(1260ـ 1337هـ/1844 ـ 1918م) محمد رشاد هو السلطان الخامس والثلاثون من السلاطين العثمانيين، ولد ونشأ في إصطنبول، وأمضى أغلب عمره في قصر زنجيرلي كوي، حتى الانقلاب العثماني عام 1909، حين خُلع أخوه السلطان عبد الحميد الثاني، وتولى الحكم بعده، وكان عمره حينئذ 56 عاماً.
وصل محمد رشاد إلى الحكم في ظروف صعبة للغاية ليعتلي عرش دولة تسلط عليها أعداؤها في الداخل والخارج، ولذا فلم يستطع أن يواجه تلك التحديات والأخطار لجسامتها، وجرت الأحداث لغير مصلحته ولا مصلحة دولته؛ إذ تسلم «حزب الاتحاد والترقي» شؤون البلاد بدعم من الجيش، فنهج في سياسته منهجاً قومياً، عمل عبره على فرض سياسة تتريك شعوب الدولة العثمانية بأسلوب عنيف، مما أدى إلى تغذية الحركات القومية وقيام الاضطرابات العرقية والاجتماعية والسياسية.
ومع أن السلطان محمد رشاد تسلّم الدولة وهي في مرحلة الاحتضار، غير أنه لم يشهد موتها النهائي، ومع ذلك فقد نظر إليه الأوربيون على أنه خليفة أولئك السلاطين الذين ناهضوا أوربا وخاضوا حروباً طويلة ضدها، فاستمروا في عداوته من أجل القضاء على السلطنة. ومن سوء حظه أنه تولى الحكم بالوقت الذي فقدت فيه الدولة كثيراً من أراضيها في أوربا بعد معاهدتي سان استيفانوس San stefano وبرلين. وكانت الأيدي الأجنبية تمرح في البلاد، والخزينة في حالة إفلاس بسبب الحروب المتواصلة، مما أدى إلى تسلط الأوربيين على مالية الدولة بحجة استيفاء ديونهم.
ولم يمض على تسلم محمد رشاد السلطنة ثلاث سنوات حتى احتلت إيطاليا ليبيا بالاتفاق مع بريطانيا وفرنسا بموجب الاتفاق الودي عام 1904، وانتزعتها من الدولة العثمانية بعد حرب دامت سنة أجهدت البلاد في أثنائها، وبذلت كل ما يمكنها أن تبذله.
ثم جاءت بعد ذلك حرب البلقان (1912-1913) التي أثارها الصرب والبلغار والرومان بدعم من روسيا القيصرية، ونتج منها أن استقلت ألبانيا وسلَّمت جزيرة كريت لليونان ومعها إقليمي سالونيك وكافالا وبعض سواحل مقدونيا، وحصلت بلغاريا على تراقيا وشاطئ بحر إيجة، وحصلت رومانيا على الجزء الجنوبي من دوبروجة الذي يتحكّم بمجرى الدانوب.
وفي عهد السلطان محمد رشاد قامت الحرب العالمية الأولى فخاضتها الدولة العثمانية مرغمة إلى جانب ألمانيا والنمسا وبلغاريا ضد بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا، واستطاعت أن تقاوم أربع سنوات على الرغم من عري جنودها ومرضهم وجوعهم حتى استسلمت عام 1918، إثر هدنة مودروس، ولكن السلطان محمد رشاد لم يشهد سقوط دولته؛ فقد مات قبل شهور من ذلك. وخلفه على العرش أخوه السلطان محمد وحيد الدين الذي أصبحت الدولة العثمانية في عهده قاصرة على تركيا اليوم.
محمد رشاد
Wednesday, September 16, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور