(361 ـ 421 هـ/971 ـ 1030) هو أبو القاسم محمود بن سُبُكُتكين المشهور بالغزنوي، نسبة إلى غزنة إحدى مدن أفغانستان اليوم. والغزنويون أتراك ارتبط ظهورهم بالنشاط الذي أبدوه في المعارك الحربية لمصلحة الدولة العباسية منذ منتصف القرن الرابع الهجري، إذ كانت لهم مؤهلات مكّنتهم من التأثير في مجريات الأحداث، وجعلت لهم نفوذاً لدى خلفاء بني العباس مكَّنهم من إنشاء دولتهم في الفترة بين (366- 582هـ/976- 1186م).
كان سُبُكُتكين والد محمود حاجباً لإسحاق بن البتكين عامل غزنة من جهة السامانيين. ولما توفي إسحاق خلت الساحة من والٍ كفي فاجتمع الرأي على سُبُكُتكين لما عرف عنه من القوة ورجاحة العقل. فولي غزنة سنة 366هـ/976م، وراح يغزو بجنده أطراف الهند، فحقق بعض الانتصارات التي جعلت الأمير الساماني نوح بن منصور يستعين به وبولده محمود على إخماد الفتن في خراسان، فتمكن الأب وابنه من إخضاع المتمردين، ثم ما لبث نوح أن ولاَّه خراسان، وأطلق على محمود لقب سيف الدولة، وعلى والده سُبُكُتكين ناصر الدولة، ثم استولى محمود ووالده على بست وكابل وبعض المناطق من بلاد الهند، وأصبحت غزنة عاصمة لهم. توفي سُبُكُتكين سنة 387هـ/997م بعد أن وضع أساس الدولة الغزنوية، وعهد بالملك من بعده لابنه إسماعيل، وكان هذا موصوفاً بالضعف وسوء التدبير، وهو بطبيعة الحال أصغر من أخيه محمود الذي كان في هذه الأثناء في نيسابور. تنازع الأخوان السلطة فقصد محمود غزنة واستولى عليها، وآل له المُلك سنة 388هـ/998م، وبدأ عهده بضم بلاد البنجاب والغور وبلاد ما وراء النهر، ولم يرقه نفوذ السامانيين في خراسان، فأخذ يخطط للقضاء على دولتهم، وأتته الفرصة حين استغل ما شجر بينهم من خلافات فادعى أنهم متمردون على أوامر الخليفة القادر بالله، وأنهم لا يخطبون له، فجرت بينهم وبين ولاتهم حروب انتهت بانتصاره عليهم، وسيطر على خراسان سنة 389هـ/999م، وخطب فيها للخليفة العباسي القادر بالله فكافأه الخليفة بأن بعث له خلعة السلطنة، ولقبه بيمين الدولة.
توجهت أنظار محمود إلى بلاد الهند، وشجعه على غزوها معرفته بها في أثناء مرافقته لوالده في الحروب، وثرواتها التي ستسهم في تغطية نفقات الدولة.
استمرت حروبه في الهند أكثر من خمسة وعشرين عاماً، أخضع في أثنائها أجزاء كبيرة من أراضيها وانتصر على ملكها جيبال، ونشر الإسلام بين أهلها، فنشأت روابط اجتماعية وفكرية بين العرب والهنود كان لها نصيب وافر في إثراء الحضارة العربية والإسلامية في مجالات الفلك والطب والأدب.
تطلع محمود إلى الشمال، فزحف بجيوشه نحو سمرقند وبخارى وأطراف بحر قزوين، فدانت له الري وخوارزم وجرجان وأجزاء من بلاد فارس إذ قضى على سلطان البويهيين في الري، وأخضع الأتراك الغز أصحاب أرسلان بن سلجوق القاطنين في صحارى بخارى، ولاحق بأمر من الخليفة القادر المعتزلة والقرامطة وشرد زعماءهم.
كان محمود قائداً عسكرياً ناجحاً إلا أنه كان قاسياً في حروبه، كما أنه أثقل البلاد المفتوحة بالضرائب، وكان متديناً عادلاً حسن السيرة محباً للعلم والعلماء، وقد أضحت غزنة في عهده موئلاً لرجال الفكر والعلم، استدعى إليها خيرة العلماء والأدباء فكان منهم البيروني العالم والمؤرخ، والفردوسي صاحب الملحمة الشعرية المعروفة بالشاهنامه، وفوق ذلك فإنه كان مشغوفاً بالعمارة والبناء ولعل من أبرز الشواهد الدالة على هذا النشاط مسجد غزنة الذي تجلى فيه روح الإبداع الهندسي.
دب الضعف في الدولة الغزنوية بعد وفاة محمود، الأمر الذي مكَّن السلاجقة من الاستيلاء على بلاد ما وراء النهر في سنة 429هـ/1037م، واستيلاء الغوريين على غزنة سنة 553هـ/1158م، وبذلك كانت نهاية الدولة الغزنوية.
محمود الغزنوي
Saturday, September 19, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور