هو إمام من أئمة اللغة العربية و عالم نحوي و أديب شهير ، اشتهر بتشيُّعه .يكنى بأبي يوسف , يعقوب بن إسحاق بن السكيت الدروقي الأهوازي , البغدادي النحوي المؤدب , مؤلف كتاب " إصلاح المنطق " , دين خير , حجة في العربية . أخذ عن : أبي عمرو الشيباني , وطائفة .
وكان أبوه مؤدبا , فتعلم يعقوب , وبرع في النحو واللغة , وأدب أولاد الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر , ثم ارتفع محله , فطلب إليه المتوكل العباسي تأديب و لديه المعتز و المؤيد ، فأدبهما خير أدب ، وقد كان ابن السكيت هذا عالماً كبيراً في النحو والشعر واللغة وقالوا عن كتابه المنطق أنه أفضل كتاب في اللغة كتبه علماء بغداد ، وكان المتوكل قد عهد إليه بتربية ابنيه المعتز والمؤيد ، فسأله يوماً أيهما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين فقال ابن السكيت والله إن قنبراً خادم الامام علي بن أبي طالب عليه السلام خير منك ومن ابنيك ، فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات (رضوان الله عليه ) . ، و كان ذلك في الخامس من شهر رجب سنة : 244هـ
بعض ما قيل عنه
روى أبو عمر عن ثعلب , قال : ما عرفنا لابن السكيت خربة قط .وقيل : إنه أدب مع أبيه الصبيان . وروى عن الأصمعي , و أبي عبيدة , و الفرّاء , وكتبه صحيحة نافعة .
قال ثعلب : لم يكن له نفاذ في النحو , وكان يتشيع . وقال أحمد بن عبيد : شاورني يعقوب في منادمة المتوكل , فنهيته , فحمل قولي على الحسد , ولم ينته .
وقيل : كان إليه المنتهى في اللغة , وأما التصريف فقد سأله المازني عن وزن " نكتل " , فقال : " نفعل " , فرده . فقال : " نفتعل " , فقال : أتكون أربعة أحرف وزنها خمسة أحرف ؟ فوقف يعقوب . فبين المازني أيين وزنه " نفتل " . فقال الوزير ابن الزيات: تأخذ كل شهر ألفين ولا تدري ما وزن " نكتل" ؟ فلما خرجا قال ابن السكيت للمازني : هل تدري ما صنعت بي ؟ فاعتذر .
ولابن السكيت شعر جيد .
قال ابن السكيت : كتب رجل إلى صديق له : قد عَرَضْتُ حاجة إليك , فإن نجحتْ فالفاني منها حظي , والباقي حظك . وإن تعذرت فالخير مظنون بك , والعذر مقدم لك , والسلام .قال ثعلب : أجمعوا أنه لم يكن أحد بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت . وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولده المعتز , فلما حضر, قال له ابن السكيت : بم تحب أن تبدأ ؟ قال : بالانصراف .
قال : فأقوم . قال المعتز : فأنا أخف منك , وبادر , فعثر , فسقط وخجل , فقال يعقوب :
يمــوت الفتــى مـن عـثرةٍ بلسـانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرِّجْلِ
فـعثرتُــه بــالقول تُــذهب رأســه *** وعثرته بالرِّجـْلِ تبرا علـى مَهـْلِ
قيل : كتاب " إصلاح المنطق " كتاب بلا خُطبة , وكتاب " أدب الكاتب " خُطبة بلا كتاب .
قال أبو سهل بن زياد : سمعت ثعلبا يقول : عدي بن زيد العبادي أمير المؤمنين في اللغة . وكان يقول : قريبا من ذلك في ابن السكيت . قلت : " إصلاح المنطق " كتاب نفيس مشكور في اللغة .
