ماء الشمال ونفط الجنوب

اصدرت «هيئة علماء المسلمين»، مذكرة تقضي بالاحتفاظ بمياه دجلة والفرات، ومقايضة برميل ماء ببرميل نفط.نشرت ذلک الشرق الاوسط بتاريخ 22 مارس2006 العدد9976. قبل ذلک اقترحت امریکا برنامج النفط مقابل الغذاء ویمکن ان
Wednesday, September 24, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
ماء الشمال ونفط الجنوب
 ماء الشمال ونفط الجنوب

 






 

اصدرت «هيئة علماء المسلمين»، مذكرة تقضي بالاحتفاظ بمياه دجلة والفرات، ومقايضة برميل ماء ببرميل نفط.نشرت ذلک الشرق الاوسط بتاريخ 22 مارس2006 العدد9976. قبل ذلک اقترحت امریکا برنامج النفط مقابل الغذاء ویمکن ان تطرح داعش برنامج النفط مقابل رقاب ابناءنا ولاندری ما سیکون النفط مقابل ماذا علی المدی البعید..امريکا بلد استعماري سيء وهي الشيطان الاکبر وليس عليها عتب فما بال هيئة علماء المسلمين التي تجاوزت حدود المنطق وطالبت بما لم يطالب به الشيطان الاکبر ولا حتی يفکر به ابليس الشيطان الاصغر ويتشدقون بالوطنية والاسلامية وکثير من المصطلحات التي عرفنا انها لم تکن الا لاستغفال المغفلين وعلی مر السنين..
ولأهمية الماء شُرعت القوانين والاتفاقيات الدولية للاستفادة من مياه الانهار والبحار المشتركة بين بني البشر، على ان جميع العقلاء يتفقون على حرمة منع الماء عن الاحياء. ويكاد يجمع الكثير من المحللين على ان هذا القرن سيكون قرن حروب المياه اي الحرب من اجل الحصول على الماء وربما سيشهد العراق اول تلك الحروب فأعلان هيئة علماء السنة باستخدام الماء كوسيلة حرب يعني فيما يعني اعلان الحرب. کان ذلک في البيان الذي وزعته تلك الهيئة بمناسبة الذكرى الثالثة لتخلیص العراق من حکم التکارته جاء فيه:
(...اما الارض التي يعيش عليها العراقيون فهي الاخرى لا تقبل التجزئة فالثروات موزعة في كل انحاء العراق فاذا كان النفط في الجنوب مثلا فالماء في الوسط والشمال ويمكن حبسه حتى يُبادل برميل من النفط ببرميل من الماء ويمكن ان ينفرط عقده فيغرق الجنوب كله واذا كان الشمال يملك الطبيعة الخلابة فلا قيمة لهذه الطبيعة مالم تحظ بأمن جيرانها وتنفتح لها المسالك لحركة السياحة والتجارة وهكذا).
ان دعاة مقايضة الماء بالنفط بطرحهم هذا انما يجبرون الشيعة على العمل بخيار الاستقلال واقامة دولتهم العتيدة على اراضيهم التاريخية التي بات من اللازم التثقيف عليها واعلانها للتخلص من الذبح والاضطهاد والتلغیم والتفجیر اذ اتبعت هیئة علماء المسلمين التهديد مرارا وتکرارا واسلوب ( لو العب لو اخرب الملعب) ، والجدیر ذکره انهم یلعبون بکامل طاقتهم ويخربون بکل ما اتتهم الوهابية من قوة والشيعة يُذبحون يوميا ويجامِلون ويدعُون للمشارکة و..
ان التهديد بقطع الماء والتلويح باستخدامه كسلاح هو منهج متأصل لدى القوم. فقد فعلوها مرات ومرات والتاريخ يشهد على ذلك فقد قطع اسلافهم الماء عن اجداد اهل الجنوب مرات عديدة اشهرها في معركة الطف يوم قتلوا الحسين ابن بنت رسول الله واهل بيته وشيعته بما فيهم الاطفال الرضع عطاشا. واما التهديد بأغراق مدن الشيعة فقد عانى منه اهل الوسط والجنوب على مر العصور وهو ديدن القوم ومازالت كتب التأريخ تحدثنا كيف ان المتوكل العباسي ومن قبله الرشيد فتحوا الماء على قبر الامام الحسين عليه السلام ليغرقوه فحار عنه الماء ومن هنا راحت ارض الحسين توصف بالحائر.والسؤال هو كيف يستطيع الشيعة تلافي وقوع هذا السيناريو الخبيث؟
بدون مجاملة ولاسباحة في مزيد من الدماء فان علی الشيعة اعلان صراحة سيادتهم على اراضيهم التأريخية دون حياء ومجاملة او اعطائهم حقهم من النفط الذي هو ملکهم الصرف کما للاکراد نفطهم ملکا صرفا ويشارکون الدولة العراقية بما لديها من ثروات ، فکفی ان نری ابناءنا بثيابهم الرثة يلعبون حفاة علی انابيب النفط التي تنتشر في اراضي الجنوب کاوردة ايدي امهاتنا التي قضت اجمل ايام حياتها تبحث عن الحطب الذي تجمعه لايام الشتاء الصعبة ولانری في العيون امل سوی انعکاس اضواء مشاعل نار الغاز المصاحب لاستخراج النفط المنتشرة هنا وهناک ...
اما الماء فلا تبتئس يا اخي الشيعي فعائدات النفط تکفي لان يشرب الجنوب باکمله ماء معدني او یجعل من ماء البحر عسلا سائغا لذة للشاربين.. وهل البحرین او الامارات لدیها دجلة او فرات وهل ان کويتيا واحدا من العطش مات ، وهل استطاعت هيئة علماء المسلمين ان تسيطر علی الماء عندما امرت بقطعة عن الجنوب في الفلوجة وبين هذا وذاک فان اهل الجنوب في ايامنا هذه لايشربون ماءً من دجلة ولا من الفرات ويشترون الماء من عربات تجرها الحمير کما هو الحال قبل 2000عام في وسط صحراء الجزيرة العربية وهم الان يقدمون نفطهم دون منة ولا کلمة واحدة وعندما خیروا بين الاقليم وان يبقوا بؤساء هکذا اختاروا العراق وبنسبة اصوات تزيد علی الخمس وتسعين بالمئة وما کان جواب (اخواننا) هو سبايکر ومثله وقبله وبعده کثير.
اماکن تواجد الشيعة تبدأ من سامراء الى الفاو وهذا ما يعرف بالعراق التأريخي او العراق الشيعي على حد تعبير عالم الاجتماع حنا بطاطو(انظر كتاب العراق الجزء الاول) اعتمادا على ماجاء في كتاب الخوارزمي الذي كان اول من رسم تلك الخارطة ومن شاء فليراجع. ومن اجل ان تتضح الصورة اكثر نقول ان الخارطة الادارية للعراق الحالي مرت بعدة مراحل:
المرحلة الاولى وهي مرحلة العهد الملكي حيث تتجسد المساحة الجعرافية الطبيعية لكل اقليم او ولاية من ولايات العراق آنذاك حيث تمتد جغرافية شيعة العراق من سامراء الى الفاو واستمر اعتماد هذه الحدود حتى في العهد القاسمي اذ لم تتلاعب حكومة الزعيم قاسم بتلك الحدود الى ان بدأت المرحلة الثانية وهي:
 ماء الشمال ونفط الجنوب

