلما بُلِیَ به، قیل فیه: البلاء موکّلٌ بالمنطق، ولم یثبت فی توبته ما ثبت فی توبة غیره، وإن کان الشیخ أبو علی قد ذکر فی آخر الحکمین أنه جاء الى أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی مرض الحسن بن علی، فقال له: (أجئتنا عائداً ام شامتاً)؟ فقال: بل عائداً، وحدّث بحدیث فی فضل العیادة.
وهذا یعنی أنه من أرباب الکبائر، وحکمه حکم امثاله ممن واقع کبیرةً ومات علیها .
ویذکر المؤرخون: أن تحکیم الحکمین قد کان بدومة الجندل. ((وفی کتاب الخوارج عن عبد الرحمن بن أبی لیلى، قال: مررت مع أبی موسى بدومة الجندل، فقال: حدثنی حبیبی (صلى الله علیه وآله وسلم): (أنه حکم فی بنی إسرائیل فی هذا الموضع حکمان بالجور، وأنه یحکم فی أمتی حکمان بالجور فی هذا الموضع). قال: فذهبت الایام حتى حکّم هو وعمرو بن العاص فیما حکماه، قال: فلقیته فقلت: یا أبا موسى قد حدثتنی عن رسول الله. فقال: الله المستعان.
کذا أورده المجد) (12)
وجاء فی الطبقات: قال عمر بن الخطاب: بالشام أربعون رجلاً ما منهم رجل کان یلی أمر الأمّة إلا أجزاه، فأرسل الیهم، فجاء رهط منهم، فیهم أبو موسى الاشعری فقال: إنی أرسلت إلیکم لارسلک الى قوم عسکر الشیطان بین أظهرهم، قال: فلا تُرْسِلْنی، فقال: إن بها جهاداً، أو إن بها رباطاً. قال: فأرسله الى البصرة.
وجاء أیضاً عن عبد الله بن عُبَید بن عُمیر: أن عمر بن الخطاب کتب إلى أبی موسى الاشعری: إنّ العرب هلکت فابعث إلیَّ بطعام، فبعث إلیه بطعام وکتب إلیه: إنی قد بعثت إلیک بکذا وکذا من الطعام فإن رأیت یا أمیر المؤمنین أن تکتب الى أهل الامصار فیجتمعون فی یوم فیخرجون فیه فیستسقون: فکتب عمر إلى أهل الامصار، فخرج أبو موسى فاستسقى ولم یُصَلِّ... (13)
وجاء فی تاریخ دمشق: عن أبی مریة قال: جعل أبو موسى یعلِّم الناس سنتهم ودینهم، فقال: ولا یدافعن منکم فی بطنه غائطاً ولا بولاً، وإن حَکَّ أحدکم فرجه فمرشة أو مر شتین ولیکن ذاک خفیفاً، فشخصت أبصارهم - أو قال: فصرفوها عنه - فقال: ما حرف ابصارکم عنی؟ قال: الهلاک أیها الامیر، قال فذلک ألذی أشخص أبصارکم عنی؟ قالوا: نعم قال: فکیف بکم إذا رأیتم الله جهرة؟! (14)
ذاک استسقاءه بدون صلاة خلافاً لسنة النبی، وهذا تعلیمه، مرشة أو مر شتین... أو ((فکیف بکم إذا رأیتم الله جهرة))؟؟!! کبرت کلمة تخرج من أفواههم!!! وما أدری هل هو من دعاة التجسیم أو التشبیه!! نعوذ بالله وإیاکم من المنافقین.
وجاء فی تأریخ الإسلام للذهبی: فیها [فی سنة ست عشرة] فتحت الاهواز، ثم کفروا - [أی نقضوا العهد] -، فحدثنی الولید بن هشام، عن أبیه، عن جَدّه، قال: سار المغیرة بن شعبة إلى الاهواز فصالحه الفَیُرزان على الفی ألف درهم وثمنمائه الف درهم ثم غزاهم الاشعری بعده.
وجاء: فی سنة سبع عشرة کتب عمر إِلى أبی موسى الاشعری یأمرة البصرة، وبأن یسیر إلى کُوَر الأهواز، فسار وأستخلف على البصرة عمران بن حُصَیْن فافتتح أبو موسى الاهواز صلحاً وعَنْوةً، فوظَّف عمر علیها عشرة آلاف الف درهم واربعمائه الف، وجه زیاد فی إمرته أن یخلص العَنوَة من الصلح فما قدر.
وفیها شهد أبو بکرة، ورافع إبنا الحارث، وسُبل بن هبَد، وزیاد على المغیرة بالزِّنى، ثم نکل بعضهم، فعزله عمر عن البرة وولاها أبا موسى الاشعری.
وفی سنه ثمان عشرة:افتتح أبو موسى جُند بساتبور والسَّوس - [بلدة بخوزستان فیها قبر دانیال النبی] صلحاً، ثم رجع الى الاهواز.
وفیها افتتح أبو موسى الرُّها وسُمَیْاط عَنوَةً (15)
غزوة تستر:
قال الولید بن هشام القَحْذَمیّ عن أبیه وعمّه أن أبا موسى لما فرغ من الاهواز، وتهریزی وجند بسابور وامَهُرْ مز توجَّه الى تُسْتَر، فنزل باب الشرقی، وکتب یستحدّ عمر، فکتب الى عمار بن یاسر أن أَمِدَّه، فکتب الى جریر وهو بحلوان أن یسرْ إلى أبی موسى، فسار فی الف فأقاموا أشهراً، ثم کتب أبو موسى الى عمر: إنهم لم یُغنُوا شیئاً، فکتب عمر إلى عمار أن سِرْ بنفسک وأَفدَّه عمر من المدینة (16)وعن عبد الرحمن بن أبی بکرة، قال: أقاموا سنة أو نحوها، فجاء رجل من تُسْتَر، وقال لأبی موسى: أسألک أن تحقن دمی وأهلی وبیتی ومالی، على أن أَدُلَّک على المدخل، فأعطاه، قال: فابْغِنی إنساناً ساذجاً ذا عقل یأتیک بأمرٍ بیّن، فأرسل معه مجزأة بن ثور السَّدُوسی، فأُدخل من مدخل الماء ینبطح على بطنه أحیاناً ویحبوا حتى دخل المدینة وعرف طرقها، وأراه العِلْجُ الهُرْمُزان صاحبها، فَهَمَّ بقتله ثم ذکر قول أبی موسى: ((لا تسبقنی بأمرٍ)) ورجع الى أبی موسى، ثقم إنه دخل بخمسة وثلاثین رجلاً کأنهم البط یسبحون، وطلعوا الى السور وکبّروا واقتتلوا معهم ومن عندهم من السور، فقتل مجزأة، وفتح أولئک البلدة فتحصَّن الهُرْمُزان فی برج.
وعن الشعبی قال: حاصرهم أبو موسى ثمانیة عشر شهراً، ثم نزل الهُرمُزان على حکم عمر... وقد أسلم الهرمزان بعد ذلک (17)
وفی سنة أربع وثلاثین، وثب أهل الکوفة على أمیرهم سعید بن العاص، فأخرجوه، ورضوا بأبی موسى الاشعری، وکتبوا فیه إلى عثمان فولّاه علیهم، ثم أنه بعد قلیل ردّ إلیهم على الأِمرة سعید بن العاص، فخرجوا ومنعوه.
