ابن طَبَاطَبَا

Saturday, March 28, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
ابن طَبَاطَبَا

(173ـ 199هـ/ 789 ـ 815م) أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، أمير من العلويين الطالبيين الذين راموا الخلافة زمن المأمون العباسي [ر]، وطَبَاطَبَا لقب أبيه إبراهيم، وقيل بل لقب جدِّه إسماعيل، لُقِّب به لِلَثْغَةٍ في لسانه، وقيل: طَبَاطَبَا بلسان النبطية «سيد السادات».

كان محمد بن إبراهيم مقيماً في المدينة المنورة، وفي سنة 196هـ حجَّ، فتكاثر عليه النَّاس بمكة المكرمة، فاختفى عن الأعين خيفة الفتنة، وكان النزاع في تلك السنة قائماً على الخلافة بين الأمين وأخيه المأمون ابني هارون الرشيد، ثم التقى ابن طباطبا بنصر بن شبيب، فزيَّن له الخروج على العباسيين، ووعده بنصرته مع من معه من أهل العراق، ولما استقر الأمر في العراق للمأمون سنة 198هـ شاع بين الناس أنَّ وزير المأمون الفضلَ ابنَ سهل  قد غلب على المأمون، وأنَّه أنزله قصراً في خراسان حجَبه فيه عن أهل بيته وقوّاده، وأنَّه استبدَّ بأمر الخلافة دونه، فغضب لذلك بنو هاشم ووجوه الناس، وهاجت الفتن في الأمصار، فجاء نصر بن شبيب إلى المدينة المنورة وزار محمد بن إبراهيم وحرَّضه على الخروج والدَّعوة إلى الرضا من آل البيت، وذكر له أنَّ أهل الكوفة ينتظرون قدومه ليساندوه، فوعده محمدٌ أن يجتمع به في الجزيرة ثم يكون التَّوجه منها إلى الكوفة، ولما توجَّه إلى الجزيرة لقيه نصر بمن معه، وعرف محمد أنهم مختلفون فيما بينهم، ففَتَّ ذلك في عَضُدِه وأزمَع العودة إلى المدينة، فاجتمع في طريق عودته ـ وهو بالرقة ـ برجلٍ يدعى أبا السرايا واسمه السري ابن منصور الشيباني أحد الخارجين على العباسيين، فبايعه أبو السرايا، وقال له: «انحدر أنت في الماء، وأسير أنا على البر حتى نوافي الكوفة»، فدخلاها يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة 199هـ واستوثق له أهلها بالطاعة وبايعوه، وأتاه الناس من نواحي الكوفة والأعراب فدخلوا في بيعته، واجتمعوا عليه من كل فجٍّ عميق، ونقش الخاتم والدِّرهم، وكان نقشه قول الله تعالى: )إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ( (الصف4) وفي وسطه «الفاطمي الأصغر»، وكان العامل على الكوفة من جهة الحسنِ ابنِ سهلٍ سليمانُ بنُ أبي جعفر المنصور، وكان خليفة سليمان بها خالدُ بنُ محجل الضَّبِّي، فلما بلغ خبرُ محمدِ ابنِ إبراهيمَ وأبي السرايا وما فعلاه بالكوفة إلى الحسن بن سهل عنَّف سليمان وضعفه، ووجه إلى الكوفة أحد قواده زهير بن المسيب الضَّبِّي في عشرة آلاف فارس وراجل، فخرج إليه ابنُ طبَاطَبَا وأبو السرايا فواقعاه في قرية تسمى شاهي، فهزماه شرَّ هزيمة، واستباحا عسكره، وكانت الوقعة آخر جمادى الآخرة، فلما كان يوم غدٍ أول رجبٍ سنة 199هـ)مات محمدُ بنُ إبراهيم فجأةً، وتكاد المصادر تُجْمع على أنَّه ربما مات مسموماً، سمَّه أبو السرايا، لأنَّه لما غنِم عسكر زهير منع عنه أبا السرايا، وكان الناس مطيعين له لا يعصون له أمراً، فظهر لأبي السَّرايا أنَّه لا حكم له معه ولا أَمر، فسمَّه ليتخلَّص منه، وأقام مقامه فتًى صغيراً من الطالبيين اسمه محمد بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.