ابو حسن التونسی

ولد عام 1388هـ (1969م) فی تونس ، کان منذ صغره مولعاً بمطالعة الکتب والمجلات والحدیث مع الآخرین فی المجالات الثقافیة والعلمیة. ومن هذا المنطلق حصل أبو حسن على خزین علمی تمکّن من خلاله أن یتحرّر من موروثاته العقائدیة، ویشیّد
Wednesday, May 14, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
ابو حسن التونسی
 ابو حسن التونسی

 






 

ولد عام 1388هـ (1969م) فی تونس ، کان منذ صغره مولعاً بمطالعة الکتب والمجلات والحدیث مع الآخرین فی المجالات الثقافیة والعلمیة. ومن هذا المنطلق حصل أبو حسن على خزین علمی تمکّن من خلاله أن یتحرّر من موروثاته العقائدیة، ویشیّد لنفسه عقیدة مبتنیة على الأدلّة والبراهین، وکان استبصاره عام 1407هـ (1987م).

دین الله لا یعرف بالرجال:

یقول "أبو حسن" حول تقییمه لمذهب أهل السنّة: أهم إشکالیة موجودة فی إخواننا أهل السنّة أنّهم لا یفصلون بین الإسلام کدین سماوی وبین سیرة الخلفاء، ویعتبرون أنّ الخلفاء هم الإسلام، أی: إذا أشکلت على الخلفاء فأنت تشکل على الإسلام!
وأهم ما یستدل به أهل السنّة على مشروعیة خلافة أبی بکر بأنّها لو کانت مخالفة لما یریده الرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) لما قبلها أکثریة الصحابة، ولکنّهم لا یلتفتون إلى هذه الحقیقة بأنّ الصحابة قد یغفلون عن حقائق کثیرة، کما أنّ الأنصار طالبوا بالخلافة وهم یعلمون بأنّ الخلافة فی قریش من خلال حدیث الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله وسلم).

الانفتاح على الآخر:

یقول "أبو حسن" فی مساهمة أرسلها إلى موقع مرکز الابحاث العقائدیة على الانترنت، جاء فیها: إخوتی الکرام نحن لا نخشى مثل هذه الشبهات، لماذا؟ لأنّنا أصحاب دلیل وأصحاب منطق، ولقد زرت أحد الأخوة من بلدتی، وطلبت منه أن یأتینی بکتاب شیعی ولو کتاباً واحداً، ولکن لم یکن عنده ذلک.
قلت له: هذا هو الفرق بین الشیعة وبین أهل السنّة، اذهب إلى کلّ بیت شیعی تجد فیه کتب أهل السنّة، وهذا عظیم، الانفتاح على الآخر، ومعرفته ماذا یطرح؟ وماذا یرید؟

عظمة شأن أصحاب الإمام الحسین(علیه السلام) :