وقال عُتبَة بن الوعل، شاعر الکوفة
تصدَّق علینا یا ابن عفان واحتسب*** وأُمُر علینا الأشُعریَّ لیالیا
فقال عثمان: نعم وشهوراً وسنین إن عشت (18)
ما ورد فی ذمّ أبی موسى الأشعری:
قیل لعلی: أخبرنا عن أصحاب محمد (صلى الله علیه وسلم)، قال: (عن أَیهم تسألونی)؟ قالوا: عن عبد الله - یعنی - ابن مسعود، قال: (علم القرآن والسنة، ثم أنتهى، وکفى به علماً)، قالوا: عمار؟ قال: (مؤمن نسی، وإذا ذُکِّرَ ذکر) قالوا: أبو ذر؟ قال: (وعى علماً عجز فیه)، قالوا: أبو موسى؟ قال: (صُبغَ فی العلم صبغَة ثم خرج منه)، قالوا: حذیفة؟ قال: (أعلم أصحاب محمد بالمنافقین) قالوا: سلمان؟ قال: (أدرک العلم الأول والآخر، تجرٌ لا یُدرَکُ قعره، وهو منا أهل البیت) قال فَسُئِلَ عن نفسه، قال: (کنت إذا سُئلت أعطیت، وإذا سکتُ ابتدیت) (19)
روى الصدوق بإسناده المتصل الى أبی ذر أنه قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم): (شرُّ الاولین والآخرین اثنا عشر، ستة من الاولین وستة من الآخرین...) وعدّ أبا موسى عبد الله بن قیس من الستة الآخرین، ووصفه بالسامری (سامری هذه الأمّة) (20)
وروى أیضاً بإسناده المتصل عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) انه قال: (لی سبعون منقبة لم یشرکنی فیها أحد منهم...) إلى أن قال: - (وأما الثلاثون فإنی سمعت رسول الله (صلى الله علیه وآله) یقول تُحشر أُمّتی یوم القیامة على خمس رایات، فأول رایة ترد علیَّ رایة فرعون هذه الأمة، وهو معاویة، والثانیة، مع سامری هذه الأمّة وهو عمر بن العاص، والثالثة مع جاثلیق هذه الأمّة وهو أبو موسى الاشعری...) الحدیث (21)
وروى أیضاً بإسناده المتصل، عن الرضا (علیه السلام): (إن البراءة بن أبی موسى الاشعری من محض الإسلام وأنه من کلاب أهل النار)
هذه الروایات وجملة غیرها محاور ذمِّ أبی موسى الاشعری وإن کانت ضعیفة الاسناد، إلا أن خبث الرجل وعداءه لأمیر المؤمنین (علیه السلام) أظهر من أن یخفى، ویکفیه، خزیاً خلعه أمیر المؤمنین (علیه السلام) عن الخلافة عند تحکیمه
مواقفه من الامام علی علیه السلام :
لما منع أهل الکوفة سعید بن العاص أمیرهم على الکوفة، طلبوا من عثمان أن یستعمل علیهم أبو موسى، فأستعمله، فلم یزل علیها حتى استُخِلفَ علیّ، فأقرّه علیها، فلما سار علیّ الى البصرة لیمنع طلحة والزبیر عنها أرسل إلى أهل الکوفة یدعوهم لینصروه، فمنعهم أبو موسى وثبطَّهم وأمرهم بالقعود فی الفتنة.
وجاء فی تأریخ مدینة دمشق:عن عاصم، عن أبی وائل، عن عبد الله بن قیس - أبا موسى الأشعری - قال: إن هذه الفتنة فتنة باقرة کوجع البطن لا یُدرى أَنّى یؤتى، المضطَجع فیها خیر من القاعد، والقاعد فیها خیر من القائم، والقائم فیها خیر من الماشی، والماشی فیها خیر من الساعی، کَسِّروا القِسیّ، وقطِّعوا الاوتار.
هکذا کان یثبط الناس عن نصره خلیفة زمانه... هکذا کان یدعوهم للقعود، وعدم الحث على الجهاد فی سبیل الله، ساعیاً الى مساعدة الجمل، إلى مساعدة طلحة والزبیر وعائشة وناکلاً ومثبطاً عن الإمام علی علیه السلام.
وهو الراوی عن ابیه عن النبی (صلى الله علیه وسلم) قال: ((إذا کانت معک أَسْهمُ فخذ بنصولها، لا تجرح مسلماً أو تخرق ثوبه)). قال الاشعری؛ فهؤلاء یأمروننی أن استقبل بها حدق المسلمین!!
هذا هو الریاء... هذا هو النفاق... هل تعلم من هم ((هؤلاء))!! فی کلامه... إنه یقصد خلیفته وخلیفة المسلمین... وهل تعلم من یقصد بـ ((المسلمین)) فی حدیثه!!
إنهم من نکثوا بیعة إمامهم، وماتوا میتی جاهلیة!! فیا لها من مصیبة.