محنة الشيعة في عصر المتوكل العباسي:
مرت شيعة أهل البيت عليهم السلام وأئمتهم بادوار ما بين محنة وأخرى و لربما مرّو بدورٍ هو ربيعٌ بالنسبة إليهم كما هو الحال إبان عهد الإمام الرضا عليه السلام حيث تنفسوا الصعداء الا ان الربيع لا يدوم وهكذا هم الشيعة ما ان تنفرج الأمور قليلاً حتى تنقلب رأسا على عقب وتدور عليهم الدائرة فما بين معذب ومقتول وآخر سجين ورابع هارب يبتغي الأمن في بلاد أخرى لا يجرأ ان يبوح بعقائده وفكره.اشتد الأمر وعظمت المحنة في أيام المتوكل العباسي فكان بغض الإمام علي عليه السلام وشيعته يأكل قلبه كما تأكل النار يابس الحطب وكان لا يذوق طعم الراحة ولعلي عليه السلام ذكر في الوجود و لشيعته مجتمعٌ زاهرٌ بالعلم محتفظٌ بكرامته، مستقل بمواهبه منفصل عن الدولة وقد تتبع العلويين وحط من كرامة أهل البيت عليهم السلام ولم يسمح لأي احد ان يذكرهم بخير.
ويدلنا على شدة بغضه وتحامله ان نصر بن علي الجهضمي حدث بحديث عن النبي صلى الله عليه وآله انه أخذ بيد الحسن والحسين وقال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة»، فأمر المتوكل بضربه ألف سوط إلى ان كلمه جعفر بن عبد الواحد بأن نصراً لم يكن شيعياً وإنما هو من أهل السنة فضرب خمسمائة سوط وعفى عن الباقي. (1)
ويحدثنا المقيرزي ان يزيد بن عبد الله أمير مصر أمر بضرب جندي تأديبا لشيء صدر منه وعندما أحس بألم الضرب اقسم على الأمير بحق الحسن والحسين ان يعفو عنه فأمر الأمير بضربه ثلاثين سوطا جزاء لهذا القسم وكتب إلى المتوكل في بغداد. (2)
ولعل النطع والسيف كانت خاتمة المطاف لذلك الجندي وأمر بضرب احمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم ألف ألف سوط لاتهامه بسب الشيخين حتى مات قال في الحضارة الإسلامية نقلا عن المنتظم: وكانت الحكومة إذا أرادت أن تعاقب شيعياً لمذهبه لم تذكر اسم علي بل يجعل سبب العقوبة انه شتم أبا بكر وعمر.
وما أكثر من عوقب بهذه الوسيلة ولكن أنصار المتوكل وحزبه الذين يرون البغض لعلي وشيعته يقربهم إليه زلفاً نالوا بذلك إربهم وعقابهم في الآخرة.
وخلاصة القول ان المتوكل اشتد في العداء لأهل البيت عليهم السلام والنيل منهم حتى دفعه حقده إلى هدم قبر الإمام الحسين عليه السلام وهدم مشهده الشريف واستقدم أبا الحسن الهادي عليه السلام من المدينة إلى سامراء في سنة 236هـ وعامله بالشدة والأذى وتوصل المنحرفون عن آل علي إلى إساءة الإمام الهادي عليه السلام فسعوا به إلى المتوكل واخبروه ان في منزله سلاحاً وكتباً من شيعته فهجموا على داره ليلا ولم يعثروا على أي شيء من ذلك وما زال الإمام الهادي عليه السلام مقيماً في سامراء إلى أن استشهد مسموما سنة 254هـ وكانت مدة إقامته فيها ثمان عشرة سنة.
