سيمون مارتيني

Saturday, August 22, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
سيمون مارتيني

(1284ـ 1344) سيمون مارتيني Simone Martini رسام ومصوّر إيطالي، ولد في سيينا Siena، وتوفي في أڤييون Avignon. عُدَّ فنه مثالاً رفيعاً للفن القوطي بخصائصه المختلفة، وعُدَّ في الوقت نفسه، أكثر الفنانين تأثيراً بفن مسقط رأسه سيينا وتمثيلاً له.

يعتقد كثير من المؤرخين والباحثين، أن مارتيني تتلمذ على يد الفنان دوتشيو Duccio، وعنه أخذ حبه للألوان النقية الشفيفة والمتناسقة، كما حملت أعماله الأولى كثيراً من أشكال أستاذه وسماته، ما أضفى الطلاوة على خطوطه، والرهافة على تعبيره الذي استوحاه من الأعمال القوطية الفرنسية التي درسها مارتيني في صباه في إيطاليا، ليرتقي بالخط التزييني للأسلوب القوطي حد الكمال، مما جعل الحجوم منسجمة ومتآلفة مع إيقاع الخطوط.


قام مارتيني بتطوير المفردات الزخرفيّة في عصره، وأخضعها لنمط الفن القوطي وخصائصه، وأكد على حجم العناصر والأشكال في الفراغ، وأضاف بعداً جديداً إلى المنظور، وأسهم بتخليص الرسم والتصوير الذي اشتغل عليه من سطوة الفن البيزنطي.

نفذ مارتيني كثيراً من الأعمال الفنيّة في حياته، منها لوحة جدارية تحمل اسم «ميستا» Maesta (1315) صوّر فيها السيدة العذراء والطفل والملائكة والقديسين، وقام بتعديلها عام 1321، وقد واكب ذلك، تعديل جوانب عديدة من أسلوبيته، كان من أبرزها استبدال نزعته الواضحة نحو المنظور الوهمي والأشكال المجردة بالتكوين الهرمي في أعماله.

من أعماله أيضاً، لوحة «القديس لويس من طولوز يتوج أخاه الملك روبير» نفّذها عام 1317 في إحدى كنائس نابولي Naples. وقد حقق مارتيني في هذه اللوحة درجة عالية من الروحانيّة العميقة. وبعد سنتين نفذ لوحة أخرى في كنيسة سانتا كاترينا Santa Caterina بمدينة بيزا Pisa تمثل السيدة العذراء. تنفرد هذه اللوحة بألوانها الرائعة المعبّرة. أما المشاهد العشرة الزاخرة بأشكال الفروسيّة المستلهمة من حياة القديس مارتين Martin، فقد نفّذها ما بين عامي 1320 و1330.

من أعمال مارتيني المهمة أيضاً، اللوحة الشخصية التي تناول فيها موضوع الفروسية لدى غويدوريتشيو دا فوليانو Guidoriccio da Fogliano والمنفذة عام 1328، ويُرجح الباحثون أن تكون هذه اللوحة أول عمل فني ينتمي إلى مسقط رأسه «سيينا» خالٍ من الأبعاد والتوجهات الدينية. كانت هذه اللوحة سابقة في فن عصر مارتيني، كما كانت حافزاً كبيراً للعديد من فناني عصر النهضة الذين نفذوا لوحات شخصية تُعنى بموضوع الفروسيّة.


 وقد أسهمت واقعية شخوصه النفسية وتزييناته المشرقة في خلق لغة فنية جديدة، أُطلق عليها «القوطية العالمية».

من أعمال مارتيني أيضاً، لوحة تحمل اسم «البشارة» نفذها لمذبح كاتدرائية سيينا (نقلت فيما بعد إلى مدينة فلورنسا Florence) عام 1333 بمساعدة أخي زوجته الرسام السييني ليبو ميمي Lippo Memmi. تحمل هذه اللوحة خصائص فنية جديدة ولافتة، فهي مرسومة (عن عمد) بصيغة لا واقعية، وبتناغم متقن بين الرسم والأشكال الخياليّة والألوان، ما جعلها نابضة بالحياة، غنية بالروحانيات العميقة، ساحرة الصوغ الفني، وهذه الخصائص مجتمعة، دفعت العديد من الفنانين المعاصرين لمارتيني، إلى محاولة تقليدها، غير أنه لم يتمكن أي فنان من مجاراتها.

في عام 1340، استقر مارتيني في بلاط بابا أفينيون بنوا السابع Benoît VII، حيث تعرّف الشاعر بترارك Pétrarque وزين بالرسوم مؤلفه حول الشاعر فرجيل Virgile.

عُدَّ سيمون مارتيني من أهم فناني سيينا بعد معلمه دوتشيو، وكان تأثيره قوياً في فن بلده على امتداد القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ما جعل فنه محط اهتمام وتقليد الفنانين له في كل من: نابولي وبيزا وأورفيتو Orvieto وأسيزي Assisi وأفينيون.
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.