مصطفى النحاس أحمد طه علي (مصر). ولد عام 1953 في مدينة القاهرة. تخرج في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1977. عمل مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية, ثم انتقل للعمل مدرسا بالمرحلة الثانوية بكلية النصر. نشر قصائده في العديد من المجلات المصرية والعربية, مثل: إبداع, القاهرة, الثقافة الجديدة, العربي, الكويت, الطليعة الأدبية.
دواوينه الشعرية: لبلابة في القمر 1990.
عنوانه: 6 شارع مصطفي البرادعي - النزهة الجديدة - القاهرة - ج.م.ع.
لِبْلابَـــــةٌ في القمــــــــر
(1)
سقطتْ لوحةُ الليل حين تلاشيَ الجدارْ
فتَّتَ الارتطامُ بأرض المكان طريقاً بها..
ينتهي عند نافورة في حديقة دارْ
هشم الكوخَ.. خالط بعضُ الهشيمِ زجاجَ الإطارْ
بعثر اللونَ واللمساتِ الأخيرةَ والزخرفةْ
قدمتْ للجحيم شظايا الزجاج ستائرهُ المترفةْ
وانطوى الليلُ في لحظة الانكسار.
(2)
كان في لوحة الليل منتظرا..
بين نافذة قد تهدَّل في جانبيها ستارْ
كان يُتْقِنُ بين ستائرهِ لعبة الانتظارْ
كان يرسل عينيه.. ترحل عيناهُ
في لهفه تتسلَّقُ لبلابةً في القمرْ
كي تفتش أغصانها, كي تلملم من بينها همسات السهرْ
وتعود بها ليعلقها بين غرفته
لتكون له في الحياة شعارْ
ليفرِّقها بين غرفته للعيون وللمسات
يفرقها بين لهفته للسكون.. يفرقها للحوارْ
كان يرقب صفو الكواكب.. صفو النسائم
كي يترسَّبَ فيه السنا.. يَتضوّع فيه النسيمُ طوال النهارْ
عندما سقط الحلم في آخر الانحدارْ
لم يجد ذلك الساهر المنتظرْ
بين لبلابة الليل همسا, وما كان فيها سهرْ
لم يجد مقلتيه.. مضت مقلتاه..
بكل الزحام الحطام الممدد بين الغبارْ
صار أشلاءَ منتظر قد تبعثر بين الدمارْ
(3)
كان في لوحة الليل مهدٌ.. وفيها صغارْ
وعرائسُ بنتٍ, وكان بها دُبّةٌ ضاحكه
وخيولٌ جلاجلها مربكه
وقرودٌ تدقُ الطبول, وترقص حين تُدَارْ
عندما حدث الانفجارْ
قد تمزق في الانفجارة رقصُ الدمى
وتمددَّ لهو العرائس بين النثار
ضحكات تسيل دما
واختفى الصخب المريميّ كضوء تبدَّدَ..
عند انطفاء الجمارْ.