شهادة ابن السكيت رحمه الله:
يعقوب بن إسحاق المعروف بأبن السكيت من أفاضل الامامية قتله المتوكل لأجل تشيعه في ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة 224هـ ودفن في سامراء المقدسة القديمة وهو ابن 58 سنة. (3)قال النجاشي رحمه الله يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما السلام وله عن أبي جعفر عليه السلام رواية ومسائل وقتله المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور وكان وجهاً في علم العربية واللغة ثقة مصدقا لا يطعن عليه وله كتب منها: «إصلاح المنطق» و«ما اتفق لفظه واختلف معناه» وكتاب «الأضداد». (4)
المتوكل وابن السكيت:
اتفق ان المتوكل العباسي الزمه تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسن؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي عليه السلام خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا. (5)وقيل فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات. (6)
الوجه في ترك التقية:
نقل عن المجلسي الأول رحمه الله انه قال: اعلم إن أمثال هؤلاء الأعلام كانوا يعلمون وجوب التقية ولكنهم كانوا لا يصبرون غضباً لله تعالى بحيث لا يبقى لهم الاختيار عند سماع هذه الأباطيل كما هو الظاهر لمن كان له قوة في الدينسبب التسمية:
وسمي أبن السكيت لكثرة سكوته، حيث كان لا يحق لأحد أن يتكلم من جراء الكبت والأرهاب الذي كان يمارسه الطغاة، كما في بعض التواريخ.يعقوب بن إسحاق السكيت، أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما السلام وكانا يختصان به، وله عن أبي جعفر عليه السلام رواية ومسائل، وقتله المتوكل لأجل التشيع، وأمره مشهور، وكان وجهاً في علم العربية واللغة، ثقة، مصدقاً (صدوقاً)، لا يُطعن عليه وله كتب، منها: كتاب إصلاح المنطق، كتاب الألفاظ، كتاب ما أتفق لفظه وأختلف معناه، كتاب الأضداد، كتاب المذكر والمؤنث، كتاب المقصور والممدود، كتاب الطير، كتاب النبات، كتاب الوحش، كتاب الأرضين والجبال والأودية، كتاب الأصوات، كتاب ما صنعه من شعر الشعراء، شعر أمرئ القيس، شعر زهير، شعر النابغة’ شعر الأعشى، شعر ابي داود، شعر بشر بن أبي حازم، شعر أوس بن حجر، شعر علقمة اليشكري، شعر الفرزدق، شعر الأخطل، شعر جرير، شعر عامر بن طفيل، شعر السليك بن السلكة، شعر جامع بن مرحبة ، شعر حسان بن ثابت.(7)
مذابح العشق
إن أدنى نظرة إلى التأریخ الدموی للتشیع تکشف بما لا یقبل الشک أن أغلب الافراد من ذوی الهمم العالیة والنفوس الشامخة قد إقتحموا مذابح العشق بکل شوق ولهفة لینیلوا العزة والخلود. لقدجعلوا غاصبی الولایة یموتون کمداحین لم یأنوا تحت سیاط جلادیهم حتى رووا بدمائهم الطاهرة شجرة التشیع فاثمرت وأتت أکلها على مر العصور. وابن السکيت هو أحد هؤلاء العشاق الذین أعادوا رؤوسهم للولایة. فقد ولد فی أحد الایام الشدیدة الحرارة فی محافظة خوزستان عام ۱۸۶ قمري فی منطقة «دورق».تعتبر منطقة دورق من المراکز العلمیة والثقافیة الاسلامية القدیمة، وقد رعرعت هذه المنطقة عددا کبیرا من مشاهیر العلماء والخطباء والشعراء حتى عادت کلمة«دورقی» هذا الیوم ترمز إلى کبار العلماء والفضلاء. هناک من یرى أن هذا العالم الجلیل قد ولد فی بغداد وقد سموه «یعقوب» وکنوه بأبی یوسف، والده إسحاق الذی یعتبر أستاذا فی فنون الاداب العربیة ولاسیما اللغة والشعر، کان محبا للعلماء، کما کان من أصحاب الکسائی أحد القراء السبعة. کان إسحاق أدیبا فذا وشاعرا محترفا; الا أن تعالیم الاسلام جعلته یؤثر السکوت على الکلام، وقد بالغ فی سکوته وصمته حتى إشتهر «بالسکیت». ولهذا سمی ولده بابن السکیت. لقد هاجر إسحاق إلى بغداد من أجل تحصیل ولده للعلوم والمعارف. فأسس هناک کتّاباً لتربیة الصبیان. وإلى جانب تدریسه للعلوم والمعارف المتعارفة کان یسعى لتنویر قلوب الصبیان بمعارف الشیعة ومفاهیمها الحقة.
دعاء الاب:
کان إسحاق یتطلع إلى نبوغ ولده و براعته فی تعلم العلوم، ولذلک ما إن تشرف بحج بیت الله الحرام وفرغ من إداء المناسک حتى تضرع إلى الله فی أن یوفق ولده فی علم النحو، فاستجاب الله دعائه لیصبح ولده من أساتذة علم النحو والاداب العربیة.نقطقة التألق:
کان إسحاق حریصا منذ البدایة على تغذیة ولده المفاهیم الاسلامیة الشیعیة ویعده لتحمل صعاب الدهر و ما یمکنه أن یواجه فی حیاته. أساتذة ابن السکیت.لقد تتلمذ على ید کبار مشاهیر العلوم والاداب من قبیل الفراء وأبی عمر والشیبانی والاثرم وابن الاعرابی. وأخیراً فان ابن السکیت وجریا على عادة العرب آنذاک فقد التحق بالبادیة للتعرف على فصاحتها وبلاغتها حتى تمکن من إتفاق علوم العربیة ومعارفها.
