(1583ـ 1645) هيوغو غروشيوس Hugo Grotious (باللاتينية)، أو هويغ دي غروت Huig de Groot (بالهولندية)؛ هو فقيه هولندي يعدُّ أبا القانون الدولي الحديث.
ولد غروشيوس لعائلة عريقة في ديلفت Delft في العاشر من نيسان عام 1583م، وفي سن الثامنة كان قد بدأ ينظم الشعر باللاتينية. دخل جامعة ليدن وهو في الحادية عشرة من عمره وتخرج فيها وهو في الرابعة عشرة. وفي عام 1598م، وقبل أن يصبح في الخامسة عشرة من عمره، رافق رجل الدولة الهولندي جان فان أولدنفارنيفلدت Jan van Oldenfarneveldt في مهمة دبلوماسية إلى بلاط الملك الفرنسي هنري الرابع، وقـد أعجب الملك بغروشيوس أيما إعجاب فسمَّاه «معجزة هولندا» The miracle of Holland، وقبل أن يغادر غروشيوس فرنسا بعد عام من وصوله إليها حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة أورليان Orléans.
تزوج غروشيوس من ماريا فان ريجيربيرش Maria van Reigersberch وخلَّف سبعة أولاد، وألَّف سنة زواجه رواية درامية ذاع صيتها باسم Christus patiens.
بعد عودته من فرنسا؛ مارس غروشيوس المحاماة في لاهاي، وبعد عامين اختارته جمعيتها التأسيسية مؤرخاً رسمياً للمدينة ثم لمقاطعات هولندا، وأصبح المحامي العام لهولندا في عام 1607م. ومنذ العام 1613م، وبوصفه ممثل روتردام في مجلس المقاطعات الهولندية ومحاميها العام؛ انخرط غروشيوس في صراع ديني وسياسي، فقد أيدت غالبية المقاطعات الهولندية المصلحين الكالفينيين ضد حزب الأورثوذكس الكالفينيين الذين كانت تدعمهم غالبيـة المجلـس التشريعي والحاكم وقائد الجيش موريس أمير ناسو Maurice of Nassau.
وفي عام 1618م تمكن الأمير موريس من قمع الإصلاحيين والمتمردين بالقوة، واعتُقل غروشيوس لتأييده الإصلاحيين، واتُّهم بالخيانة العظمى وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في قلعة لوڤيستين Loevestein. لكن غروشيوس تمكن من الهرب عام 1621م بمعونة زوجته التي أخفته في صندوق كتب أخرجته فيه من السجن إلى فرنسا، وهناك استقبل بحفاوة بالغة. وفي عام 1634م دخل في الخدمة الدبلوماسية السويدية وعُيِّن سفيراً للسويد في البلاط الفرنسي. وأخيراً وبعد موت الأمير موريس سمح لغروشيوس بالعودة إلى هولندا عام 1645م، لكنه توفي بعد قليل في مدينة روستوك Rostock الألمانية وهو في طريق عودته من السويد إلى بلاده.
أكثر أعمال غروشيوس أهمية وأكبرها أثراً في القانون الدولي العام مؤلفه الموسوم بـ «De Jure Belli ac Pacis» أي «في قانون الحرب والسلام» الذي نشر في باريس عام 1625م حيث كان غروشيوس منفياً في فرنسا، وعُدَّ أول مؤلف من نوعه في هذا الفرع من فروع القانون. وقد طبق غروشيوس في نظرياته مبادئ القانون الطبيعي[ر] على سلوك الأمم. وذهب غروشيوس إلى أن الدول كالأفراد ملزمة بشرعة واجبات ومحرّمات عالمية الطابع، معقولة في مضمونها، ولاتقبل التبديل والتغيير لأن مصدرها واحد ليس هو الخالق بل (طبيعة المخلوق)، فلايحق لدولة ما عند غروشيوس، أن تهاجم دولة أخرى. لكن غروشيوس ميّز بين الحروب العدوانية والحرب العادلة، وهذه الأخيرة مسموح بها فقط عند عدم وجود مرجع قضائي يحسم النزاع الداعي لشنها، ففي مثل هذه الحال يمكن للدولة أن تستخدم قواتها المسلحة للدفاع عن حقوقها أو ممتلكاتها أو لمعاقبة عمل إجرامي. ولعله بذلك عُدَّ صاحب نظرية الحرب العادلة التي تبناها بعض الفقهاء الأوربيين من بعده مثل فيكتوريا وسواريز، مع إضافات معينة لتبرير خوض هذه الحرب، مثل الإعلان وحسن إدارة الحرب … كذلك وضع غروشيوس عام 1631 مؤلفاً بعنوان «مقدمة إلى الاجتهاد القضائي في هولندا» An introduction to the jurisprudence of Holland. وقد غدا هذا المؤلف أساس التشريع في جنوب إفريقيا بين عامي 1859 و1901م.
لكن أول كتاب مهم ألَّفه غروشيوس في القانون الدولي كان ذلك الذي عنونه «تعليق على قانون الغنائم» De jure praeda commentarius، وعلى الرغم من أن هذا الكتاب وضع عام 1604م، إلا أنه لم يظهر مطبوعاً إلا عام 1868م، عدا فصله الثاني عشر الذي طبع عام 1609م، كبحث قصير نسبياً بعنوان «حرية البحار» Mare liberum. وفي هذا البحث أكَّد غروشيوس على حق هولندا في الملاحة التجارية الحرة في البحر العام (أعالي البحار) High Seas وخاصة في منطقة الهند الشرقية على أساس أنه لا يحق لدولة أن تدعي سيادتها على البحر العام. وقد لقيت نظرية غروشيوس في حرية البحر العام قبولاً لدى بعض الدول في حين عارضتها دول أخرى مثل بريطانيا التي طالبت بإحراق المؤلف، وأوعزت لكاتب بريطاني هو «جون سِلْدن» بكتابة مؤلف يؤكد فيه خضوع أعالي البحار لسيادة الدول البحرية. غير أن نظرية غروشيوس هي التي سادت وماتزال سائدة حتى اليوم في الفقه والاجتهاد، وقد قننت بمعاهدات دولية منذ عام 1930م فأصبحت هي النظرية التي تحكم أعالي البحار، وجاءت اتفاقيات جنيڤ 1958م واتفاقية جامايكا لعام 1982م لتؤكدها.
كان غروشيوس كاتباً متعدد المواهب والاختصاصات. فإلى جانب كتبه في القانون ألّف في الشعر والرواية والتاريخ واللاهوت واللسانيات والفلك والقصة، وقد تُرجم بعض مؤلفاته القصصية ومنها De veritate religionis christianae إلى ثلاث عشرة لغة منها العربية والأوردية. كما تَرجم من اللاتينية وإليها عدداً لايستهان به من المؤلفات فيما تقدم من علوم.
هيوغو غروشيوس
Tuesday, May 12, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور