القرامطة

حرکة دینیة سیاسیة تفرعت من المبارکیة إحدى فرق الإسماعیلیة دعیت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها حمدان بن الأشعث قرمط فی عهد الخلیفة المعتضد العباسی واتبعت تنظیماً سریاً دقیقا ، وکانوا فی الأصل على مقالة المبارکیة ثم خالفوهم وقالوا
Monday, May 5, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
القرامطة
القرامطة

 






 

حرکة دینیة سیاسیة تفرعت من المبارکیة إحدى فرق الإسماعیلیة دعیت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها حمدان بن الأشعث قرمط فی عهد الخلیفة المعتضد العباسی واتبعت تنظیماً سریاً دقیقا ، وکانوا فی الأصل على مقالة المبارکیة ثم خالفوهم وقالوا : لا یکون بعد النبی محمد(صلی الله علیه وآله وسلم) غیر سبعة من الأئمة.

عوامل الظهور :

ـ ساعدت الأوضاع الفاسدة والتهالک والإنحلال فی جسم الدولة العباسیة على نمو الحرکات الثوریة المعارضة ومنها الحرکة الإسماعیلیة ـ القرمطیة التی انتشرت بصورة عجیبة فی المشرق الإسلامی وولدت انفجارات عسکریة اقضت مضاجع الخلافة العباسیة وحرمتها لذیذ الرقاد.
ـ اعتمدت الفرقة القرمطیة على الجانب الاعلامی وبعث الدعاة إلى الأقالیم کالیمن والحجاز والهند ومصر وبعلبک وواسط وسلمیة وعمان وخراسان وفاستطاعت بذلک جذب الاعداء الکبیرة من الموالین لها فی تلک البلدان ألفوا فیما بعد القواعد الشعبیة التی مکنتهم من تنظیم الجیوش والتوجه لنشر عقائدهم.
ـ تمیزت الفرقة القرمطیة بالسریة التامة وتکتمها واخفائها للحقائق التی تنطوی علیها والتستر على کبار قادتها حتى اخفوا شخصیاتهم على المقربین إلیهم مما مکنهم من النفوذ إلى الکثیر من المجتمعات وتعلیمهم مذهبهم من دون الکشف عن هویاتهم.
ـ اهتمام زعماء القرامطة بکل ما یخدم طموحاتهم ومخططاتهم الثوریة والاجتماعیة بدرجة انهم لم یعیروا اهتماما للانتماء الاسمی او الدینی أو البحث عن الرسالة ومن هو الخلیفة أو ورثته أو المهدی المنتظر.
ـ اتخذت القیادة القرمطیة التدابیر المالیة بفرض ضرائب متعددة لتحصل على رصید مادی ضخم یمکنها من تنفیذ مشاریعها وبرامجها فطرحت أنواعاً من الضرائب کضریبة الفطرة وهی درهم على الرجال والنساء والأولاد ، وضریبة الهجرة وهی دینار عن کل من ادرک الحنث ، وضریبة البلغة وهی سبعة دنانیر ، وضریبة الخمس وهی خمس الأرباح السنویة ، وأسست نظام الألفة وهی جمع الأموال فی موضع واحد ، کل هذا مکنها لأن تبنی کیانا اقتصادیا متینا.
ـ اتباًع القرامطة لنهج العنف وانحرافهم عن مسیر الحرکة الإسماعیلیة وکانوا تواقین بعنف إلى إمام مهدی منتظر یسارع فی انقاذهم من الفوضى الاقتصادیة والقلق النفسی فأصروا على أن یباشروا فوراً فی اعلان دولة فی بلاد الشام.

النشأة والتطور :