إجلال الاستاذ:
حین کان إبن السکیت یدرس على ید ابن الاعرابی فنون اللغة، إستشهد بشاهد مثالی على حکایة أوردها ذات یوم لتلامذته ویبدو أن رأی ابن السکیت کان یختلف ورأی إستاذه، فهب ابن السکیت للدفاع عن رأیه فسأل الاستاذ عن راوی تلک الحکایة لیطمئن من صحته. فغضب الاستاذ وأجاب: إن عقوبة هذه الوقاحة قطع أذنیک وضرب عنقک ضربا مبرحا حتى لا ترتکب مثل هذه الحماقة بین یدی الاستاذ; أما ابن السکیت الذی لم یرتکب أی إساءة للادب فقد لاذ بالصمت ولم ینبس ببنت شفة. فلما إطفأت نیران غضب الاستاذ، قال له ابن السکیت: أیها الاستاذ أنا مسرور لسؤالی عن راوی تلک الحکایة، ولو سألک غیری وواجهته بهذه الاهانة لما تحمل وسکت ولرد علیک، وهذا ما یؤذینی فی أن یساء إلیک.منصة التدریس:
لقد أستجیب دعاء الوالد فی بیت الله الحرام لیصبح فی مصاف کبار العلماء کابن الاعرابی وأبی العباس ثعلب. لقد کان والده قبل ان یشکل هذا العالم الجلیل حلقته الدرسیة یدرس ویرعرع الصبیته والیافعین المسلمین، ولذلک حذا حذو والده فجلس للتدریس فی حی «درب القنطرة» ببغداد قال أبوالعباس ثعلب: لقد شکل ابن السکیت مجلسا لبیان العلوم والمصارف الادبیة، حیث کان یجتمع إلیه جمع غفیر من الناس لیستمعوا درسه بحیث أحرز نجاحا باهرا. وأحد أسباب نجاحه یعود إلى تناوله لاشعار «أبو النجم العجلی»… ذات یوم سألته أن یطینی نسخة من دیوان «أبوالنجم»; فقال: لقد أقسمت بطلاق إمرأتی إن سلمت هذه النسخة لأحد; ولکن إذا أردت أن تستفید من هذا الدیوان فتفضل معی إلى البیت وانسخ لک نسخة. فحملنی إلى بیته واستنسخت نسخة من ذلک الدیوان الطریق فی الأمر أن ابن السکیت لم یتخل عن الدراسة والاشتغال بتحصیل العلوم والمعارف حتى حین إعتلى منصة التریس; حیث کان یدرس مختلف العلوم من قبیل: النحو واللغة والشعر والروایة وعلوم القرآن.التلامذة :
من أشهر تلامذته:
۱ ـ أبو البشر البندنیجی
۲ ـ الحرانی الذی صرح بانه تتلمذ على یدیه منذ عام ۲۲۵ حتى شهادته.