مرحلة الحكم العارفي حيث بدء التلاعب بتلك الحدود لدوافع طائفية محضة وهو مايمكن تسميته بالطائفية الجغرافية اذ عمد عبد السلام عارف الى توسيع رقعة الجغرافية السنية على حساب الارض الشيعية حيث بدأت الخارطة العراقية تشهد توسع اراضي السنة يومها ظهرت الرمادي بمساحة ضعف مساحتها الاصلية في العهد الملكي والرمادي هي عاصمة محافظة الانبار حيث ولد عبد السلام عارف الجميلي في احد قراها النائية والغائرة في عمق الصحراء المنسية.
بعد ذلك بدأت المرحلة الثالثة حيث حكم البكر الذي لم يتردد في الاستمرار بمنهج الطائفية الجغرافية الذي وضعه سلفه عارف حيث شهدت هذه المرحلة ولادة مايسمى بمحافظة صلاح الدين والتي عاصمتها تكريت فأبتعلت هذه سامراء وقضمت جزء من بغداد وسبب ظهور هذه المحافظة على الخريطة يعود لكون البكر من مواليد تكريت وفي نفس الوقت تمددت الانبار أكثر لتقضم هي الاخرى اجزاء من بغداد ومن مدينة كربلاء ولتبتلع ثلثي مساحة بحيرة الرزازة في محاولة مكشوفة للسيطرة على مصادر المياة وحرمان الشيعة منها ايضا.
اما في المرحلة الرابعة والتي أبتدات رسميا في العهد الصدامي حينها تمددت الانبار جنوبا في عمق الاراضي الشيعية لتقضم ماتبقى من الصحراء الشمالية والجنوبية التي تمتد من النجف الاشرف وحتى السماوة ولتصبح مساحتها لوحدها ثلث مساحة العراق تقريبا وتوسعت صلاح الدين حتى وصلت حدودها الى تخوم كركوك حيث ألحقت بعض الاراضي للشيعة التركمان كقضاء طوزخورماتو بصلاح الدين.
ان الانظمة السنية المحتلة التي تعاقبت على حكم العراق امعنت في تطبيق منهج الطائفية الجغرافية بحق الشيعة الى حد التطرف وقد قرنت هذه السياسة بطائفية اقتصادية وبذلك نجحت الى حد كبير في تقويض كل مقومات الدولة الشيعية ووضعت الشيعة بين فكي كماشة هما الطائفية الجغرافية والطائفية الاقتصادية والتي تمثلت بسياسة التاميم التي طبقت في العهد العرافي الاول تحت يافطة الاستعداد للاتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة وضربت هذه السياسة اقتصاد الشيعة بالصميم.كل ذلك من اجل افراغ الشيعة من مصادر القوة المالية والاقتصادية والجغرافية.
لايمكن تفسير الطائفية الجغرافية التي اتبعت ضد الجغرافية الشيعية الا من منطلق عقدة الاقلية التي يعاني منها السنة في العراق فهم ولاجل التخلص من هذه العقدة راحوا يحتلون اراضي الشيعة والاكراد من اجل مقايضة المساحة الجغرافية بالكثرة السكانية لكل من الشيعة والاكراد وكأنهم كانوا يحسبون حساب اليوم الذي يزول فيه ملكهم الذي بنوه على حساب الاخرين وهذا ماصرح به زعيم هيئة علماء السنة مرارا وتكرار وقال اذا كنا نحن اقلية عددیة فاننا اكثرية جغرافية وراح يقايض المساحة الجغرافية بالكثرة العددیة كما يريد الان مقايضة الماء بالنفط.
الشيعة الان هم الاكثرية البرلمانية وعليهم استغلال الفرصة و تشريع قانون يلغي التغييرات التي حصلت في الخارطة الادارية للعراق ويلزم الجميع باعتماد خارطة الزعيم عبد الکريم قاسم ، والاسراع في تشكيل فيدرالية الوسط والجنوب بالاضافة الى فيدرالية بغداد والتي سوف تبقى للابد عاصمة العراق.


المصدر:  نوري العلوي / راسخون2014

 



نظرات کاربران
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.