وجاء أیضاً عن أبی مریم قال: سمعت عمار بن یاسر یقول:
یا أبا موسى أنشدک الله، ألم تسمع رسول الله صلى الله علیه وسلم یقول: (من کَذَب علیّ متعمداً فلیتبوأ معقده من النار)، وأنا سائلک عن حدیث، فإذا صدقت وإلا بعثتُ علیک من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه وسلم) من یقررک به، أنشدک الله، ألیس إنما عناک رسول الله (صلى الله علیه وسلم) [أنت] نفسک فقال: ((إنها ستکون فتنة بین امتی، أنت یا أبو موسى فیها نائماً خیر منک قاعداً، وقاعداً خیر منک قائماً، وقائماً خیر منک ماشیاً)) فخصک رسول الله (صلى الله علیه وسلم) [ولم] یعم الناس، فخرج أبو موسى ولم یرد علیه شیئاً (22)
ولما بلغ علیّ (علیه السلام) تثبیط أبی موسى الاشعری الناس عن الخروج إلیه لمّا ندبهم لحرب الجمل کتب (علیه السلام) إلیه:
(من عبد الله علیّ أمیر المؤمنین الى عبد الله بن قیس: أما بعد، فقد بلغنی عنک قولٌ هو لک وعلیک، فإذا قَدمَ علیک رسولی فارفع ذیلک، واشدُد مِئزر له، واخرُج من جُحْرِک، واندُب من معک، فإن حقَّقْتَ فانفذ، وإن تَفَشَّلْتَ فابْعُدْ، وایم الله لتُؤتینَّ من حیث أنت، ولا تُتْرَک حتى یخلط زُبْرُک بخاثِرِکَ، وذائبک بجامدک، وحتى تُعْجَل عن قِعدَتک، وتحذَرَ مَنْ أَمَامَک، کحذِرک مَنْ خلفک، وما هی بالهوینی التی ترجو، ولکنها الداهیة الکبرى، یُرْکب جَمَلُها، ویُذَلّ صَعْبُها، ویُسَهَّلُ جَبَلُها، فاعقِلْ عقلک، وامِلکْ أمرکْ، وخُذْ نَصیبک وحظَّکَ، فإن کرهتَ فَتَنحَّ الى غیر رحب، ولا فی نجاة، فبالحَرِیِّ لَتُکْفَینَّ وأنت نائم حتى لا یقال: إبن فلان! والله إنه لحق مع الحق وما یبالی ما صنع الملحدون والسلام.)(23)
کیف اختیر أبو موسى الاشعری للتحکیم؟:
لما اختار أهل الشام عمرو بن العاص للتحکیم، قال الاشعث بن قیس ومن أرتدَّ بعد ذلک إلى رأی الخوارج: رضینا نحن بأبی موسى الاشعری.
فقال علیٌّ: (قد عصیتمونی فی أول هذا الأمر، فلا تعصونی الآن، إنی لا أرى أن أولی أبا موسى الاشعری).
فقال الاشعث ومن معه: لا نرض إلا بأبی موسى الاشعری.
قال: (ویحکم، هو لیس بثقة، قد فارقنی وخذل الناس منی، وفعل کذا وکذا...) وذکر أشیاء فعلها أبو موسى، (ثم أنه هرب شهوراً حتى أمنته، لکن هذا عبد الله بن عباس أولیه ذلک).
قال الاشعث وأصحابه: والله لا یحکم فینا مضریان.
قال علی: (فالاشتر)؟
قالوا: وهل هاج هذا الأمر إلا الاشتر
قال: (فاصنعوا الآن ما أردتم، وافعلوا ما بدا لکم أن تفعلوه).
فبعثوا إلى أبی موسى وکتبوا له القصّة - [وهذا یعنی أن أبو موسى لم یکن معهم وإنما کان قریباً منهم فبعثوا إلیه وکتبوا له القصة]
وقالوا له: إن الناس قد اصطلحوا.
فقال: الحمد لله: قالوا: وقد جعلوک حکماً. قال: إنا لله وإنا إلیه راجعون (24)
ومن خطبة للإمام علیّ (علیه السلام) فی شأن الحکمین:
(ألا وإن القوم أختاروا لانفسهم أقرب القوم مما یَحبُّون، وإنکم اخترتم لانفسکم أقرب القوم مما تکرهون. وإنما عهدکم بعبد الله بن قیس، بالأمس یقول: إنها فتنة فَقَطّعوا أوتارکم، وشیمّوا سیوفکم، فإن کان صادقاً فقد أخطأ بمسیره غیر مستکره، وإن کان کاذباً فقد لزمته التهمه. فادفعوا فی صدر عمرو بن العاص بعبد الله بن عباس، وخذوا مَهلَ الایام، وحُوطوا قواصِیَ الإسلام، ألا ترون إلى بلادکم تغزى وإلى صفاتکم ترمى!) (25)
وکان أبو موسى الاشعری یحدِّث قبل وقعة صفین ویقول: إن الفتن لم تزل فی بنی إسرائیل ترفعهم وتخفضهم حتى بعثوا الحکمین یحکمان بحکم لا یرضى به من اتبعهما، وإن هذه الأمّة لا تزال بها الفتن ترفعها وتخفضها حتى یبعثوا حکمین یحکمان بما لا یرضى به من اتبعهما.