۳ ـ أبو سعید السکری
۴ ـ أبو عکرمة الضبی
۵ ـ أبو حنیفة الدینوری
۱ ـ النحوی المعروف أبوالعباس ثعلب
۲ ـ أحمد بن فرج المقری
۳ ـ محمد بن عجلان الاخباری
۴ ـ میمون بن هارون الکاتب
أشعار ابن السکیت:
لقد کان لهذا العالم الجلیل دوره المشهود فی إزدهار النهضة الادبیة ونظم الاشعار العربیة منذ النتصف القرن الثانی الهجری حتى أواخر القرن الثالث إلى جانب جمعها فی مدن البصرة والکوفة وبغداد. کان من تلامذة الاصمعی وأبی عبیدة معمر بن المشنى، وقد روى عن هذین العلمین الرائدین للنهضة الأدبیة، وإلیه یعود الفضل فی جمع دواوین الشعراء القدماء من قبیل أمروء القیس وزهیر بن أبی سلمى والنابغة الذبیانی والاعشى وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد وعمرو بن کلثوم والتی تعد من نفائس الاشعار العربیة. وذکر ابن الندیم ۳۰ شاعرا قام ابن السکیت بجمع دواوینهم، ولم یقتصر هذا الادیب العملاق على جمع الدواوین فحسب بل تناول بعضها بالشرح والتوضیح وقلما یورد بعض الدواوین دون شرح أو تعلیق. نعم لقد أنقذ هذا الادیب الشیعی العظیم هذا التراث الضخم من الانهیار والزوال.وقد مدح الذهبی شعر إبن السکیت: وقد ذکر له عشرین بیتا فی آثار أبوحیان التوحیدی(الامتاع المؤانسة)، الخطیب البغدادی (تأریخ بغداد)، الشمشاطی(الانوار ومحاسن الاشعار)، ابن شاکر وابوحیان الغرناطی(تذکرة النحاة).
مقرّب أهل البیت:
کما اوردنا سابقا فان هذا العالم الخوزستانی وإلى جانب التعلیم والتعلم وعلوم العربیة لم یول ظهره أبدا عن دراسته وتدریس المعارف الشیعیة، لأنه کان یعلم علم الیقین بان السعادة والعزة فی آثار الائمة الاطهار(عليهم السلام).وعلیه فقد نهل من هذا المنهل العذب وجعل یطوف حول محور الولایة. کان مقربا عند الامامین الجواد والهادی(عليه السلام) فهو ثقة ویأبی الطعن. وقد وصفه محمد بن أحمد الذهبی فی کتاب «سیر أعلام النبلاء» بانه متدین حسن السیرة، وقد عده علماء الرجال من الثقات فی الروایة، لیس هناک من خلاف فی روایته عن الامامین الجواد والهادی(عليه السلام)، غیر أن الخلاف فی روایته عن الامام الرضا(عليه السلام). وقد ذهب البعض إلى أنه إلتقى الامام الرضا(عليه السلام) وسأله: لم بعث الله موسی بن عمران(عليه السلام) بالعصا والید البیضاء وابطال السحر بینما بعث عیسى بن مریم(عليه السلام) بالطب ونبی الاسلام(صلی الله عليه وآله وسلم)بالفصاحة؟ فأجاب(عليه السلام): لأن الله بعث موسى(عليه السلام) حین کان السحر رائجا بین الناس ولذلک أعطاه الله ما یعجز الناس عن الاتیان به. فکان یبطل سحر السحرة ویتم الحجة علیهم. وأرسل عیسى(عليه السلام) حین کان مرض الشلل سائدا بین الناس وکانوا یحتاجون الطبیب، فحباه الله بمعجزة تفوق قدرة الناس حیث کان یحیی الموت ویبرأ الاکمة والابرص باذن الله حتى تمت الحجة على الناس، بینما بعث النبی(صلی الله عليه وآله وسلم)حین کانت الفصاحة والبلاغة شائعة بین الناس ولذلک کانت المواعظ والاحکام قد وردت فی کتاب فصیح و بلیغ; کتاب عجز الناس عن الاتیان. بمثله حتى تمت علیهم الحجة. فقال ابن السکیت، والله ما رأیت مثلک، ثم سأل: فما الحجة على الناس یوم؟
فأجاب(عليه السلام): العقل هو حجة الله الذی تمیز به الصدق من الکذب. فقال ابن السکیت: نعم والله. ویرى البعض ان هناک خلط فی الروایة فهذا الکلام منقول عن الامام الهادى لا الرضا(عليه السلام). بینما هناک من ذهب إلى أنه روى عن الامام العسکری(عليه السلام) ولعل سبب هذا الخلط یعود إلى الاسم فهناک«یعقوب بن اسحاق الکندی» الذی ورد فی سند روایة الامام العسکری، حیث قتل ابن السکیت من قبل المتوکل الذی توفی زمان الامام الهادی(عليه السلام). ونورد هنا روایة ـ کنموذج ـ عن ابن السکیت. محمد بن أبی القاسم عن یعقوب بن اسحاق قال: کتبت إلى أبی محمد أسأله کیف یعبد العبد ربه وهو لابراه؟ فوقع(عليه السلام): یا أبا یوسف، جل سیدی ومولای والمنعم علی وعلى آبائی أن یرى. قال وسألته: هل رأى رسول الله(صلی الله عليه وآله وسلم)ربه؟ فوقع(عليه السلام): ان الله تبارک وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب.