تعتبر واقعة عاشورا من الوقائع المتضمنّة للکثیر من الدروس والعبر التی تمدّ الإنسان بالعطاء الروحی والغذاء المعنوی، وتحفّز الطاقات للعمل فی ساحة الخیر والصلاح.
والکثیر من أهل السنّة الذین یقتربون إلى الاستبصار یجدون بأنّ هذا الأمر یستدعی منهم التضحیة ولهذا یکون أصحاب الإمام الحسین(علیه السلام) أسوة لهؤلاء فیتلقّوا منهم درس الإیثار والتضحیة. وحول عظمة شأن اصحاب الإمام الحسین(علیه السلام) ینقل لنا "أبو حسن التونسی" قصّة طریفة ن وهی: شکّک أحد الأشخاص ذات یوم فی دلالة قول الإمام الحسین(علیه السلام): "فإنّی لا أعلم أصحاباً أوفى ولا أخیر من أصحابی، ولا أهل بیت أبر ولا أوصل من أهل بیتی"(1)
وحاول بهذا التشکیک فی الدلالة أن یشکّک فی صدور هذا الحدیث من الإمام الحسین(علیه السلام)، وکان یقول فی تشکیکه: بأنّ أصحاب الإمام الحسین لم یقوموا بعمل خارق للعادة، بل کان عملهم أمراً طبیعیاً یفعله کلّ إنسان فی تلک الظروف التی أظهر العدو أقصى الخسة والوضاعة ; لأنّ الإمام الحسین(علیه السلام) سبط النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله وسلم) وریحانته، وهو ابن علی(علیه السلام) والزهراء(علیها السلام)، وهو إمام عصره فمن الطبیعی أن ینصره الإنسان المسلم.
ویقول هذا الشخص: رأیت فی عالم الرؤیا بعد بیان تشکیکی هذا، وکأنّی حاضر فی واقعة الطف فأعلنت للإمام الحسین(علیه السلام) استعدادی لنصرته، فقبل الإمام الحسین(علیه السلام) ذلک، ولمّا حان وقت الصلاة قال الإمام(علیه السلام): نحن نرید إقامة الصلاة فقف أنت هنا کی تحول بیننا وبین سهام العدو حتّى نؤدّی الصلاة.
فقلت: أفعل یا بن رسول الله، فشرع(علیه السلام) بالصلاة، ووقفت أمامه، وبعد لحظات رأیت سهماً ینطلق نحوی بسرعة، فلمّا اقترب طأطأت رأسی دون إرادتی فإذا بالسهم یصیب الإمام(علیه السلام)، فقلت: ما أقبح ما فعلت، لن أسمح بعد هذا بتکرار مثله، أی: بوصول سهم إلى الإمام(علیه السلام).
وبعد قلیل أتى سهم ثان فحدث منّی ما حدث فی المرّة الأولى، وأصیب الإمام ثانیة بسهم آخر، وتکررت الحالة ثالثة ورابعة، والسهام تصیب الإمام أبا عبد الله(علیه السلام) وأنا لا أمنعها من الوصول إلیه.
ثمّ حانت منّی التفاتة فرأیت الإمام ینظر إلیّ مبتسماً، ثمّ قال: "فإنّی لا أعلم أصحاباً أوفى ولا أخیر من أصحابی"(2)
فاستیقظت من منامی وعرفت أنّ الله تعالى أراد أن ینقذنی من هذه الغفلة والجهالة، وعرفت أنّنا ینبغی أن نکون من أصحاب العمل، ولا نکون أهل قول مجرد عن العمل.

التأثّر بواقعة الطف:

یقول "أبو حسن" حول واقعة الطف: کان فی السابق یمرّ علینا محرّم، ونحن نعیش البعد عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله وسلم)، وکنّا فی تونس نعتبر عاشوراء عید، ومن هنا نفهم أنّ الإمام الحسین(علیه السلام) لا یعرفه الکثیر من العامة وحتّى العلماء معرفة جیّدة ; لأنّ الدور الأموی على مستوى تجهیل الأمّة وإبعاد الناس عن الإسلام الأصیل دور فعّال.
یقول "أبو حسن": کنت جالساً فی بیتی وأنا أشاهد بعض الفضائیات الشیعیة أیام محرّم الحرام، وإذا بمجموعة من الأخوة فی الجنوب وفی الشمال اتّصلوا بی، وقدّموا لی التعازی بمناسبة شهر محرّم، فاستغربت وقلت فی نفسی: هذه تونس کانت لا تعتنی بمحرم، ولکنها الیوم على رغم جهود الوهابیة حصل هذا التحوّل فی وطنی الغالی، وبدأ الناس فی تونس یلبسون السواد، ویضعون بعض الرایات على منازلهم، ومکتوب فیها: "یا حسین، یا مظلوم"، "یا حسین، یا غریب"، "یا حسین، یا شهید".
ویضیف "أبو حسن": لقد أدخل الإمام زین العابدین(علیه السلام) کربلاء إلى عمق الشعور عند المسلم فجعلها جزءً من کلّ مفردة من مفردات حیاتهم، فإذا أکلوا تذکّروا جوع الإمام الحسین(علیه السلام) وإذا شربوا تذکّروا عطش الإمام الحسین(علیه السلام)، وإذا خلدوا إلى الراحة تذکروا تعب الإمام الحسین(علیه السلام) ومعاناته، وبذلک تحوّلت کربلاء بفعل الإمام السجاد(علیه السلام) وطریقته الخاصّة إلى أسلوب حیاة لدى قسم کبیر من أبناء الأمّة الإسلامیة.
وبهذا یستلهم الإنسان دائماً من ثورة الإمام الحسین(علیه السلام) ما ینیر له الدرب فی حیاته، ویمنحه الاستقامة فی کلّ الساحات التی تتطلّب الجهاد والمقاومة.
المصدر :
تحقیق راسخون 2014
(1) الکامل فی التاریخ 4: 570 .
(2) الکامل فی التاریخ 4: 57 .
 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.