ولدت فی المانیا الغربیّة ، ونشأت فی عائلة مسیحیّة ، واصلت دراستها الأکادیمیّة حتّى حصلت على شهادة الإعدادیّة ، اسمرت فی الحیاته الطبیعیة فی المانیا الغربیة وفی تلک الاجواء التی اعتادت علیها حتی حصل التغییر فی حیاتها من الظلمات الی النور..
تشویه صورة الإسلام:
حاول أعداء الإسلام عن طریق استخدام جیمع وسائل التضلیل والتشویه أن یطیحوا بالإسلام وأن یشوّهوا تاریخه عن طریق الاقلام المغموسة فی الحقد، والألسن الناطقة بالفکر الجاهلی.ولکن رغم هذا الإعلام المکثّف ضدّ الإسلام ، فإنّ المجتمع الغربی یتضمّن الکثیر من أصحاب العقول المتحرّرة التی لا تتأثّر بالدعایات المغرضة، ولا تبنی انطباعاتها إزاء الجهات الأخرى وفق الإعلام الذی لا یستند فی طرحه على الأدلّة والبراهین المقنعة. وکانت "باولا کورنیلیا" من هذا النمط الذی لا یسمح للجهات المغرضة أن تغیّر أفکارها عن طریق بثّ الدعایات المغرضة.
وکان هذا الأمر هو الذی دفع "باولا" أن تبحث عن فرصة للالتقاء بأحد المسلمین من أجل التعرّف على واقع الأمر.
وبقیت "باولا" على هذه الحالة حتّى وفّقها الباری عزّ وجلّ للالتقاء بأحد علماء الشیعة ، فانتهزت الفرصة وقدّمت إلیه مجموعة من الأسئلة العالقة بذهنها بالنسبة إلى الإسلام والمسلمین.
طرحت باولا الاسئلة التی تدور فی خلدها والتی کانت تفکر بها طیلة وقتها ، وجدت ما کانت تصبو الیه ..
ما هو الإسلام؟
تبیّن لـ "باولا" خلال لقائها بذلک العالم الشیعی أنّ الإسلام رسالة سماویّة جاء بها الرسول محمّد(صلى الله علیه وآله وسلم) وهو یشکّل بکامل بنیته وحدة فکریّة وتشریعیّة متکاملة، وأنّ الإسلام یستهدف توثیق الصلة بین الإنسان وخالقه ، فیعرّف الإنسان بربّه وبالمسؤولیّة اتجاهه ; لیتمکّن الإنسان عن طریق الهدایة التی جاء بها رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم)، والتی حفظها أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) من بعده أن یشقّ طریقه إلى الکمال ویضمن مصیره یوم العودة إلى عالم الخلود والبقاء.ثمّ تبیّن لـ "باولا" أنّ الإسلام بریء من الصور التی یحاول الإعلام الغربی تشویهه بها ، وأنّ تلک التضلیلات الإعلامیّة لیست سوى تهم موجّهه للإسلام من أجل خلق حجاب یمنع أبناء الغرب من التأثّر بالإسلام، أو التوجّه لدراسته.
خرق الحجب:
کانت تستهدف "باولا" من معرفتها للإسلام أن تعرف مدى صحّة ما ینسب إلى الإسلام فحسب ، ولم تتوقّع أن یکون للإسلام من الجاذبیّة بحیث لا یمکنها أن تمرّ منه مرور الکرام ، فاستمرّت بعد ذلک بالبحث ومطالعة الکتب الإسلامیّة حتّى استنارت بصیرتها بنور الإسلام ، فاعلنت استبصارها ، واجتهدت بعد ذلک أن تلتزم بالأحکام الإسلامیّة التی جاء بها الرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) لیطهّر الناس بها قلوبهم من الأدران وتکون عاقبتهم الخلود فی جنّة النعیم عند ربّ العالمین.المصدر : تحقیق راسخون 2014
/ج