علم النبات:
عدّهُ فؤاد سنرکین فی کتابه«تأریخ الکتب والمؤلفات» ـ المجلد الرابع ـ مع أبی حنیفة الدینوری من علماء الاسلام فی النبات وانه ماهر فی هذا العلم. ومن مؤلفاته فی هذا المجال کتاب«النبات والشجر» وذکره ابن الندیم فی «الفهرست» الا أن اکثر الباحثین عدّوه من آثاره لزواله من الوجود للقرائن التی تؤید صحة ذلک; على سبیل المثال فقد استفاده تلمیذه أبی حنیفة الدینوری فی عدة مواضع من مجلداته السبع فی النبات وقد مدحه ابن سیرة فی کتاب «المخصص» ـ فی الفصول ۱۰، ۱۱، ۱۲ ـ أکثر من ۲۰۰ مرة مستشهدا بکتابه«النبات والشجر».علم النجوم:
کان ابن السکیت بارعا فی النجوم أیضا، فقد أورد أحد المحققین أن ابن السکیت کان ضالعا بالقضایا المتعلقة باحکام النجوم ومنازل القمر، وقد إستند صاحب کتاب «المخصص» إلى أقوال ابن السکیت فی مبحثه الاول من کتاب «الانواء» حول «صفة الشمس واسمائها»ص ۲۳۱۸ فی موضوع «طلوع الشمس و کسوفها وغروبها» و «صفة القمر واسمائه ص۲۸۲۶»بلاط الخلیفة
ذاع صیت ابن السکیت فی بلاط الخلیفة، ولذلک لما إنطلق إلى سامراء حظى باهتمام عبدالله بن یحیی بن حاقان وزیر المتوکل، وقد أطلع المتوکل على منزلة ابن السکیت. فطلب منه المتوکل تربیة ولدیه المعتز والمؤید، حیث تردد فی ذلک فاستثار بعض الشخصیات قال أحمد بن عبید، إستشارنی ابن السکیت فی تعلیم ولدی المتوکل وقد نهیته عن منادمة المتوکل الا أنه اعتقد بانی أحسده فلم یسمع قولی فجالسه وحضر مجالسه الخاصة. وقال عبدالله بن عبدالعزیز: إستشارنی ابن السکیت بشأن تعلیم ولدی المتوکل فنهیته، فظن أنی أحسده حتى إستجاب له ـ طبعا لانعلم بنیته وهدفه من هذا العمل غیر أنه زهده وورعه وتقواه یجعلنا نحتمل أنه أراد أن ینفذ فی بلاط الخلیفة عن طریق ولدیه فیحد من الظلم والجور الذی کانت تتعرض له الشیعة، ولعل المتوکل ووزیره الذان یکنان العداوة والبغضاء للشیعة أرادا أن یحولا دون ممارسة ابن السکیت لوظائفه فی نشر المعارف الشیعیة. فقد ذکر الذهبی فی «سیراعلام النبلاء»:کان المتوکل یعطی ابن السکیت الفی درهم شهریا کما کان يغدق عليه العطاءات الکثیرة، حیث منحه فی مجلس خمسین ألف درهم. وقد قال ابن الزبیر فی «الذخائر والتحف» إن ابن السکیت قد قرب إلى المتوکل حتى أصبح من خاصته وندمائه.
مؤلفات الاستاذ:
تعد مؤلفاته من أمهات کتب اللغة والتی استخلص منها المعاجم الکبیرة من قبیل«لسان العرب» و «القاموس المحیط». وقد استند إلیه عبدالرحمن الهمدانی فی«الالفاظ» والسیوطی فی «المزهر»
۱ ـ اصلاح المنطق: الذی ضبطت فیه أغلب المفردات العربیة وخاض فی صرفها وفصاحتها وما إلى ذلک من فنون اللغة. ویعتبر من أهم المصادر اللغویة المعتبرة، ولد شروح کثیرة. وقد طبع لاول مرة بجهود«عبدالسلام محمد هارون» و «أحمد محمد شاکر» عام ۱۹۴۹ م فی القاهرة ثم أعید طبعه عام ۱۹۵۶م. وقد وصفه المبرد ـ العام اللغوی ـ قائلاً: لم یعبر جسر بغداد کتاب مثله، وقد لحضه ابوالقاسم بن الحسین المعروف بابن المغربی. کما نقحه الخطیب التبریزی وشرح ابن السیرافی ما ورد فیه من الشعر.