ـ کان ابتداء أمر القرامطة ان رجلا قدم من ناحیة الأهواز إلى سواد الکوفة یظهر الزهد والتقشف واقام على ذلک فترة ، وکان إذا قعد إلیه رجل ذاکره أمر الدین وزهده فی الدنیا... ثم مرض فمکث على الطریق مطروحا وکان فی القریة رجل أحمر العینین یحمل على اثوار له یسمونه کرمیته فحمل الکرمیته المریض إلى منزله واعتنى به حتى بَرِئَ ودعا أهل تلک الناحیة إلى مذهبه فاجابوه واتخذ منهم اثنی عشر نقیبا أمرهم ان یدعوا الناس إلى مذهبهم ، وقال « انتم کحواری عیسى بن مریم علیه السلام » ، فاشتغل أهل کور تلک الناحیة عن اعمالهم بما رسم لهم من الصلوات ، وکان للهیثم ، فی تلک الناحیة ضیاع فرأى تقصیر الأکرة فی عمارتها فسأل عن ذلک فأخبر بخبر الرجل فاخذه وحبسه واغلق باب البیت علیه وجعل مفتاح البیت تحت وسادته واشتغل بالشرب فرقت احدى الجواری للرجل واطلقت سراحه من دون ان یعلم الهیثم وشاع ذلک فی الناس فافتتن أهل الناحیة وقالوا رفع ثم ظهر فی ناحیة اخرى ولقی جماعة من اصحابه وغیرهم ثم خرج إلى ناحیة الشام.
وقیل غیر ذلک بان حمدان هو الذی التقى بالرجل الداعی ـ احد دعاة الباطنیة ـ فالتزم حمدان سره ثم اندفع الداعی فی تعلیمه فنون ؟ واستجاب له فی جمیع ما دعاه ، ثم انتدب حمدان للدعوة وصار أصلاً من أصول هذه الدعوة فسمى اتباعه القرامطیة.
ـ وفی البحرین ظهر رجل من القرامطة یعرف بابی سعید الجنابی فاجتمع إلیه جماعة من الأعراب وقوی أمره ثم سار إلى القطیف. وفی سنة 287 هـ اغاروا على نواحی هجر وقرب بعضهم من نواحی البصرة.
ـ أسسوا لهم موضعا سموه بدار الهجرة یهاجرون إلیها ویجتمعون بها وبنوا حولها سورا منیعا عرضه ثمانیة أذرع ومن ورائه خندق عظیم وانتقل إلیها الرجال وا لنساء من کل مکان وذلک سنة (277هـ) فلم یبق حینئذ أحد إلا خافهم لقوتهم وتمکنهم فی البلاد.
ـ فی سنة (289 هـ) احست الخلافة العباسیة بخطر القرامطة وازدیاد حشودهم فأمرت عاملها فی سوریة شبل الدیلمی فألف جیشا جرارا وهاجم الجیوش القرمطیة ولکنهم دحروا هذه القوة بعد ان قتلوا عددا کبیرا منها.
ـ تمکن الحسین بن زکرویه أبو مهزول الملقب بصاحب الخال من تجهیز الجیوش وفتح الرقة وحلب وحماة وحمص ودمشق وسلمیة وحقق الانتصارات الباهرة وخطب على المنابر وأیده أهلها.
ـ التبس على بعض کبار دعاة القرامطة الأمر فی ان إمامهم هو عبید الله المهدی وکانوا لا یزالون یدینون بالولاء والطاعة للإمام محمد بن إسماعیل الذی بذر بذور الدعوة بینهم واعتبروه المهدی المنتظر ولم تفلح الحجج والبراهین التی اعتمدها الدعاة فی اقناعهم بان الإمام عبید الله المهدی بموجب النص الذی أودعه الإمام محمد بن إسماعیل فی عقبه ویرجع هذا التعنت من بعض دعاة القرامطة لانقطاعهم فی البادیة ولعدم احتکاکهم الدائم مع مرکز الدعوة الإسماعیلیة فی سلمیة وتتبعهم تطورات الدعوة فاعتبروا ان هذه التطورات خارجة عن مفهوم التعالیم الأولیة التی لقنوها.
ـ وفی سنة 317 هـ هاجم القرامطة مکة ونهبوا الکعبة واقتلعوا الحجر الأسود ولما بلغ ذلک الإمام الاسماعیلی والخلیفة الفاطمی عبید الله المهدی کتب إلى أبی طاهر ینکر ذلک ویلومه ویقول : « حققت على شیعتنا ودعاة دولتنا اسم الکفر والإلحاد بما فعلت » وأمره ان یعید الحجر الأسود إلى موضعه ، فأعاده.
ـ انکر القرامطة على الاسماعیلیین والفاطمیین سیاسة الملاینة التی اعتمدوها فی کسب العناصر غیر الاسماعیلیة وقد جسدوا معتقداتهم بالعنف والبطش واستحلوا استعراض الناس بالسیف وقتلهم واخذ اموالهم والشهادة علیهم بالکفر.
ـ استغل القرامطة شعار الانتساب إلى البیت العلوی الثائر المضطهد ونادوا بالعدالة الاجتماعیة وطرحوا انفسهم فی قالب دینی ثوری مما اعطى لتحرکهم الاطار الشرعی ولا یعرف التاریخ الإسلامی مذهبا ثوریا لا یستند إلى أساس روحی أو حرکة ثوریة عامة لاترجع الى الدین : وکان من المألوف فی العصور الاسلامیة ان تظهر الجماعات الداعیة الى الثورة السیاسیة مستنیرة بالمذهب الشیعی فی سبیل نشر رسالتها وتألیب رجالها الى ان یستتب لها الامر فتسفر عن حقیقة امرها.

الافکار والمعتقدات :

ـ قالوا : ان النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) نص على علی بن ابی طالب ، وان علیاً نص على امامة ابنه الحسن ، وان الحسن نص على امامة اخیه الحسین ، وان الحسین نص على إمامة ابنه علی ، وان علیاً نص على إمامة ابنه محمد الباقر ، ونص محمد على إمامة ابنه جعفر الصادق ، ونص جعفر على ابن ابنه محمد بن إسماعیل ، وزعموا ان محمد بن إسماعیل حی إلى الیوم لم یمت ، ولن یموت حتى یملک الارض ، وانه هو المهدی الذی تقدمت البشارة به ، واحتجوا فی ذلک باخبار رووها عن أسلافهم یخبرون فیها ان سابع الأئمة قائمهم.
ـ اثبتوا النبوة ظاهرا وانکروا الوحی وهبوط الملائکة وأولوا المعجزات فجعلوها رموزا : فثعبان موسى حجته والغمام أمره وانکروا کون عیسى من غیر اب بل هو رمز اخذ العلم من غیر إمام واحیاء الموتى اشارة إلى العلم ونَبْعِ الماء من الأصابع اشارة إلى کثرة العلم وطلوع الشمس من المغرب خروج الإمام.
ـ ان الله بدا له فی إمامة جعفر وإسماعیل فصیرها فی محمد بن إسماعیل وزعموا ان محمد بن إسماعیل حی وانه غائب مستتر فی بلاد الروم. ومعنى القائم عندهم انه یبعث بالرسالة وبشریعة جدیدة وینسخ بها شریعة محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) ، وان محمد بن إسماعیل من أولی العزم ، وأولو العزم عندهم سبعة.
ـ ان جمیع الأشیاء التی فرضها الله تعالى على عباده ومنها نبیه محمد (صلی الله علیه وآله وسلم)وأمر بها لها ظاهر وباطن ، وان جمیع ما استعبد الله به العباد فی الظاهر من الکتاب والسنة امثال مضروبة وتحتها معانٍ هی بطونها وعلیها العمل.
ـ أقروا حصر ممتلکاتهم فی بیت المال وسنوا التشریعات التی تحدد صلاحیة الفرد وتبیین حقوقه ضمن المجموع وضمنوا حیاة العاجز والعاطل والعامل والصانع والفلاح.
ـ استحلوا استعراض الناس بالسیف وقتلهم وأخذ أموالهم والشهادة علیهم بالکفر.
ـ زعموا انه یجب علیهم ان یبدأوا بقتل من قال بالإمامة ممن لیس على قولهم وخاصة من قال بإمامة موسى بن جعفر وولده من بعده.

ـ قسموا المجتمع إلى أربع طبقات وهی :

الأولـى : طبقة الشباب بین عمر 15 ـ 30 عاما ویسمون الأخوان الأبرار الرحماء.
الثـانیة : وتشمل من کانوا بین 30 ـ 40 وهم الرؤساء وذوو السیاسات ویسمون الأخیار الفضلاء.
الثـالثة : وتشمل من کانوا بین 40 ـ 50 من العمر وهم أصحاب الأمر والنهی ونصر الدعوة.
الرابعة : وهی مرتبة من یزید عمرهم على الخمسین سنة وهی أعلى فی نظرهم ، ویطلق علیهم طبقة المریدین ، ثم المعلمین ، ثم القادة ، ثم المقربین إلى الله.
ـ قالوا: بان محمد بن إسماعیل هو خاتم النبیین الذی حکاه الله فی کتابه وان الدنیا اثنتا عشرة جزیرة فی کل جزیرة ، حجة ، وان الحجج اثنتا عشرة، ولکل داعیة ید یعنون بذلک ان الید رجل له دلائل وبراهین یقیمها.
ـ حرموا زیارة القبور وتقبیلها.
ـ ان النبی (صلی الله علیه وآله وسلم)انقطعت عنه الرسالة فی حیاته فی الیوم الذی أمر فیه بنصب علی (علیه السلام) للناس بغدیر خم فصارت الرسالة فی ذلک الیوم فی الإمام علی (علیه السلام) وان النبی (صلی الله علیه وآله وسلم)بعد ذلک کان مأمورا لعلی محجوبا به.
أبرز الشخصیات :
1 ـ حمدان بن الأشعث (المعروف) بقرمط
2 ـ عبدان الداعیة
3 ـ أبو سعید الحسن بن بهرام الجنابی ـ کبیر القرامطة فی البحرین
4 ـ میمون القداح
5 ـ أبو طاهر سلیمان بن الحسن الهجری
6 ـ أبو یعقوب یوسف بن الحسن الجنابی
7 ـ یحیى بن زکرویه
8 ـ الحسین بن زکرویه (صاحب الخال)
9 ـ الحسن بن محمد الأعسم
10 ـ زکرویه بن مهرویه
الانتشار ومواقع النفوذ :
ـ انتشرت الفرقة القرمطیة فی الکوفة وواسط والبصرة من العراق ، ثم ظهر دعاتهم فی البحرین والقطیف ، وعظم أمرهم واغاروا على نواحی هجر والاحساء والقطیف والطائف وبلغت دعوتهم إلى الیمن وتغلبوا على سائر مدن الیمن وساروا إلى بعلبک وقتلوا عامة أهلها ولم یبق منهم إلا الیسیر ، ثم ساروا إلى سلمیة وصالحوهم واعطوهم الأمان ، واستولوا على دمشق عام (260) ومنها توجهوا إلى مصر واجتمع معهم خلق کثیر من العرب والاخشیدیة ، وظهر أمرهم فی المغرب وعمان ، وفی بلاد الدیلم استطاع أبو حاتم نشر فکر القرامطة ، وفی نیشابور تولى الدعوة لهم الشعرانی.

أحداث ووقائع :

ـ فی سنة 326 هـ فسد حال القرامطة وقتل بعضهم بعضا ، وسبب ذلک انه کان رجل منهم یقال له ابن سنبر وهو من خواص أبی سعید القرمطی والمطلعین على سره وکان له عدو من القرامطة اسمه ابو حفص الشریک ، فعمد ابن سنبر إلى رجل من اصبهان وقال له إذا ملکت أمر القرامطة أرید منک ان تقتل عدوی أبا حفص فاجابه إلى ذلک وعاهده علیه ، فاطلعه على أسرار أبی سعید وعلامات کان یذکرانها فی صاحبهم الذی یدعون إلیه ، فحضر عند أولاد أبی سعید وذکر لهم ذلک ، فقال أبو طاهر : هذا هو الذی یدعوا إلیه فاطاعوه ودانوا له حتى کان یأمر الرجل بقتل اخیه فیقتله ، وکان إذا کره رجلا یقول له انه مریض یعنی انه قد شک فی دینه ویأمر بقتله ، وبلغ أبا طاهر ان الأصبهانی یرید قتله لیتفرد بالملک فقال لاخوته لقد أخطأنا فی هذا الرجل وساکشف حاله فقال له ان لنا مریضاً فانظروا إلیه لیبرأ فحضروا واضجعوا والدته وغطوها بازار فلما رآها قال ان هذا المریض لا یبرأ فاقتلوه ، فقالوا له کذبت هذه والدتک ثم قتلوه بعد ان قتل منهم خلق کثیر من عظمائهم وشجعانهم وکان هذا سبب تمسکهم بهجر وترک قصد البلاد.

من ذاکرة التاریخ :

