جون فريدريك تشارلز فولر

Thursday, June 11, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
جون فريدريك تشارلز فولر

(1878-1966) جون فريدريك تشارلز فولر J.F.C.Fuller ضابط سابق في الجيش البريطاني برتبة لواء، ومنظّر ومؤرخ عسكري، والأب الروحي لحرب المدرعات الحديثة، له أثره في بلورة استراتيجية الحرب الميكانيكية وخاصة في ألمانيا والاتحاد السوڤييتي عشية الحرب العالمية الثانية.

ولد تشارلز فولر في مدينة تشيشستر Chichester من مقاطعة سوسكس الغربية في إنكلترا، وبعد إتمامه دراسـته الثانوية استدعي للخدمة في الجيش البريطاني سـنة 1899، وشارك في حرب البوير في جنوب إفريقيا. التحق بعدها طالباً بكلية الأركان الملكية البريطانية في كمبرلي Camberley. وخدم ضابط أركان في القوات البريطانية العاملة في فرنسا مع بداية الحرب العالمية الأولى.

ولعنايته بالدبابات منذ اختراعها عُيّن فولر في أواخر عام 1916 رئيساً لأركان فيلق الدبابات البريطاني، وتولى بنفسه وضع خطة الهجوم المباغت على القوات الألمانية عند كامبراي Cambrai في تشرين الثاني/نوڤمبر 1917 الذي شاركت فيه 381 دبابة من جانب الحلفاء، وكانت تلك أول معركة دبابات حاسمة في تاريخ فن الحرب. كما كان لفولر دور رئيسي في معارك الدبابات التي دارت في العام 1918، وتولى وضع «خطة 1919» التي هدفت إلى حسم الحرب بحشد عدد ضخم من الدبابات والقاذفات؛ غير أن ألمانيا انهارت قبل ذلك.

بعد انتهاء الحرب نشط فولر بمشاركة صديقه باسيل هنري ليدل هارت[ر] B.H.Liddell Hart في الدعوة لمكننة الجيش البريطاني وتحديثه. واستغل منصبه مدرساً رئيسياً في كلية الأركان في كمبرلي (بدءاً من عام 1923)، ثم معاوناً عسكرياً لرئيس الأركان الملكية العامة (1926)، ليثبت وجهات نظره فيما يتعلق بالحرب الميكانيكية الحديثة عن طريق المحاضرات والمؤلفات والمقالات واللقاءات مع الشخصيات القيادية، ولاسيما بعد ترقيته إلى رتبة لواء في عام 1930. غير أن إخفاقه في إقناع المسؤولين بنظرياته دفعه إلى تقديم استقالته من الجيش سنة 1933؛ ليتفرغ للكتابة والتأليف. وقد أتاحت له خبرته في المجال الحربي العمل مراسلاً حربياً سنة 1935 في الحرب الإيطالية في الحبشة[ر. إثيوبيا]، وفي الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).

 وكان فولر قد أصدر في تلك الأثناء عدداً من المؤلفات لم تلق العناية الكافية في بريطانيا، غير أنها لقيت ترحيباً واستجابة كبيرين في كل من ألمانيا والاتحاد السوڤييتي، وتمَّ تبنّي كثيرٍ من آرائه فيهما، حتى إن هاينتس غودريان[ر] الداعية الأول لحرب المدرعات في ألمانيا عدّه معلمه.

وضع فولر ما يزيد على ثلاثين مؤلفاً غير المقالات التي نـشرها في الصحف، ومن تلك المؤلفات: «الدبابات في الحرب العظمى» (1920)، و«تصحيح الحرب» (1923)، و«حول حرب المـستقبل» (1928)، و«مذكرات جندي غير تقليدي» (1936)، إضافة إلى محاضراته حول الخدمة في الميدان التي صدرت عام 1937 بعنوان Field Service Regulations III. وكان فولر الأجنبي الوحيد الذي دعاه هتلر ليشهد أول مناورات حربية بالمدرعات في ألمانيا النازية سنة 1935. وشجعه وضوح نظرياته وما لقيته من تطبيق ناجح في أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) على المضي قدماً في عرض آرائه، فنشر في عام 1942 مؤلّفه «الحرب الآلية» Machine Warfare، وكتابه عن تاريخ تلك الحرب الذي صدر عام 1948 بعنوان «الحرب العالمية الثانية 1939-1945». غير أن أضخم مؤلفاته كان بعنوان «التاريخ العسكري للعالم الغربي» (صدر في ثلاثة أجزاء بين العامين 1954 و1956)، وقد حلل فيه فنّ الحرب في العالم الغربي منذ بداياته حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. ومن مؤلفاته كذلك «إدارة الحرب» (1961) الذي ترجمه أكرم ديري إلى العربية وصدر عن دار اليقظة العربية بدمشق سنة 1971.

وسم فولر بالغلو في تحمسه للحرب الميكانيكية حتى إنه كان يؤكد إمكانية تحقيق النصر بالمدرعات وحدها؛ لأن المركبات المدرعة في نظره تجمع بين القوة النارية والقدرة الحركية المطلقة، إلى جانب الدرع الواقي، وهي الوسيلة الأفضل للتفوق على القوى المدافعة التي تعتمد على غزارة النيران لردع المهاجمين. كذلك اتهم فولر بمحاباته للنازية وميوله الفاشية المناهضة للسامية.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.