فقال له سوید بن غفلة: إیاک أن أدرکت ذلک الزمان أن تکون احد الحکمین.
قال: أنا؟
قال: نعم أنت
قال: فکان یخلع قمیصه ویقول: لا جعل الله لی إذن فی السماء مصعداً، ولا فی الأرض مقعداً. فلقیه سوید بن غفلة بعد ذلک فقال: یا أبا موسى، أتذکر مقالتک؟ قال: سل ربک العافیة.
شروط الحکم وموعد الاجتماع:
قال علیّ (علیه السلام) للحکمین حین أُکرِه على أمرهما: على أن تُحَکِّما بما فی کتاب الله، وکتاب الله کلّه لی، فإن لم تحکما بما فی کتاب الله فلا حکم لکما:
وفی سنة ثمان وثلاثین کان الفقهاء الحکمین بدومة الجندل، فبعث علیّ بعبد الله بن عباس وشریح بن هانیء الهمدانی فی اربعمائة رجل فیهم أبو موسى، وبعث معاویة بعمرو بن العاص ومعه شرحبیل بن السمط فی اربعمائة.
فلما تدانى القوم من الموضع الذی کان فیه الاجتماع. قال ابن عباس لأبی موسى: إن علیاً لم یرض بک حَکَماً لفضل عندک والمتقدمون علیک کثیراً، وان الناس أبو غیرک، وإنی لأظن ذلک لشرِ یُراد بهم، وقد ضُمَّ داهیة العرب معک، إن نسیت فلا تنسى أن علیاً بایعه الذین بایعوا أبا بکر وعمر وعثمان، ولیس فیه خصلة تباعده من الخلافة، ولیس فی معاویة خصلة تقربه من الخلافة.
ووصى معاویة عَمرْواً حین فارقه وهو یرید الاجتماع بأبی موسى، فقال: یا أبا عبد الله، إن أهل العراق قد أکرهوا علیاً على أبی موسى، وأنا وأهل الشام راضون بک، وقد ضمّ إلیک رجل طویل اللسان قصیر الرأی، فأخِّر الحَزْ، وطبِّق المفصل، ولا تلقه برأیک کله (26)
وقد کتب الإمام علی (علیه السلام) الى أبی موسى الاشعری عن کتاب کتبه إلیه من المکان الذی إتّعدوا فیه للحکومة [دومة الجندل]. قال فیه:
... وسأفی بالذی وَأَیْتُ على نفسی، وإن تَغَیَّرْتَ عن صالح ما فارقتنی علیه، فإن الشقی من حُرِمَ نَفْعَ ما أوتی من العَقْلِ والتجربة، وإنی لأَعبَدُ أن یقول قائل بباطل، وأن أفسد أمراً قد أصلحه الله، فدع عنک ما لا تعرف فإن شرار الناس طائرون إلیک بأقاویل السوء والسلام (27)
فلما التقى أبو موسى وعمرو عام ثمان وثلاثین بدومة الجندل کانت مهزلة التحکیم التی تناولتها کتب السیر واهل التواریخ.
وبعد التحکیم: تباغض القوم جمیعاً، وأقبل بعضهم یتبرأ من بعض، تبرأ الأخ من اخیه فی جیش العراق والابن من أبیه، وتضارب القوم بالمقارع ونعال السیوف وتسابّوا... فأمر علی (علیه السلام) بالرحیل نحو الکوفة لعلمة باختلاف الکلمة وتفاوت الرأی.
أما أبو موسى فقد انْخَزَل - [أی قطع کلامه، أو مشى متثاقلاً] - واستوى على راحلته ولحق بمکّة، ولم یعد الى الکوفة، وقد کانت خطّتة وأهله وولده بها.
وقال أَیمن بن حزیم بن فاتک الاسدی:
لو کان للقوم رأیٌ یُعصَمون به ***عند الخُطُوب رَموکم بابن عباسِ
لکن رقُوکمُ بوغدٍ من ذَوی یَمَنٍ *** لم یدرِ ما ضَرْب أخماسٍ بأسداسِ (28)
قال عکرمة: لما کان یوم الحکمین، حَکّم معاویة عَمْرو بن العاص، قال الاحنف بن قیس لعلی: یا أمیر المؤمنین، حَکِّم ابن عباس فإنه نحوه، قال: أُفعل، فقالت الیمانیة: یکون أحد الحکمین منا، واختاروا أبا موسى، فقال ابن عباس لعلی: علام تُحَکِّمْ ابا موسى؟ فوالله لقد عرفت رأیه فینا، فوالله ما نصرنا، وهو یرجونا، فتُدْخِلْه الآن مَعَاقِد الأمر، مع أن أبا موسى لیس بصاحب ذلک! فاجعل الاحنف فإنه قِرْن - [القِرْن: النظیر والکفء]. لعَمرو. فقال: أفعل. فقالت الیمانیة أیضاً - منهم الاشعث بن قیس وغیره -: لا یکون فیها إلا یَمَان، ویکون أبا موسى. فجعله الامام علیّ (علیه السلام)، وقال له ولعَمرْو: أحکِّمکُما على أن تحکما بکتاب الله وکتاب الله کلّه معی، فإن لم تحکما بکتاب الله فلا حکومة لکما. ففعلا ما هو مذکور فی التواریخ (29)
ما بعد التحکیم:
بعد أن انخَزَلَ أبو موسى.... لحق بمکّة.
ولما بلغ علیاً ما کان من أمر أبی موسى وعمرو قال: إنی کنت تقدمت إلیکم فی هذه الحکومة ونهیتکم عنها، فأبیتم إلا عصیانی، فکیف رایتم عاقبة أمرکم إذ أبیتم علَیَّ؟ والله إنی لأعرف من حملکم على خلافی والترک لأمری، ولو أشاء أخذه لفعلتَ، ولکن الله من ورائه (یرید بذلک الاشعث بن قیس والله اعلم)، وکنت فیما أرمت به کما قال أخو بنی جشم:
أَمَرتُهُمُ أُمْری بمُنعَرَجِ الّلَوى *** فَلَمْ یَسْتَبینُوا الرُّشْدَ إلا ضُحَى المغَدِ
من دعا الى هذه الحکومة فاقتلوه قتله الله ولو کان تحت عما فی هذه، إلا أن هذین الرجلین الخاطئین اللذین اخترتموهما حکمین قد ترکا حکم الله، وحکّما بهوى أنفسهما بغیر حجة ولا حق معروف، فأَماتا ما أَحیا القرآن وأحیا ما أماته، واختلف فی حکمهما، ولم یرشدهما الله ولم یوفقهما، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنین، فتأهبوا للجهاد واستعدوا للمسیر، وأصبحوا فی عساکرکم إن شاء الله تعالى (30)
کتاب معاویة الى أبی موسى:
عن أبی بُردة قال: قال أبو موسى: کتب الیّ معاویة: سلام علیک، أما بعد فإن عمرو بن العاص بایعنی على الذی قد بایعنی علیه، وأُقسِمُ بالله لئن بایعتنی على ما بایعتنی على ما بایعنی علیه لأبعثنَّ ابنیک احدهما على البصرة والآخر على الکوفة، ولا یُغْلقُ دونک باب، ولا تقضی دونک حاجّة، وإنی اکتب إلیک بخط یدی فاکتب إلی بخط یدک. قال وکتب إلیه مثل العقارب: أما بعد فإنک کتبت إلیّ فی جسیم أمْر أمّة محمد (صلى الله علیه وسلم)، لا حاجة لی فیما عرضت علیّ، قال فلما وَلیَ أتیته فلم یُغلَق دونی باب ولم تکن لی حاجة إلا قضیت (31)
وجاء فی تأریخ مدینة دمشق: قال: کتب معاویة بن أبی سفیان بعد الحکومة الى أبو موسى الاشعری وهو یومئذٍ بمکّة عائذٌ من علی، وأراد بکتابه إلیه أن یضمَّه الى الشام:
اما بعد، فلو کانت المنیة تدفع خطأ النجا المجتهد، وأعذر الطالب، ولکن الحق لمن قصد له فأصابه لیس لمن عارضه فأخطأه، وقد کان الحکمان إذا حکما على رجل لم یکن له الخیار علیهما، وقد اختار القوم علیک، فأکره منهم ما کرهوا منک، وأقبل إلى الشام فإنها أوسع لک، وکتب إلیه بهذه الابیات:
وفی الشام أمر واسع ومعول *** وتحذرُکَ مبسوط وقولُکَ جائز
وإن کنت قد أعطیت عقلاُ فشُبته ***بترکک وجه الحق والحق بارز
وإن کنت أبصرت الهُدَى فاتبع الهدى ***وإن کنت لم تبصر فإنک عاجز
جمعت بخُرقٍ منک خلعی وخلعه *** کما جمع السیرین فی الخرز خارز
فأصبحت فیما بیننا منذ بذباً *** تهادی لما قد کان منک العجائز
وجاء: فی الکتاب: قدم أبو موسى على معاویة بعد الجماعة فقال: السلام علیک أیها الامیر ورحمة الله، قال: فرحب به معاویة، ثم قال: بایع یا أبا موسى، قال: لنا وعلینا، فقبض معاویة یده، وخرج أبو موسى من عنده، ,أتى منزله، فأتاه عبد الله بن یمضَاه فدخل علیه منزله فقال: یا أبا موسى إنک والله، ما أنت فی زمان أبی بکر ولا زمان عُمَر، ولا عثمان، فاتقِ على نفسک فإنی أخاف أن تقتل، وخرج ابن یمضاه، فقال أبو موسى لأبی بُردة: إتبع الرجل، فانظر إین یدخل، قال: فتبعته، فدخل ابن یمضَاه الى معاویة، فرجع أبو بُردة إلى أبو موسى فأخبره، فقال أبو موسى: معاویة أرسله، ثم راح أبو موسى الى معاویة، فقال: السلام علیک یا أمیر المؤمنین ورحمة الله وبرکاته، ثم قال: ما الذی أنکرت من سلامی علی بالأمس، قد کنا نسلّم على عمر وعثمان بأمیر المؤمنین، وبالأمیر، إذا سلَّمنا علیک بالإِمرة فنحن المؤمنون وأنت الامیر، وإن لم نقلها لک، وأما الذی أنکرت من قولی لک: لنا وعلینا، لنا أجرها وعلینا الوفاء بها. ثم قال: أمدُدْ یدک أبا موسى، قد علمت إنک لم تأتنا حتى زَمّمتّها وخطمّها، قال: ثم بایع، فأمر له بعطاء خمس سنین کان حرمه إیاها (32)
وفاته:
توفى أبو موسى الاشعری سنة اثنتین واربعین وهو ابن ثلاث وستین سنه. واختلف المؤرخون وأصحاب السیر فی تأریخ وفاته ومکانها.
قال أبو أحمد الحاکم: توفی سنة اثنتین وقیل سنة ثلاث واربعین
وقال أبو نعیم، وأبو بکر بن أبی شیبة، وابن نمیر، وثَعْنَبُ بن المحرر: توفی سنه اربع وأربعین
وأما الواقدی، فقال: مات سنة اثنتین وخمسین، وقال المدائنی: سنة ثلاث وخمسین بعد المغیرة... وجاء فی سیر اعلام النبلاء: وعلى الاصح توفی سنه أربع واربعین (33)
واختلف فی قبره، فقیل: مات بمکّة ودفن بها، وقیل مات بالکوفة ودفن بالثوبة من الکوفة على بعد میلین (34)
المصادر :
1- الصحیح من سیرة النبی الاعظم (ص) ج2 ص 95.
2- سیر أعلام النبلاء/ تحقیق شعیب الارنؤوط: ج2 ص 383.
3- ابن عساکر/ تأریخ مدینة دمشق - تحقیق علی شیری ج 32 ص 24 ط. دار الفکر بیروت 1416 هـ - 1996 م.
4- الإصابة فی تمیز الصحابة/ ج 2 ص 359، راجع الصحیح من سیرة النبی (ص) ج3 ص 125.