ـ لما انتشر القرامطة بسواد الکوفة وجه إلیهم المعتضد شبلاً غلام أحمد بن محمد الطائی وظفر بهم واخذ رئیساً لهم یعرف بأبی الفوارس فسیره إلى المعتضد فاحضره بین یدیه وقال له : أخبرنی هل تزعمون ان روح الله تعالى وأرواح أنبیائه تحل فی أجسادکم فتعصمکم من الزلل وتوفقکم لصالح العمل ؟ فقال له : یا هذا ان حلت روح الله فینا فما یضرک ؟ وان حلت روح إبلیس فما ینفعک ؟ فلا تسأل عما لا یعنیک وسل عما یخصک.
فقال : ما تقول فیما یخصنی ؟ قال أقول : ان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)مات وأبوکم العباس حی فهل طالب بالخلافة أم هل بایعه أحد من الصحابة على ذلک ؟ ثم مات أبو بکر فاستخلف عمر وهو یرى موضع العباس ولم یوص إلیه ، ثم مات عمر وجعلها شورى فی ستة أنفس ولم یوص إلیه ولا ادخله فیهم ، فبماذا تستحقون انتم الخلافة ؟ وقد اتفق الصحابة على دفع جدک عنها. فأمر به المعتضد فعذب وخلعت عظامه ثم قطعت یداه ورجلاه ثم قتل.
ـ بعد ان قتل رئیس القرامطة أبو سعید الحسن بن بهرام الجنابی سنة (301 هـ) تولى ابنه أبو طاهر سلیمان الجنابی أمر القرامطة فی البحرین فأراد ان یستولی على البصرة فغزاها مرارا وأشد غزواته سنة (311 هـ) فقد سار إلیها فی (1800) رجل ودخلها وقتل حامیتها وأقام بها (17 یوما) وحمل ما قدر علیه من المال والنساء والصبیان وعاد إلى هجر ، ثم توجه إلى طریق الحج فقطع الطریق على الحجاج ونهب القوافل حتى مات أکثرهم جوعاً وعطشاً فکتب إلیه المقتدر یطلب منه ان یطلق من عنده من الأسرى فاطلقهم وطلب منه أن یولیه على البصرة والأهواز فلم یجبه المقتدر إلى طلبه فسار إلى الکوفة وتغلب على عسکر الخلیفة.
ـ فی سنة (339 هـ) أعاد القرامطة الحجر الأسود إلى مکة وقالوا : أخذناه بأمر وأعدناه بأمر ، وکان بجکم قد بذل لهم فی رده خمسین ألف دینار فلم یجیبوه وردوه الآن بغیر شیء فی ذی القعدة ، فلما أرادوا رده حملوه إلى الکوفة وعلقوه بجامعها حتى رآه الناس ثم حملوه إلى مکة وکانوا أخذوه من رکن البیت الحرام سنة (317 هـ) وبقی عندهم (22 سنة).

خلاصة البحث :

ـ القرامطة : حرکة سیاسیة دینیة تفرعت من الفرقة المبارکیة إحدى شعب الإسماعیلیة ، سمیت بهذا الاسم نسبة إلى زعیمها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وتولت زمام الأمور فی بعض البلدان الإسلامیة أکثر من قرن تمکنت من نشر عقائدها وأفکارها ببعثها الدعاة وحمل رجالها السیف للاستیلاء على بلدان عدیدة من العالم الإسلامی.
ـ ضعف الدولة العباسیة زمن المعتضد وتدهور الحالة الاقتصادیة والاجتماعیة فسح المجال أمام أغلب الحرکات المناهضة لبنی العباس وخصوصا تلک التی ثارت باسم الإمامة والتشیع حیث استقطبت اغلب المعارضین للظلم والفساد العباسی.
ـ تمیزت الفرقة القرمطیة بدقة التنظیم والسریة التامة حتى انه خفی اسم قادة الحرکة على المقربین إلى رؤوساء الفرقة واستبدل اغلب قادتها اسماءهم خوفا من بطش العباسیین ولکی یتمکنوا من التحرک بفاعلیة اکثر بین المدن الإسلامیة.
ـ تبنت الفرقة أفکارا میزتها عن غیرها من الفرق الإسلامیة حیث آمنت بإمامة محمد بن إسماعیل بن الإمام الصادق (ع) ومهدویته وادعوا انه حی لم یمت. وانکروا الوحی وهبوط الملائکة والمعجزة وقالوا ان الله بدا له فی إمامة جعفر وإسماعیل فصیرها فی محمد بن إسماعیل وان جمیع الأشیاء التی فرضها الله تعالى على عباده وسنها نبیه (صلی الله علیه وآله وسلم)وأمر بها لها ظاهر وباطن وأقروا حصر ممتلکاتهم فی بیت المال وحددوا حقوق الفرد ضمن المجموع وزعموا انه یجب علیهم ان یبدأوا بقتل من قال بالإمامة ممن لیس على قولهم وغیر ذلک من الآراء.
ـ من أبرز شخصیاتهم عبدان الداعیة وزکرویة بن مهرویه وحمدان قرمط والحسن بن بهرام الجنابی ومیمون القداح ویحیى بن زکرویه والحسین بن زکرویه وغیرهم ممن تولوا قیادة القرامطة فی العراق وسوریة والبحرین.
ـ انتشرت آراء الفرقة القرمطیة فی العراق والبحرین وسلمیة ومصر والحجاز وهجر والیمن والأحساء والقطیف وامتد نفوذهم إلى بلاد الدیلم ونیسابور.
ـ دخلوا فی حروب کثیرة وقادوا الحملات العسکریة على دمشق ومصر والکوفة والبصرة کلفتهم الجهود العالیة والتضحیات الجسیمة وتنوعت نتائجها بین المد والجزر فی الوجود القرمطی.
المصدر :
تحقیق راسخون2014



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.