۲ ـ الاضداد: وهو شرح للمعانی المتضادة وقد طبع مع کتاب الاصمعی والسجستانی تحت عنوان«ثلاثة کتب فی الاضداد» عام ۱۹۱۲ م واعید طبعه عام ۱۹۸۰م.
۳ ـ الالفاظ: کتاب بالمفردات المتشابهة ویقع فی ۱۴۸ فصلا وقد طبع عام ۱۸۹۶ م. وهناک عدد من نسخ هذا الکتاب فی مکتبات لندن وباریس.
۴ ـ القلب والابدال: طبع هذا الکتاب فی بیروت عام ۱۹۰۵م بعنوان «الکنز اللغوی فی اللسان العربی» وطبع فی القاهرة عام ۱۹۷۸ بعنوان «الابدال»
۵ ـ شرح دیوان الحطیئة : طبع اول مرة عام ۱۹۵۸م فی القاهرة وفی ۱۹۸۷ م بجهود نعمان محمد أمین طه،
۶ ـ شرح دیوان الخنساء، طبع بجهود لویس شیخو فی بیروت عام ۱۸۹۶م.
۷ ـ دیوان طرفة بن العبد: طبع عام ۱۹۰۹ م بجهود أحمد أمین الشنقیطی.
۸ ـ شرح دیوان عروة بن الورد: طبع لاول مرة مع اربعة دواوین فی القاهرة عام ۱۹۲۳م، ثم طبع فی دمشق بجهود عبدالمعینالملوحی.
۹ ـ شرح دیوان المزرد: طبع فی بغداد عام ۱۹۶۲ م بجهود خلیل إبراهیم عطیة. وهناک بعض الکتب التی یشک فی نسبها إلیه من قبیل:
۱ ـ الابل ۲ ـ الاجناس الکبیر ۳ ـ الاصوات ۴ ـ الارضین والجبال والاودیة ۵ ـ الامصال ۶ ـ الانتساب ۷ ـ الانواع
۸ ـ البیان ۹ ـ الایام واللیالی ۱۰ ـالتصغیر ۱۱ ـ معانی فی الابیات
۱۲ ـ معانی الشعر الکبیر ۱۳ ـ معانی الشعر الصغیر
۱۴ ـ النبات والشجر ۱۵ ـ الطرق ۱۶ ـ سرقات الشعراء
۱۷ ـ الوحوش ۱۸ ـ الحشرات ۱۹ ـ المذکر والمؤنث
۲۰ ـ فعل وأفعل ۲۱ ـ النوادر ۲۲ ـ المثنى
۱ ـ البحث : وهناک ثلاث نسخ منه فی دار الکتاب (القاهرة) ونسخة أخرى فی المکتبة التیموریة.
۲ ـ منطق الطیر و منطق الریاحین: نسخة منه فی المکتبة الرضویة.
۳ ـ المقصور والممدود: نسخة منه فی مکتبة عارف حکمت فی المدینة تدوین أبی یوسف. ویشک فی نسب هذا الکتاب لابن السکیت.
1- الخطيب ج2 ص281
2- الخطيب ج4 ص153
3- تاريخ سامراء2/226، الكنى والالقاب1/314، بحار الانوار104/2، نهج السعادة7/387، تاريخ بغداد14/274
4- رجال النجاشي 449، معجم رجال الحديث21/138
5- الكنى والألقاب 1/314، تاريخ سامراء2/232، مواقف الشيعة 2/337، الأعلام للزركلي8/195
6- سفينة البحار 2/314، الكنى والالقاب1/314، تاريخ الخلفاء139، الأعلام للزركلي8/195، سير أعلام النبلاء12/18
7- رجال النجاشي تحت الرقم 1214:
/ج