5- ) ابن سعد/ الطبقات الکبرى مج 4 ص 105 ط. دار صادر بیروت 1405 هـ - 1985 م.
6- عز الدین إبن الأثیر/ أسد الغابة: الجزء 3 ص 263 ترجمه برقم 3135.
7- اسد الغابة: ج 5 الکنى ص 306. ط. دار الفکر بیروت 1409 هـ - 1989م.
8- اسد الغابة: ج 3 ص 54 - 55.
9- ابن الجوزی/ تأریخ عمر بن الخطاب ص 155، الکامل فی الادب ج1 ص 13، اعلام الموقعین ج1 ص86
10- تأریخ الإسلام/ للذهبی ص 48؛ طبقات ابن سعد 4/ 230 ورجاله ثقات.
11- ابن أبی الحدید/ شرح نهج البلاغة/ المج 4 ص 137 ط. مؤسسة الاعلمی/ بیروت 1415 هـ - 1995 م.
12- راجع الصحیح من سیرة النبی الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم للسید جعفر العاملی ج 8 ص 398 ط. دار السیرة - بیروت.
13- ابن سعد/ الطبقات: مج 4 ص 109 - 110 ط. دار صادر بیروت 1405 هـ - 1985 م.
14- ابن عساکر: تأریخ دمشق ج 32 ص 68 - 69.
15- الذهبی/ تأریخ الإسلام راجع ص 157، 166، 169، 185، وراجع تاریخ خلیفة 134 ومعجم البلدان 3/ 280.
16- تأریخ خلیفه ص 144 - 145.
17- الذهبی/ تأریخ الإسلام ص 198 - 200؛ تأریخ خلیفه: 146 - 147؛ فتوح البلدان 468 - 469.
18- الذهبی/ تأریخ الإسلام: ص 226، 250، 307، 318، 325، 420، 431، /تأریخ الطبری: 4/ 183 - 186، 264، وتأریخ الیعقوبی 2/ 66. وتاریخ دمشق ج 32 ص 81.
19- تأریخ دمشق/ ابن عساکر ج 32 ص 61 تحقیق علی شیری ط. دار الفکر بیروت 1416 هـ - 1996 م.
20- الخصال: باب فی التابوت الاسفل من النار اثنا عشر، الحدیث 2.
21- الخصال: ابواب السبعین وما فوق، باب أن لأمیر المؤمنین سبعین منقبة، الحدیث 1.
22- ابن عساکر/ تأریخ مدینة دمشق: ج32 ص 91 - 92.
23- ابن ابی الحدید/ شرح نهج البلاغة المج4 ص 110 ط. مؤسسة الاعلمی بیروت 1415 هـ - 1995 م.
24- المسعودی/ مروج الذهب: ج 2 ص 432 - 434.
25- ابن ابی الحدید/ نهج البلاغة. مج 4 ص 134. ط مؤسسة الاعلمی - بیروت 1415 - 1995م.
26- المسعودی: مروج الذهب: ج 2 ص 439.
27- ابن أبی الحدید/ شرح نهج البلاغة مج 4 ص 157 ط. مؤسسة الاعلمی بیروت 1415 هـ - 1995م.
28- المسعودی/ مروج الذهب: ج 2 ص 443.
29- عز الدین بن الأثیر/ أسد الغابة ج3 ص 265 والکامل فی التاریخ لابن الأثیر 3/ 166 - 169.
30- المسعودی مروج الذهب: ج2 ص 446. ط دار الکتب العلمیة بیروت. ط. الأولى.
31- ابن سعد/ الطبقات الکبرى: مج 4 ص 111 - 112 ط. دار صادر 1405 هـ - 1985م.
32- ابن عساکر/ تأریخ مدینة دمشق ج 32 ص 96 - 97.
33- سیر أعلام النبلاء/ ج 2 ص 596. تحقیق سعید الارنؤوطی ط. الثالثة 1405 هـ - 1985 م مؤسسة الرسالة.
34- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: مج 4 ص 137 ط. مؤسسة الاعلمی 1415 هـ - 1995م ، تأریخ مدینة دمشق ابن عساکر/ تحقیق علی شیری ج 32 ص 24 ط. دار الفکر بیروت 1416 هـ - 1996م.
/ج