فـرديناند فوش

Wednesday, June 10, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
فـرديناند فوش

(1851-1929) فـرديناند فوش Ferdinand Foch، مارشال فـرنسا وبـريطانيا العظمى وبولندا، والقائد العام لجيوش الحلفاء في الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

ولد فرديناند فوش في مدينة تارب Tarbes حاضرة مقاطعة البيرينه العليا (فرنسا) لأسرة تعمل في الإدارة المدنية، غير أن جده لأمه كان ضابطاً في زمن الثورة الفرنسية وفي عهد نابليون، وكان فوش مولعاً بقصص الحملات التي شارك بها جده، وقراءة وصف المعارك التاريخية منذ صغره. التحق عام 1869 بمدرسة الجزويت في ميتز Metz استعداداً لامتحانات القبول في مدرسة البوليتكنيك، واجتازها بنجاح في تموز/يوليو 1870 مع اندلاع الحرب البروسيّة الفرنسية (1870-1871)، فتطوّع للخدمة في الجيش، غير أنه لم يشارك في أي معارك.

تركت الحرب لدى فوش انطباعاً لا يمحى، حين عاد بعد الهدنة لمتابعة الدراسة في ميتز التي تحوّلت إلى مدينة ألمانيّة، وقرر بدافع الغضب والوطنية أن يلتحق بالقوات المسلحة وأن يعمل من أجل استرداد ميتز ومنطقة اللورين. وبعد عامين أمضاهما في البوليتكنيك في باريس التحق فوش بمدرسة المدفعية (1873) وتخرَّج فيها برتبة ملازم، وعٌيِّن في إدارة المدفعية في باريس. تزوج في عام 1883. رُقي في عام 1885 إلى رتبة رائد والتحق بمدرسة الحرب العليا لمتابعة تأهيله، ورُفِّعَ إلى رتبة مقدم عام 1894، وعين أستاذاً لمادتي الاستراتيجية والتكتيك فيها، كما شغل عدة مناصب في هيئات الأركـان، وسّعت من معارفـه وزادت في خـبراته. وفي هذه الحقبة أصدر مـؤلفين مهمين: «إدارة الحـرب» De la conduite de la guerre عام (1897) و«مبادئ الحـرب» Des principes de la guerre عام (1899) ركّز فيهما على نظريته حول الهجوم الشامل والكثيف، ووحدة القيادة، وإرادة النصر.

في عام 1907، رُقِّي فوش إلى رتبة عميد وعين مديراً لمدرسة الحرب العليا، وفي عام 1911 عُيّن قائداً لفرقة ثم قائدا لفيلق جيش، وفي عام 1913 أصبح قائداً لفيلق الجيش 20 في نانسي Nancy المكلّف حماية الحدود مع اللورين. وبدا أن فوش قد بلغ غاية خدمته العسكرية لقرب إحالته على التقاعد، غير أن اندلاع الحرب العالمية الأولى في 2آب/أغسطس 1914 أرغم فوش على خوض القتال على الجناح الأيمن للجبهة عند اللورين، ولم تمض بضعة أسابيع حتى كلّف سد ثغرة خطيرة في وسط الجبهة على رأس مفرزة الجيش (الجيش التاسع فيما بعد) المشَكَّلة حديثاً، بأمر من القائد الـعام الجنرال جـوفـر[ر] Joffre. وتمكّن من إبطال محاولات الألمان اختراق الدفاع، وقد كان لصموده أثره البالغ في النصر الذي حققه جوفر في معركة المارن[ر] Marne الأولى، وكذلك في المعارك الأخرى عند إيسر Yser وإيبر Ypres حيث كلّفه جوفر تنسيق التعاون بين القوات الفرنسية والبريطانية والبلجيكية التي تعرّضت لهجوم عنيف. وفي العامين 1915 و1916 قاد فوش مجموعة الجيش الشمالية، غير أنه لم ينجح في خرق الخطوط الألمانية عند أرتوا Artois وفي السوم Somme بسبب نقص الإمدادات والمؤن. وفي عام 1917، عين فوش رئيساً لأركان حرب وزير الدفاع، وقد أتاح له هذا المنصب أن يكون مستشاراً لجيوش الحلفاء، لكن قياداتها كانت مستقلة تماماً بعضها عن بعض، وخشي فوش أن تستغلّ ألمانيا هذا الوضع وتضرب كلاً منها على حدة، فاقترح توحيد القيادة، غير أن رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج ورئيس وزراء فرنسا كليمنصو رفضا الاقتراح، وتمكّنت ألمانيا من حشد قوات ضخمة وتسديد ضربة إلى القوات البريطانية عند بيكاردي Picardy في آذار/مارس 1918 انهارت الجبهة على إثرها. وأدرك لويد جورج وكليمنصو أن فوش هو الوحيد القادر على إنقاذ الموقف، فاختاراه قائداً عاماً لقوات الحلفاء على الجبهتين الغربية والإيطالية، وغدت المواجهة حتمية بين قائدين مصممين على انتزاع النصر، إريش لودندورف[ر] Erich Ludendorff (ألمانيا) وفرديناند فوش (الحلفاء).

حاول فوش تفادي الدخول في معركة حاسمة مع الألمان إلى حين وصول القوات الأمريكية التي دخلت الحرب حديثاً، في حين أراد لودندورف، الذي كان يملك المبادأة والتفوّق العددي، أن يستغلّ الفرصة قبل وصول الأمريكيين، فقرر تشديد الهجوم. ونجح فوش في صد الهجوم عند بيكاردي وإنقاذ جبهة البريطانيين بفضل التعزيزات التي دفعها على حساب الجبهة الفرنسية. فاستغل لودندورف المناسبة ليخترق جبهة القوات الفرنسية حتى المارن، حيث تمكّن فوش من إيقاف الهجوم أيضاً. وقرر لودندورف المقامرة بكل ما عنده من قوى، فزجَّها في هجوم كاسح في 15 تموز/يوليو 1918 باتجاه شمبانيا Champagne، لكنَّ هجومه توقّف بعد يومين، وانقلبت الخسارة عليه. وجاء دور فوش ليسدد ضربته المعاكسة ويعيد القوات الألمانية إلى مواقعها الدفاعية السابقة (18 تموز/يوليو-8 آب/أغسطس). ومنح فوش لفوزه الساحق رتبة الشرف «مارشال فرنسا». وبعد أن أنهك الجيش الألماني واستنزفت قواه، وظهرت بوادر الثورة في ألمانيا، لذلك اضطرت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918 إلى طلب الهدنة من دون قيد أو شرط. وتمَّ عقد الهدنة في رتوند Rethondes حيث أملى فوش شروط الحلفاء وحقق هدفه الذي عاش لأجله، وهو إعادة الألزاس واللورين إلى فرنسا.

بعد الحرب انهال التكريم على فرديناند فوش من كلّ جانب، فمنح لقب مارشال بريطانيا العظمى ومارشال بولندا، كما منح كثيراً من الأوسمة، وانتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية (1918). ودفن بعد وفاته في قصر الأنڤاليد[ر] في باريس إلى جانب نابليون بونابرت. ترك مذكرات نشرت عام 1931.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.